مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: عدنان بين عرض أبي جهل وعرض معاوية !

عدنان بين عرض أبي جهل وعرض معاوية !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فإن عدنان إبراهيم لا يكاد المرء ينتهي من إحصاء غرائبه يقول كلاماً حسناً ولكنه مع الأسف يمارس دس السم في العسل وخطبه الأخيرة بدأت تتجه نحو طرح إنساني عام يحاول فيه قدر المستطاع إذابة الفارق بين المسلم والكافر عن طريق استثمار أحكام عدل الإسلام مع الكفار ليوهم الناس أن المعاملة مستوية من كل وجه وهذا غير صحيح

ولكن ليس هذا محل بحثنا

محل بحثنا ما ذكره في خطبته الأخيرة المعنونة ب ( أبطال سفاحون وقديسون ملعونون )

ذكر حديثاً لا يهمني الآن الكلام على صحته وهو أن بعض الصحابة سب أبا جهل وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات . لأن ابنه عكرمة كان حاضراً وهو مسلم

سمعت هذا من عدنان وضربت كفاً على كف

يتكلم عن أذية عكرمة بسب أبي جهل

وهو الذي آذى أمة كاملة بسب معاوية وتكفيره والطعن في عرضه وطهارة نسبه واتهم زوجته بالزنا وعامتها افتراءات

وذهب يلاحق حتى المبشرين بالجنة كعثمان وطلحة والزبير وغيرهم بل بلغ طعنه وتعريشه بعائشة أم المؤمنين

ومرة ذكر عيينة بن حصن على المنبر فتكلم بلهجة سوقية وقال ( تفو ) يعني كأنه يبصق على الصحابي 

بل العجيب أنه يذكر حديث اذكروا محاسن موتاكم ولا أدري هل يدخل الصحابة في هذا ؟ 

والعجيب أنه يحكم على يزيد بن معاوية بالنار ويقول قتل المؤمن يوجب الخلود بالنار وأن ما سوى ذلك فقه أموي كما في خطبته بين الحسين ويزيد

ثم في خطبته عن أحمد زويل قال بأن الحكم على الأشخاص اختصاص إلهي وماذا تركتم للخالق وكرر هذا هنا ؟

ومن العجيب أنه اقتطع جزءاً من الخطبة يتكلم فيها عن مناقب المطرب السعودي الشهير طلال مداح وترحم عليه بل ترضى عنه وأشار إلى ولايته ( وهو الذي يلعن معاوية أعني عدنان )

وأخذ يمدح كرم طلال مداح وسخائه

ونسي ما قيل في كرم معاوية !

فقد شهد له الزاهد الورع بشهادة عدنان عبد الله بن عمر بالسخاء


قال الخرائطي في مكارم الأخلاق  264 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْد نَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم نَا هشيم نَا الْعَوَّامُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ ابْنِ عمر قَالَ
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
قُلْتُ وَلَا عُمَرَ قَالَ كَانَ عُمَرُ خَيْرًا من مُعَاوِيَة وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود مِنْهُ.

وهذا إسناد صحيح هشيم صرح بالتحديث ومن طريق ابن أبي الدنيا رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق

وقال الخلال في السنة حَدَّثَنَاهُ الدُّورِيُّ قَالَ: ثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ» . قَالَ: قُلْتُ: هُوَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ أَخْيَرُ مِنْهُ، وَهُوَ وَاللَّهِ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ". قَالَ: قُلْتُ: فَهُوَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ عُمَرَ؟ قَالَ: عُمَرُ وَاللَّهِ كَانَ أَخْيَرَ مِنْهُ، وَهُوَ وَاللَّهِ أَسْوَدُ مِنْ عُمَرَ ". قَالَ: قُلْتُ: هُوَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ عُثْمَانَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ عُثْمَانُ لَسَيِّدًا، وَهُوَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْهُ ". قَالَ الدُّورِيُّ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَعْنَى [ص:442] أَسْوَدًا أَيْ أَسْخَى

وهذا إسناد قوي إذ رواية إبراهيم عن ابن إسحاق محمولة على الاتصال وابن إسحاق مذكور بالتشيع وأسود يعني أسخى كما فسره الإمام أحمد

ولا شك أن ابن عمر يحمد السخاء الذي لا تبذير فيه

وقد صح عن ابن عباس أنه قال ما رأيت أخلق للملك من معاوية

ويا ليت شعري لو لم يكن فيه هذه الخصال الحميدة أكان عمر سيوليه الشام ؟!

قال الطبراني في مسند الشاميين 283 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمِيرِكُمْ هَذَا يَعْنِي مُعَاوِيَةَ قِيلَ لِقَيْسٍ: أَيْنَ صَلَاتُهُ مِنْ صَلَاةِ عُمَرَ؟ قَالَ: لَا إِخَالُهَا إِلَّا مِثْلَهَا

هذا إسناد قوي والوليد بن مسلم تدليسه خاص بروايته عن الأوزاعي وقد صرح هنا وأما تسويته فبعيدة جداً

وقال الطبراني أيضاً 282 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمِيرِكُمْ هَذَا يَعْنِي مُعَاوِيَةَ»

شيخ الطبراني متكلم فيه ولكنه توبع

وقال أبو نعيم في الحلية حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ , ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ , عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمِيرِكُمْ هَذَا»

وهذا يزيد الخبر قوة إلى قوته
-

وأبو الدرداء صحابي فقيه من الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنهم وقد مات قبل الفتن وهذه تزكية عظيمة لمعاوية بتحري السنة فإذا أضفنا إلى هذه التزكية تولية عمر بن الخطاب لمعاوية وكتابته الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وكون كل نسب منقطع إلى نسب النبي صلى الله عليه وسلم

وعدنان الذي ينكر المتواترات يصدق أي شيء في ذم الصحابة الذين يبغضهم

والرجل تناقضاته يبصرها كل مدقق فهو يقول لا تبحثوا خلافات الأشاعرة والمعتزلة وأهل الحديث على المنابر وهو يتكلم في مسائل دون هذه سياسية قديمة عن بني أمية وغيرهم على المنابر وبطريقة أحفظت الألوف

لما بدأ زمن الثورات صار يقول المثقف المنعزل عن واقع أمته السياسي لا شيء ولا نهتم لثقافته ثم هو الآن لم تغيرت الأحوال يقول لن أتكلم في السياسة أو هجرت الكلام في السياسة

كان يقول قديماً وسائل الإعلام لا تستقبل إلا المرضي عنه عند الأنظمة والآن هو يظهر عليها

بل زيادة على هذا أخذ كلام السقاف في ذم تقسيم التوحيد وأنه يشبه التثليث

وفي خطبته الأخيرة لا ينتبه لنفسه أنه يقسم التوحيد فقسمه إلى توحيد خبري وتوحيد عملي وجلس يقول نحن نطبق التوحيد الخبري ولا نطبق التوحيد العملي فوقع في تقسيم التوحيد الذي كان ينكره
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي