مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: براءة شيخ الإسلام من الطعن في أم المؤمنين

براءة شيخ الإسلام من الطعن في أم المؤمنين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :

فقد بلينا بثلة من الأغرار ابتدأوا طريقهم في طلب العلم بشكل غريب أرادوا ركوب السلم من فوق فبدأوا بمسألة العذر بالجهل ثم المجادلة عليها حتى انتهوا إلى أقوال لا يقول بها عامة من يحتجون بأقواله

مثل دعواهم إسقاط حكم أهل الفترة بالكلية بحجة الاكتفاء بالفطرة وأنكروا كل الأحاديث والآثار المروية في الباب وضعفوها وهم مخالفون في ذلك لأئمة الدعوة النجدية الذين كانوا يعتبرون هذا الحكم

وبعضهم وصل إلى مرحلة إنكار وجود عذر بالجهل بالكلية وكلمت منهم من كفر المجد ابن تيمية

وبعضهم يعتبر كل من يعذر بالجهل مساو للجهمية في الاعتقاد وقد كتبت على هذا في مقال آخر

ومن آخر تقاليعهم العجيبة دعواهم أن ابن تيمية طعن في أم المؤمنين عائشة لأنه نسب لها أن سألت النبي صلى الله عليه وسلم ( مهما يكتم الناس يعلمه الله ) فأجابها النبي ب ( نعم )

وقد اعتمدوا على رواية مسلم في صحيحه : قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ، نَعَمْ.

فجعل ( نعم ) من قولها

والواقع أن الروايات الأخرى كلها مطابقة للرواية التي اعتمد عليها الشيخ

ففي مسند أحمد : وَقَالَ: أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ عَلَيْكِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، قَالَ: نَعَمْ.

وفي سنن النسائي أيضاً : قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ نَعَمْ

وفي تاريخ المدينة لابن شبة : قَالَ أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ نَعَمْ

وفي رواية الإخميمي ففي فوائده المنتقاة : قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمُ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: " نَعَمْ

وفي رواية الطبراني في الدعاء : فَقُلْتُ: مَهْمَا يَكْتُمُ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: «نَعَمْ

وفي أخبار وأشعار للحميدي : قَالَتْ: فَمَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حَيْثُ رَأَيْتِ.

وفي مشيخة ابن البخاري : قُلْتُ: فَمَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " نَعَمْ "،

وهناك روايات مثل رواية ابن حبان وإحدى روايات النسائي تقول عائشة ( مهما يكتم الناس فقد علمه الله ) وبدون قول النبي صلى الله عليه وسلم نعم فيظهر أنه سياق تقريري

ففي النهاية الباب فيه روايات عدة وما تنزه أهل الحديث عن رواية الرواية الأخرى التي ظاهرها الاستفهام بل القرطبي في تلخيصه لمسلم جعلها رواية مسلم

بل أبو نعيم في مستخرجه على مسلم رواها بهذا اللفظ : قَالَتْ مَهْمَا تَكْتُمُ النَّاسُ فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ .

وابن حجر في نتائج الأفكار نسب الرواية بهذا اللفظ لمسلم نفسه وإن كان النووي ادعى أن الأصول كلها موافقة للفظ المشهور

وعامة الشراح الذين يعتمدهم المخالف أشاعرة أصالة وإنما كانوا يشرحون اللفظ الذي أمامهم

ولننتقل إلى نقطة مهمة جداً في البحث ألا وهي ورود نظير هذا عن الصحابة الكرام ونسبة بعض التابعين والأئمة هذا للصحب

قال عبد الله بن أحمد في السنة 522 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَالَ: قَالَ الْمُسْلِمُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]

وهذا إسناد صحيح لوالد سفيان والخبر أورده عبد الله بن أحمد في كتاب عقيدة دون أدنى حرج

فما الفرق بين ( مهما يكتم الناس يعلمه الله ) وبين (أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ)

وقد ذكر الطبري أن هذا سبب نزول الآية هذا الخبر

قال الطبري في تفسيره : يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.
* * *
وقد اختلف فيما أنزلت فيه هذه الآية.
فقال بعضهم: نزلت في سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله:"وإذا سألك عبادي عَني فأني قريبٌ أجيبُ" الآية.
2904- حدثنا بذلك ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن عبدة السجستاني، عن الصُّلب بن حكيم، عن أبيه، عن جده.

وذكر أقوالاً أخرى ولم يجعل هذا القول قولاً باطلاً أو منكراً

وهنا لا بد من إيضاح مسألة فهذا لا يدل على إسقاط حكم التكفير أو العذر في كل شيء

وإنما يجاب على هذا كما أجبنا على حديث الرجل الذي قال حرقوني

فهذا الرجل لم ينف أصل القدرة عن الله عز وجل ولم يشك حتى في أصل القدرة فهو معتقد أن الله سيبعثه لو مات سوياً

وإنما شك في كمال القدرة فشك إن تم تحريقه ورميه أنه يبعث في هذه الحال ولم يقطع بالنفي

فلا يقاس عليه النافي للكمال أو حتى الأصل فضلاً أن يقاس المعطلة الذين يصرحون بنفي صفات الله ثم يقولون هي نقص أصلاً وقد وقع التأول لبعض السلف في صفة العجب وفي الإشارة الحسية ولكن لم يصنعوا صنيع المعطلة في تعطيل صفات امتلأت النصوص بذكرها واتفقت عليها الأديان والفطر كصفة العلو ونظائرها

ومثل هذا يقال في المنسوب لأم المؤمنين أنه استفسار أو شك في بعض أفراد الصفة أو كمالها لا أصل الصفة الذي لا يجهله أحد وهذا أيضاً يقال في المروي عن الصحابة أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه

قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث :" وَهَذَا رجل مُؤمن بِاللَّه، مقربه، خَائِفٌ لَهُ، إِلَّا أَنَّهُ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ إِذْ أحرق وذري الرِّيحِ أَنَّهُ يَفُوتُ اللَّهَ تَعَالَى، فَغَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِمَعْرِفَتِهِ مَا بِنِيَّتِهِ وَبِمَخَافَتِهِ مِنْ عَذَابِهِ جَهْلَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ صِفَاتِهِ.
وَقَدْ يَغْلَطُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَحْكُمُ عَلَيْهِمْ بِالنَّارِ، بَلْ تُرْجَأُ أُمُورُهُمْ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بهم وبنياتهم"

قال ابن عبد البر في الاستذكار :" وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ مَنْ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَكُونُ بِهَا كَافِرًا إِذَا كَانَ مُصَدِّقًا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ وَغَيْرَهُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَدَرِ وَمَعْنَاهُ قِدَمُ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ وَفِي ذَلِكَ يَجْرِي خَلْفَهُ لَا فِيمَا يُسْتَأْنَفُ بَلْ مَا قَدْ جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسَطَّرٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ مَا أَخْطَأَهُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُمْ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ فِي حِينَ سُؤَالِهِمْ وَقَبْلَهُ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"

والقوم يعتمدون أمثال المازري والنووي

وابن عبد البر أقوم منهم ثم إنهم يعتمدون ابن عبد البر في إسقاط حكم أهل الفترة فيلزمهم

وقال ابن عبد البر في التمهيد :" وَمَنْ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآمَنَ بِسَائِرِ صِفَاتِهِ وَعَرَفَهَا لَمْ يَكُنْ بِجَهْلِهِ بَعْضَ صِفَاتِ اللَّهِ كَافِرًا قَالُوا وَإِنَّمَا الْكَافِرُ مَنْ عائد الحق لا من جهله وهذا قول المقتدمين مِنَ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ"

هذا قاله في شرح حديث الذي قال حرقوني ولا أعلم لمتقدم كلام فيه سوى ما قال ابن قتيبة

قال الخطابي: قد يستشكل هذا، فيقال: كيف يُغفَرُ له وهو منكِر للبعث والقدرةِ على إحياء الموتى؟!



والجواب أنه لم ينكرِ البعث، وإنما جهِل، فظن أنه إذا فُعل به ذلك لا يعاد فلا يعذَّب، وقد ظهر إيمانُه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله، قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قومٌ من المسلمين فلا يكفرون بذلك.

وقد دفع ابن الجوزي هذا وتأوله تأويلات بعيده فحمل (لئن قدر ) على ( لئن ضيق ) ويا ليت شعري لو أراد هذا المعنى لماذا يوصي بحرقه ورميه !

وبعضهم هذا ذهب عقله فلم يؤاخذ وهذا عجيب فالله يقول قد غفرت لك ويسأله ما حملك وأنت تدعي أنه حين فعل ما فعل كان مرفوعاً عنه القلم !


فغاية المسألة أن تكون مسألة أفهام وليس معنى هذا عذر أي شخص ينفي الصفات ولا يعني عذر كل شاك

ففي سورة الكهف قال ذلك الرجل (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)

فكفره صاحبه بهذا الشك والفرق بين هذا وبين الرجل الذي قال حرقوني أن الثاني بابه الخوف والخشية والأول بابه الكبر

ومما يدل على عمل السلف بهذا الأصل قول أبي حاتم وأبي زرعة في عقيدتهما :" ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر"

والواقف شاك فلم يجعل بمنزلة النافي ثم الشاكة صنفان صنف يعذر بجهله وصنف لا يعذر

وكثير من الناس من الفريقين يفهمون أننا إذا قلنا ( قيام حجة ) فهذا معناه أنه كل الواقعين في الغلط معذورين وأن قيام الحجة أمر متعذر جداً وهذا غير صحيح نهائياً بل قيام الحجة متيسر وواقع

والخلاصة أن هناك مسائل ظاهرة لا يعذر فيها وأخرى خفية يعذر فيها

وأن الشاك في كمال صفة أو المتوقف يختلف عن النافي لأصل الصفة المعتبر لها نقصاً أصلاً

وهذه مسائل دقيقة تحتاج إلى طول نفس وتعمق في العلم ومعالجة المبتدئين لها بنفس الخصومة الذي يذهب عقول الكبار فضلا عنهم مهلك للغاية 

وقد علق أحدهم على مقالي بقوله ( تستدل بأئمة الدعوة على وجود أهل الفترة ألم تجد أحداً من السلف يقول بهذا )

وهذه هي مصيبتهم ليس عندهم أدنى معرفة بما كان عليه السلف ويعلقون ويحتجون 

  قال ابن أبي شيبة في المصنف 35321- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمَ الرُّسُلُ ، فَيُدْخِلُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُدْخِلُ النَّارَ مَنْ عَصَاهُ ، وَيَبْقَى قَوْمٌ مِنَ الْوِلْدَانِ ، وَالَّذِينَ هَلَكُوا فِي الْفَتْرَةِ ، وَمَنْ غُلِبَ عَلَى عَقْلِهِ ، فَيَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمْ أَنَّمَا أَدْخَلْتُ الْجَنَّةَ مَنْ أَطَاعَنِي ، وَأَدْخَلْتُ النَّارَ مَنْ عَصَانِي ، وَإِنِّي آمُرُكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا هَذِهِ النَّارَ ، فَيَخْرُجُ لَهُمْ عُنُقٌ مِنْهَا ، فَمَنْ دَخَلَهَا كَانَتْ نَجَاتُهُ ، وَمَنْ نَكَصَ فَلَمْ يَدْخُلْهَا كَانَتْ هِلْكَتُهُ

وهذا سند قوي 

وقال عبد الرزاق في تفسيره 1541 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْفَتْرَةِ وَالْمَعْتُوهَ , وَالْأَصَمَّ , وَالْأَبْكَمَ , وَالشِّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يُدْرِكُوا الْإِسْلَامَ , ثُمَّ يُرْسِلُ رَسُولًا إِلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ» , قَالَ: " فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ؟ , قَالَ: «وَايْمِ اللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا , ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]
  
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي