مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: ليسوا شعب الله المختار ...

ليسوا شعب الله المختار ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :

لو سألت أي نصراني أو يهودي من أين جاءت فكرة شعب الله المختار فسيذكر لك بعض النصوص من العهد القديم

ولننظر في هذه النصوص ونحللها وإن كنا لا نؤمن أن كتابهم المقدس قد خلي من التحريف

جاء في سفر التثنية الإصحاح السابع :" فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد والاحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه الى الف جيل 10 والمجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم.لا يمهل من يبغضه.بوجهه يجازيه. 11 فاحفظ الوصايا والفرائض والاحكام التي انا اوصيك اليوم لتعملها 12 ومن اجل انكم تسمعون هذه الاحكام وتحفظون وتعملونها يحفظ لك الرب الهك العهد والاحسان اللذين اقسم لابائك 13 ويحبك ويباركك ويكثرك ويبارك ثمرة بطنك وثمرة ارضك قمحك وخمرك وزيتك ونتاج بقرك واناث غنمك على الارض التي اقسم لابائك انه يعطيك اياها. 14 مباركا تكون فوق جميع الشعوب.لا يكون عقيم ولا عاقر فيك ولا في بهائمك"

الفقرة التي فيها :" مباركا تكون فوق كل الشعوب "

يستشهد بها النصارى دائماً ويغفلون أنها جملة معللة فهو يقول : ومن اجل انكم تسمعون هذه الاحكام وتحفظون وتعملونها يحفظ لك الرب الهك العهد والاحسان اللذين اقسم لابائك.

إذن هذا مشروط بكونهم يحفظون الوصايا ويعلمونها جيلاً بعد جيل ( إلى ألف جيل )

إذن معناه أنهم إن لم يحافظوا على هذه الوصايا فإن هذه البركة ستزول ومن الطبيعي أن تذهب هذه الوصايا لأمة أخرى بعد أن يفرط بها بنو إسرائيل

فما هي هذه الوصايا ؟

وهل اليهود حافظوا عليها ؟

لنذهب إلى بداية الإصحاح سنجد فيه قوله : 5 ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون انصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار. 6 لانك انت شعب مقدس للرب الهك.اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض. 7 ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم واختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب.

إذن هم مطالبون بحرق تماثيل الوثنيين وهدم دور عبادتهم

هذه الوصية ينبغي أن تحفظ إلى ألف جيل يعني حتى بعد مجيء المسيح الذي نص على أنه ما جاء لينقض الناموس

ثم نجد بعد نص المباركة ما يلي : ويرد الرب عنك كل مرض وكل ادواء مصر الرديئة التي عرفتها لا يضعها عليك بل يجعلها على كل مبغضيك. 16 وتاكل كل الشعوب الذين الرب الهك يدفع اليك.لا تشفق عيناك عليهم ولا تعبد الهتهم لان ذلك شرك لك. 17 ان قلت في قلبك هؤلاء الشعوب اكثر مني كيف اقدر ان اطردهم. 18 فلا تخف منهم.اذكر ما فعله الرب الهك بفرعون وبجميع المصريين. 19 التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك والايات والعجائب واليد الشديدة والذراع الرفيعة التي بها اخرجك الرب الهك.هكذا يفعل الرب الهك بجميع الشعوب التي انت خائف من وجهها 20 والزنابير ايضا يرسلها الرب الهك عليهم حتى يفنى الباقون والمختفون من امامك.

فهل حال بني إسرائيل اليوم والنصارى تبع أنهم لا تصيبهم أوبئة مصر ؟

الجواب لا

إذن هم لا دخل لهم بنص المباركة ولماذا لا يقاتلون الشعوب الوثنية ويرهبونها كما أوصاهم الرب

ثم نجد بعدها في الإصحاح نفسه : ويدفع ملوكهم الى يدك فتمحو اسمهم من تحت السماء.لا يقف انسان في وجهك حتى تفنيهم. 25 وتماثيل الهتهم تحرقون بالنار.لا تشته فضة ولا ذهبا مما عليها لتاخذ لك لئلا تصاد به لانه رجس عند الرب الهك. 26 ولا تدخل رجسا الى بيتك لئلا تكون محرما مثله.تستقبحه وتكرهه لانه محرم.

هنا توكيد لهدم المعابد وأيضاً تنصيص على تحريم أخذ الغنائم الأمر الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم

ثم نجد بعدها في وصايا عدة : احترز من ان تنسى الرب الهك ولا تحفظ وصاياه واحكامه وفرائضه التي انا اوصيك بها اليوم.

فهذا معناه التشديد في عدم حفظ الوصايا

وفي آخر الإصحاح : وان نسيت الرب الهك وذهبت وراء الهة اخرى وعبدتها وسجدت لها اشهد عليكم اليوم انكم تبيدون لا محالة. 20 كالشعوب الذين يبيدهم الرب من امامكم كذلك تبيدون لاجل انكم لم تسمعوا لقول الرب الهكم.

والآن لنذهب لنص آخر في سفر التثنية يذكر أنهم شعب الله المختار

ففي سفر التثنية الإصحاح العاشر ما يلي : ولكن الرب انما التصق بابائك ليحبهم فاختار من بعدهم نسلهم الذي هو انتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم. 16 فاختنوا غرلة قلوبكم ولا تصلبوا رقابكم بعد. 17 لان الرب الهكم هو اله الالهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا ياخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة 18 الصانع حق اليتيم والارملة والمحب الغريب ليعطيه طعاما ولباسا. 19 فاحبوا الغريب لانكم كنتم غرباء في ارض مصر. 20 الرب الهك تتقي.اياه تعبد وبه تلتصق وباسمه تحلف.

فهنا ذكر لمحبة الغريب مما يدلك أن ذكر المسيح لهذا الأمر لا يعد نسخاً للأوامر القادمة ويدلك أيضاً على أن عقيدة شعب الله المختار لا تعني احتقار الآخرين

ثم جاء بعدها : فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على ايديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. 19 وعلموها اولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون. 20 واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك. 21 لكي تكثر ايامك وايام اولادك على الارض التي اقسم الرب لابائك ان يعطيهم اياها كايام السماء على الأرض.

فهذا يدل على عظم خطر الوصايا القادم ذكرها

وفي الإصحاح الثاني متابعاً للكلام : هذه هي الفرائض والاحكام التي تحفظون لتعملوها في الارض التي اعطاك الرب اله ابائك لتمتلكها كل الايام التي تحيون على الارض. 2 تخربون جميع الاماكن حيث عبدت الامم التي ترثونها الهتها على الجبال الشامخة وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء. 3 وتهدمون مذابحهم وتكسرون انصابهم وتحرقون سواريهم بالنار وتقطعون تماثيل الهتهم وتمحون اسمهم من ذلك المكان. 4 لا تفعلوا هكذا للرب الهكم.

فهذه الوصية الواجبة الحفظ وهي تدمير معابد الوثنيين ومحو أسماء آلهتهم

والعجيب أن كل من يستشهد بالنصوص التي تذكر الشعب المختار لا يكمل ليرى الوصايا الملتصقة بهذا الاسم

ثم جاء في الإصحاح الثالث عشر ما يلي : واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفها انت ولا اباؤك 7 من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره 9 بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. 10 ترجمه بالحجارة حتى يموت.لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك 12

وهذا معناه أن وصف شعب الله المختار لا يبقى لازماً مع الشرك والخروج عن الملة بل حد الردة يقام بكل حزم

ثم قال بعدها : ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا 13 قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفوها 14 وفحصت وفتشت وسالت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك 15 فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. 16 تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد. 17 ولا يلتصق بيدك شيء من المحرم.لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة.يرحمك ويكثرك كما حلف لابائك 18 اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ جميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب الهك.

وهذا معناه أنهم لا يقبلون وقوع الشرك في مملكتهم أبداً

وفي الإصحاح الرابع عشر من سفر التثنية : لانك شعب مقدس للرب الهك وقد اختارك الرب لكي تكون له شعبا خاصا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض.

هذا نص يستشهد به دائماً ولكن لنكمل النص ففي الإصحاح الخامس عشر : اذا سمعت صوت الرب الهك لتحفظ وتعمل كل هذه الوصايا التي انا اوصيك اليوم 6 يباركك الرب الهك كما قال لك.فتقرض امما كثيرة وانت لا تقترض وتتسلط على امم كثيرة وهم عليك لا يتسلطون.

فهذا معناه إن لم يعمل بالوصايا سيتسلط عليه الناس ولا يبقى عالياً وهذا حالهم في كثير من مراحل التاريخ

ومن ضمن الوصايا ما جاء في الإصحاح الذي يليه : اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امراة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده 3 ويذهب ويعبد الهة اخرى ويسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء.الشيء الذي لم اوص به. 4 واخبرت وسمعت وفحصت جيدا واذا الامر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل 5 فاخرج ذلك الرجل او تلك المراة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المراة وارجمه بالحجارة حتى يموت .

جاء في موقع عربيل اليهودي : ان اصل تسمية الشعب اليهودي بشعب الله المختار يعود الى التوراة, حيث قال الرب عز وجل في سفر التثنية الاصحاح الرابع عشر: "لأنك شعب مقدس للرب الهك, وقد اختارك الرب لكي تكون له شعبا خاصا فوق جميع الشعوب التي على وجه الأرض." والمقصود من ذلك وفقا للتقاليد اليهودية, هو ان شعب اسرائيل او الشعب اليهودي, اختيردون سائر الأمم, ليعيش وفقا لأحكام التوراة التي تم انزالها من رب العالمين على يد نبيه موسى كليم الله عليه السلام, وهي تشتمل على أكثر من ستمائة فريضة تلزم الشخص اليهودي في حياته اليومية. وهذا العهد بين رب العالمين عز وجل, وبين شعب اسرائيل, هو الذي يجعل الأخير شعب الله المختار, حسب العقيدة اليهودية.

وقد تبين لك ما في كلامهم من تدليس فهم يؤمنون بأنهم شعب الله المختار ولا يعملون بعامة هذه الوصايا بل ينكرون على المسلمين أن في كتبهم ما هو أهون منها وأن النص جاء في قوم لا يصيبهم الوباء ويقهرون كل الأمم الوثنية ولا يأخذون الغنائم وهذا غير منطبق نهائياً على يهود اليوم

ومما يدل على أن هذا حكم مؤقت ما جاء في سفر هوشع : فَقَالَ: «ادْعُ اسْمَهُ لُوعَمِّي، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ

وقد قال مارتن لوثر إمام البروتستانت في رسالته عن اليهود :" والمؤسف أن يستمد اليهود من الشريعة الموسوية نزعة الاستعلاء ودعوى أنهم مفضلون على غيرهم مع أن نصوص التوراة تسجل عليهم سقوطهم وإلحادهم وكفرهم وأنهم والأبالسة سواء إذا قارنا بينهما "

جاء في موقع الدرر السنية :" قال تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون [آل عمران: 112].
وإن إنزال العذاب من الله عزَّ وجلَّ على اليهود بسبب كفرهم وعصيانهم ثابت في كتبهم التي يقدسونها لتظل شاهداً على افترائهم وكذبهم، فقد ورد في توراتهم قول موسى عليه الصلاة والسلام: (لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة، هو ذا وأنا بعد حيٌٌّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب، فكم بالحري بعد موتي... لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به، ويصيبكم الشر في آخر الأيام؛ لأنكم تعملون  الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم). وذكرت المزامير بعض العقوبات الإلهية التي نزلت على اليهود بسبب كفرهم وعصيانهم، وفيها: (وتعلقوا ببعل فغور، وأكلوا ذبائح الموتى وأغاظوه بأعمالهم فاقتحمهم الوباء، فوقف فينحاس ودان فامتنع الوباء... لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم، بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم، وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركاً، وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان، وأهرقوا دماً زكيًّا، دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان، وتدنست الأرض بالدماء، وتنجسوا بأعمالهم، وزنوا بأفعالهم، فحمي غضب الرب على شعبه وكره ميراثه، أسلمهم ليد الأمم، وتسلَّط عليهم مبغضوهم، وضغطهم أعداؤهم فذلوا تحت يدهم...). وقال نبيهم أرميا في رثاء بيت المقدس وما أصابها من الأعداء: (لأن الرب قد أذلها لأجل كثرة ذنوبها، ذهب أولادها إلى السبي قدام العدو). وقال أرميا عن الله وعذابه: (نحن أذنبنا وعصينا أنت لم تغفر، التحفت بالغضب وطردتنا). وقال: (ردَّ لهم جزاءً يا رب حسب عمل أياديهم، لعنتك لهم، اتبع بالغضب وأهلكهم من تحت سماوات  الرب).  ثم قال في نهاية رثائه لما أصاب بني إسرائيل: (لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام، ارددنا يا رب إليك فنرتد، جدِّد أيامنا كالقديم، هل كل الرفض رفضتنا ؟! هل غضبت علينا جدًّا  ؟!). كما أن الأناجيل نسبت إلى المسيح عليه الصلاة والسلام ذمَّ اليهود وتوعدهم بالعذاب الإلهي، فقال: (يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء، وراجمة المرسلين إليها، كم أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحها ولم تريدوا، هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً).."

وبعد هذا المقال نستحضر النص : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) وأن الاختيار كان تكليفاً وتفضيلاً لهم على الوثنيين من أهل عصرهم وأنه كان مشروطاً بحفظهم الوصايا والاستمرار عليها وأنهم متى ما فرطوا نزع هذا الفضل منهم .

وجاء في إنجيل يوحنا على لسان المسيح : أَلَيْسَ مُوسَى قَدْ أَعْطَاكُمُ النَّامُوسَ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْمَلُ النَّامُوسَ! لِمَاذَا تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي؟

وقد قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )


فعلق الخيرية على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبة عليا بعد إقامة المعروف فعلياً وترك المنكر

وقال تعالى : ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )

وهذه التعاليم تبين لك تناقض الملاحدة والعلمانيين وغيرهم

فكثير منهم حين ينتقد المسلمين على بعض الأحكام الشرعية يتناسى أو يغفل عن كون أعداء المسلمين يفعلون بالمسلمين ما هو أعظم فمثلاً أحكام السبي يتغافلون عن كون الرجل والمرأة المسبيين هما أصلاً جزء من منظومة تشجع السبي وحتى وأد البنات وأنهم لو انتصروا لأخذوا المسلمات ولما راعوا فيهم الأحكام التي يراعيها المسلمون في الرقيق من عدم إتيان الحوامل وعدم الضرب على الوجه وغيرها من الأحكام

ثم إننا لا نجد عند أصول أي ممارسات عنف من اليهود أو النصارى استحضار نصوص الكتاب المقدس التي فيها مثل ما مضى فحين نسمع عن حبس النصرانيات اللواتي يسلمن في الأديرة لماذا لا نستحضر مثل هذه النصوص

قال المؤرخ اليهودي يوسفيوس في تاريخه وهو يحكي خبر أحد ملوك اليهود واسمه إسكندر بن هركانوس :" ولما كان في السنة سار إسكندر إلى غزة ففتحها وقتل أهلها لأنهم كانوا عاونوا ليطرا عليه وأحرق هيكلاً لهم فيه صنم يعبدونه وقتل جميع كهنة ذلك الصنم وعاد إلى أورشليم "

وقد ذكر يوسفيوس نفسه عن إسكندر هذا أنه هزم أمام ابن كيلوبترا لأنه أعجب بجيشه

وذكر ما يصيب اليهود من البلاء بذنوبهم فقال في ص 122 :" فلما رأى القوم أن الشيخ لم يدع بما أرادوا وثبوا عليه فقتلوه فما أخر الله عقوبتهم ووقع فيهم الوباء ومات منهم خلق كثير "

قال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي