مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر)

الكلام على حديث ( فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال ابن أبي عاصم في السنة 231 : ثنا محمد بن يحيى بن ميمون العكي ، ثنا معتمر بن سليمان ، عن عقبة بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 إن لله تبارك وتعالى خزائن للخير والشر ، مفاتيحها الرجال ، فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويلا لمن جعله مغلاقا للخير مفتاحا للشر . .

أقول : محمد بن يحيى بن ميمون خولف في السند

قال ابن أبي الدنيا في مداراة الناس
136 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهُمَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ.

أقول : وهذا أصح وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك ، وقد استنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه في الكامل


وقال الروياني 1032 : نا العباس ، نا أبو إسحاق الطالقاني ، نا معتمر بن سليمان ، عن عقبة قال : حدثني عبد الرحمن بن زيد ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 إن عند الله خزائن للخير والشر مفاتيحها الرجال ، فطوبى لمن جعلته مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويل لمن جعلته مفتاحا للشر مغلاقا للخير .

أقول : فدل هذا على أن عقبة بن محمد لم يتابع عبد الرحمن وإنما روى عنه

قال ابن أبي عاصم في السنة 232 : ثنا الحوطي ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن أبي حميد المديني ، عن موسى بن وردان ، عن حفص بن عبيد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر ، ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير . فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه ، وويل لمن جعل مفتاح الشر على يديه . .

أقول : محمد بن أبي حميد تالف

قال المزي في تهذيب الكمال :" ال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : أحاديثه مناكير .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ضعيف ليس حديثه بشىء .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : واهى الحديث ، ضعيف .
و قال البخارى : منكر الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال أبو حاتم : كان رجلا ضرير البصر ، و هو منكر الحديث ، ضعيف الحديث مثل ابن أبى سبرة ، و يزيد بن عياض ، يروى عن الثقات المناكير "

فهذا ضعيف جداً لا يصلح في الشواهد

وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول 546 : حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا إسحاق بن محمدٍ الفروي، قال: حدثنا أبو يعلى سلمة بن وردان المديني، عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من الناس ناسٌ مفاتيح للخير مغاليق للشر، ومن الناس ناسٌ مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل مفتاح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل مفتاح الشر على يديه .

وهذا السند ضعيف جداً من أجل سلمة بن وردان

قال المزي تهذيب الكمال :" و قال أبو طالب : سئل أحمد بن حنبل عن سلمة بن وردان ، فقال : كان سلمة بن نبيط
ثقة . و أمسك عن سلمة بن وردان كأنه لم يعجبه .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : منكر الحديث ، ضعيف الحديث .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى ـ و سئل عن سلمة بن وردان ـ فقال :
ليس بقوى ، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات
إلا فى حديث واحد ، يكتب حديثه ."

أقول : فهو ضعيف جداً ، قوول أبي حاتم ( يكتب حديثه ) لا يعني أن صالح للاعتبار على الجادة
فإنه قال أيضاً (، تدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة ) وهذا جرح مفسر شديد
وهو يلتقي تماماً مع كلمة أحمد وابن معين فيه

وأيضاً قال النسائي :" ليس بثقة " وهذا جرح شديد أيضاً

وقال البيهقي في شعب الإيمان 686 : أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَ آبَادِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا حُمَيْدٌ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ .

أقول : حميد المزني مجهول كما قال الذهبي في الميزان ووافقه الحافظ في اللسان ولم يقل ( طوبى لمن كان مفتاحاً للخير ) فهو شاهد قاصر

وقد روي هذا الخبر موقوفاً على أبي الدرداء ولا يصح

قال ابن المبارك في الزهد عن محمد بن شعيب ، عن النعمان ، عن مكحول أن أبا الدرداء كان يقول : « من الناس مفاتيح للخير ، ومغاليق للشر ، ولهم بذلك أجر ، ومن الناس مفاتيح للشر ، ومغاليق للخير ، وعليهم بذلك إصر ، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة »

مكحول لم يدرك أبا الدرداء وليس في خبره قوله ( طوبى )

وعليه فإن الخبر لا يصح من جميع طرقه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي