مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: براءة عبد الله بن عمر من رد حديث أبي هريرة

براءة عبد الله بن عمر من رد حديث أبي هريرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
فقد فجعني أحد الشباب الذي يحاولون باستماتة الدفاع عن أهل الرأي بنسبة الصحابة الكرام إلى رد أحاديث أبي هريرة ولعله اجتهد أن يذهب إلى مواقع الرافضة ليجد شيئاً من هذا

فادعى أن أبا هريرة حدث بحديث ( ابن الزنا شر الثلاثة ) فرد عليه عبد الله بن عمر فقال بل هو ( خير الثلاثة )

قال عبد الرزاق في مصنفه 6625 - عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى عَلَى وَلَدِ الزِّنَا، فَقِيلَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «هُوَ خَيْرُ الثَّلَاثَةِ»

قبل الكلام على سند هذه الرواية يلاحظ أن أبا هريرة لم ينسب هذا للنبي صلى الله عليه وسلم بل قاله برأيه فرد عليه ابن عمر

وقال ابن حجر في المطالب العالية 873 - حَدَّثَنَا (1) بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (2)، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ (3) شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي جَنَازَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُوَسْوِسُونَ: هُوَ ابْنُ زِنْية، فَقَالَ فُلَانٌ (4): يُقَالُ هُوَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فقال: لا، هو خير الثلاثة

هنا الرواية تقول أن أبا هريرة قال ( يقال ) فهو متردد أصلاً

وعلى العموم هذه الرواية في سندها محمد بن كعب الطفاوي مجهول ليس له في الكتب إلا هذا الخبر

وثناء ابن عمر على حفظ أبي هريرة معروف

قال الترمذي في جامعه 3836 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: لِأَبِي هُرَيْرَةَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَنَا لِحَدِيثِهِ»: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»

وقد ادعى ذلك الجريء أن عائشة ردت على أبي هريرة حديث من أصبح جنبا وهو صائم

قال النسائي في الكبرى  2933 - أنبأ عمرو بن علي عن فضيل بن سليمان قال حدثنا أبو حازم قال حدثنا عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال Y كنت مع عبد الرحمن عند مروان فذكروا أن أبا هريرة قال من احتلم وعلم باحتلامه ولم يغتسل حتى يصبح فلا يصوم ذلك اليوم قال اذهب فاسأل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فذهب وذهب معه حتى أتى على عائشة فسلم على الباب فقال إن الرجل يحتلم فيعلم باحتلامه فلا يغتسل حتى يعني يصبح هل يصوم ذلك اليوم قالت عائشة يا عبد الرحمن أليس لكم في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة قال بلى قالت فإني أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان ليصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم ثم خرجنا حتى أتينا أم سلمة فقال لها كما قال لعائشة فقالت له كما قالت عائشة لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم فأتينا مروان فأخبره بقولها فاشتد عليه اختلافهم تخوفا أن يكون أبو هريرة يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مروان لعبد الرحمن عزمت عليك لما أتيته فحدثته عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يروي هذا فقال لا إنما حدثني فلان وفلان فرجع إلى مروان فأخبره

ليس في الخبر أن عائشة عرض عليها أي تحديث لأبي هريرة وإنما ذكرت هي وصاحبتها خبراً معارضاً لفتيا أبي هريرة والتعارض في الشريعة له أسباب من أهمها الناسخ والمنسوخ وفعلاً هذا الحكم كان موجوداً ثم نسخ فلم يعلم أبو هريرة بالناسخ فنبهه أمهات المؤمنين

وقد حصل هذا لبعض أعيان الصحابة في مسائل عديدة من أهمها ما حصل لأبي موسى في مسألة القيام للجنازة وما حصل لابن مسعود في مسألة التطبيق في الركوع

وقد كانت بعض الأحاديث تخفى على الصحابة فكيف بناسخ هذه أعلى درجات التأول

وقال مسلم في صحيحه 6482- [160-2493] وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ : أَلاَ يُعْجِبُكَ أَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُسْمِعُنِي ذَلِكَ ، وَكُنْتُ أُسَبِّحُ ، فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي ، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ.

فما انتقدت عائشة عليه سوى سرد الأخبار بشكل سريع وهذا دليل على صدقه ضمنا

وقد تذمر ابن حزم جداً من طعن أهل الرأي في أبي هريرة وتناقضهم في قبول أخباره

فقال في المحلى :" وَأَمَّا احْتِجَاجُ أَبِي حَنِيفَةَ بِحَدِيثِ الْمُصَرَّاةِ: فَطَامَّةٌ مِنْ طَوَامِّ الدَّهْرِ؟ وَهُوَ أَوَّلُ مُخَالِفٍ لَهُ، وَزَارٍ عَلَيْهِ وَطَاعِنٍ فِيهِ، مُخَالِفٍ كُلَّ مَا فِيهِ، فَمَرَّةً يَجْعَلُهُ ذُو التَّوَرُّعِ مِنْهُمْ: مَنْسُوخًا بِتَحْرِيمِ الرِّبَا، وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ مَا لِلرِّبَا هَهُنَا مَدْخَلٌ؟ وَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ كَذِبًا، وَيُعَرِّضُونَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ - وَاَللَّهُ تَعَالَى يَجْزِيهِمْ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ - وَهُمْ أَهْلُ الْكَذِبِ، لَا الْفَاضِلُ الْبَرُّ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ، وَكُبَّ الطَّاعِنُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ لِوَجْهِهِ وَمَنْخَرَيْهِ"

وللشافعي دفاع عظيم عنه أمام كلامهم في الأم

وقد صار الأمر مستفزاً جداً لأجل الدفاع عن أهل الرأي وصل الأمر للطعن في الصحابة الكرام وكبار العلماء

ومن آخر نهفات المدافعين المتعصبين استدلالهم برواية موضوعة لإظهار العلماء بصورة البلهاء وتحسين صورة أهل الرأي

قال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه أنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَحَامِلِيُّ , نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ , نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ , نا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ , نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا , يَقُولُ: " كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ , وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ لِلْحَدِيثِ , فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ شَيْءٌ وَكَانَ بِهَا مُعْجَبًا , فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ سَأَلْتِينِي الطَّلَاقَ اللَّيْلَةَ , إِنْ لَمْ أُطَلِّقْكِ اللَّيْلَةَ ثَلَاثًا , فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: عَبِيدُهَا أَحْرَارٌ , وَكُلُّ مَالٍ لَهَا صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ أَسْأَلْكَ الطَّلَاقَ اللَّيْلَةَ , فَجَاءَنِي هُوَ وَالْمَرْأَةُ فِي اللَّيْلِ , فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنِّي بُلِيتُ بِكَذَا , وَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي بُلِيتُ بِكَذَا , فَقُلْتُ مَا عِنْدِي فِي هَذَا شَيْءٌ , وَلَكِنَّا نَصِيرُ إِلَى الشَّيْخِ أَبِي حَنِيفَةَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ لَنَا عِنْدَهُ فَرَجٌ , وَكَانَ الرَّجُلُ يُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِي أَبِي حَنِيفَةَ وَبَلَغَهُ ذَلِكَ عَنْهُ , فَقَالَ: أَسْتَحْيِي مِنْهُ , فَقُلْتُ: امْضِ بِنَا إِلَيْهِ , فَأَبَى , فَمَضَيْتُ مَعَهُ إِلَى ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَسُفْيَانَ , فَقَالَا: مَا عِنْدَنَا فِي هَذَا شَيْءٌ , فَمَضَيْنَا إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ , وَقَصَصْنَا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا مَضَيْنَا إِلَى سُفْيَانَ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى , فَعَزَبَ الْجَوَابُ عَنْهُمَا , فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ الْفَرْضَ إِلَّا جَوَابَكَ , وَإِنْ كُنْتَ لِي عَدُوًّا , فَسَأَلَ الرَّجُلَ: كَيْفَ حَلَفَ؟ وَسَأَلَ الْمَرْأَةَ: كَيْفَ حَلَفَتْ؟ وَقَالَ: وَأَنْتُمَا تُرِيدَانِ الْخَلَاصَ مِنَ اللَّهِ فِي أَيْمَانِكُمَا وَلَا تُحِبَّانِ الْفُرْقَةَ , فَقَالَتْ: نَعَمْ , وَقَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ , قَالَ: سَلِيهِ أَنْ يُطَلِّقَكِ , فَقَالَتْ : طَلِّقْنِي , فَقَالَ لِلرَّجُلِ: قُلْ لَهَا أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا إِنْ شِئْتِ , فَقَالَ لَهَا ذَلِكَ , فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ قُولِي: لَا أَشَاءُ , فَقَالَتْ: لَا أَشَاءُ , فَقَالَ: قَدْ بَرَرْتُمَا وَخَرَجْتُمَا مِنْ طَلَبَةِ اللَّهِ لَكُمَا , فَقَالَ لِلرَّجُلِ: تُبْ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْوَقِيعَةِ فِي كُلِّ مَنْ حَمَلَ إِلَيْكَ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ " قَالَ وَكِيعٌ: فَكَانَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ يَدْعُو لِأَبِي حَنِيفَةَ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ , وَأَخْبَرَنِي أَنَّ الْمَرْأَةَ تَدْعُو لَهُ كُلَّمَا صَلَّتْ .

هذه القصة في سندها وضاع

وهو أحمد بن عطية واسمه الصحيح أحمد بن محمد بن الصلت لأنه وضاع يدلسه بعضهم فيسميه أحمد بن عطية

قال الذهبي في الميزان :" 555 - أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحمانى.
عن عمه جبارة بن المغلس، وعن عفان وأبي نعيم.
روى عنه أبو علي (3) بن الصواف والجعابي، كذاب وضاع فلذا يدلسه بعضهم فيقول: حدثنا أحمد بن عطية.
وبعضهم أحمد بن الصلت.
قال ابن عدي: رأيته سنة سبع وتسعين، فقدرت أن له ستين سنة أو أكثر.
ومات سنة ثمان (4) وثلاثمائة.
ثم قال ابن عدي: ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه.
وقال ابن قانع: ليس بثقة.
وقال ابن أبي الفوارس: كان يضع الحديث"

وإذا أردنا أن نعرف رأي في أهل الرأي فلنقرأ ما يلي

قال عبد الله في السنة 503 - (518) حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْعَطَّارِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ شَبُّوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: " قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: تَرْفَعُ يَدَيْكَ فِي كُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَطِيرَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ تَطِيرُ فِي الْأُولَى فَإِنِّي أَطِيرُ فِيمَا سِوَاهَا، قَالَ وَكِيعٌ جَاد مَا يحَاجه ابْنُ الْمُبَارَكِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ".

قال ابن عبد البر في الانتقاء وَذَكَرَ السَّاجِيُّ قَالَ نَا أَبُو السَّائِبِ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ وَجَدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ خَالَفَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَوَى عَنْ وَكِيعٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَطَاءً إِنْ كَانَ سَمِعَهُ

وهذه أسانيد صحاح

وقال الترمذي في جامعه 906 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلَّدَ نَعْلَيْنِ، وَأَشْعَرَ الهَدْيَ فِي الشِّقِّ الأَيْمَنِ بِذِي الحُلَيْفَةِ، وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ» [ص:241] وَفِي البَابِ عَنْ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.: «حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وَأَبُو حَسَّانَ الأَعْرَجُ: اسْمُهُ مُسْلِمٌ «وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ»، «يَرَوْنَ الإِشْعَارَ وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ» سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ حِينَ رَوَى هَذَا الحَدِيثَ، فَقَالَ: «لَا تَنْظُرُوا إِلَى قَوْلِ أَهْلِ الرَّأْيِ فِي هَذَا، فَإِنَّ الإِشْعَارَ سُنَّةٌ، وَقَوْلُهُمْ بِدْعَةٌ». وَسَمِعْتُ أَبَا السَّائِبِ يَقُولُ: " كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ مِمَّنْ يَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ: أَشْعَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ مُثْلَةٌ؟ قَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: الإِشْعَارُ مُثْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ وَكِيعًا غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أَقُولُ لَكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ، مَا أَحَقَّكَ بِأَنْ تُحْبَسَ، ثُمَّ لَا تَخْرُجَ حَتَّى تَنْزِعَ عَنْ قَوْلِكَ هَذَا "


وقال الترمذي أيضاً 1120 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُحِلَّ وَالمُحَلَّلَ لَهُ»: [ص:421] «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» وَأَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ " وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ: عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ قَوْلُ الفُقَهَاءِ مِنَ التَّابِعِينَ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ " وَسَمِعْتُ الجَارُودَ يَذْكُرُ، عَنْ وَكِيعٍ أَنَّهُ قَالَ بِهَذَا، وقَالَ: «يَنْبَغِي أَنْ يُرْمَى بِهَذَا البَابِ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ»


فهذا يبين كذب دعوى أنه كان من أهل الرأي وأنه يرويها من غلط عليه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي