مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: نقض شبهة رافضية حول خبر ورقة بن نوفل ...

نقض شبهة رافضية حول خبر ورقة بن نوفل ...



أما بعد :


قال البخاري في صحيحه 3 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ.

هذا الخبر كما ترى لا شيء فيه ، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الوحي لما سمعه خاف على نفسه وذهب وتزمل وهذا مشار إليه في القرآن ( يا أيها المزمل )

فذهب إلى رجل يعرف الكتاب وهو ورقة قريب خديجة فأخبره أن هذا وحي

وهذا تثبيت من الله وفي القرآن الإشارة على مثله قال الله تعالى (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197))

فكان ورقة ثم جاء عبد الله بن سلام وسلمان ثم جاء ما لا يحصى من علماء أهل الكتاب ككعب الأحبار وأضرابه

والرواية نفسها تذكر أن هذا لقاء النبي الأول معه وأنه مات بعد هذا اللقاء بقليل فدعاوى النصارى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القرآن منه سخيفة فلم يزل القرآن ينزل بعد ورقة وفيه فضح أحوال المنافقين وتشريعات لا نظير لها عند أهل الكتاب وإخبار بمغيبات وتحدي وذكر لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأمور التي يستحيل أن يكون لورقة أي صلة بها لسبب بسيط أنه مات قبل هذا كله وما يستطيعه ورقة يستطيعه غيره من علماء أهل الكتاب الذين عجزوا من عن معارضة القرآن بل كشف الله تحريفاتهم ودجلهم في القرآن

وأما الرافضة فكان لهم موقف قريب من موقف النصارى من تحميل الرواية ما لا تحتمل حتى أنكروها وادعوا أنها تقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف نبوته إلا من ورقة مع أن الرواية واضحة في تتمتها أن الآيات نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم واضحة بعد فتور الوحي وتعلم النبي صلى الله عليه وسلم من ورقة أو سماعه كلاماً يثبته كالذي قالته خديجة لا مشكلة فيه فموسى تعلم من الخضر وكلام ورقة كان برهاناً لخديجة لكي تؤمن بنبوة زوجها

والذي جهله الروافض الحمقى أن هذا الخبر موجود في بحار الأنوار للمجلسي

قال المجلسي في بحار الأنوار :" . أبو ميسرة وبريدة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا انطلق بارزا سمع صوتا: يا محمد، فيأتي خديجة ويقول: يا خديجة قد خشيت أن يكون خالط عقلي شئ، إني إذا خلوت أسمع صوتا وأرى نورا. محمد بن كعب وعائشة: أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة، وكان يرى الرؤيا فتأتيه مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلا فكان يخلو بغار حراء فسمع نداء يا محمد، فغشي عليه، فلما كان اليوم الثاني سمع مثله نداء فرجع إلى خديجة وقال: زملوني زملوني فو الله لقد خشيت على عقلي، فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدم (1)، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق فانطلقت خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل، فقال ورقة: هذا والله الناموس (2) الذي انزل على موسى وعيسى (عليهما السلام)، وإني أرى في المنام ثلاث ليال أن الله أرسل في مكة رسولا اسمه محمد وقد قرب وقته، ولست أرى في الناس رجلا أفضل منه، فخرج (صلى الله عليه وآله) إلى حراء فرأى كرسيا من ياقوتة حمراء، مرقاة من زبرجد، ومرقاة من لؤلؤ، فلما رأى ذلك غشي عليه، فقال ورقة: يا خديجة فإذا أتته الحالة فاكشفي عن رأسك، فإن خرج فهو ملك، وإن بقي فهو شيطان، فنزعت خمارها فخرج الجائي، فلما اختمرت عاد، فسأله ورقة عن عن صفة الجائي فلما حكاه قام وقبل رأسه وقال: ذاك الناموس الاكبر الذي نزل على موسى وعيسى (عليهما السلام)، ثم قال: أبشر فإنك أنت النبي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام وإنك نبي مرسل، ستؤمر بالجهاد، وتوجه نحوها وأنشأ يقول: فإن يك حقايا خديجة فاعلمي * حديثك إيانا فأحمد مرسل وجبريل يأتيه وميكال معهما * من الله وحي يشرح الصدر منزل يفوز به من فاز عزا لدينه * ويشقى به الغاوي الشقي المضلل فريقان منهم: فرقة في جنانه * واخرى بأغلال الجحيم تغلل ومن قصيدة له (3): يا للرجال لصرف الدهر والقدر * وما لشئ قضاه الله من غير حتى خديجة تدعوني لاخبرها *. وما لنا بخفي العلم من خبر فخبرتني بأمر قد سمعت به * فيما مضى من قديم الناس والعصر بأن أحمد يأتيه فيخبره * جبريل أنك مبعوث إلى البشر ومن قصيدة له: فخبرنا عن كل خير بعلمه * وللحق أبواب لهن مفاتح وإن ابن عبد الله أحمد مرسل"

فهذه الرواية الشيعية التي جهلها ياسر الحبيب وغيره فتفوهوا بكلام وقح في أحاديث الثقات وأنا أعلم جيداً أنهم كاليهود والنصارى لا يقرأون كتبهم وفقط يطرحون الشبهات على المسلمين  ، والعجيب طعنهم في عروة بن الزبير ودعواهم أن معاوية دفع له مالاً ليضع أحاديث في ثلب علي وهذا سخيف ومضحك فعروة كان من العباد الزهاد ولم يرو شيئاً في ثلب علي البتة وحديث ( فاطمة بضعة مني ) مروي من طريقه

وبنو أمية لا يمكن أن يطعنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنهم من ضمن أمته وبالشرع الذي جاء به يحكمون وباسم الدين يفتحون الأمصار
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي