مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بين الإمام البخاري و مانيتون المؤرخ المصري

بين الإمام البخاري و مانيتون المؤرخ المصري



أما بعد :



فالمرء لا يزداد علماً بأي باب من الأبواب إلا ويزداد توقيره لأهل الحديث إن كان منصفاً

كنت قد سألت أحد الأخوة قبل مدة كيف علمنا بتاريخ مصر أنه قبل 3200 قبل الميلاد ، وذلك أنني لاحظت أن التأريخ بقبل الميلاد فلا بد أن يكون التأريخ لا علاقة له بالميلاد الذي تأخر عن هذه الحوادث ، فقال لي بعد بحث _ وكانت النتيجة موجودة عندي _ أن ذلك بحسب تقدير أعمار الأسر المصرية التي حكمت

والسؤال الذي يطرح نفسه : من أين علمنا تاريخ الأسر المصرية الحاكمة ؟

هنا تتجلى مأساة حقيقية في البحث العلمي وتناقض لأدعياء التحرر من الأوروبيين كصاحب قصة الحضارة ، وصاحب فجر الضمير وكل الذين يدعون أخذ التوراة من قصص المصريين لأدنى تشابه

وذلك أن المؤرخ الوحيد الذي أرخ لهذه الأسر وذكر مدتها التي قدرت تقديراً بما مضى هو مانيتون

ولمن لا يعرف مانيتون هو مانيتون مؤرخ مصري من مدينة سمنود، محافظة الغربية؛ كان كاهناً في عهد الملك بطليموس الثاني "حوالي 280.ق.م" الذي كلفه بكتابة تاريخ مصر القديمة. أخذ مانيتون هذه المهمة على عاتقه واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها. فقدت النسخة الأصلية من تاريخ مانيتون أثناء حريق مكتبة الإسكندرية، ولم يصل من هذا التاريخ إلا مقتطفات نقلها بعض المؤرخين، ومنهم المؤرخ اليهودي يوسيفوس في كتابه "الرد على إيبيون" الذي حاول أن يدافع فيه عن اليهود ذاكراً أنهم هم الهكسوس الذين غزوا مصر بعد انهيار الدولة الوسطى. ومن المؤرخين كذلك المؤرخ الإفريقي جوليوس الذي نقل في مؤلفه بعض أسماء الملوك التي كانت مدونة في تاريخ مانيتون الأصلي ( هذا التعريف من الموسوعة الحرة وقد تأكدت من مصادر أخرى )

وهناك تبرز أسئلة عظيمة

ما مدى عدالة هذا المؤرخ ؟

ولو فرضناه عدلاً فهو يؤرخ لأكثر من ألفي عام فكيف يكون دقيقاً ولم يذكر أسانيده ؟

وقد نعى صاحب قصة الحضارة على المؤرخين المسلمين الاعتماد على الأسانيد ثم هو يعتمد هذا التأريخ !

اعجب ممن ينكر الأحاديث الصحيحة المتواترة وكيف أنهم ينكرون الأحاديث التي رواها من بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مائة عام أو مائتين مع وجود عشرات المصادر الحديثية التي يمكن من خلالها التحقق من صدق الراوي فلا يوجد حديث في صحيح البخاري مثلاً إلا وهو موجود في عدة مصادر أخرى بنفس الإسناد والمتن لأقران للبخاري وأناس متقدمين عليه وأناس جاءوا بعده

مع وجود منهج علمي نقدي بارز مع القرب الزمني واتحاد اللغة

ولكننا نجد أن تاريخ هذا الكاهن المصري ليس موجوداً بنسخته الأصلية ولا اللغة التي كتب بها وإنما عندنا مجرد نقولات

والعملية التي قام بها عملية تحتاج جمع وتدقيق وحساب وهي عملية مرهقة جداً

وقد ذكر هيردوت اليوناني اتهامه للمصريين بالكذب في أمر التاريخ وذكر أيضاً ادعاؤه عن الكهنة أن الشمس غيرت مشرقها ومغربها مرتين فهؤلاء أسلاف مانيتون !


قال صاحب قصة الحضارة :" التي حكمت قبل الطوفان إلى 000ر432 عام (12)، ورووا عن اثنين من هؤلاء الحكماء وهما تموز وجلجمش من القصص المؤثرة ما جعل ثانيهما بطل أعظم ملحمة في الأدب البابلي. أما تموز فقد انتقل إلى مجمع الآلهة البابليين، وأصبح فيما بعد أدونيس اليونان. ولعل الكهنة قد تغالوا بعض الشيء في قدم حضارتهم ولكن في وسعنا أن نقدر عمر الثقافة السومرية تقديراً تقريبياً إذا لاحظنا أن خرائب نبور تمتد إلى عمق ست وستين قدما، وأن ما يمتد منها أسفل آثار سرجون ملك أكد يكاد يعدل ما يمتد فوق هذه الآثار إلى أعلى الطبقات الأرضية (أي إلى بداية القرن الأول من التاريخ الميلادي)"


فإذا كنا نتهم الكهنة السومريين بالكذب في تقدير الأعمار الخيالية فلماذا نثق بكاهن مصري واحد وكتابه غير موجود أصلاً

قال أحد النصارى :" وملخص الاخطاء
1 الاعمار التي قدمها لكل ملك مستقلة هي ليست فقط تقديرية ولكن أطول من الحقيقية فهم بالغوا في الاعمار ليظهر أكثر عظمة مصر وبخاصة ان مصر كانت محتلة ووجد أمثلة كثيره على هذا.
George A. Barton, Archaeology and the Bible, p. 11.
2 أيضا وجود أخطاء استمر تناقلها من قرن الي اخر وبخاصه عن اول ملك وبتصحيح الخطأ هذا لوحده فقط نجد انه يقلل العمر أكثر من 500 سنة عن 3500 ق م 
Johannes Lehmann, The Hittites (1977), p. 204
3 مانيتو سجل أسماء اسرتين أحدهما في الشمال والأخرى في الجنوب واعتبرهم اسرتين متتاليتين رغم انهم حكموا معا. ولهذا قال اشتون
الكثير من علماء المصريات يعتقدوا ان قوائم مانيتو تعاملت ليس مع اسرة بل مع اسرتين مختلفتين حكموا معا في جنوب وشمال مصر. هذا يقلل جدا تواريخ مانيتو.
أيضا هو سجل كل اسرة مستقلة وكل ملك مستقل ومتتاليين ولكن تاريخيا هذا خطأ فيوجد اسر متداخلة واسر انقلبت على بعضها واسر حكمت منطقة واثنائها اسر حكمت مناطق اخرى وكثير من الملوك من نفس الاسرة حكموا معا في نفس الوقت في منطقتين مختلفتين بسبب الصراعات والانشقاقات الكثيرة
J. Ashton and D. Down, Unwrapping the Pharaohs (Green Forest, AR: Master Books, 2006), p. 73.
4 ايضا يوجد فراعنة كثيرين كانوا يعينوا ابنائهم فراعنة بمعنى ان فرعون خارج في حملة حربية يعين ولي العهد فرعون علي مصر ويخرج الحرب والاب لا يزال ايضا فرعون مصر ويحسب حكم الفرعون الاب كامل وحكم الفرعون الابن كامل حتى لو كانوا متداخلين عشرات السنين. 
5 أيضا عامل مهم وهي وجود أسماء في قوائمه خطأ وليست حقيقية وتم التأكد من بعضها انها ليست حقيقية ولم يعيشوا أصلا
ARCHAEOLOGICAL DATING CHAPTER 35
6 أيضا كتابة اسمين لفرعونيين متتاليين والاثار تكشف انهم اسمين لفرعون واحد
7 كما قلت سابقا اننا لا نملك القائمة الاصلية لمانيتو بل عندنا قائمتين مختلفتين في الاعمار
ولهذا مجموعة من علماء الاثار مع علماء تحليل الكربون المشع بعد التحقيق في هذا الامر قالوا انه لا يثق الا فيما هو حتى 1600 ق م وما هو قبل ذلك غير موثوق في تاريخه
ودكتور فريرديك مع دكتور ليبي اخذوا عينات من القبور ومن المعابد والاماكن المختلفة وأقدم تاريخ قدمته هو بالكربون المشع هو 1600 ق م
Frederick Johnson, coworker with Dr. Libby [in the development of, and research into, radiocarbon dating], cites the general correspondence [agreement] of radiocarbon dates to the known ages of various samples taken from tombs, temples, or palaces out of the historical past. Well-authenticated dates are known only back as far as 1600 B.C. in Egyptian history, according to John G. Read
(J.G. Read, Journal of Near Eastern Studies, 29, No. 1, 1970). Thus, the meaning of dates by C-14 prior to 1600 B.C. is still as yet controversial.”—H.M. Morris, W.W. Boardman, and R.F. Koontz, Science and Creation (1971), p. 85.
ولا يوجد أي إثر مكتوب في الاثار سواء الحجرية او البرديات للتاريخ الفرعوني أقدم من عام 1600 ق م
فباعتبار كل هذه العوامل نجد أن الحضارة المصرية اقل بكثير مما قال مانيتوا وبهذا يكون الشعب المصري بدا حضارته في حدود 2000 الى 2200 ق م كما قال الكتاب المقدس
بل قائمة مانيتو لا تتفق مع الأدلة من الاثار الأخرى التي تؤكد العمار التي ذكرها هي اقل من هذا
D. Mackey, “Fall of the Sothic Theory: Egyptian Chronology Revisited,” TJ 17 no. 3 (2003): 70–73,
وبناء عليه يكون اخناتون ليس من القرن الرابع عشر ق م
النقطة الثانية وهي الكارثة الاكبر وهي ان قائمة مانيتو تم اكتشاف انها قائمة قبور وليست قائمة ترتيب ملوك واكتشف ان قائمة مانيتو لقوائم ما يسمي بملوك الأسرات 18 , 19 , 20  فهي خاصة بأسماء المقابر المقامة في وادى الملوك والخاصة بملوك الرعامسة والتحامسة والمنوانيين.
وليست قوائم لترتيب تاريخي.

الكارثة الثالثة في هذا الادعاء وهو أن العالم ايمانيول فيلكوفيسكي قام بتحليل الكربون المشع للموميائات وغيره و كشف ان توت عنخ امون لم يعيش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد بل القرن التاسع ق م وبالفعل اختبار الكربون المشع اظهر ان عينات مقبرة توت عنخ امون هي ما بين 899 الي 846 ق م وقدم ادلة ضخمة على ذلك
وتوت عنخ امون كما يقال هو ابن اخناتون من زوجته الثانية كيا وزوج ابنة اخناتون الثالثة وهي عنخ سن ياتن
A test made in 1971 corroborated his conclusions. In that year, L.E.S. Edwards of the British Museum forwarded the conclusions of two Tutankhamen tests to the University of Pennsylvania C-14 lab. One test dated at 846 B.C. and the other at 899 B.C.
وبناء عليه اخناتون ليس من القرن الرابع عشر ق م بل غالبا هو بعد داود ايضا بسبعين سنة وبهذا يكون الادعاء سقط اصلا "

وسواءً صدق النصراني أو كذب فالأمر لا زال محل شك عظيم 

وأيضا قال جيمس بريستيد أستاذ التاريخ المصري

 التسلسل الزمني لمانيتو هو تجميع في وقت متأخر جمع بإهمال وبدون تدقيق وبدون نقد. التجميع الكامل للأثر الذي ثبت خطؤه من الاثار المعاصرة في الغالبية العظمى من الحالات حيث هذه الاثار نجت. التجميع الاسري هذا هو به عبثية مطلقة في جميع انحاؤه وليست جديرة بالمصداقية ولا للحظة وفي كثير من الاحيان يحدث ما يقرب من مضاعفة للحد الاقصى للعمر الذي تشير اليه الاثار. وهذه القائمة لن تقف امام أدني انتقاد مدقق. 

ونص كلامه

"[The chronology of Manetho was] a late, careless, and uncritical compilation, the dynastic totals of which can be proven wrong from the contemporary monuments in the vast majority of cases, where such monuments have survived. Its dynastic totals are so absurdly high throughout, that they are not worthy of a moment's credence, being often nearly or quite double the maximum drawn from contemporary monuments, and they will not stand the slightest careful criticism. "

James H. Breasted. History of Ancient Egyptians (1927), p. 26.



اول ملوك مصر الذي هو مينا موحد القطرين وهو يعتبر اول الاحداث التاريخية المصرية الذي كانوا يفترضوا انه 5800 ق م وهذا أصلا كذب حتى مع قائمة مانيتو كما قال ميري أقدم تاريخ لمينا انه 2920 ولكن كل هذا كان بدون ادلة قوية

"In the course of a single century's research, the earliest date in Egyptian history that of Egypt's unification under King Meneshas plummeted from 5876 to 2900 B.C. and not even the latter year has been established beyond doubt. Do we, in fact, have any firm dates at all?" Johannes Lehmann, The Hittites (1977), p. 204.

ولكن ابحاث علماء كثيرين مثل ويلكينسون Wilkinson ان مينا بعد 2320 ق م وحدد بالمر Palmer  باكثر دقه انه تقريبا 2224 ق م

ولهذا الابحاث تقدم الان ان الاسرة الاولى بدأت ما هو أقدم من 2000 ق م بقليل

ونص بعض ألابحاث لمن يريد المزيد.

"Scholars have been compelled, because of more recent evidence, to revise the date for the beginning of the dynastic period to dates in the era 3300-2850 B.C. The error in the earlier dating of Mena [Menes, the first king of Egypt] and the beginning of the dynastic period amounts to something over 2,000 years.

"Worthy of note is the fact that all of the 2,000-year correction of the date for Mena was made by condensing the period previously allotted to the first eleven Egyptian dynasties. This strange type of correction was necessary because of the assumed 'fixity' of the date for the beginning of Dynasty XII.

"But if an error of 2,000 years or more was made in assigning elapsed time for the first eleven dynasties, then what confidence is to be placed in a chronology for the subsequent period for which no error was recognized? This error is greater than for the total period of Egypt's history from the XIIth Dynasty to the fall of Egypt to the Persians in 525 B.C.

"In point of fact, the currently accepted date, c. 2000 B.C., for the beginning of Dynasty XII is not fixed, astronomically or by any other means! The combined inability of modern scholars to devise a satisfactory chronology of antiquity may be traced to this error of assumed fixation of certain dates. This 'fixation' is on the same level as is the assumed 'factual' nature of evolution." "Evolution and Archaeological Interpretation,"

in Creation Research Society Quarterly, June 1974, pp. 49-50.



ايمانيول فيلكوفيسكي Immanuel Velikovsky  الروسي عالم المصريات الشهير رغم انه من تلاميذ فرويد لكنه اهتم بالتاريخ المصري اكثر من علم النفس وهذا اعترف ايضا ان قائمة مانيتو كان هدفها فقط ان مصر اقدم من اليونان ومن البابليين وليست دقيقة

"In composing his history of Egypt and putting together a register of its dynasties, Manetho was guided by the desire to prove to the Greeks, the masters of his land, that the Egyptian people and culture were much older than theirs and also older than the Babylonian nation and civilization."

I. Velikovsky, Peoples of the Sea (1977), p. 207.

واضاف قائلا. بل قال ان قائمة مانيتو هي مشوشة وتضليل

"a most confused and deliberately extended and misleading list"

(I. Velikovsky, Ramses II and His Time (1978), p. 26).





ولعل الناظر يظن أن الآثار الفرعونية التي ترجمها شامبليون وأبناء مدرسته تعضد كلام مانيتو والواقع أنهم إنما كانوا يترجمون بحسب معطيات مانيتو ، وقد وقعت تناقضات أشار إليها النصراني

وترجمة شامبليون كلها قياس على ما جاء في ترجمته لحجر الرشيد وكثر المشككون فيها ، وهناك من ادعى تغير اللغة الهيروغليفية من زمن إلى زمن ثم بعد ذلك أمانة المترجم تلعب دورها وهذا كله يوفر لنا أمواجاً جارفاً من التشكيك الذي اعتاده القوم

وقد طعن سليم حسن بقوة في ترجمة شامبليون 

ومن أوهام شامبليون التي تبين لك أن الأمر يدخل فيه الكثير من الحدس عده ل( حتشبسوت ) رجلاً والإجماع تقريباً منعقد اليوم أنها امرأة ! مع اختلافهم متى حكمت مصر مما يدل على عدم وجود تواريخ دقيقة ولو حصل غلط خمسين سنة في أربعة أسر فقط لكان المجموع مائتين وهذا يقلب التاريخ رأساً على عقب 

جاء في حاشية كتاب قصة الحضارة :"  لما كان شروق الشعرى منسوباً إلى الشمس يتأخر يوما كاملا في كل أربع سنين عما يتطلبه التقويم المصري ليكون الشروقان متفقين على الدوام، فإن هذا الخطأ يبلغ 365 يوماً في كل 1460 عاماً. وحين تكمل هذه الدورة السوثية (كما كان المصريون الأقدمون يسمونها) يعود التقويم المكتوب والتقويم السماوي إلى الاتفاق. وإذ كنا نعرف من سنوريس المؤلف اللاتيني أن شروق الشعرى الشمسي (منسوبا إلى شروق الشمس) قد اتفق في عام 139 ق. م مع بداية سنة التقويم المصري القديم، فإن من حقنا أن نفترض أن هذا التوافق بعينه كان يحدث في كل 1460 سنة قبل ذلك التاريخ الأخير، أي في عام 1321 ق. م، وفي عام 2781 ق. م، وفي عام 4241 ق. م الخ الخ. ولما كان من الواضح أن التقويم المصري قد وضع في سنة كان فيها شروق الشعرى الشمسي (أي المنسوب إلى الشمس) قد وقع في أول يوم من أول شهور السنة، فإنا نستدل من هذا على أن ذلك التقويم قد بدأ العمل به في سنة كانت فاتحة دورة سوثية. وقد ورد ذكر التقويم المصري لأول مرة في النصوص الدينية المنقوشة في أهرام الأسرة الرابعة. ولما كان عهد تلك الأسرة يرجع بلا جدال إلى ما قبل عام 1321 ق. م، فإن التقويم لا بد أن يكون قد وضع في عام 2781 ق. م أو في عام 4241 ق. م أو قبل هاتين السنتين. وكان الاعتقاد السائد أن أقدم العامين أي عام 4241 ق. م هو أول ما حدد من الأعوام في تاريخ العالم، ولكن الأستاذ شارف  Scharf  يعارض في هذا، وليس ببعيد أن نضطر إلى الأخذ بالرأي الثاني وهو أن عام 2781 أو عاما قريبا منه هو مولد التقويم المصري القديم. فإذا صح هذا وجب أن نصحح التواريخ السالفة الذكر والتي حددناها لحكم الأسرة الأولى وتشييد الأهرام العظيمة بحيث تكون أقرب إلينا بنحو ثلاثمائة عام أو أربعمائة. ولما كان الموضوع لا يزال مثاراً للجدل فقد اعتمدنا في هذا الكتاب على التواريخ الواردة في كتاب التاريخ القديم لجامعة كمبردج ( Cambridge Ancient History) "

فهنا عندنا ثلاثمائة عام مشكوك بها 

وأما بردية تورين فهي لا يعلم من كاتبها وقدروا عمرها بأنها مكتوبة بألف عام قبل الميلاد ( اعتماداً على تقديراتهم أنفسهم وتقديرات مانيتون وهذا استدلال دائري ) وقد قطعت خمسين قطعة وهي تحكي عن ألفين عام قبلها فمن أين جاءت الدقة في الحسابات ، وليت شعري إذا تحدث الأصمعي أو ابن سلام عن أشعار الجاهليين وليس بينه وبين سوى قرن أو قرنين شككوا ثم يقبلون مثل هذا 

ثم إن قائمة الكرنك ذكرت ما لم تذكره هذه البردية وأما قائمة أبيدوس فحصل فيها تصرف وإسقاط وهي تختلف عن قائمة سقارة وكلها قوائم متأخرة تتحدث عن تواريخ سحيقة وإلى اليوم لا توجد مقارنة جادة بينها ، وخذ مثالاً عدد ملوك الأسرة الثالثة محل خلاف مما يدل على عدم دقة المصادر التاريخية  

وهذه القوائم مكتوبة في أعصار متقاربة وقد تعود كلها إلى مصدر واحد  

بل من أدلة أن معلومات مانيتون ليست دقيقة ما ذكره في الأسرة السابعة أنها   عدد ملوكها سبعين ملكًا حكموا سبعين يومًا فقط, وربما كان يقصد أن سبعين حاكمًا من الحكام في الأقاليم المختلفة كانوا يتقاسمون السلطة وكونوا ما يشبه هيئة حاكمة ولكنهم اختلفوا فيما بينهم فزال ملكهم ( وهذا فيه غرابة ولكن يدلنا على أنه ربما استخدم مصطلحات مضللة ) 

وفي الموسوعة الحرة :"أسس مري إب رع الأسرة التاسعة في هيراكليوبوليس ماجنا. واستمرت الأسرة العاشرة هناك. وكانت مصر في ذلك الوقت غير موحدة. لذا فهناك تراكب بين ملوك تلك الأسرتين والأسر المحلية. الأسماء التالية قد تم التعرف عليها، إلا أن التواريخ عير مؤكدة"

وقال محمد أبو المحاسن عصفور في معالم تاريخ الشرق القديم :" ومما تجدر الإشارة إليه أن المؤرخين ما زالو يختلفون في عدد وترتيب الملوك الذين كانوا يحملون اسم خيتي؛ بل ولم يجمعوا على ترتيب الملك "خيتي" الذي أسدى نصائحه المعروفة "باسم تعليمات الملك خيتي" لولده"

وقال أيضاً :"  الأسرة الثالثة عشرة:
ربما كانت هذه الأسرة تمتُّ إلى الأسرة الثانية عشرة بصلة، وقد حكمت فترة لا تزيد كثيرًا على خمس وخمسين سنة، ولم نعثر على آثار لبعض ملوكها؛ ولكننا عرفنا أسماء الكثيرين من هؤلاء من بردية تورين، ومما ذكره مانيثون؛ إلا أن هذين المصدرين فيما يبدو لم تكن لهما دراية كافية عن هذا العصر"


وقال أيضاً :"  الأسرة الرابعة عشرة:
تعطينا بردية تورين قائمة طويلة بأسماء ملوك هذه الأسرة, كما يذكر مانيثون عددًا ضخمًا لهؤلاء الملوك ويذكر مدة حكم لهم عددًا كبيرًا من السنين؛ ولكن يبدو أن هذه الأعداد جميعها مبالغ فيها كثيرًا؛ بل ومن المرجح كذلك أن هؤلاء الملوك لم يتمتعوا بنفوذ يذكر خارج حدود إقليمهم الذي كانت عاصمته سخا، وكانت الأسرة الثالثة عشرة تتدهور هي الأخرى إلى أن اضمحلت قوتها؛ مما أدى في النهاية إلى خضوع مصر للحكام الأجانب المعروفين باسم الهكسوس"

والعجيب أن القوم حين يتعاملون مع التوراة يرفضون أخبارها عن إبراهيم مع كونه قريب العهد من التوراة جداً (400 عام أو 500) بحسب تقديراتهم ثم يؤمنون بكلام هذا المؤرخ المصري عن أكثر من 2500 عام ! 

وقال السير واليس بدج في كتابه عن ملوك مصر :" عند التعامل مع التراتب الزمني المصري علينا دائماً أن نتذكر أن معرفتنا قليلة " 

وقال صاحب كتاب الأصول السومرية للحضارة المصرية :" وغياب مماثل للأدلة فيما يخص التراتب الزمني جعل من تحديد تاريخ الفراعنة الأوائل واللاحقين مسألة تخمين " 

ثم ذكر أن اختلاف الباحثين إلى التحديد أدى إلى التباين بينهم بما يزيد على ألفي عام 

وقال أيضاً :" التاريخ الحقيقي لاعتلاء منس عرش مصر هو 2704)"

أقول : يقصد مينا موحد القطرين والتاريخ المشهور أنه اعتلى العرش 3200 قبل الميلاد وهكذا يسقط 500 عام من التاريخ المعروف ! 

والتأريخ القديم معتمد على مانيتون فإما مانيتون خطأ أو طريقة حسابنا خطأ 

وإذا أخطأ في مينا نفسه فما الذي يجعلنا نثق فيما يقوله عمن بعده 

علماً أن هذا الباحث الذي صحح التاريخ هو نفسه يدعي بأدلة كثيرة أن مينا هو ولد سرجون الآكدي وهذا يجعلنا نطعن في التقويم السومري لأنه بحسبه ينبغي أن يكون مينا قبل والده سرجون بخمسة قرون وهذا محال       

علماً أن الكاتب ادعى أن سرجون والده ملك ، وهذا تناقض منه فقصة سرجون التي يدعون أن قصة موسى مأخوذة منها فيها نص واضح أن سرجون لا يعرف والده وأن أمه كانت بغياً 

فكيف يكون والده وجده هم الملوك المقصودون في التراتيب الهندية 

وقصة سرجون مع أمه تعود إلى تاريخ قريب وليس هو كاتبها بل هي غير منطقية نهائياً 

   ملحمة سارجون Sargon Legend كتبت في العهد الأشوري الجديد وتعود إلى سنة 700 ق.م. !! ولم تكتب في عهد سارجون نفسه !! أي تلي زمن النبي موسى بحوالي 300 سنة على الأقل (أنظر George A. Barton, Archaeology and The Bible, 3rd Ed., (Philadelphia: American Sunday-School Union, 1920), p. 310). وبالتالي فالشبهة ساقطة من هذا التفنيد فقط.

النقطة الثانية الجديرة بالذكر هي أن هناك سارجون الثاني الذي انتزع الملك بالقوة، وقد عاش في الفترة 721 – 705 ق.م.، فيحتمل أن تكون الملحمة متحدثة عنه هو وليس سارجون الأول، وما يدعم ذلك هو أن الملحمة تذكر هزيمة تيلمون على يد سارجون، وتيلمون هذا لم يصلنا الكثير عنه سوى أنه تواجد في فترة وجيزة تسبق سارجون الثاني (أنظرBrian Lewis' The Sargon Legend (American Schools of Oriental Research, 1978).). 


نعم التوراة الحالية متأخرة عن موسى ولكنها تنقل عن أصل فاحتمال أن تكون قصة سرجون مأخوذة من قصة موسى وارد بقوة 

 وعن طفولة سرجون نقرأ ما جاء بدائرة المعارف البريطانية : Encyclopedia Britannica

Sargon

Life .Sargon is known almost entirely from the legends and tales that followed his reputation through 2,000 years of cuneiform Mesopotamian history, and not from documents that were written during his lifetime.

الترجمة :
" ان مصادر معرفتنا بحياة سرجون نستقيها باكملها من الاساطير والحكايات التى جاءت بعد شهرته خلال الفين عام من التاريخ الرافدى الذى سجل بالكتابة المسمارية , وليس من وثائق كتبت فى زمنه . ..


يعني القصة مكتوبة بعد وفاة موسى بأكثر من ألف عام

وهناك فرق فسرجون والدته بغي ألقته في النهر فالتقطه فلاح ثم تربى عنده ثم صار ملكاً بعدها 

موسى أمه عفيفة ووالده معروف وإلقاؤه في اليم لم يكن تخلصاً منه وإنما خوف من الفرعون 

موسى والدته أرضعته فتكون هي أخبرته بالقصة أو يكون عرفها من الله ، ولكن سرجون كيف عرف المعلومات عن والدته وهو لم يرها في حياته ! 

والفروق في الموضوع كبيرة جداً ولكن القوم يتعلقون بقشة   

والعجيب أنهم يعتمدون النقول عنه ولا يكثرون التحدث عن النسخة الأصلية كعادتهم !

وقد فات حلمي القمص عزيز هذا البحث في نقده لمدارس التشكيك التي تدعي أن قصص الأنبياء مأخوذة من بعض القصص التراثية لأدنى تشابه حتى لو كانت قصص الأنبياء أقدم ، ومع أنه أحسن الرد عليهم كثيراً إلا أنه فاتته هذه النقطة وأنهم يعتمدون تواريخ بحسب مقاييسهم هي حضيض وينبغي أن يكون الشك فيها مقدماً على أي شك

وبالنسبة لأسطورة أخناتون عابد الشمس أول موحد مع أنه يقيناً جاء بعد إبراهيم وبحسب بحث ذاك النصراني وما أورده من حجج قد جاء بعد داود

جاء في بعض البرديات في زمن أخناتون :" لأنك خلقت العالم وأوجدتهم لابنك الذي ولد من لحمك ملك الوجهين القبلي والبحري العائش في الصدق رب الأرضين (( نفر خبرو رع وان راع )) ( إخناتون ) ابن ( رع ) العائش في الصدق رب التيجان أخناتون ذو الحياة الطويلة ولأجل كبرى الزوجات الملكية محبوبته سيدة الأرضين (( نفر نفرو آتون )) ( نفرتيتي ) عاشت وازدهرت أبد الآبدين " ( منقول عن فجر الضمير )

فهو يدعي أنه ابن الإله وأن الإله من لحم ودم

(( ليس هناك واحد يعرفك إلا ابنك أخناتون لقد جعلته عليماً بمقاصدك وقوتك ))

(( لأنك خلقتهم لنفسك وأنت سيدهم جميعاً وأنت الذي تنهك نفسك من أجلهم وأنت رب كل قطر ))

هنا ينسب لله الإنهاك والتعب

(( عندما كنت لا تزال  وحيداً ( لا شيء غيرك ) آلاف الألوف من الأنفس موجودة فيك لتحفظها حية ))


وهنا يقول أنه حفظ المخلوقات في ذاته وهذا مخالف لعقائد المسلمين واليهود والنصارى

وأنا لا أعتقد أن هذه النقوش هو كتبها بل ما قاله بعض النصارى أنها مكتوبة على لسانه في زمن تأخر وجيه لذكره بويضات المرأة وهذا اكتشف المسيح بمدة وجيزة على يد اليونان

وقد قال صاحب فجر الضمير :" على أنه بعد سقوط أخناتون لم يترك أعداؤه حجراً واحداً لم يقلبوه لإزالة كل أثر باق يدل على حكمه الممقوت عندهم وقد دمروا بطبيعة الحال مخطوطات الملك هذه المدونة على البردي وأما معلوماتنا عن تلك الحركة من ناحية العقائد الدينية فهي مستقاة بأكملها من نتف وقطع وقعت لنا عرضاً وبخاصة تلك الأناشيد التي زين بها أشراف رجاله جدران مقابرهم "


هؤلاء كيف يوثق بتأريخهم بعد هذه الشهادات عليهم ؟ 

وقال محمد أبو المحاسن عصفور :"  ويرى البعض أن إخناتون كان أول مبشر بالتوحيد؛ ولذا اعتبروه عبقريًّا وأنه يمثل أعظم فلاسفة العالم القديم؛ إلا أن هذا غير صحيح؛ إذ إن "إخناتون" كان في أول عهده يحترم كل العبادات، ومع أنه لم يعترف بغير آتون فيما بعد؛ فإنه لم يحارب غير دين آمون وظل يسمح بمباشرة العبادات القديمة الأخرى، ولا شك في أنه أساء التصرف؛ لأنه لم ينل من السياسة التي اتبعها سوى سخط الكهنة والعسكريين حتى إن أهل عصره لقبوه بعد وفاته بلقب "مجرم آتون"

وكان الملك إذا لم يعجبهم دمروا كل آثاره ولا ينجو منها إلا القليل إذا نجا

والواقع أن عقيدة الخالق الأوحد عقيدة فرعونية أقدم من أخناتون حتى يصفون بعض الآلهة بأنهم مخلوقون للإله الأعظم فهم كعباد الأصنام القرشيين

قلت في مقال مضى: " وبعض الناس يدعي أن المصريين موحدون محتجاً بما في هذا الكتاب من ذكر الخالق الأوحد الذي خلق كل شيء وكان قبل كل شيء


وخذ هذا النص أيضاً


   أبو البدايات، أزلي أبدي، دائم قائم

خفي لا يعرف له شكل، وليس له من شبيه

سرّ لا تدركه المخلوقات، خفي على الناس والآلهة

سرّ اسمه، ولا يدري الإنسان كيف يعرفه

سرّ خفي اسمه. وهو الكثير الأسماء

هو الحقيقة، يحيا في الحقيقة، إنه ملك الحقيقة

هو الحياة الأبدية به يحيا الإنسان، ينفخ في أنفه نسمة الحياة

هو الأب والأم، أبو الآباء وأم الأمهات

يلد ولم يولد. ينجب ولم ينجبه أحد

خالق ولم يخلقه أحد، صنع نفسه بنفسه

هو الوجود بذاته، لا يزيد ولا ينقص

خالق الكون، صانع ما كان والذي يكون وما سيكون

عندما يتصور في قلبه شيئاً يظهر إلى الوجود

وما ينجم عن كلمته يبقى أبد الدهور

أبو الآلهة، رحيم بعباده، يسمع دعوة الداعي

يجزي العباد الشكورين ويبسط رعايته عليهم.


أقول : هذا النص لا يزيدنا شيئا سوى أن ديانة المصريين كشرك قوم نوح وكشرك قريش فهم يصفون الله عز وجل بأنه خالق الآلهة !


فهذا كقول قريش ( إلا شريكا هو له تملكه وما ملك )


ومن شرك المصريين قولهم في هوليوبوليس :" إنك أنت الذي تشرف على كل الآلهة ولا يشرف عليك إله ما " وهذا كقول قريش تماماً تملكه وما ملك


فوصفهم بأنهم ديانة توحيدية لهذا غلط ، وادعاء الملاحدة أنهم مشركون بمعنى يثبتون أكثر من خالق للكون ومتساوون غلط بل هم يثبتون خالقاً واحداً ثم تحته آلهة عامتهم كانوا ملوكاً ورجالاً صالحين بنظرهم كعباد الأصنام تماماً


وهذا النص المصري فيه أن الله لا ينبغي أن يسميه أحد باسم ، نلاحظ في التاريخ أن آلهة اليونان وآلهة المصريين واحدة ، وهذه العبارة قالها أفلاطون في أن العلة الأولى لا ينبغي أن تسمى


وقد ذكر هيرودرت نفسه أنه رأى عيداً للمصريين يأبون به تسمية الإله الذي يعملون له العيد


فالخلاصة أن أقدم حضارة شركها كشرك قوم نوح ويعتقدون أن في الموتى قوى خارقة أو في الأصنام


وقد كان اليونان فيهم من يعتقد أن الصالح إذا مات تذهب روحه للسماء فيصير في مصاف الآلهة ، وقد كان ابن رشد يميل لهذا في كتبه الفلسفية لهذا قال ابن تيمية عنه أنه عنده من الشرك ما ليس عند اليهود والنصارى


ونجد قبورية عصرنا يستخدمون الفلسفة نفسها فيقولون الولي كالسيف في غمده وهو حي فإذا مات أخرج من غمده ( الكوثري استخدم أسلوباً كهذا )


وإنما جاء الأنبياء لبيان أنه لا إله إلا الله الخالق الأول الذي لا بداية له وأن كل ما سواه مربوب مخلوق لا يستحق العبادة بل هو عابد لهذا الخالق

"( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) 


وأخناتون هذا يبدو أنه كان يدعو لعبادة نفسه بصفته ابن الإله والعليم بأسراره دون كل الخلق 

وما قلته في تحليل عقيدة المصريين قبل أخناتون حتى سبقني إليه فرانسوا ديماس صاحب كتاب آلهة المصريين حيث قال في ص :" الدين المصري عقيدة بالغة السمو بإله أوحد وخالق يتجلى في طائفة من الآلهة التي تتساوى مع البشر بأنها من خلقه " 

ويرى بعض الباحثين أن التوحيد بصفته الرسالية كان قديماً في مصر وأن سبب هلاك أهل مدينة أون وقد ذكر وكالة ناسا في بحثها عن الكاهن سيرود أنه ذكر أن مدينة أون تم تدميرها لأنهم تركوا عبادة الإله الواحد وعبدوا وأن ذلك إذا تكرر سيحصل هلاك كبير مرة أخرى ( وفسر هذا بوقت سيدنا وموسى )   والله أعلم بصحة هذه المعلومة ولا يبعد صحتها أبداً 

 قال المؤرخ المصري مانيتون  :"كان أوزارسف _ يعني يوسف _ منكهان هليوبوليس في عصر الدولة الوسطى ولم يكن مصري الأصل وكان ذو رفعة ومكانة عالية لدى بيت الملك وأقسم ليحطمن أصنام الآلهة وليذبح الحيوان المقدس ونادى بعبادة الإله الواحد وقد استدعى أحلافاً من الشرق ( أرض كنعان ) ولم يستطع ملك مصر من مقاومتهم عند دخولهم إلى مصر "

فالتوحيد أقدم من أخناتون بشهادة صاحبهم !  

والخلاصة تأمل كيف أن هذا التاريخ الذي اعتمد عليه الشرقيون والغربيون بهذه الهشاشة مع إنكار متواترات وآيات باهرات فسبحان الله 

والعجيب أن مانيتون صحح قصة موسى ابن الماء ( فيما يذكر عنه ) وأيضاً ذكر الوزير الكنعاني الذي أقدم على هدم الأصنام رغماً عن ملك مصر وهذا الوزير اسمه أوزارسف أو نحوا من هذا وواضح أنه يقصد يوسف عليه الصلاة والسلام ، وذكر أنه استدعى أحلافاً من كنعان وأنه في الدولة الوسطى ( والقول بأن أوزارسف هو نفسه يوسف أكده عالم الأثريات الألماني إدوارد ماير )

ومع ذلك تغافلوا عن هذا كما تغافلوا عن ذكر هيرودوت لتمثال فرعون يغرق في الماء ثم ذكره أن هذا الفرعون ادعى الألوهية 

وليعلم أنه في العصر سنين الأخيرة حصل تطور كبير في فهم الهيروغليفية يجعل كل ما مضى محل للتعديل 

ومن تلاعبهم أنهم يجدون برديات في زمن الأسرة الثانية عشر ولكن فيها كلاماً لقوم متقدمين فتجدهم ينسبون هذا الكلام للمتقدمين رأساً لكي يقولوا بأن العبرانيين متأثرون بالمصريين مع أن تأثر المصريين بالكنعانيين ( العبرانيين ) في زمن الأسرة الثانية لا يبعد ولا يبعد أيضاً أن يكونوا يأخذون حكمة الكنعانيين وينسبونها لأسلافهم أم أنه لا يوجد أحد يحرف سوى الكنعانيين ! علماً أن الأسرة الثانية عشر دامت مائتي عام فقولك ( في زمن الأسرة الثانية عشر ) يفتح باب كبير للتكهن وبعض الباحثين يرى أن هذه الأسرة بالذات هي التي عاصرها موسى وأقام بحثاً طويلاً في هذا مع تشكيك بعض الباحثين بالفترة بين يوسف وموسى فيوسف عم جد موسى المباشر وهذا يبعد أن يستوعب مائتي عام كما يدعي اليهود    


ومع الطعن في أهل الحديث في منهجهم النقدي الدقيق والخلاصة أن عبارة ( حضارة 7000 آلاف سنة ) عامة الأحاديث الضعيفة المحتملة  حديث أقوى منها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي