مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بل أنتم من مرد على النفاق معاشر التنويريين

بل أنتم من مرد على النفاق معاشر التنويريين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فإن هناك تقاطعاً كبيراً بين أطروحات الروافض ومنكري السنة وأدعياء التنوير كلهم حاقدون على الصحابة الكرام

وآخر ما خرجوا به استدلالهم بقوله تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101)

على ثلب الصحابة الكرام والآية في المنافقين

ولكنها حجة عليهم من أوجه

فكل من معاوية بن أبي سفيان وعامة مسلمة الفتح لا يدخلون في هذه الآية لأنهم ليسوا أعراباً ولا من أهل المدينة بل حتى أبو هريرة ليس أعرابياً وليس من الأوس والخزرج

والأعرابي كان اسماً لمن لم يهاجر ممن دخل في الإسلام فإذا هاجر زال عنه هذا الاسم

والآيات التي بعدها فيها ذكر مسجد الضرار ومن بناه من المنافقين معروفون وقد كشفوا فهم المقصود بالآية  

وعلامة المنافقين الطعن في الصحابة والتحريض على ترك الجهاد 

قال تعالى : (  الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) 

وقال تعالى : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ )

وهذه صفة التنويريين ، فحال المنافقين أنهم أناس مخالفون لنهج المهاجرين والأنصار وألصق الناس بهذه الصفة القوم 

ومن صفتهم أنهم يسلقون المؤمنين بألسنة حداد مع موالاتهم لليهود والنصارى 

قال تعالى : (   أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً )

وقال تعالى : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)

واليوم وصل الولاء بأهل يشهد لبعض الصحابة المجاهدين المصلين الصائمين الحاجين بالنار ويشهد لليهود والنصارى بالجنة !  

وقال تعالى : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (16)

وعامة الصحابة رواة الحديث هم الذين قاتلوا القوم أولي البأس الشديد

وقال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

فهذا حال الصحابة الكرام أهل الرواية فكلهم قاتل أهل الردة ( حين انكشف أهل النفاق ) وجاهد في سبيل الله الروم والفرس

والردة حصلت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقف لها الصحابة الذين يبغضهم الرافضة مهاجرين وأنصار وطلقاء وغيرهم

وقد قال الله تبارك وتعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

وقال : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )

فهل يعقل أن يحفظ الكتاب ولا يحفظ بيانه وكان من يحدث بالحديث إنما يحدث به بين المهاجرين والأنصار وهم يسمعونه فلو حدث بباطل ما تركوه وهم الذين حاربوا الدنيا كلها في سبيل تثبيت أركان الدين

وحتى أهل الحديث من بعدهم هذا أحمد ابن حنبل يسجن ويجلد ويجبر على الإقامة الجبرية ويهدد بالقتل على أن يقول كلمة تخالف السنة فلا يقول أفيعقل أن هذا يرضى أو يسكت على افتراء حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وليس هو وحده قبله سعيد بن المسيب جلد على البيعة وكان شيخاً كبيراً فما وهن ولا استكان

وهذا سفيان الثوري بقي هارباً من العباسيين لحق أظهره

وأخيرا أختم بهذه الكلمة التي كتبتها قبل مدة : لو سألت رجلا من المتأثرين بطريقة عدنان إبراهيم ما تقول في ابن باجه وابن رشد والفارابي وابن سينا والسهروردي والغزالي وابن النفيس والزهراوي والبيروني وابن الهيثم وعباس بن فرناس ونظرائهم لقال لك مفكرون كبار وخير من العلماء الجامدين على دراسة الفقه والحديث فقل له ما من واحد من هؤلاء طعن في أحاديث الصحيحين أو فرغ نفسه للطعن في الصحابة أو الخلفاء السابقين والعمل بما في الصحيحين أكبر بكثير في عصرهم من عصرنا وتأثر الناس بالصحابة أكبر بكثير فَلَو كانوا يَرَوْن في الأمر ما يرى صاحبكم لتكلموا فتأمل هذه وقد حاكمناكم إلى من ترتضون وأضف إليهم بدر الدين الحسني والجلال الرومي وأضرابهم ممن يعظمهم عدنان لمكانهم في التصوف.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي