الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فمن المعلوم ما عند أهل السنة من الأدلة على مشروعية الشدة على المخالف
وفي هذه الأزمان قد حصلت حال عجيبة
، ألا وهي أنه يأتي بعض الناس بالأغلاط ذوات العدد في باب من أبواب الدين فيرد عليه بعض أهل
السنة وتحمله الحمية على أن يشتد في الرد شدة يراها بعض الناس متجاوزة للحد
فيأتي بعض أهل التمييع فيلوم السني على شدته أكثر مما يلوم المخالف على
مخالفته التي هي أضر على دين الله من شدة السني
فيحصل من ذلك تنفيس لأهل الأهواء
وإرهاب لأهل السنة ويترتب على الأمرين من المفاسد ما يصعب حصره وإحصاؤه
وفي كثير من هذه الأحيان تكون شدة السني لا إشكال فيها ولا مجاوزة للحد
بل هي دون شدة السلف ، ولكن الكلام في هذا الباب كثيراً ما يقع بالذوقيات المحضة
وقد وجدت كلاماً نفيساً للشيخ عبد اللطيف آل الشيخ يدافع فيه عن الشيخ حمد بن عتيق لما اتهم بالشدة ومجاوزة الحد مع المخالفين
قال الشيخ عبد اللطيف كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية
(3/162) :
" فيجب حماية عرض من قام لله، وسعى في نصر دينه الذي شرعه وارتضاه،
وترك الالتفات إلى زلاته، والاعتراض على عباراته؛ فمحبة الله والغيرة لدينه ونصرة كتابه
ورسوله مرتبةٌ عَلِيَّةٌ محبوبةٌ لله مرضيةٌ يُغْتَفَر فيها العظيمُ من الذنوب، ولا
يُنْظَرُ معها إلى تلك الاعتراضات الواهية- يعني اتهامه بالشدة -
والمناقشات التي تَفُتُّ في عَضُدِ الداعي إلى الله. والملتمس لرضاه
وَهَبْهُ كما قيل، فالأمر سهل
في جنب تلك الحسنات: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم
فقد غفرت لكم "
فليصنع الركب ما شاؤوا لأنفسهم ... هم أهل بدر فلا يخشون من حرج
ولما قال المتوكل لابن الزيات: يا ابن الفاعلة، وقذف أمه
قال الإمام أحمد -رحمه الله-
: أرجو أن الله يغفر له نظرا إلى حسن قصده في نصر السنة وقمع البدعة.
ولما قال عمر لحاطب ما قال، ونسبه إلى النفاق، لم يعنفه النبي صلى الله
عليه وسلم وإنما أخبره أن هناك مانعا. والتساهل في رد الحق وقمع الداعي إليه يترتب
عليه قلع أصول الدين، وتمكين أعداء الله المشركين من الملة والدين، ثم إن القول قد
يكون ردة وكفرا، ويطلق عليه ذلك، وإن كان ثَمَّ مانعٌ من إطلاقه على القائل"
ولكن أهل التمييع لا يرون لأهل السنة حسنة ، وإنما يرون الفضل والحسنات
للمخالفين
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم