مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بين وجادات التطوريين ووجادات المحدثين ...

بين وجادات التطوريين ووجادات المحدثين ...



أما بعد :


فقد أخبروني عن رجل يطعن في كتب الحديث كلها بحجة أنها وجادات وكأنها كتابين أو ثلاثة فحسب

ثم إنه يؤمن بنظرية التطور

فهيج لي أشجاناً في الحقيقة

اعلم رحمك الله أن نظرية التطور النظرية المعتمدة في معظم جامعات العالم المتحضر تعتمد على أن كل ما نراه من الكائنات وتنوعها الجميل الخلاب هو نتاج طفرات عشوائية ( والطفرة خلل يحصل في الدي أن أي )!

وأننا معاشر البشر مع الشمبانزي انحدرا من القردة العليا التي هي بدورها انحدرت من كائنات أخرى حتى نصل للخلية الحية الأولى التي لا ندري من أين جاءت بعد فشل نظرية التولد الذاتي

القردة العليا لم تتحول للإنسان الحالي رأساً ، بل مرت بعدة مراحل من البشر البدائيين ( كذا يقولون )

القردة العليا بحاجة إلى عدة أمور لكي تصل إلى مرحلة الإنسان العاقل


1_ انتصاب القامة وتحرر الطرفين العلويين

2_ تقابل أصابع اليد والإبهام مما مكن الإنسان من إنجاز حركات غاية في الدقة

3_ الشكل الهندسي الفراغي ثلاثي الإبعاد للحنجرة البشرية ولحبالها الصوتية مما يمكن الإنسان من النطق

4_ النمو الاستثنائي للقشرة الدماغية في الإنسان

5_ ظهور ملكة الاستعراف ظهوراً فجائياً دون وجود أي أثر لذلك في القرود أو غيرها من الكائنات

6_ زوال الشعر

7_ الفكر التجريدي الذي كل من الرياضيات والشعر واللغة وأضرابها

8_ تعديلات في الشفتين وشكل العينين

وأمور أخرى نكتفي بهذا منها ، كم طفرة نافعة تحتاج القردة العليا لتنتج كل هذه الأمور الرائعة ( ولا تغفل أن الطفرة صدفة عشوائية لا موجه لها وأنها في الغالب خلل )

في الحقيقة لا ندري لأن الطفرات يجب أن تكون طفيفة وعلى مر آلاف السنين بل عشرات آلاف السنين وبالتراكم ( الطفيفي ) تحصل تغيرات نوعية على مدى مئات آلاف أو ملايين السنين !

ولو قلنا غير هذا لتورطنا في الإجابة على سؤال لماذا لا نرى كائنات تتطور تطورات نوعية الآن ؟

بحيث تظهر لها أعضاء جديدة وتتحول من نوع إلى نوع وليس مجرد تكيف

وهناك سؤالان :

1_هل يوجد طفرات نافعة في الرئيسيات ؟

2_ كم من الزمن نحتاج لحصول طفرة نافعة مؤثرة ؟

قال وَرن ويفر Warren Weaver أحد مساهمي التقدم العلمي الأمريكي يقول :

" سيندهش الكثيرون من حقيقة أن كل الطفرات الجينية المعروفة تقريباً هي ضارة، في حين الطفرات هي جزء مهم في التطور !! فكيف سينتج تأثير تطوري جيد لكائن أعلى من أشكال الحياة : من طفرات كلها ضارة تقريبا " ؟!!

والقليل لا عبرة به إن وجد بل عامتها محايدة أصلاً ، وما يحصل مثلاً للبكتيريا هو تكيف لخاصية أصلاً موجودة في البكتيريا وهي المقاومة

والسؤال الثاني وهو أهم ما في الموضوع

في بحث صدر في مجلة محكمة يذكر أن تغيير عمل جين واحد، لا أقول إنتاج جين جديد، يتطلب أكثر من 100 مليون سنة! مع ملاحظة أن ظهور الإنسان العاقل (homo sapiens) متطورا من كائن أدنى احتاج أقل من مليون سنة، رغم الاختلافات الكبيرة بينهما!

أقرب سلف لنا بدعواهم بيننا وبينه مليون ونصف سنة

وفي عام 2007 في مجلة علم الوراثة قدر الباحثان durret و Schmidt أن فترة زمنية تصل إلى ستة ملايين سنة لازمة لكي تحدث طفرة واحدة في موقع ارتباط الدانا وتكون ثابتة في سلالة الرئيسيات

ونحن هنا نتحدث عن طفرة واحدة لا كومة طفرات عشوائية !

لهذا كان بعض الأذكياء يقول نظرية دارون مجرد مزحة رياضياً

طبعاً الباحثان حاولا الخروج من المأزق بتخيلات عجيبة

ليس هذا محل الكلام عليها ، فهذا الكلام كله على التغيرات التشريحية الظاهرة وأما وعي الإنسان وقدرته على الرصد والابتكار واللغة والتفكير التجريدي والاستفادة من النار وغيرها فهذا باب لا يمكن قياسه ولا الحديث عليه نهائياً لأنه لا نظائر له أصلاً

ولا يمكن أن يكون هذا نتاج طفرات عشوائية

عموما ليس هذا محل بحثي نهائياً بل هذه مجرد مقدمة

التطوريون صاروا يبحثون جاهدين عن سلف الإنسان الحالي ( هذا السلف الذي انقرض ولم يعد له وجود ) وهنا تبدأ المأساة

حماس التطوريين لنصرة نظريتهم جعلهم يعدون أي كومة من العظام سلف تطوري للإنسان الحالي

يقول الدكتور تيم وايت (الأنثروبولوجيا التطورية ، جامعة كاليفورنيا بيركلي) : لقد جاءت فترة على البشرية في تاريخها الحديث أصبحت فيها أي شظية من العظام يتم العثور عليها تعتبرعظاما لأسلاف الانسان... قطعة عمرها خمسة ملايين سنة من العظام والتي كان يعتقد أنها ترقوة مخلوق شبيه للانسان ، يكتشف بعدهاانها جزء من ضلع الدولفين ... لقد أصبحت المشكلة مع الكثير من علماء الأنثروبولوجيا رغبتهم الملحة لإيجاد اسلاف الانسان بأي ثمن، فأصبحت بقايا أي عظام عظاما لأسلاف الانسان "...
"A five million year old piece of bone that was thought to be a collarbone of a humanlike creature is actually part of a dolphin rib... The problem with a lot of anthropologists is that they want so much to find a hominid that any scrap of bone becomes a hominid bone."
Dr. Tim White
Evolutionary anthropologist
University of California at Berkeley
New Scientist, April 28, 1983, p. 199

فالذي يصدقهم في وجاداتهم مع انحيازهم الظاهر وفضائحهم المتكررة ثم يكذب أهل الحديث أهل الديانة والصدق هذا إنسان قرر أن يعطي عقله إجازة ويعبد كل ما هو غربي

يقول ريتشارد ليونتن عالم الحيوان في جامعة هارفرد :" لا يمكن اعتبار أي أحفورة مكتشفة من أحافير عائلة الأناسي سلفاً مباشراً للبشر "

أقول : وذلك أنها عظيمات متشظية يقودهم حماسهم إلى تركيب المفقود منها على صورة ذهنية عندهم للبشر القريبين من القرود

يقول متخصص الأحافير سيفن غاي غولد :" معظم أحافير البشريين ليست سوى أجزاء من أفكاك وبقايا جماجم رغم أنها تستخدم كأساس لحكايات وتكهنات كثيرة "

لو كانت النظرية حقيقة مقطوع بها لما احتاجوا إلى مثل ، ومثل هذه الوجادات هي التي نبني عليها دعوى حصول تلك الطفرات العشوائية الخارقة التي حولت القردة العليا إلى إنسان مكتمل فسبحان قاسم العقول

علما أنه لو فرضنا أن هناك كائناً كان يشبه القرود والبشر معاً فمن أين لنا أنه جدنا ؟!

ولماذا انقرض وهو أقدر على الحياة من القرود ؟

وهذه الحسابات كلها معتمدة على الحساب الكربوني الذي هو محل جدل كبير

وبعد هذا يقولون لك ( هذه حقيقة )!

ويقول إرنست هوتون متخصص الأنثروبيولوجيا في جامعة هارفرد :" إن الاسترداد المزعوم للأنماط البشرية القديمة له قيمة علمية ضئيلة بل ليس له أي قيمة نهائياً سوى تضليل العامة "

ومعلوم فضيحة إنسان نبراسكا الذي ظهر لاحقاً أنه خنزير بري !

وأما القردة آردي التي اعتبروها سلف البشر واعتبروها اختراق علمي ففي تقرير مجلة ( سينز ) لعام 2009 :" لقد تلاشت حماسة الفريق الذي اكتشف الأحفورة نظراً لحالتها المريعة كانت العظام تتفتت بمجرد لمسها حتى وكأنها ماتت مدهوسة على الطريق لقد كانت أجزاء من الهيكل العظمي مسحوقة ومبعثرة لأكثر من 100 قطعة والجمجمة مسحوقة "

هذا الاكتشاف الخطير هللت له مجلات وقنوات علمية وعقد له مؤتمرات ! ويبقى أن نقول أن هذا الدليل التطوري هش بهشاشة عظام آردي لأنه لا يمكن استنباط نتيجة من هذا الفتات

ولو قرأت عن خلافاتهم في تحليلها وما ذهب من أعمارهم في ذلك لعجبت

وقد قال سارمينتو :" لم يعط تيم وايت أي دليل على أن آردي ينتمي لسلالة البشر التطورية "

وكل هذا يتضاءل أمام مهزلة أحفورة لوسي

جاء مقال   في صحيفة التليجراف البريطانية عن الفضيحة الكبرى عام 2005
----------------------------------
المقال كان بعنوان :
" تاريخ الإنسان المعاصر كما عرضه الباحث الألماني يذهب هباء نتيجة الاحتيال
الأنثروبولوجي اللامع يزور تأريخ الاكتشافات الرئيسية "

وإليكم بعض أهم ما جاء في المقال بتاريخ 19 فبراير 2005 :

" قد بدت واحدة من أكثر الاكتشافات إثارة في علم الآثار. وهي جزء الجمجمة المكتشفة في مستنقع الخث قرب هامبورغ بعمر أكثر من 36،000 سنة - حيث كانت أهم حلقة مفقودة بين الإنسان الحديث والنياندرتال "

It appeared to be one of archaeology's most sensational finds. The skull fragment discovered in a peat bog near Hamburg was more than 36,000 years old - and was the vital missing link between modern humans and Neanderthals.

" هذا، على الأقل، ما قاله بروفيسور الأنثروبولوجيا (أو علم الإنسان) الألماني راينر بروتش فون زيتين Reiner Protsch von Zieten صاحب السيجار المدخن لزملائه العلميين، ولاقى عليه اشادة عالمية، بعد توجيه الدعوة إليه لتحديد عمر الجمجمة النادرة جدا " !!

This, at least, is what Professor Reiner Protsch von Zieten - a distinguished, cigar-smoking German anthropologist - told his scientific colleagues, to global acclaim, after being invited to date the extremely rare skull.

" ورغم ذلك، فإن البروفيسير صاحب الـ 30 سنة في المجال الأكاديمي، قد انتهى الآن في خزي بعد اكتشاف تزويره الممنهج لهذا التاريخ وللعديد من آثار (العصر الحجري) الأخرى " !!

However, the professor's 30-year-old academic career has now ended in disgrace after the revelation that he systematically falsified the dates on this and numerous other "stone age" relics.

" حيث أعلنت جامعته بالأمس في فرانكفورت عن جبر البروفيسور على التقاعد بسبب العديد من (الأكاذيب والتلاعبات)، والتي وفقا للخبراء فإن خداعه يعني أنه على شريحة كاملة من تاريخ تطور الإنسان أن يُعاد كتابتها من جديد " !!

Yesterday his university in Frankfurt announced the professor had been forced to retire because of numerous "falsehoods and manipulations". According to experts, his deceptions may mean an entire tranche of the history of man's development will have to be rewritten.

" وقد ظهرت الفضيحة للنور فقط : عندما تم القبض على البروفيسور بروتش وهو يحاول بيع كامل محتويات إدارته من جماجم الشيمبانزي إلى ولايات المتحدة "

وأما عن جزء الجمجمة المهمة التي تم اكتشافها في هامبورغ وأعطاها هذا المزور عمر 36.000 سنة كأهم حلقة وسيطة في خرافة تطور البشر بين النياندرثال والإنسان المعاصر فنقرأ معا الصدمة :

" ولكن باستفسار جامعته فقد أعلنت أن جزء الجمجمة الحاسم الذي تم العثور عليه في هامبورغ والذي كان يعتقد أنه يمثل أقدم ألماني في العالم وهو النياندرثال البدائي المعروف باسم رجل هاهنوفيرساند Hahnhöfersand كان في الواقع مجرد 7500 سنة، وفقا لوحدة الكربون المشع بجامعة أكسفورد. وقد أكدت الوحدة أن الجماجم الأخرى قد تم تأريخها خطأ أيضا " !!

But his university inquiry was told that a crucial Hamburg skull fragment, which was believed to have come from the world's oldest German, a Neanderthal known as Hahnhöfersand Man, was actually a mere 7,500 years old, according to Oxford University's radiocarbon dating unit. The unit established that other skulls had been wrongly dated too.

" ومن الاكتشافات المثيرة الأخرى للبروفيسور : امرأة (بينشوف سباير) Binshof-Speyer حيث اكتشفوا أنها عاشت من 1.300 سنة قبل الميلاد وليس 21.300 سنة كما زعم !! في حين أن رجل (بادربورن ساندي) الذي أعطاه عمرا 27.400 قبل الميلاد : فقط تبين أنه لرجل ميت منذ بضع مئات من السنين مضت في عام 1750م " !!

Another of the professor's sensational finds, "Binshof-Speyer" woman, lived in 1,300 BC and not 21,300 years ago, as he had claimed, while "Paderborn-Sande man" (dated at 27,400 BC) only died a couple of hundred years ago, in 1750.

والسؤال : هل كان الغش متعلق بالأعمار فقط ؟ أم يمكن أن يتعدى للأماكن أيضا ؟

" في حالة واحدة كان قد زعم أن (نصف قرد) أسماه أدابيز Adapis عمره 50 مليون سنة، تم العثور عليه في سويسرا، بالإحساس الأثري. وأما في الواقع، فقد تم إخراج القرد في فرنسا، هناك حيث تم العثور على العديد من الأمثلة الأخرى " !!

In one case he had claimed that a 50 million-year-old "half-ape" called Adapis had been found in Switzerland, an archaeological sensation. In reality, the ape had been dug up in France, where several other examples had already been found.

" وكشفت التجارب أيضا أن كل الجماجم التي قام بتأريخها البروفيسور بروتش Protsch كانت في الواقع أصغر سنا بكثير مما زعم، مما دفع البروفيسور تيربرجر Terberger وزميله البريطاني مارتن ستريت Martin Street لكتابة ورقة علمية في العام الماضي " !!

Further tests revealed that all of the skulls dated by Prof Protsch were in reality far younger than he had claimed, prompting Prof Terberger and a British colleague, Martin Street, to write a scientific paper last year

( مستفاد من صفحة الباحثون المسلمون )

فهذه هي الوجادات التطورية

والآن لنأتي للجاهل الذي يقول كل كتب الحديث وجادات ويجهل عدة أمور

أولها : كتب الحديث كلها لها أسانيد متصلة مسلسلة بالسماع في كل عصر ( أعني بذلك الأصول المشهورة )

ثانيها : أنه لا يوجد حديث واحد أصل ينفرد به مصدر واحد من مصادر الحديث

ثالثها : أن الأصول الحديثية كل واحد منها له مخطوطات كثيرة جداً ومتطابقة في غالبها

ولكنني سأقرب الأمر بقصة متخيلة لنفرض أننا ذهبنا إلى الصحراء ننقب عن شظايا عظام لنقول أنها سلف الإنسان ونحصل على منح علمية ونكون بذلك انتصرنا للعلم وحاربنا الخرافة

وبدلاً من أن نجد شظايا جمجمة مهشمة وجدنا مخطوطة باللغة العربية لكتاب اسمه مثلاً ( جامع الترمذي )

وجدنا أحاديث كثيرة مرتبة فقهياً كتاب عليه صنعة التصنيف ظاهرة وترتيبه رائع

أردنا التحقق من كون هذه المخطوطة التي وجدناها في صحراء صحيحة وأن ما فيها صحيح فلنتخذ عدة خطوات

الخطوة الأولى : نبحث في اسم المصنف محمد بن عيسى الترمذي هل هو شخصية حقيقية وهل له كتاب بهذا الاسم

فنذهب لنجد له ترجمة في كتاب الثقات لابن حبان يذكر فيها أنه جمع وصنف

وترجمة في كتاب الإرشاد للخليلي يذكر أنه حافظ متقن

وهؤلاء زمنهم قريب جداً من زمنه

ونجد أن السمعاني ترجم له في كتاب الأنساب وكذا ترجم له الإدريسي وأبو أحمد الحاكم الذي يروي عنه بواسطة واحدة فقط

ثم لا نجد أحداً صنف في طبقات المحدثين إلا ذكره وذكر كتابه

الخطوة الثانية : نذهب إلى كتب الأثبات والأسانيد والتي يوثق فيها الحفاظ كتبهم التي سمعوها بالإسناد المتصل

فنجد ابن خير الإشبيلي في كتابه الفهرست يقول : مُصَنف الإِمَام أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ وَهُوَ الْجَامِع الْمُخْتَصر من السّنَن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعْرِفَة الصَّحِيح والمعلول وَمَا عَلَيْهِ الْعَمَل
أما رِوَايَة ابْن مَحْبُوب فَحَدثني بِهِ الشَّيْخ الْفَقِيه القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ حَدثنَا بِهِ أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري بالقطيعة وَأَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ بدار الْخلَافَة أما أَبُو الْحسن فاستوفيته عَلَيْهِ وَأما أَبُو طَاهِر فبعضه من أَوله قَالَا أخبرنَا أَبُو يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمَعْرُوف بِابْن زوج الْحرَّة قَالَ حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن شُعْبَة الْمروزِي قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ رَحمَه الله
وَفِي كتاب الدَّعْوَات والمناقب أَحَادِيث علم عَلَيْهَا بِقَوْلِك لَا إِلَى مَعَ كَلَام أبي عِيسَى فِي آخر الْكتاب لم تكن فِي سَماع أبي يعلى فاستظهرت لَهَا بِرِوَايَة أبي الْقَاسِم الْحسن بن عمر الْهَوْزَنِي خَالِي رَحمَه الله عَن أَبِيه عمر بن الْحسن سَمَاعا
وحَدثني بهَا أَيْضا الشَّيْخ أَبُو الْحسن عباد بن سرحان بن مُسلم الْمعَافِرِي رَحمَه الله سَمَاعا عَلَيْهِ لبعضه بِجَامِع إشبيلية فِي رَمَضَان سنة 520 ومناولة لجميعه من يَده إِلَى يَدي فِي أصل كِتَابه قَالَ أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ الصَّالح أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد ابْن الْقَاسِم الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري رَضِي الله عَنهُ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي شهر الْمحرم سنة 492 فِي دَاره بالكرخ بالجانب الغربي من بغداذ وبالمسجد أَيْضا بدرب الْمروزِي قَالَ حَدثنَا أَبُو يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر الْمَشْهُور بِابْن زوج الْحرَّة قِرَاءَة عَلَيْهِ فَأقر بِهِ فِي شهر جمادي الْآخِرَة من سنة 438 قَالَ حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شُعْبَة الْمروزِي السنجي قِرَاءَة عَلَيْهِ من أَصله فِي منزلنا فِي الْمحرم سنة 391 قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب قَالَ قرئَ على أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى بن الضَّحَّاك السّلمِيّ الْحَافِظ الضَّرِير وَأَنا أسمع قَالَ أَبُو عِيسَى كَانَ جدي مروزيا انْتقل من مرو أَيَّام اللَّيْث بن سيار وترمذ فِي خُرَاسَان نسب إِلَيْهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عِيسَى هَذَا رَحمَه الله وَتُوفِّي بالترمذ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة لَيْلَة مَضَت من رَمَضَان سنة 279
وحَدثني بهَا أَيْضا الشَّيْخ الْمُحدث أَبُو الْحُسَيْن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن هِشَام بن سعد الْقَيْسِي وَيعرف بِابْن الطلاء رَحمَه الله قِرَاءَة مني عَلَيْهِ بِمَدِينَة شلب حرسها الله قَالَ حَدثنِي بِهِ الشَّيْخ الْحَافِظ الثِّقَة أَبُو عَليّ حُسَيْن بن مُحَمَّد بن فيره الصَّدَفِي وَيعرف بِابْن سكرة رَحمَه الله قِرَاءَة عَلَيْهِ فِي رَمَضَان فِي أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا مِنْهُ بِجَامِع مرسية حرسها الله سنة 512 قَالَ قرأته بِبَغْدَاد على الشَّيْخ الصَّالح أبي الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون الْعدْل بدرب نصير فِي منزله وعَلى الشَّيْخ الصَّالح أبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْقَاسِم الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري فِي مَسْجده بالكرخ بدرب الْمروزِي بالقطيعة أخبراني بِهِ عَن شيخهما أبي يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد السنجي الْمروزِي عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ حاشى أَحَادِيث فِي كتاب الدَّعْوَات والمناقب وَكَلَام أبي عِيسَى فِي آخر الْكتاب لم تكن فِي سَماع أبي يعلى وعَلى أول كل حَدِيث من المستثناة لَا وعَلى آخِره إِلَى قَرَأت من هَذِه الْأَحَادِيث المستثناة مَا عَلَيْهِ عَلامَة ش على الشَّيْخ الإِمَام أبي الْقَاسِم عبد الله بن طَاهِر التَّمِيمِي الْبَلْخِي قدم بَغْدَاد حَاجا مَعَ كَلَام أبي عِيسَى آخر الْكتاب أَخْبرنِي بِهِ عَن شَيْخه مُحَمَّد بن عبد الله الْفَارِسِي عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد الْخُزَاعِيّ عَن أبي سعيد الْهَيْثَم بن كُلَيْب البُخَارِيّ عَن أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ

وأطال في سرد أسانيده للكتاب

ونذهب إلى كتاب البرنامج للوادي آشي

فنجد فيه :" الْجَامِع الْكَبِير فِي السّنَن لِلْحَافِظِ ابي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن سُورَة التِّرْمِذِيّ
قرأته بحرم الله تَعَالَى تجاه الْكَعْبَة من بَاب الندوة على شَيخنَا رَضِي الدّين الْمَذْكُور وحَدثني بِهِ عَن الشَّيْخَيْنِ نجم الدّين سُلَيْمَان بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي إِمَام الْمقَام الشريف قبْلَة وَعَن عَم ابيه جمال الدّين يَعْقُوب بن ابي بكر الطَّبَرِيّ سَمَاعا عَلَيْهِمَا تجاه الْكَعْبَة المشرفة بسماعهما على الشَّيْخ مكين الدّين بن رستم بن ابي الرَّجَاء الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي الْفَتْح عبد الْملك بن ابي الْقَاسِم بن ابي سهل الكروخي سَمَاعا عَن أشياخه الثَّلَاثَة ابي نصر عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ الترياقي وابي عَامر مَحْمُود بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وابي بكر أَحْمد بن عبد الصَّمد بن ابي الْفضل الغورجي عَن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْجراح الجراحي عَن ابي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب المحبوبي عَن مُؤَلفه إِلَّا من بَاب مَنَاقِب عبد الله بن عَبَّاس إِلَى آخر كتاب الْعِلَل فَإِن الكروخي لم يسمعهُ من الترياقي وسَمعه من ابي المظفر عبد الله بن عَليّ الدهان مَعَ الشَّيْخَيْنِ الْأَخيرينِ ابي عَامر وابي بكر الْمَذْكُورين قبل بالسند الْمَذْكُور
ح وَقَالَ لي الشَّيْخ رَضِي الدّين الْمَذْكُور وَقد قَرَأت جَمِيعه بِالْحرم الشريف تجاه الْكَعْبَة المعظمة على الشَّيْخ عز الدّين يُوسُف بن إِسْحَاق بن ابي بكر الطَّبَرِيّ بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ ابي الْكَرم بن الْبناء بِسَمَاعِهِ من الكروخي"

ولو ذهبنا لثبت ابن حجر المعجم المفهرس لوجدنا كهذا

وكذا برنامج المجاري الأندلسي وفي الصلة للروداني

وطبعاً هذا لن يقنع المتشكك فننقل للخطوة الثالثة

الخطوة الثالثة : ننظر في مصنفات الترمذي الأخرى فننظر في شيوخه ( وعندنا مصنف له في العلل وفي الشمائل )

وفي أسانيده ولو فعلنا لوجدنا تطابقاً ظاهراً

الخطوة الرابعة : ننظر في التصانيف التي صنفت في عصر الترمذي ونبصر الأحاديث التي رواها هل يشركه فيها غيره

نأخذ مثالاً

قال الترمذي في جامعه 13 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ، فَذَهَبْتُ لأَتَأَخَّرَ عَنْهُ، فَدَعَانِي حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.

هذا الحديث موجود في بقية الكتب ومسند أحمد بالسند نفسه والسياق نفسه وغيرها من المصادر

وكل أحاديث الترمذي هكذا ( شركه فيها غيره )

الخطوة الخامسة : الترمذي يروي عن أناس لهم كتب كمالك وابن المبارك فلننظر في كتب هؤلاء

فيما رواه عنهم الترمذي

قال الترمذي في جامعه 676 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ»

هذا الحديث موجود في الموطأ

وهكذا لو اعتبرناه في جميع ما رواه الترمذي عن الناس أصحاب المصنفات

الخطوة السادسة : ننظر في نقل الترمذي لأقوال الفقهاء هل ذلك مطابق لما في تصانيفهم

الواقع أنني لا أعرف أحداً وجد على الترمذي في كتابه وهماً واحداً على أحمد أو مالك أو الشافعي أو ابن المبارك أو سفيان

وهذا يدل أن المخطوط الذي بين أيدينا مؤلفه دقيق النقل

الخطوة السابعة : ننظر في المستخرجات والمستخرج هو أن يأتي حافظ لكتاب حافظ آخر ويخرج أحاديث هذا الكتاب من غير طريق المصنف نفسه

فوجدنا مستخرجاً لأبي علي الطوسي على كتاب الترمذي ذكر فيه مثل أحاديث الترمذي من غير طريقه وبنفس ترتيب الترمذي والطوسي هذا توفي عام 312 والترمذي توفي عام 279 فهما متعاصران والطوسي من طبقة تلاميذ الترمذي وأدرك بعض شيوخه فبين الوفاتين 43 عاماً فقط

الخطوة الثامنة : ننظر في تخريجات الحفاظ من كتاب الترمذي كالمنذري في الترغيب والترهيب مثلاً فنجده دائماً يحيل أحاديث لجامع الترمذي نجدها في مخطوطتنا وهكذا في عامة تخريجات الحفاظ الذين يبلغون العشرات

الخطوة التاسعة : نذهب لبعض كتب من يروي الأحاديث من طرق المصنفين بإسناده ويكون مات قريباً منهم زمنياً كالبغوي صاحب التفسير والواحدي فنجد كثيراً من أخبار الترمذي الموجودة في المخطوط يرويها هؤلاء من طريق الترمذي بسنده ومتنه ومثلهم البيهقي في سننه الكبرى إذ أكثر النقل عن كتاب الترمذي 

ومثل أبي إسماعيل الهروي الذي كان يروي عن الترمذي بواسطتين فقط أو ثلاثة في كتابه ذم الكلام أسند عدة أخبار من طريق الترمذي 

بقيت مفاجأة كبيرة

أن المخطوطة التي وجدناها في الصحراء ! ليست المخطوطة الوحيدة وأن هذا الكتاب له مخطوطات كثيرة وكل مخطوطة عليها سماعات وهي متطابقة في الغالب

وقد قال بشار عواد معروف في تحقيقه لجامع الترمذي :" والنسخ المعروفة _ يعني الخطية _ من جامع الترمذي تبلغ المئات " 

وأنه كتاب مسموع في كل عصر من وفاة المؤلف لهذا إلى اليوم هناك أسانيد مسلسلة بالسماع له 

المفاجأة الثانية : كل كتب الحديث الأصول هكذا

وكلام الأئمة على الوجادات قديماً لا يتعلق بهذه الكتب لأنها مسموعة أصلاً بالأسانيد المتصلة ونسخها الخطية عليها سماعات وهي منقوطة بخلاف الزمن الذي كان المحدثون يتحرزون فيه من الصحف لضعف الشكل

فمن يصدق بدلالة جمجمة مهشمة على صحة نظرية التطور ولا يصدق بهذه الكتب ينادي على نفسه بالخبل

فإن قيل : كيف تعرفون عدالة الرواة ؟

قيل : قد قال الله تعالى : ( يشهد به ذوا عدل منكم ) ولو كان اكتشاف العدالة متعذراً لما أمر الله عز وجل بالكشف عن ذلك

والمحدثون لا يكتفون بالعدالة والضبط بل لا بد من مقارنة رواية الراوي بغيره

وهم عندهم أصول كبار القرآن الكريم والأحاديث التي رواها الكافة عن الكافة والأحاديث التي اعتضدت بواقع عملي وأحاديث الصحف ثم الأحاديث التي توارد عليها العلماء والراوي الثقة يعرف بروايته لما يوافق هذه ولا يشذ عنها مع عدالته وضبطه

فإذا روى حديثاً فيه حكم زائد نظر في القرائن فينظر هل لهذا الخبر معارض

والمعارض هنا عدة أمور

الأول : حديث آخر بنفس درجة الصحة

الثاني : فتاوى الصحابة المتواطئة على خلاف الخبر

الثالث : عدم إفتاء أحد من أهل العلم به

فالخبر إذا سكت في مجتمع الصحابة وخلى من المعارضات السابقة قوي الظن بصحته

والكثير من الأخبار كان محل استنكارها عند أهل العلم ورود هذه المعارضات عليه حتى وإن رواه الثقات أحياناً

فإذا كان الحديث رواه ثقة وسكت عليه في المجتمع العلمي وسلم من المعارضات وكان راويه ممن اجتمعت دلائل الصدق فيها فوثقه أهل الحديث

ثم اعلم أن ما من خبر من أخبار الأحكام إلا النزر اليسير منها إلا وقد اعتضد بأحد عدة عواضد أو عدد منها أو كلها

العاضد الأول : روايته من غير وجه

الثاني : إفتاء بعض أعيان الصحابة به أو عدد منهم دون معارض أو مع وجود معارض لا خبر معه أو جماعة التابعين

الثالث : إجماع أهل العلم على هذا الخبر

الرابع : أن تعضده قواعد الشريعة العامة أو حتى القرآن الكريم فيكون له نظائر في الشرع

وقد بسطت الكلام على هذا في مقالي قاعدة في أن معظم الأحكام الشرعية ثابتة بطريقة قطعية

فإن قيل : لماذا يشترط في الشهادة اثنين وفي الرواية يكتفى بواحد

فيقال الشهادات ليست في دين عام وإنما في حادثة خاصة بين رجل ورجل وهذه في الأساس تخفى على عموم الناس

وأما أمر الرواية فهي رواية دين عام في مجتمع الراوي تشرأب إليه الأعناق لهذا كانوا قليلين في الزمن الأول فسكوت الناس عليه وعدم وجود معارض له من أقرانه يغني عن تطلب عاضد مع كون كثير منهم وجد عاضداً أصلاً ( فمراجعة الأقران التي يفخر بها العلميون حصلت على أدق وجه في الزمن الأول وما من حديث إلا ومر على جهابذة النقاد في عصر الراوي وبعد عصره )

وكثير من الجهلة يعارض بين فهمه للقرآن وبين الحديث والواقع أن هناك فرقاً بين معارضة القرآن للحديث ومعارضة فهم رجل جاهل لا يفهم قواعد العلم للحديث

فمثلاً حد الردة لن أقول لك أنه روي من غير وجه بل أوجه كثيرة وأن عليه فتاوى الصحابة وعامة فقهاء الأمصار

ولكن أخبرني في القرآن عن قصة الذين عبدوا العجل لماذا تم قتلهم ؟

الجواب : لأنهم ارتدوا بعبادتهم للعجل والذي في القرآن أكبر مما ينكره الجهلة لأنه قتل لهم بعد توبتهم بخلاف حد الردة عندنا الذي يسقط بالتوبة

وسأذكر هنا عدة لفتات في دقة منهج المحدثين

اللفتة الأولى : من دقة المحدثين أن الحديث إذا كان معروفاً من حديث راو معين ثم رواه شخص من حديث آخر ولم يتابع على هذا فإنهم ربما اتهموه

• وقال عبد الله: قال أبي: كان الواقدي يبعث إلى المنبهي، يعني عبد المنعم، يستعير كتبه يقول: أدخلها في كتبه، وكنا نرى أن عنده كتبًا من كتب الزهري، أو كتب ابن أخي الزهري، فكان يحيل، وربما يجمع يقول: فلان وفلان عن الزهري، أحال حديث نبهان، عن معمر، والحديث لم يروه معمر إنما هو حديث يونس، حدثناه عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن يونس، كان يحيل الحديث، ليس هذا من حديث معمر. «العلل» (5139) .

فإن قيل : ما وجه استنكار أحمد

فيقال الحديث معروف من حديث يونس وما رواه أحد من أصحاب معمر ولو كان هذا الحديث معروفاً من حديث معمر لرواه عنه الناس لأنه أوثق من يونس

فإن قيل  : لماذا اتهم أحمد الواقدي ولم يرجع الأمر للوهم

فيقال : الواقدي أصلاً يروي من كتاب فلا مجال للوهم ثم إنه حافظ مثل هذا لا يقع منه إلا على جهة التعمد

واعلم أن طبقة أحمد والبخاري لا يكاد ينفرد فيها أحد بحديث

والانفراد إنما يكون في الطبقات العليا فنحتاج لأمر القرائن

اللفتة الثانية : المحدثون عندهم باب اسمه الاختلاط إذا كبر الراوي وخرف يميزون حديثه قبل الاختلاط وبعده

اللفتة الثالثة : المحدثون عندهم باب اسمه الاتصال والانقطاع لا يكتفون بكون الراوي ثقة حتى يتأكدون من سماعه لشيخه والانقطاع تارة يستدلون عليه بالتواريخ وتارة بالتباعد القطري وتارة بكونه يروي عنه ولم يصرح بالسماع منه ثم وجدوه يروي عنه بواسطة في مكان ما

اللفتة الرابعة : المحدثون عندهم باب اسمه العلل لا يقبلون حديث الراوي العدل إذا حدث عن شيخ لم يلازمه بحديث لا يعرفه أصحابه الملازمون ، وإذا حدث الراوي بحديث بسند ينظرون رواية أقرانه فإذا خالفوه رجحوا بينهم

اللفتة الخامسة : كان شعبة يسمع الحديث من الشيخ ثم يأتيه بعد مدة يسأله عن نفس الأحاديث فإن زاد أو نقص تركه وهذا فعل عامة المحدثين لا يقبلون من يضطرب في حديثه

وكل ما ذكرته في هذا المقال ليس وافياً وإنما هو جزء بسيط من هذا العلم العظيم

فعجباً ممن ينكره ويصدق دلالات جمجمة مهشمة بحسب فلسفة غريبة تحدثه عن ملايين السنين بحسب حساب مشكوك فيه وإنما يحدثك الأئمة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وعصرهم قريب جداً من عصرهم وكيف لا تعجب أن أحاديث الكوفيين والمدنيين والشاميين والمصريين والخراسانيين واليمانيين ( الثقات ) متطابقة في غالبها وأنهم متفقون في الكليات الشرعية وأن أئمة الحديث في كل هذه البلدان منهجهم واحد لهذا أحكامهم متطابقة في الغالب وإنك لتعجب تنظر في أحكام أحمد وابن المديني وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والدارقطني وغيرهم على الأحاديث والرواة فتجدها متطابقة في الغالب وانظر في الكتب الستة وانظر في الأحكام التي يذكرونها لتجد تقارباً عجيباً في مضمون المادة مع الاختلاف الظاهر في طريقة العرض وجزء من المادة وهذا كله يدل على إتقان وضبط

والعجيب أن كارل ساغان الفلكي أقام أبحاثاً طويلة عريضة عن حياة خارج الأرض وكلفت المليارات ولا زالت وهذه الأبحاث إنما تهدف فقط لتحصيل إشارة ضوئية ذات مغزى من خارج المجرة تدل على وجود حياة ذكية خارج الأرض !

إشارة ضوئية علمياً تنبيك بوجود مخلوقات فضائية ومئات المخطوطات التي ذكرت لك من صفتها ما ذكرت يشكك الجهلة بها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي