أما
بعد :
فإن
من أحب الأعمال إلى المرء الذب عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
قال
ابن أبي شيبة في المصنف 25540 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ:
وَقَعَ رَجُلٌ فِي رَجُلٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ:
«لَقَدْ غَبَطْتُكَ، إِنَّهُ مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ، وَقَاهُ اللَّهُ» قَالَ
مِسْعَرٌ: نَفْحَ أَوْ لَفْحَ النَّارِ
والصحابة
أولى الناس بهذا
ومعلوم
سعي الرافضة الحثيث للطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق تتبع كل ما يروى
في الكتب والاجتزاء فيه والتهويل
وهنا
همسة لدعاة التقريب ، كيف تريدون منا الكف عن الرد على هؤلاء وهم فتحوا المواقع ذوات
العدد وجندوا أقواماً لنشر مذهبهم والطعن على الصحابة الكرام بطريقة مستفزة ومعلوم
أن أهل السنة لا يسبون أهل البيت بل يحبونهم ويوقرونهم من سأل المرء ألا يكون عنده
غيرة على عقيدته وأن يترك تدليسات المغالطين وأكاذيبهم تنتشر وتفتن الضعفة بحجة الوحدة
المزعومة فهذا ليس في رأسه ذرة عقل
وهذا
يشبه أن يكون لك جار يسرقك ويفتري عليك فينهاك شخص عن الأخذ على يده والدفاع عن نفسك
بحجة أن عندكما عدو مشترك يريد أخذ البلاد بأكملها
ولو
كانوا صادقين لنهوا الكذاب عن كذبه لا أن يسووا بين المحق والمبطل
ولو
كانوا صادقين لحاربوا صور الفرقة المنهي عنها شرعاً بحيث يكون جميع الأطراف مذمومين
كالقبليات والعصبيات القومية والوطنية والعصبيات على كرة القدم التي ساهمت في تغييب
ملايين الشباب في وقت أحوج ما تكون أمتهم إليهم وينفق عليها الملايين بل المليارات
التي كان فقراء المسلمين أولى بها ولسنا كالكفار نحن أخوة بنص كتاب الله والفقير له
حق في مال الغني بنص كتاب الله فأين نذهب من هذا
واليوم
سنتكلم عن الصحابي ضرار بن الأزور وقبل الشروع لا بد من التنبيه على أن الرافضة متناقضون
فهم يكفرون بما تواتر من فضل أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة والزبير وطلحة وغيرهم ثم يذهبون
يحتجون بروايات تاريخية إما مكذوبة أو مشكوك في صحتها لثلب بعض الصحابة ممن مات قبل
الفتنة التي حصلت في الجمل وصفين
وهذا
أمر يشير إلى شيئين
الأول
: الهوى
الثاني
: الحقد المبطن على الإسلام نفسه فلو كان الأمر حمية على أهل البيت لم يشغل المرء نفسه
بصحابة لم يكن بينهم وبين أي أحد من أهل البيت نزاعاً بأي صورة من الصور ومنهم ضرار
هذا
فهذا
الرجل اختلفوا هل توفي في زمن أبي بكر أم بدايات زمن عمر ولا يختلفون أنه مات قبل خالد
بن الوليد وخالد توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأحد عشر عاماً فقط
والآن
مع فرية شربه للخمر
قال
الطبري في تاريخه (كتب إلى السري) يقول حدثنا شعيب عن سيف عن الربيع وأبى المجالد وأبي
عثمان وأبي حارثة قالوا وكتب أبو عبيدة إلى عمر إن نفرا من المسلمين أصابوا الشراب
منهم ضرار وأبو جندل فسألناهم فتأولوا وقالوا خيرنا فاخترنا قال فهل أننم منتهون ولم
يعزم علينا فكتب إليه عمر فذلك بيننا وبينهم فهل أنتم منتهون يعني فانتهوا وجمع الناس
فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة ويضمنوا الفسق ومن تأول عليها بمثل هذا فإن
أبى قتل فكتب
عمر
إلى أبي عبيدة أن ادعهم فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم وان زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين
فبعث إليهم فسألهم على رؤس الناس فقالوا حرام فجلدهم ثمانين ثمانين وحد القوم وندموا
على لجاجتهم وقال ليحدثن فيكم يا أهل الشام حادث فحدثت الرمادة
وهذه
رواية مكذوبة فيها سيف بن عمر التميمي الكذاب
وشعيب
بن إبراهيم الراوي عنه قال فيه ابن عدي :" وَشُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَذَا
لَهُ أَحَادِيثُ وَأَخْبَارٌ، وَهو ليس بذلك المعروف ومقدار ما يروي من الحديث وَالأَخْبَارِ
لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ وَفِيهِ بَعْضُ النَّكِرَةِ لأَنَّ فِي أَخْبَارِهِ وَأَحَادِيثِهِ
مَا فِيهِ تَحَامُلٌ عَلَى السَّلَفِ"
وهذا
الخبر فيه تحامل على السلف كما ترى وشيوخ سيف مجاهيل
ومن
تلاعب الرافضة أنهم يكذبون سيفاً في رواياته عن القعقاع بن عمرو وفي الروايات عن ابن
سبأ وهنا يحتجون به وهذا هو الهوى بعينه
وقد
ادعى الواقدي أن ضراراً مات في زمن أبي بكر ، وهنا وقفة مع الذين يدعون أن الواقدي
وسيفاً عمدة في التاريخ فهنا رواياتهم متناقضة وكل متهم بالكذب
على
أن الواقدي قد سبقه إلى هذه الدعوى موسى بن عقبة المؤرخ المعروف وهو تابعي غير أن البخاري
قد غلطه
وأما
سيف فهناك رواية تعضد بقاء ضرار لزمن عمر ولكن في سندها مجهولاً وأيضاً اعتمدها الرافضة
لثلبه وهي منقبة إن صحت
قال
البيهقي في السنن الكبرى 18222 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ،
أنبأ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أنبأ
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَمِيرَوَيْهِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ
الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ
الْأَصَمِّ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ
الْوَلِيدِ فِي جَيْشٍ، فَبَعَثَ خَالِدٌ ضِرَارَ بْنَ الْأَزْوَرِ فِي سَرِيَّةٍ فِي
خَيْلٍ , فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ , فَأَصَابُوا امْرَأَةً عَرُوسًا
جَمِيلَةً , فَأَعْجَبَتْ ضِرَارًا , فَسَأَلَهَا أَصْحَابَهُ فَأَعْطَوْهَا إِيَّاهُ
, فَوَقَعَ عَلَيْهَا , فَلَمَّا قَفَلَ نَدِمَ وَسُقِطَ بِهِ فِي يَدِهِ , فَلَمَّا
رُفِعَ إِلَى خَالِدٍ أَخْبَرَهُ بِالَّذِي فَعَلَ , فَقَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي قَدْ
أَجَزْتُهَا لَكَ وَطَيَّبْتُهَا لَكَ. قَالَ: لَا حَتَّى تَكْتُبَ بِذَلِكَ إِلَى
عُمَرَ , فَكَتَبَ عُمَرُ أَنْ أَرْضِخْهُ بِالْحِجَارَةِ , فَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ تُوُفِّيَ , فَقَالَ: مَا كَانَ اللهُ لِيُخْزِيَ ضِرَارَ
بْنَ الْأَزْوَرِ
هذه
في سندها هارون بن الأصم ما له غيرها وهو مجهول عين ولا يعلم سماعه من عمر ، وغاية
ما في هذه الرواية أنه أصاب امرأة يظنها تحل له بحكم السبي وكان ينبغي أن تدخل في الغنيمة
ولا ينفرد بها وتقع في سهم من تقع فندم وسأل هو أن يخبروا عمر بالأمر ليرى فيه ما يرى
وتأمل أن عمر أمر برجمه
فالقصة
منقبة للرجلين اللذين يبغضهما الرافضة على أنها لا تصح
هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم