مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: فخ العلموية ...

فخ العلموية ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :

فإن من الأمور الفاشية هذه الأيام النفس العلموي وهو اعتقاد أن العلم التجريبي هو المصدر الذي تعرف منه الحقائق

فتجد بعضهم يأتي لقضايا عقلية أو فطرية ثم يقول لا يوجد دليل علمي تجريبي !

فلو بحثنا في مسألة في الفيزياء هل يصلح أن يقال لا يوجد عندنا دليل كيميائي أو فلسفي فيها ؟

ونقض النظرة العلموية يكون مبنياً على عدة أسس

الأساس الأول : بيان أن العلم التجريبي نفسه مبني على أسس غير تجريبية

الأساس الثاني : بيان أن العلم التجريبي لا يوفر أساساً للبت في العديد من المسائل الهامة

الأساس الثالث : أن العلم التجريبي متغير بتغير المعطيات

الأساس الرابع : أن الأمر متعلق بنزاهة العلماء التجريبيين أيضاً وأن هذا أمر مفقود في كثير من الأحيان

الأساس الخامس : أن الأمر دور بمعنى أن القول بأن العلم التجريبي هو الأساس الوحيد للمعارف هو حقيقة فلسفية غير مثبتة تجريبياً بل مجرد إيمان

أما الأساس الأول فالعلم التجريبي مبني على عدة أسس غير تجريبية فالثقة فالعلم التجريبي مبني على أن هذا العالم قابل للدراسة والوضع في قوانين مدروسة وأن العقل قادر على فهم هذه العلاقات وأن الحواس التي نرصد بها هذه الأمور موثوقة

والثقة بالعقل تستلزم الثقة بواهبه وهو الله عز وجل

قال تشارلز دارون :" ينتابني دائماً شك فظيع حول ما إذا كانت قناعات عقل الإنسان _ والذي بدوره تكون من عقول كائنات أدنى _ تتمتع بأي قيمة أو تستحق الثقة "

ولهذا منهج الشك الديكارتي كان مبنياً على الإيمان بالله !

فديكارت قال أنا أشك إذن عقلي موجود وعقلي قادر على إيجاد الحقيقة لأن واهبه زوده بالقدرة على ذلك

واعتقادنا بعقولنا مجرد إيمان غير مبرهن

ثم إن العلم التجريبي مبني على البحث الحسي والعجيب أن كثيراً من الملاحدة يؤمنون بالبحث التجريبي وينكرون المتواترات مع أن المتواترات مبنية على النقل الحسي فطعنك في الحس في التواتر يلزم منه من باب أولى الطعن في الحس في صنيع التجريبيين خصوصاً إذا لم يصل عددهم للتواتر وأحياناً يكون المعطى الحسي واحد ولكن تفسيره يرجع لعقول الناس

فمثلاً اعتقد الناس مدة أن موسيقى موزارت تقوي العقل ثم اكتشف بعد ذلك أنه لا خصوصية لها بل إن الإنسان إذا سمع أي شيء يحبه فإن ذلك ينشط خلايا المخ عنده !

وهناك تجارب دعمها المجتمع العلمي مدة ثم اكتشف أن فيها عيوباً كثيرة

مثل تجربة ميلر في أصل الحياة وقد شرحت ذلك في مقالي بيع الوهم

وقد قام قبل مدة مجموعة من العلماء بعمل تجربة أثبتوا فيها أن النيوترون أسرع من الضوء ثم خرجوا واعتذروا بعدها لوجود خطأ في الحسابات

وحتى دعوى أن النفق الكمومي يهدم السببية ( مع أن السببية أحد أسس العلم الكبار )

معتمد على الخلط بين الحتمية والسببية وعلى الأخذ بتفسير كوبنهاجن وهناك تفسير ديفيد بوم هو مبني على طابع اللامحلية non loclity = وجود متغيرات خفية وده السبب الرئيسي تقريبا في رفضه أول الأمر ( مع أنه لا يوجد أي دليل علمي واحد يقول بخطأ هذا التفسير ) بالطبع لا يمكن إعتبار نظريات المتغيرات الخفية نظريات علمية ولهذا لم يستطع اقناع الفيزيائيين بهذا-أظن أننا نعلم الفيزيائيين جيدا ورفضهم لأي افتراض خفي أو غيبي مع إنهم عملوا ذلك في التفسير الربع بالأعلى .. !
*تفسير بوم فائدته وميزته أنه يجعل السببية قائمة في ميكانيكا الكم كما هي في العالم الماكرو . بينما تفسير كوبنهاجن بيقول بنفي الحتمية ، وكثير من الملاحدة بيستغله للقول بنفي السببية ما دام انتفت الحتمية .. وهو غير مبرر بالطبع .( مستفاد )

فترجيحك لتفسير كوبنهاجن على تفسير بوم مجرد تحكم وهو ظني وهل بأمر ظني تسقط حتمية تقوم عليها كل الحياة وهي السببية !

وعامة الحسابات التجريبية مبنية على إيمان وهو أن الكون قديماً يسير بنفس الطريقة التي يسير بها اليوم وهذا مجرد إيمان ولو قلنا أن الكون عشوائي فإن مثل هذا الإيمان لا مبرر له وبهذا الإيمان حددنا عمر الكون وعمر الأرض _ وهذا التحديد ظني _

الأساس الثاني : اعتبر كانت الأخلاق والإله وغيرها أبحاث فلسفية ميتافيزيقية يعني أن العلم التجريبي لا يتعامل معها

قال وليم لان كريج :" فإنني أعتقد أن هناك عدد كبير من الأمور التي لا يمكن إثباتها أو تفسيرها بالعلم الطبيعي ولكنها جميعها صحيحة ومقبولة عقلا، دعني أذكر منها خمسة أمور فقط، أولا: الحقائق المنطقية والرياضية لا يمكن إثباتها بالعلم الطبيعي، وإنما يقوم العلم الطبيعي عليها أصلا، ومن ثمّ فإن محاولة إثباتهما من خلال العلم الطبيعي لا تفضي إلا إلى الدور المنطقي! وثانيا: الحقائق الماورائية كحقيقة أن هناك عقولا أخرى بخلاف عقلي، أو أن العالم الخارجي حقيقي، أو أن الكون لم يظهر في الوجود قبل خمس دقائق فقط، هذه حقائق عقلية لا يمكن إثباتها بالعلم الطبيعي! وثالثا: العقائد الأخلاقية والقيمية ليست خاضعة للبحث من خلال طرائق العلم الطبيعي، فلا يمكنك أن تثبت من خلال العلم الطبيعي أن العلماء النازيين قد قاموا بشيء من أعمال الشر مقارنة بعلماء الديمقراطية الغربيين في زمانهم! ورابعا: الأحكام الجمالية لا يمكن التعامل معها من خلال أداة العلم الطبيعي، لأن الشيء الجميل والشيء الحسن لا يمكن إثبات تلك الصفة فيهما بطرائق العلم الطبيعي. وخامسا وأخيرا، وهو الأهم عندي، العلم الطبيعي نفسه، فإن العلم الطبيعي لا يمكن إثبات جدواه وتبرير وجوده من خلال العلم الطبيعي"

ولو قلنا أن الأخلاقي ما ثبتت فائدته وغير الأخلاقي ما ثبتت ضرره

فيقال : لو ثبت مستقبلاً أن الشذوذ ضار هل يصير لا أخلاقي ؟ وإذا ثبت أن تعدد الزوجات نافع هل يصير أخلاقيا ؟

وبناءً عليه تكون التضحية غير أخلاقية لأنك تؤذي نفسك أو تكون أخلاقية من وجه وغير أخلاقية من وجه آخر

وإذن يكون سرقتك لشخص أخلاقي من جهتك غير أخلاقي من جهته عكس التضحية وسرقة مال قليل من رجل ثري فاحش الثراء يكون أمراً أخلاقياً لأنك تنفع نفسك ولا تضر غيرك ضرراً كبيراً

فلماذا إذا أعطاك بطيب نفس لا نعده خطأ وإذا سرقته منه نعتبره خطأ ؟

وإذا كان الأمر كذلك من أين جاء لمعظم البشر فكرة المنع من بعض الأمور التي ليس لها ضرر ظاهر مثل زنا المحارم ومن أين جاء أصل الأخلاق أصلاً ؟

ومن أين جاءت القوانين ومن أين جاءت القيم بل العلم التجريبي يعمل بعد ظهور المادة وقوانينها إذن هو لا يفسر أصل المادة وأصل القوانين ؟

بل القول بقدم العالم لا يمكن إثباته علمياً لأن العلم إنما يتعامل مع المحدثات فحسب

ثم إن النفع والضرر هل يحدد بالقيمة المادية فحسب فماذا عن القيمة النفسية وهذه التي لا يمكن قياسها علمياً نهائياً !

الأساس الثالث : من أشهر اعتراضات الملحدين وحتى غيرهم على موضوع الإعجاز العلمي أن العلم متغير وفعلاً هناك أمور كثيرة في العلم متغيرة وبناءً عليه هذا المتغير كيف يجعلنا نشك في الثوابت العقلية وفي المتواترات الحسية _ كمعجزات الأنبياء وغيرها _

ويكفيك للتدليل على تغير العلم نشر الملحد ريتشارد دوكنز لبحث ينكر وقوع الانفجار الكبير في موقعه علماً أن هذه نظرية متلقاة بالقبول في كبريات الجامعات

وقد كان العلماء في يوم من الأيام لا يشكون في فيزياء نيوتن حتى ظهر أينشتاين

وكلام التجريبيين في أنه متغير ولا يثبت على قدم كثير ويكفيك أي قراءة في تاريخ العلم لتجد هذا ماثلاً بقوة

وهنا سأذكر عدة فوائد عن الأخ الدكتور هيثم طلعت

يقول الدكتور هيثم :" وقد اعترف الفيزيائي ستيفن هاوكنج في كتابه الأخير "التصميم العظيم" أن العلم المادي ليس له أي سلطان معرفي، فتجربة علمية واحدة قد تُغير كل نظرياتنا العلمية للأبد، وقد يصح المبدأ الهولوغرامي – والذي يعني أن المجرات حولنا مجرد انعكاسات ضوئية- وساعتها سنكتشف أننا كنا أسرى لخديعة علمية كبرى.
التصميم العظيم ص72 ( النسخة الإنجليزية).

يقول بول فيرابند فيلسوف العلوم والنِد الأشهر لكارل بوبر: "علماء الطبيعة لا تختلف أغلب نظرياتهم عن أساطير الديانات القديمة لكنها تتسم بأنها أطول قليلاً وأكثر تعقيدًا". طغيان العلم، بول فيرابند، ترجمة مركز دلائل، ص129.
وخذ على ذلك أمثلة:
نظرية الأوتار الفائقة يعمل بها آلاف العلماء وهي بدون دليل تجريبي أو رصدي واحد حتى الساعة.
ونظرية التطور تُدرس في أغلب جامعات العالم ولها مؤسسات علمية عملاقة ولم تُسجل حتى الساعة معلومة واحدة جينية ظهرت داخل كائن حي من خارج الحوض الجيني للنوع وهذا يضرب أصل النظرية.
والمادة السوداء التي يصل حجمها مع الطاقة السوداء إلى 96% من مادة الكون كما يقرر علماء الفلك، لا دليل رصدي واحد على هذا الحجم ولا دليل على وجودها أصلاً، فهي ليست ضرورية لحِفظ توازن الكون ولكن لحفظ توازن المعادلة الرياضية.
وقوام علم الفلك المعاصر على مجموعة من الملاحظات القليلة، ومجموعة من المعادلات الرياضية الكثيرة، وأطنان من النظريات العلمية المبنية عليهما، ولا يوجد توافق حقيقةً بين ملاحظاتنا الفلكية القليلة وبين هذا الحشد الضخم من النظريات المنبثقة عنها والممتلئة بحشود من التخمينات"

ومما يدمر علمويتهم أن فلاسفة العلوم دائماً يبحثون في مسألة التمييز بين ما هو علم وما هو ليس بعلم ولهم في ذلك أطروحات متضاربة وقد قال ستيفن ماير في مقال له أن جميع الأسس وجهت لها انتقادات

وهذا بحث فلسفي لا علاقة له بالتجريب إذن البحث التجريبي يستمد مشروعيته من أساس فلسفي فكيف يدعى حصر الحقيقة في البحث التجريبي ؟ ويتم اقصاء الأبحاث العقلية

ثم إن التفريق بين ما هو علم وما ليس بعلم بحث ظني ولهذا عامة مؤيدي التصميم الذكي يعتبرون المقاييس الشائعة منتقدة ومتناقضة وكتبوا في ذلك

ومن هذا الوجه يكون علم الحديث الذي عند المسلمين والذي اتفق علماؤه على أسس كبار في التمييز بين الصحيح والسقيم فيه أوفر حظاً بكثير من العلم التجريبي

ومن هذا يظهر لك بأن الاستدلال بالفلسفة المادية لإسقاط نظرية التصميم الذكي هو دور منطقي

بمعنى لماذا تؤمنون بأنه لم يحصل خلق في المخلوقات وآمنتم بنظرة مادية للعلم يقول لك بسبب نظرية التطور

ولماذا نظرية التطور أصوب من التصميم الذكي

يقول لك بسبب الفلسفة المادية !

وهذا دور

الأساس الرابع : ثبت في مواطن كثيرة حصول تدليس وتزوير باسم العلم

والتدليسات التي ارتكبها التطوريون معروفة مشهورة وقد ذكرت طرفا منها في مقال باب من آمن بنظرية التطور وكفر بالأحاديث المتواترة

ولكن خذ هذه الإفادات الهامة التي استفدتها من صفحة الباحثون المسلمون

عندما ينخدع الناس بقيمة معامل التأثير Impact Factor في المجلات العلمية المحكمة الشهيرة مثل Nature و Science و Cell

إنه لمَن الرائع أن يوجد نظام لمراجعة الأبحاث العلمية قبل نشرها من أقران في نفس مجال كل بحث (وهو ما يسمى بمراجعة الأقران أو البير ريفيو Peer-review) - ولكن أن يتم (حصر) المعلومات المقبولة بعيدا عن (أدلتها العلمية) إلى (السمعة العالمية) لمجلات بعينها (مثل Nature و Science و Cell) : فهذا ولا شك يصيب العلم في مقتل !! إذ أنه فضلا عن عدم وجود عصمة في عالم البشر سواء من الأخطاء او من الضمائر الفاسدة : فإنه قد تقوم هذه المجلات بعينها بالتركيز على أبحاث معينة جذابة من عناوينها ومواضيعها النادرة المطلوبة لنشرها ولتكسب بذلك معامل تأثير جيد : بغض النظر عن ضعف المحتوى العلمي في تلك الأبحاث أو افتقاده للكثير من المصداقية أو التجارب الرصدية أو التوكيدات المعملية الصحيحة !!

(ملحوظة : معامل التأثير هو مقياس لأهمية المجلات العلمية المحكمة ضمن مجال تخصصها البحثي، حيث تعكس قيمته الكبيرة أو الصغيرة مدى إشارة الأبحاث الجديدة في هذا المجال إلى أبحاث نشرت في هذه المجلات)

المشكلة أنه بهذه الصورة صارت قيمة معامل التأثير في حد ذاتها (دليلا مستقلا) لتقييم الأبحاث او الأعمال فيما يشبه (الاحتكار) على المجلات ذات الشهرة الكبيرة ومعامل التأثير الكبير - وبذلك ارتبط في ذهن ضعاف العقول أن المجلات الأخرى (ذات المعاملات الأقل) لا يؤخذ منها علم بثقة مثل تلك المجلات الكبيرة !! رغم أن كل مجالات العلوم تحترم قيمة (الدليل العلمي) الذي يعتمد عليه أي بحث : وليس أين نشر !! فمثلا :
ماذا لو كان هناك بحث هام : ولكن رفضت نشره تلك المجلات لأي سبب كان (بعيدا عن خوض الاتهامات الأيدلوجية) ؟
الإجابة :
عند ضعاف العقول : البحث لا يستحق وغير قيم وإلا لكانت نشرته هذه المجلات
عند العقلاء والباحثين والعلماء بحق : كل ذلك لا يعني شيئا وإنما يتم تقييم البحث نفسه بما يحويه من أدلة وتجارب ونظريات مدعمة بمرصودات وتنبؤات دقيقة !!

الجميل في الأمر :
أن كل هذه الأشياء سنعرضها عليكم الآن بالأسماء والوقائع الشهيرة !!
سنرى كيف تم رفض أبحاث من أشهر المجلات المحكمة : ثم ترتب على تلك الأبحاث فوز أصحابها بجائزة نوبل نفسها !!! أو كانت من أكثر الأبحاث رجوعا إليها في مجالها رغم عدم نشرها في تلك المجلات الشهيرة التي رفضتها !! بل :
سنرى معا أشهر عمليات التزوير والغش العلمي التي مرت على مثل هذه المجلات الشهيرة لتؤكد للناس أنها (غير معصومة) عن الخطأ أصلا !! فلماذا التقديس وتلك الهالة الزائفة فيما لا يقبله العلم ؟؟
وتعالوا نرى ....
-----------------------------------

1...
فضيحة الفيزيائي الألماني يان هندريك شون Jan Hendrik Schön التي هزت المجتمع العلمي ومنها مجلتي نيتشر Nature وساينس Science المرموقتين

حيث في عام 2001 تم إدراج الفيزيائي الألماني يان هندريك شون (وكان عمره آنذاك 31 عاما فقط) على أنه أكثر مؤلف نشراً للأبحاث في المجلات العلمية المرموقة أمثال مجلة Nature ومجلة Science صاحبة معامل التأثير الأعلى من 41

وكان معدل نشر الأبحاث للفيزيائي الألماني شون نشر في المجلات العلمية هو : ((بحث كل ثمانية أيام)) !! وهو فعلا شيء خيالي ومدهش

كما حصل الفيزيائي الألماني يان هندريك شون علي جائزة أوتو للفيزياء وجائزة براونشفايغ في عام 2001 بالإضافة لجائزة الباحث الشاب من جمعية أبحاث المواد في عام 2002، وكلهم تم إلغاءهم في وقت لاحق كما سنرى الآن !!!

حيث تم اكتشاف غش الفيزيائي الألماني يان هندريك شون وفبركته لنتائج الكثير من أبحاثه واعتماده على افتراضات لا مبرر لها وسلوك خطوات غير صحيحة مما أدي إلى استنتاجات خاطئة !! (أين التحكيم إذن ومراجعة الأقران في المجلات الشهيرة وهي تنشر له الأخطاء تحت سمعها وبصرها) ؟!!

وهكذا كان السقوط المروع للفيزيائي المراوغ حيث تم إلغاء الجوائز التي حصل عليها !! وفقد وظيفته !! وتم سحب درجة الدكتوراه منه !! وتم رفع عدة قضايا عليه في المحاكم بتهمة الغش وإهدار أموال دافعي الضرائب المخصصة للبحث العلمي !!

وأما بالنسبة للمجلات العلمية (المحكمة) الشهيرة صاحبة أعلى (معاملات تأثير) في الوسط العلمي (صنم العصر) : فقد قامت بالاعتذار للمجتمع العلمي العالمي عن 9 أبحاث من مجلة Science (ذات معامل تأثير 41) وعن 7 أبحاث من مجلة Nature (ذات معامل التأثير 35) وعن 6 أبحاث من مجلة Physical Review 0 - وعن 4 أبحاث في مجلة Applied Physics Letters - وعن بحثين من مجلة Advanced Materials

هذا رابط لتفاصيل مجمعة كثيرة عن (فضيحة شون) Schön scandal :
https://en.wikipedia.org/wiki/Sch%C3%B6n_scandal

وستجدون من قبل منتصف الصفحة عشرات الأبحاث المخادعة التي غش فيها ومرت على كبريات المجلات العلمية العالمية الشهيرة المحكمة ذات (معامل التأثير) العالي !!
----------------------------------

2...
واحدة من أشهر الفضائح العلمية أيضا كانت فضيحة الباحثة اليابانية هاروكو أوبوكاتا Haruko Obokata.

حيث شهد عام 2014 صعودا رهيبا لها (وهي في سن الثلاثين فقط) نتيجة أبحاثها التي قالت فيها أنها نجحت وفريقها من مركز (رايكن) في تحويل خلايا جسمية إلى ما يشبه الخلايا الجذعية الجنينية باستخدام خلايا من دم الفئران (وتأتي أهمية هذا الكلام إن صح في أن الخلايا الجذعية الجنينية هي التي يمكن تحويلها إلى أي نوع من خلايا الجسم فيما بعد)

بالطبع نشرت لها مجلة Nature مقالتين ثم قامت بسحبهما فيما بعد واعتذرت عنهما بعد اكتشاف أخطاء معملية قاتلة تنفي كل ما قالته الأبحاث !!!

الحقيقة أن الأمر كان صدمة كبيرة قادها الغرور العلمي واكتشاف الإهمال ومدى التلاعب في النتائج والعينات بل وفي الصور المفبركة والمسروقة من أبحاث اخرى أيضا !! المشكلة أن الفضيحة طالت أشخاص ودكاترة كثيرين ممَن من المفترض أشرفوا على هذه المهزلة !! (وهذا إن دل على شيء فيدل على أن الأمر في أروقة كل الأماكن البحثية غير معصوم عن الغش والتزوير انتهاء بالمجلات العلمية المحكمة التي فشلت في كشف ذلك في وقته) !!

وعلى الفور جعل مركز (رايكن) من الباحثة اليابانية هاروكو أوبوكاتا كبش فداء لاحتواء الأزمة. كما اعترف مركز (رايكن) كذلك بأن نظام المتابعة العام لديهم قد فشل , و بناءً على ذلك بدأوا في تعديل قسم الأحياء الإنمائية بشكل جذري حتى أنهم تخلصوا من نصف أفراد المعمل البالغ عددهم نحو 500 فرد !! وغيروا اسم القسم وكلفوا فريقًا إداريًا جديدًا بمتابعة العمل !!

المأساة الكبرى كانت في نائب مدير مركز (رايكن) وهو الياباني يوشيكي ساساي إذ كان هو المشرف على هاروكو أوبوكاتا بحكم تخصصه كعالم الخلايا الجذعية المحترم البالغ من العمر 52 عامًا : حيث انتهى به الأمر في مصحة لمدة شهر تقريبا نتيجة الاكتئاب الشديد الذي لاحقه بعد الفضيحة : ثم انتحر !!

هذا رابط لنا من قبل كنا تعرضنا فيه للفضيحة بتفصيل أكثر وذكرنا معها فضائح أخرى علمية مشابهة :
https://web.facebook.com/The.Muslim.researchers/posts/509246419237217:0

وأما موضوع الباحثة اليابانية نفسها فلمَن أراد الاستزادة والقراءة عنه من المصادر والمجلات العلمية والإخبارية الأجنبية :
http://www.nature.com/…/japanese-scientist-resigns-as-stap-…

http://www.sciencemag.org/…/exclusive-nature-reviewers-not-…

https://www.theguardian.com/…/haruko-obokata-stap-cells-con

وانتحار يوشيكي ساساي :
http://www.japantimes.co.jp/…/embattled-stap-study-co-aut…/…

ونتابع ...
----------------------------------

3...
المقال الصادم لعالم الأحياء الأمريكي راندي وين شيكمان Randy Wayne Schekman عن أشهر المجلات العلمية المحكمة Nature و Science و Cell والذي تم نشره في جريدة الجارديان تحت عنوان :
" كيف تدمر الدوريات مثل Nature, Cell, Science العلم " ؟؟
How journals like Nature, Cell and Science are damaging science
الرابط :
http://www.theguardian.com/…/how-journals-nature-science-ce

وهو يتحدث فيه عن عدم حيادية ونزاهة أمثال تلك المجلات سواء في قبول أو رفض الأبحاث العلمية وفق أيدلوجيات وتوجهات فكرية معينة على رأسها المنفعة والشهرة
--------------------------------

4...
والمشكلة هنا أنها لا تخض حالات فردية !! وإنما هي منهجية معينة تعتمد على الأبحاث ذات الإثارة والبروباجاندا المادية والإلحادية والتطورية (التي تجذب الكثير من الناس مؤيدين ومعارضين) وتستخف بنشر الأبحاث الحقيقية النافعة لدرجة رفض عشرات الورقات العلمية الفارقة في تاريخ العلم (وحاز بعض أصحابها على نوبل كما قلنا) وكلهم اشتكوا من سوء المعاملة والجدية في هذه المجلات الشهيرة ذات معامل التأثير الكبير !! ويمكن القراءة عن عدد من هذه الورقات هنا :

HTTP://WWW2.UAH.ES/JMC/PAPERS2.HTML
(الرابط الأصلي محذوف : وهذا رابط آخر من أرشيف النت :
https://web.archive.org/…/htt…//www3.uah.es/jmc/papers2.html

أو هنا :
https://www.sciencemag.org/content/293/5538/2187.1.summary

أو هنا :
http://www.albany.edu/~scifraud/data/sci_fraud_4572.html

إذن الخلاصة :
-----------------------------------

لقد نجح أعداء العلم الحقيقي في صنع (أصنام) جديدة يتم تقديسها واستبدال (الأدلة العلمية الصجيجية) بها في وعي الناس العاديين وغير المختصين مثل (معامل التأثير) وقيمته المرتفعة !! في حين أن النظريات الجادة أو الأبحاث المحترمة يكفيها أدلتها في الحديث عن نفسها ومدى موثوقيتها : وليس الاتكال على المجلات العلمية الشهيرة وهو ما يناسب عامة الناس كما قلنا وغير المختصين (لأن غير المختص بالضرورة لا يفهم في التفاصيل العلمية فيريد أن يعوضها بركن علمي يركن إليه في حكمه على الأفكار المطروحة أو النظريات أو الأبحاث) !!

نرجو أن نكون قد دفعنا العقل الواعي في اتجاه التفكير النقدي الصحيح خطوة ، وأن نكون نجحنا في فك الارتباط بين (قيمة معامل التأثير) وبين (صحة البحث أو قوته) وذلك تبعا لمكان نشره في المجلات

وقالوا أيضاً : كيف تم التلاعب في دراسات وأبحاث الخمر التي تزعم فائدة شربه باعتدال عن طريق ضم الذين لا يشربون مع الذين توقفوا عن الشرب ثم مقارنتهم صحيا مع الذين يشربون باعتدال لتقليل فارق الأمراض بينهم ؟؟
.
القليل من الكحول قد لا ينفعك تناوله على الإطلاق !! A little alcohol may not be good for you after all - مقال لشارون بيجلي Sharon Begley
.
احذر مما تشرب، فالاعتقاد الواسع الانتشار بأن تناول كأس أو كأسين من الكحول يوميًا قد يرتبط مع العيش لحياة مديدة، يعتمد على نتائج بحث غير صحيح كما أثبت تحليلٍ تناول 87 دراسة منشورة سابقًا.
.
ما أهمية نتائج هذه التحليل ؟
استمر الجدل الدائر إن كان شرب كأس أو اثنين من الكحول يوميًا مفيدًا للصحة العامة ولطول العمر نتيجة فوائد الكحول القلبية الوعائية لمدة سنوات، وعلى الرغم من عناوين الصحف الرئيسية التي تدعي أن تناول الكحول باعتدال قد يعزز صحة القلب وما نشرته مصادر ثقافة صحية محترمة مثل كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد التي ساهمت في نشر هذه الفكرة، إلا أن العديد من المجموعات الطبية مثل جمعية القلب الأمريكية رفضت الانضمام إلى مجموعة المتحمسين لأبحاث ترويج شرب الكحول، وأحد أسباب الشك بهذه الأبحاث حقيقة أن الكحول يزيد من خطر السرطان.
.
إذا صحت نتائج التحليلات الجديدة بإدارة الدكتور تيموثي ستوكويل Timothy Stockwell من جامعة فيكتوريا في كندا والتي نشرت في مجلة دراسات الكحول والمخدرات، فإن الناس الذين شربوا نخب الخمور الفاخرة مهنئين أنفسهم بهذه النتائج يخدعون أنفسهم في الواقع.
.
ما يجب أن تعرفه
إن النقص في نتائج العديد من الدراسات حول الكحول وطول العمر يعود إلى أن الغالبية العظمى من هذه الدراسات صنفت الأشخاص الذين لم يشربوا الكحول مطلقًا طوال حياتهم –ويسمون الممتنعين- مع الذين شربوا في السابق ثم توقفوا ويجعلونهم ضمن المجموعة ذاتها. وهذه مشكلة لأن العديد من الناس تتوقف عن الشرب عندما تسوء حالتهم الصحية أو عند التقدم بالعمر. وجدت دراسة أجريت في عام 2005 أن 27 من أصل 30 عامل خطورة لمرض القلب-بما فيها زيادة الوزن- كانت أكثر شيوعًا عند الممتنعين (ومن ضمنهم المتوقفين عن الشرب) مقارنة مع الذين يشربون باعتدال. ومن الطبيعي إذا أجريت مقارنة بين المعتدلين بالشرب ذوي الصحة الجيدة والممتنعين عن الشرب ذوي الصحة السقيمة أن تكون النتيجة لصالح مَن يشرب باعتدال طبعًا.
.
هذا ما أثبته فريق ستوكويل: حيث وجد أن 13 من أصل 87 دراسة غير متحيزة بخصوص وصف الممتنعين عن الشرب، قد بينت عدم وجود انخفاض كبير في معدل الوفيات عند الذين يشربون باعتدال مقارنة مع الذين لا يشربون مطلقًا طوال حياته أو الذين يشربون في المناسبات الخاصة فقط.
.
ما هو رد مؤيدي الدراسات المتحيزة ؟
احتج الدكتور بيتر تومسون Peter Thompson طبيب الجراحة القلبية وأستاذ في الطب في جامعة ويسترن في أستراليا بأن هناك فوائد حقيقية للشرب المعتدل، ووصف الورقة البحثية الجديدة بأنها مكتوبة بطريقة جيدة ومهمة جدًا. وتبين هذه الورقة بوضوح أن الذين كانوا يشربون سابقًا لديهم مخاطر وفيات أعلى من الذين يشربون في المناسبات الخاصة فقط، وقد يكون ذلك سبب انحياز تقديرات الدراسات السابقة عن فوائد طول العمر للشرب باعتدال.
.
احذر من التفاصيل:
لقد احتدم الجدل لعدة سنوات حول مصداقية الدراسات التي تربط بين شرب الكحول باعتدال مع طول العمر وانخفاض خطر الوفاة من أمراض القلب الوعائية. وقد وجدت دراسة تحليلية أجريت عام 2011 فوائد قلبية وعائية لشرب الكحول باعتدال حتى بعد تصحيح مشكلة الانحياز للممتنعين عن الشرب غير الأصحاء.
حذر د. تومسون من أن تركيز الورقة الجديدة على العدد الإجمالي للوفيات -وليس على نوبات القلب والسكتة الدماغية- سيحجب تأثيرات الشرب المعتدل الواقية للقلب؛ وقد وافقه د. ستوكويل بقوله: إن استنتاجنا بعدم وجود فائدة مطلقة (من الشرب المعتدل) يفسح المجال أمام احتمال وجود فوائد قلبية وعائية له. وبالطبع فإن كان الشرب المعتدل سيدعك تموت بسرعة، فلا معنى لأن يهتم أحدٌ بإنقاص احتمال وفاته من المرض القلبي فقط إلا إن كان يفضل الموت عن طريق مختلف عن المرض التاجي أو السكتة الدماغية.
.
خلاصة القول :
قال الدكتور روسل لوتكير Russell Luetker طبيب القلب من مينيابوليس والمتحدث باسم جمعية القلب الأمريكية من الواضح تمامًا أنه حتى في الدراسات التي تزعم فائدة شرب الكحول باعتدال : "فإنها ليست تأثيرات كبيرة كما نتخيل" وأضاف أن : "الذين يشربون باعتدال يتصفون بمجموعة من السمات الأخرى التي تحمي من أمراض القلب"- وكلها قد تجعل الكحول يبدو صحيًا ولكنه على العكس من ذلك.!!

المصادر :
https://www.statnews.com/…/alcohol-longevity-benefit-chall…/
.
https://www.uvic.ca/…/faculty-directory/stockwelltimothy.php


وقد قال عالم الفيزياء الحاصل على نوبل إيفار جيفيير Ivar Giaever أن الاحتباس الحراري أكذوبة وله في ذلك فيديو كامل يتحدث عن هذا الموضوع والتدليس الحاصل فيه

وهناك كتاب ﺧﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ : ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ من إصدارات مركز براهين يوثق أموراً هامة في هذا السياق

وهناك كتاب تحرير العلم من الأوهام وكتاب أيقونات التطور كلها في هذا السياق وفي سياق كسر الغرور العلموي 

وقال ستيفن هاوكنج في كتابه الكون في قشرة جوز ص44 :" ومن الناحية الأخرى إذا لم تتفق الملاحظات مع التنبؤات فسيكون علينا أن ننبذ النظرية أو نعدلها ( وعلى الأقل فإن هذا ما يفترض أن يحدث أما عند التطبيق فإن الناس كثيراً ما يتشككون في دقة الملاحظات ومدى إمكان الثقة فيمن يقومون بالملاحظة وما تكون عليه شخصيتهم أخلاقيا) "

الأساس الأخير : حصر الحقيقة في البحث التجريبي هو مجرد إيمان لا دليل تجريبي عليه

فمن خلال هذا العرض الموجز والذي كل نقطة فيه تقبل لزيادة وبيان يظهر لك أن العلموية ديانة لها كهنتها ولها دراويشها الذين عندهم إيمان مطلق بما يقوله هؤلاء الكهنة وبعدالتهم ويدعون في الكهنة ما يدعيه الكهنة أنفسهم في أنفسهم وفي علمهم

ويبقى الدين هو الجواب الوحيد على الأسئلة الوجودية لماذا نحن هنا ومن أين جئنا وما الذي ينبغي علينا فعله

فالنظرة المادية تقضي بأننا جئنا من لا شيء ونسير بلا غاية وننتهي إلى لا شيء ( وهذه كلها مشكوك بها مادياً أصلاً ) وفي هذا السياق لا معنى للبحث عن الحقيقة فالسعادة متعلقة بالأمر المادي فحسب سواءً أصبت الحقيقة أو لم تصبها وكما قدمنا الثقة بالعقل والحواس تقتضي الثقة بواهبها فإذا كانت نتاج عشوائية فلا ثقة بها لأنها قد تتطور وعند تطورها نكتشف أنها كانت بدائية لا تصور لنا الحقيقة كما ينبغي

ولماذا كلنا مطبوعون على محبة أن يكون للإنسان غاية في حياته إذا كنا أصلاً جئنا لهذا الكون بدون غاية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي