مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( قيام الليل دأب الصالحين )

الكلام على حديث ( قيام الليل دأب الصالحين )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
                         
قال ابن أبي حاتم في العلل :" 346- وسمِعتُ أبِي وذكر حدِيثًا : رواهُ مُعاوِيةُ بن صالِحٍ ، عن ربِيعة بنِ يزِيد ، عن أبِي إِدرِيس الخولانِيِّ ، عن أبِي أُمامة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : عليكُم بِقِيامِ اللّيلِ ، فإِنّهُ دأبُ الصّالِحِين قبلكُم ، وإِنّ قِيام اللّيلِ تكفِيرٌ لِلسّيِّئاتِ.
قال أبِي : هُو حدِيثٌ مُنكرٌ ، لم يروِهِ غيرُ مُعاوِية ، وأظنُّهُ مِن حدِيثِ مُحمّدِ بنِ سعِيدٍ الشّامِيِّ الأزدِيِّ ، فإِنّهُ يروِي هذا الحدِيث هُو بِإِسنادٍ آخر"

وانفرد به عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وقد يكون الحمل عليه فقد كان جاره خالد بن نجيح الكذاب يدخل في كتبه
قال المزي في تهذيب الكمال :" و قال البرذعى أيضا : قلت لأبى زرعة : رأيت بمصر نحوا من مئة حديث عن عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار و عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبى صلى الله عليه وسلم منها " لا تكرم أخاك بما يشق عليه "
 فقال : لم يكن عثمان عندى ممن يكذب و لكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح ، و كان خالد إذا سمعوا من الشيخ ، أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به ، و بلى هو أبو صالح أيضا فى حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب ، عن جابر ، ليس له أصل ، و إنما هو من خالد بن نجيح "

وقال أيضاً :" و قال أبو حاتم : الأحاديث التى أخرجها أبو صالح فى آخر عمره فأنكروها عليه
 أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح ، و كان أبو صالح يصحبه .
و كان أبو صالح سليم الناحية ، و كان خالد بن نجيح يفتعل الكذب و يضعه فى كتب الناس ، و لم يكن وزن أبى صالح وزن الكذب ، كان رجلا صالحا "

وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن صالح في الكامل مما يدل على أنه يستنكره عليه

وقال الترمذي [ 3549 ] حدثنا بذلك القاسم بن دينار الكوفي حدثنا إسحاق بن منصور الكوفي عن إسرائيل بهذا حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو النضر حدثنا بكر بن خنيس عن محمد القرشي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد
قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه من قبل إسناده
 قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول محمد القرشي هو محمد بن سعيد الشامي وهو بن أبي قيس وهو محمد بن حسان وقد ترك حديثه
وقد روى هذا الحديث معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم قال أبو عيسى وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال


أقول : محمد بن سعيد المصلوب هالك

وقال الطبراني في الكبير 6154 : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا صفوان بن صالح ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن الأعمش عن أبي العلاء عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى الله عزوجل ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة الداء عن الجسد

أقول : أبو العلاء مجهول وعبد الرحمن مضعف واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه وتابعه الذهبي في الميزان

ومن هذا يعلم أن الحديث لا يصح من جميع طرقه

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي