مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: عبادة الشمس في الحضارات القديمة وآثارها الباقية اليوم ...

عبادة الشمس في الحضارات القديمة وآثارها الباقية اليوم ...



أما بعد :


فإن الكلام في التوحيد من أحب الأمور إلى القلوب المسلمة ، وقد عنت لي خاطرة من أمور تجمعت لي سأجمع فيها بين الكلام على دلائل النبوة والكلام على التوحيد

يقرأ المرء في القرآن ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن )

ونجد في القرآن مناظرة إبراهيم لقومه في أمر عبادة الشمس والكواكب ( هذا ربي هذا أكبر ) وكيف أنه قابلهم باستدلالهم على استحقاقها للعبادة بشروقها ونفعها للناس بأنها تأفل ويضعف نفعها فمن يشرف على منافعهم في الليل فقابل النظرة الحسية بأخرى ويقاس على استدلاله الاستدلال بالكسوف

ولو نظرنا في قوم النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا عامتهم عباد أوثان فأكثرهم لا يعبد الشمس ، بل لا أعرف معيناً منهم ذكر عنه عبادة الشمس بدليل قوي

وأما اليهود فلا يعبدون الشمس والنصارى ليست عبادتهم لها بصريحة

وفي الحديث : (لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَإِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا (2) حَتَّى تَغِيبَ)

فما سر هذا التركيز في نصوص الوحيين على هذا الأمر


فيقال : أن عامة الحضارات القديمة كانت عبادة الشمس فيها حاضرة مع القول بأن للإله ولد

لنبدأ بالفراعنة الذين ذكروا أنهم من نسل الإله وهذا الإله في كثير من الأحيان كان يأخذ صورة الشمس ( أتون )

فأخناتون وحد العبادة لإله الشمس وادعى أنه ولد هذا الإله وأخناتون أقلهم شركاً ، وحتى قيل أن الأهرامات تعبير عن رحلة إله الشمس

قال عبد العزيز صالح في كتابه الشرق الأدنى في مصر والعراق :" فقد تلقب خفرع بلقب "سا رع" أي ابن رع، وكانت من المرات الأولى التي يصرح فرعون فيها ببنوته للإله رع إله الشمس، ثم أصبحت سنة ثابتة بعد عهده، واكتملت بها ديباجة الألقاب الملكية الخمسة"

والأدلة على عبادة الشمس في الحضارة المصرية كثيرة جداً جداً مع ذكر آلهة كثر يولدون ويتعبون ويموتون أيضاً

وأما بالنسبة للحضارة في اليابان فيقول أحد الباحثين جزاه الله خيراً :" أماتيراسو 天照 Amaterasu أحيانا نضيف صفة ōkami أمام اسمها ويشير ذلك إلى (الإلهة الكبيرة)، وهي الكامي الأكثر تكريما وإجلالا في عقيدة الشنتو اليابانية، إلهة الشمس، وفقا للأسطورة كل زعماء وأباطرة اليابان يُعتَبرون من سلالتها وينحدرون منها. وهي من جلبت ثقافة الأرز (riziculture inada)، أيضا ثقافة القمح، وحرير دودة القز، وهي أول من اخترعت فن النسيج. وتظهر على العلم الياباني على شكل قرص شمس مع أو بدون أشعتها.

الكتابين المقدسين الكوجيكي والنيهون شوكي يذكران هذه الإلهة وقصتها، التي ولدت كما سبق الذكر من عين إيزاناغي اليسرى بعد عودته من عالم الأموات Yomi تطهر من جروحه وتوضأ، وبذلك سلم إيزاناغي لإلهة الشمس أماتيراسو قيادة العالم العلوي السماوي Takamanohara

أماتيراسو وأخوها الإله سوسانو كانا متنافسين ومتنافرين، دائما ما كان يسيء الأخ الأصغر سوسانو إلى أخته أماتيراسو، كيف وقد قتل إحدى أخواته، ودائما ما يظهر بمظهر المستفز. ويحكى مرة أنه زارها وكان هناك صراع طويل، وكان النصر حليف سوسانو إذ أنه سجن وأغلق بوابة الكهف Amano-iwato على أخته أماتيراسو واختفت الشمس على الارض.

وفقا لنسخة أخرى تقول أنها، وفي لحظة غضب، قررت الذهاب للاختباء في كهف Amano-iwato بحريتها الخاصة، أطبقت حجرا ثقيلا على مدخل الكهف بعناية، أغرقت العالم في الشر وكان ذلك سببا في انتشار الظلام والفوضى.

وفي يوم من الأيام كل الآلهة اجتمعوا عند مدخل الكهف وتشاوروا أمرهم بينهم لإيجاد سبيل لإخراجها. وأخيرا قرروا أن يقيموا حفلا، بدأت إلهة الفرح Ama No Uzume بالغناء والرقص بشكل غناج داخل حوض فارغ، ترقص بشكل متماوج، حتى رفرفت ملابسها وكشف عن ساقها وصدرها، هذا العرض جذب الحضور، زهاء ثمانية ألاف كامي بين مهاتف وساخر ومتهكم.
أماتيراسو أصابها الفضول بعد سماع أصوات الفرح والنغم، والقهقهات، اختلست النظر من ثقب في الكهف، فإذا بها ترى مرآة ذات ثمانية أضلاع Yata no Okagami معلقة بجذع شجرة صاغها Ishikori Dome ذو العين الواحدة.

إيزومي (إلهة الفرح) ترقص دائما وتهتف قائلة : " أن هذا اليوم سيكون مشهودا ومحمودا، وجدنا أخيرا إلهة أيضا لها حسن وجمال كما اشتهرت بذلك أماتيراسوـ، لكي تُسْتَبدل ويُؤْخَذ مكانها ".

زاد فضول الإلهة أماتيراسو وحيرتها، وأرادت أن تنظر عن كثب أو ربما تقترب أكثر لترى كيف تبدو هذه الإلهة الجديدة التي تدعي أنها أخذت مكانها، في الواقع إنها إلهة مشعة و مضيئة بين الآلهة ولكن أدركت بعد حين أنه لم يكن سوى انعكاس صورتها في المرآة المعلقة على الشجرة، وانطلت الحيلة عليها، همت بالعودة إلى ذاخل الكهف، لكن هناك إله يتميز بالقوة Tajikarawo ، قد منعها من العودة إلى الكهف مجددا والآخرون يتضرعون لها أن لا تختبأ مرة أخرى...فقبلت!

كنوع من العقاب، أماتيراسو تنفي أخاها الأصغر من العالم العلوي، وتأمر بأن تنتزع أظافره، وعلاوة على ذلك ستكون سيادة وحكم اليابان في المستقبل من نسلها وذريتها.

حسب ما جاء في الكوجيكي، أماتيراسو أرسلت حفيدها 'نينيجي نو ميكوتو Ninigi-no-mikoto' ليحكم اليابان ويهدأ الأوضاع، وسلمت إليه المرآة المقدسة Yata no Okagami وسيف الكوساناغي Kusanagi-no-tsurugi وجواهر Yasakani no magata التي ستصبح فيما بعد المجوهرات الإمبراطورية وتراث عظيم لا يستغنى عنه. حفيد حفيده جينمو أصبح أول امبراطور لليابان، حتى أنه اعتبر الجد الأول للسلالة الامبراطورية والتي امتدت لسنوات حتى 1945م"

فلاحظ هنا ذكر آلهة الشمس

وأما الحضارة البابلية فيقول عبد العزيز صالح في كتابه السابق :" واحتفظت آثار القرن التاسع ق. م. بلوحة تذكارية مستطيلة سجلت قصة تجديد معبد شمش في سيبار "أبو حبة الحالية" خلال عهد نابو بالدينا "حوالي عام 870ق. م"2، وظهر شمش في أعلاها بهيئته البابلية التي صورتها له لوحة حمورابي، شيخًا مهيبًا برداء كاس وتاج ذي أربعة أزواج من القرون، مع تحوير يسير في طريقة تمشيط لحيته الطويلة، وزخارف ثوبه، ووضع عصاه، وزخارف عرشه التي مثلت معبودين يرفعان سقفه، وأشرقت عليه ثلاثة أقراص قد ترمز إلى الثالوث السماوي الكبير، الشمس والقمر والزهرة"

وقد كان حمورابي عابداً للشمس وآلهة كواكب جاء في قصة الحضارة :" فترى الملك على أحد أوجه الأسطوانة يتلقى القوانين من شمش إله الشمس نفسه. وتقول مقدمة القوانين:
ولما أن عهد أنو الأعلى ملك الأنونا كي وبِلْ رب السماء والأرض الذي يقرر مصير العالم، لما أن عهد حكم بني الإنسان كلهم إلى مردوك؛ ... ولما أن نطقا باسم بابل الأعلى، وأذاعا شهرتها في جميع أنحاء العالم، وأقاما في وسطه مملكة خالدة أبد الدهر قواعدها ثابتة ثبات السماء والأرض - وفي ذلك الوقت ناداني أنو وبِل، أنا حمورابي الأمير الأعلى، عابد الآلهة، لكي أنشر العدالة في العالم، وأقضي على الأشرار والآثمين؛ وأمنع الأقوياء أن يظلموا الضعفاء ... وأنشر النور في الأرض وأرعى مصالح الخلق. أنا حمورابي، أنا الذي اختاره ِبل حاكماً، والذي جاء بالخير والوفرة، والذي أتم كل شيء لنبور ودُريلو، ... والذي وهب الحياة لمدينة أرك؛ والذي أمد سكانها بالماء الكثير؛ ... والذي جمل مدينة بارسيا؛ ... والذي خزن الحب لأوراش العظيم؛ ... والذي أعان شعبه في وقت المحنة، وأمن الناس على أملاكهم في بابل؛ حاكم الشعب، الخادم الذي تسر أعماله أنونيت"

فالأمر بمنتهى الوضوح وأما اليونان فهيردوت نفسه يذكر أن آلهتهم هي الآلهة المصرية تماماً مع تغير أسماء 

وفي قصة سبأ في القرآن نجد الهدهد ينكر عليهم سجودهم للشمس فالأمر وصل لليمن أيضاً 

وأما الفرس فالزرادشتية تعظم الشمس جداً

جاء في كتاب تاريخ الفكر الجاهلي :" - كانت آلهة الفرس السابقة لعصر "زرادشت" تحمل شبهًا كبيرًا لتلك الآلهة الواردة بالكتب المقدسة الهندية Vedas، وفي الواقع لقد كان كثيرا ما ينادي العلماء الهنود بأن الأفستا Avesta- تكاد تدين بكل تعاليمها الأساسية للفيداس بما في ذلك اسمها، لقد كان "البانثيون Pantheon أو مدفن عظماء الآلهة يضم إلهين عظيمين:
ميثرى Mithre إله الشمس، وأنيتا Anaita إله الأرض والخصوبة"

فالهنود أيضاً داخلون في هذا البلاء

وفي بعض الأخبار الصحفية المعاصرة ما يلي :" قررت ولاية ماديا براديش بالهند  تنظيم تجمهر لتحية الشمس أو ما يعبر عنه بعبادة الشمس بكل المدارس الأمر الذي  أحدث ضجة بين المسلمين رافضين لفرض هذا البرنامج على أبناء الأقليات.
 ونقل موقع”أون إسلام”تصريحات عن مفتي شيس،عالم مقيم في” ماديا براديش”، أشار فيه إلى أن الحكومة تحاول جعل نظام التعليم طائفي، متسائلاً: لماذا تنظيم مثل هذه الأحداث في المؤسسات التعليمية؟
 وأضاف “مفتي شيس “أنه على الرغم من أن الحكومة تصرح بأن المشاركة في البرنامج ليست إلزامية، إلا أن الطلاب المسلمين يشعرون بضغوط للمشاركة ،فإذا لم يشاركوا ، كما يفعل غالبية الطلاب سوف يشعرون بالعزلة وسيقوم الطلاب الآخرين بإستهدافهم في وقت لاحق.
بينما أوضحت الحكومة أن التجمع لتحية الشمس ليس إلزاميا علي جميع الطلبة، بينما يشعر المسلمون أنه لن يكون من الممكن للطلاب المسلمين رفض المشاركة في هذا الحدث في المدارس حيث غالبية الطلاب سيشاركون"

وأما الزرادشتية فلا تعبد الشمس صراحة وإنما تتجه إليها في الصلاة هذا حالياً

وقد حقق خالد كبير علال في كتابه عن الزرادشتية أن قرص الشمس المجنح يرمز لأهورا مزدا الإله عندهم

وذكر أدلة كثيرة على تأليه الفرس للشمس

والعجيب أن هذا الأمر وصل للنصارى فتعظيمهم ليوم الأحد وتسميته ب( Sunday) يعني يوم الشمس فرع عن هذه الوثنية مع القول أن الإله يولد أو والد وله صاحبه وبعضهم يقول بأنه مات وبعضهم ينسب الموت لبعض أقانيمه

وهناك من النصارى من يسمون ب( السبتيين ) وهؤلاء ينكرون تعظيم يوم الأحد ويذكرون طرفاً مما ذكرنا من الحجج

ويلاحظ اليوم أن الكثير من أعلام الدول ترسم عليه الشمس وهذا من بقايا تلك الوثنية

إذا فهمت فاعلم أن دعوى بعض الباحثين أن الأدب العبري مأخوذ من الحضارة المصرية لتشابه بعض الحكم وبعض الأدعية أمر سخيف جداً

وذلك أن اليهود في توراتهم على بلاياها لا يعبدون الشمس ولا يؤلهون الحكام كما الفراعنة وليس لهم شغف بالسحر كما المصريين ولا يعلمون الموتى تعاويذ تنجيهم من الحساب الأخروي كنوع من الاحتيال على الآلهة كما في كتاب الموتى المصري

ودعوى الأخذ مبنية على تواريخ مشكوك بها وعمدتها المصريون أنفسهم وفي تواريخهم اضطراب

وقد قرأت بحثاً لرجل يدعي أن فرعون موسى هو خوفو وإذا صح قوله بأن موسى ويوسف قد سبقا أخناتون قولاً واحداً وحتى داود ينبغي أن نقدم مدته بكثير عما في التقويم العبري

وبحث لآخر يزعم أن فرعون موسى من الهكسوس وذكر أدلة وبحثه فيه هوى وإذا صدق فموسى ويوسف قبل أخناتون قولاً واحداً

وبحث لآخر وهو أوسعها وأقواها يزعم أن فرعون موسى كان في الدولة الوسطى واسمه امحانتب وإذا صح قوله فموسى ويوسف قبل أخناتون بلا شك

وقد ذكر مانيتون أن يوسف أراد هدم أصنام مصر وقد ذكرت نصه في مقال سابق

وكثيرون يدعون _ وهذا القول صار ضعيفاً هذه الأيام _ أن فرعون موسى هو رمسيس الثاني ومعناه أن يوسف قبل أخناتون ولكن موسى بعده 

وعلى هذا القول الضعيف بنى سيد القمني الأبله بحثه موسى وأيام تل العمارنة 

وهؤلاء الحمقى يبحثون عن تاريخ الأنبياء في مدونات الوثنيين 

النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة وجد فيها صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فغضب وكذبهم في هذا وأزال الصور 

والصفا والمروة كانت من شعائر الحج ثم أهل الأوثان ربطوها بالوثنية حتى تحرج بعض الصحابة لعدم علمه بأنها من شعائر الله التي بدلها الوثنيون ومن هذا نفهم أن الأصل التوحيد ولكن الوثنيين يبدلون وآثار الوثنيين تبقى لأنهم يعظمون الأحجار وينحتون عليها فيظن الجاهل أنهم هم الأصل    

وما الذي يمنع أن العبرانيين نقلوا ثقافتهم للفراعنة حتى صار الفراعنة يأخذون بعض صلواتهم ويحولونها للشمس ، وداود إنما هو رجل عبراني قد يدعو ببعض أدعية أجداده إن سلمنا بصحة المزامير الحالية له 
 

بل من سخف دعوى الاقتباس ما ذكره بعض القساوسة مجيبين على اتهامات المسلمين المتأثرين بكلام اللادينيين أن في بعض حكم الفراعنة ذم ذي الوجهين ! وفي الأحاديث هذا !

ويا ليت شعري ما من قوم إلا ويذمون الخيانة والكذب والرياء والاقتباس من مصادر الفراعنة مستحيل بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يقرأ العربية فضلاً عن الهيروغليفية وهذه الحكم لم نعرفها إلا في عصرنا بعد أن ترجمنا هذه بترجمات مشكوك بها ، ولكن دعوى أخذ التوراة من المصريين مبني على أن العبرانيين كانوا يعيشون في مصر

فما وجد في القرآن وكلام المصريين ولا نجده في التوراة فهذه آية 

حتى أنهم جاءوا بنص لحكيم مصري يقول أحب زوجتك فإنك إن فعلت هذا فإنها تصير كبستان مثمر لك 

وقارن هذه بالآية ( نساؤكم حرث لكم ) والآية مناسبتها مختلفة تماماً فهي في أدب الجماع وأن ذلك ينبغي أن يكون في موطن الحرث وإجابة على سؤال وليس تشبيها للمرأة بالبستان الجميل الذي يسر الرائي ! 

ذكرت الكلام السابق لأن بعض الباحثين المنتسبين للإسلام يزعمون أن العبرانيين أخذوا أدبهم من المصريين وهذه دعوى سخيفة ومفاخرة لا طائل تحتها

فقوم منهم فرعون كيف يفاخرون قوماً منهم موسى والاختلاف في الأصول ظاهر والتقاطعات البسيطة لها ألف تفسير

وقد قال الله تعالى في بني إسرائيل ( وأني فضلتكم على العالمين ) ، ولكنهم كفروا وجحدوا وهذا لا يجعلنا نتحامل حتى نفضل عليهم عباد الأوثان 

على أننا نعتبر أنفسنا أمة واحدة مع أنبياء الله وأتباعهم المخلصين من بني إسرائيل ، وأما الذين أشركوا من هذه الأمة أو تلك فهم الأمة المقابلة هكذا ينبغي أن ينظر المسلم للأمور ( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )

فعامة التاريخ الفرعوني مكتوب من الكهنة بإشراف الفراعنة ف( حبشسموت ) جعلتهم يفترون أنها ابنة الإله وأن أباها بايعها في حياتها ، وثلاثة أرباع الأدب المصري مكتوب بإشراف الملوك حتى نجد في زمن رمسيس الثاني يتم تمجيده بأنه أفنى بني إسرائيل وهذا كذب فج فبنو إسرائيل كانوا ولا زالوا موجودين والذين فنوا هم الفراعنة

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لصفية أن جدها نبي ، فهلا تعلمنا الإنصاف فالنبي صلى الله عليه وسلم شهد لنسب بني قريظة بالصحة وأنهم متصلون بالأنبياء ولم ينفعهم هذا إذ كفروا

وإنني لأستغرب مما يكتبه بعض الباحثين المصريين مما يوحي بعدم إيمان بأن الله أنزل التوراة وكتبها بيده والعجيب أنهم مسلمون ويشفعون أبحاثهم هذه ببغض الكيان الصهيوني

ولا مقارنة في الحقيقة بين الأدب الفرعوني الوثني والأدب العبراني مع ما فيه من التحريف والبلايا

كما أنه لا مقارنة بين أشعار العرب قبل الإسلام مع كل ما فيها من حكمة ، وكلام بعض الحكماء الذين تأثروا بالوحي بعد ذلك 

وليعلم أن بني إسرائيل دخلوا بابل في السبي البابلي وتركوا هناك بقية في العراقيين والفرس ، ودخلوا مصر أيام يوسف وتركوا هناك بقية وانتقل دينهم إلى اليمن بعد زواج سليمان من بلقيس وهذا يفسر الوجود العظيم لليهود في اليمن ، وأما وجودهم في المدينة فلا أعلم سببه ، وهم أصلاً في الشام ثم بعد قسطنطين قويت شوكة النصارى في مصر وأوروبا وبلدان كثيرة كل هذا تهيئة للرسالة الخاتمة الإسلامية لأن أهل الكتاب نصف الطريق معهم مقطوع ومنهم سيكون شهداء على صحة النبوة 

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: خُلِقَ الْجَانُّ وَالشَّيَاطِينُ مِنْ نَارِ الشَّمْسِ

وهذا يبين لك سر المسألة وكيف أن عبادة الشمس عبادة للشيطان من عدة وجوه منها أن ذلك بأمر الشيطان ومنها أن منها أصل مادته ومنها أنها تشرق بين قرنيه

وقد رأيت بعض كفرة الأكراد يقول ( نحن أولاد الشمس ) ، وكان رجل مصري قد غنى أغنية بهذا المعنى وهذه كلها من بقايا تلك الوثنية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي