الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
من المسائل الحيوية مسألة صفة السبابة في التشهد ، فمن المشاهد أن كثيراً
من الناس يحنون أصابعهم في التشهد حتى تصير الإشارة إلى الأرض!
فهل لهذا الفعل أصل ؟
قال أبو داود في سننه 991 : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا عثمان
يعني ابن عبد الرحمن ثنا عصام بن قدامة من بني بجيلة ( بجلة بسكون الجيم هي بنت هناءة
بن مالك بن فهم الأزدي وهي أم بني مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور
. وملط من بني سليم نسب إليها ولدها وبها يعرفون . هامش د ) عن مالك بن نمير الخزاعي
عن أبيه قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى
رافعا إصبعه السبابة قد حناها شيئا
في هذا الخبر نكارة إذ لا يوجد في أخبار التشهد خبر يذكر وضع الذراع على
الفخذ وإنما فيها وضع الكف على الفخذ ، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان وضعفه ابن القطان
والألباني لجهالة مالك
وقوله : قد حناها شيئاً تعني الحني القليل
قال ابن حبان في صحيحه مبوباً على هذا الخبر : " ذِكْرُ مَا يُسْتَحَبُّ
لِلْمُصَلِّي عِنْدَ الْإِشَارَةِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا أَنْ يَحْنِيَ سَبَّابَتَهُ
قَلِيلًا"
فهذا هو الخبر الوحيد في حني السبابة إنما يفيد الحني القليل فيدل بمفهومه
على عدم مشروعية الحني الشديد الذي تظهر معه السبابة كأنها مكسورة أو تصير الإشارة
إلى الأرض
والخبر لا يثبت وإن ثبت فلا يدل على الصفات التي يفعلها كثير من الناس
كما أوضحته
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم