مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الدفاع عن آية انشقاق القمر ...

الدفاع عن آية انشقاق القمر ...



أما بعد :
 
فإن من الأمور التي لا أمل منها ولا أكل وتطرب لها نفسي ما اختلج النفس بين جنبي ، الدفاع عن الحديث والآثار والصحابة والشريعة ككل ، وإنما أتشرف بهذا وأتخذ ذلك وسيلة عند الله عز وجل إذ أن خطلي وزللي كثير وعظيم

واليوم سأتكلم عن أحاديث انشقاق القمر والتي يحاول بعض الجهلة والزنادقة التشكيك بها بهجر من القول

وقبل كل شيء نسرد الأخبار ونثبت تواترها

قال أحمد في مسنده  3583 - ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن بن مسعود : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اشهدوا.

وهذا الخبر في الصحيحين

وروي عن ابن مسعود من طريق  مؤمل ثنا إسرائيل عن سماك عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عند أحمد

وقال أحمد أيضاً  13947 - ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج حدثني شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أنه قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرقتين.

وهذا في الصحيحين أيضاً

وقال أحمد أيضاً  16796 - ثنا محمد بن كثير قال ثنا سليمان بن كثير عن حصين بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقالوا سحرنا محمد فقالوا ان كان سحرنا فإنه لا يستطيع ان يسحر الناس كلهم

وقال البخاري في صحيحه 3638 - حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وقال مسلم  7176- [2801] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ.
7177- [...] وحَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، كِلاَهُمَا عَنْ شُعْبَةَ ، بِإِسْنَادِ ابْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، نَحْوَ حَدِيثِهِ.
غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ : فَقَالَ اشْهَدُوا ، اشْهَدُوا.

وقال الطحاوي في بيان مشكل الآثار 696 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ صُهَيْبٍ الْأَرْحَبِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ "

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 35944- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قامَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أَلاَ إِنَّ السَّاعَةَ قَدَ اقْتَرَبَتْ ، وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدَ انْشَقَّ ، أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِالْفِرَاقِ ، أَلاَ وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ ، وَإِنَّ السِّبَاقَ غَدًا ، وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ ، وَإِنَّ السَّابِقَ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ.

وهذا واضح في إثباته انشقاق القمر

وقال الطبري في تفسيره حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قال: " انشقّ القمر قبل الهجرة، أو قال: قد مضى ذاك ".
حدثنا إسحاق بن شاهين، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن داود، عن علي، عن ابن عباس بنحوه.

فهذا الحديث المرفوع مروي من طريق عدة من الصحابة وعضده موقوف حذيفة وموقوف ابن عباس

والتابعون مجمعون على هذا أيضاً

قال الطبري في تفسيره حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: رأوه منشقا.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور وليث عن مجاهد (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قال: انفلق القمر فلقتين، فثبتت فلقة، وذهبت فلقة من وراء الجبل، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "اشْهَدُوا".
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ليث، عن مجاهد " انشقّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصار فرقتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبى بكر: اشْهَدْ يا أبا بَكْرٍ فقال المشركون: سحر القمر حتى انشقّ".

وقال أيضاً حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) قد مضى، كان الشقّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأعرض عنه المشركون، وقالوا: سِحْر مستمرّ.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا سلمة، عن عمرو، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: مضى انشقاق القمر بمكة.

فهذه الأخبار متعاضدة ولا يعرف عن السلف قول غير هذا ولم يعارض أحد هذه الأحاديث بشيء ولا الآثار وما يذكر عن الحسن في مخالفة هذا لا أصل له فخمسة أو ستة من الصحابة مع تصحيح الكافة من أهل العلم لما رووا وعدم اعتراض أحد عليهم من الطبقة واعتضاد أخبارهم بمراسيل التابعين وكون الانشقاق إلا لم ينكره إلا النظام والأصم المعروفين بكثرة الشذوذ وهما متأخران فهذا تواتر وفوق التواتر

وقد قال الله تعالى : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) فهل يقول عاقل أن ذكر الساعة هنا يرجح أن الناس سيعرضون وليسوا معرضين غافلين الآن وقد نقل كثيرون إجماع أهل التأويل على تفسيرها بالانشقاق قبل الهجرة منهم الطبري والطحاوي والقشيري وابن عطية وغيرهم ( وهؤلاء كل واحد منهم على طريقة ومع ذلك اتفقوا على هذا النقل )

قال الطحاوي في بيان مشكل الآثار :" فَكَانَ فِيمَا ذَكَرْنَا عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَسٍ تَحْقِيقُهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ، وَمَعْنَاهُ فِي ذَلِكَ كَمَعْنَاهُمْ فِيهِ، وَلَا نَعْلَمْ رُوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ غَيْرُ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُمْ فِيهِ وَهُمُ الْقُدْوَةُ وَالْحُجَّةُ الَّذِينَ لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ إلَّا جَاهِلٌ، وَلَا يَرْغَبُ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ إلَّا خَاسِرٌ"

وقال الطحاوي أيضاً :" وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ خِلَافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْخُرُوجِ عَنْ مَذَاهِبِهِمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَالِاسْتِكْبَارِ عَنْ كِتَابِ اللهِ وَمَنِ اسْتَكْبَرَ عَنْ كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ مَذَاهِبِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَابِعِيهِمْ فِيهِ كَانَ حَرِيًّا أَنْ يَمْنَعَهُ اللهُ فَهْمَهُ"

وهذا كلام حسن من صاحب رأي

وقال الواحدي في التفسير الوسيط :" روينا عن جميعهم ذلك في مسند التفسير، وجميع المفسرين على هذا، إلا ما روى عثمان بن عطاء، عن أبيه، أنه قال: معناه: سينشق القمر.
والعلماء كلهم على خلافه وإنما ذكر اقتراب الساعة مع انشقاق القمر، لأن انشقاقه من علامات نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونبوته وزمانه من أشراط اقتراب الساعة، قال الزجاج: زعم قوم عندوا عن القصد، وما عليه أهل العلم أن تأويله: أن القمر ينشق يوم القيامة والأمر بين في اللفظ وإجماع أهل العلم، لأن قوله: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: 2] يدل على أن هذا كان في الدنيا، لا في القيامة، قال المفسرون: لما انشق القمر، قال المشركون: سحرنا محمد"

ولا يصح ما ذكره عن عطاء الخراساني ولم يذكر المفسرون الأوائل غير القول بانشقاق القمر

والآن مع الشبهات الفاسدة حول هذه الآية العظيمة

فمن ذلك قول بعض الجهلة والزنادقة لو كان انشقاق القمر قد حصل لما خفي على أحد

ويقال : قد علمت أن انشقاق القمر مذكور في قرآن المسلمين وأنه في سورة مكية وأن قريشاً أعداء النبي صلى الله عليه وسلم ما أنكروا هذا ولا أنكره أحد من العرب الذين أسلموا لاحقاً ولما هاجر وتناظر مع اليهود ما أنكر اليهود ذلك بل لو كان النبي صلى الله عليه وسلم ادعى انشقاق القمر كذباً لكان ذلك أعظم برهان على كذبه وانصراف عنه بل _ حاشاه _ ولا يقدم العاقل على ادعاء دعاوى عظيمة تصرف الناس عنه

وقد دخل في الإسلام أهل الشام وأهل فارس وأهل اليمن وأهل مصر وأهل نجد والحجار وأهل العراق ولم يستشكل أحد من أهل الصدر الأول منهم هذا مما يدل على أنه عرف في الآفاق ولكنه لما طال العهد جحده بعض النصارى وغيرهم من باب المناكاة كما جحدوا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم

وقد ذكر في بعض التواريخ الهندية ذكر هذا الأمر فبطل الاعتراض من أساسه على أن اتفاق الصحابة والتابعين عليه كاف

قال محمد ضياء الأعظمي في كتابه دراسات حول الديانات في الهند :" قد ثبتت هذه المعجزة في الهند حين وقوعها فإن (السامري) ملك مليبار رأى شق القمر بنفسه وأمر بتسجيل هذه الحادثة في سجله الرسمي فسافر من الهند وقابل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ومات في الطريق عند رجوعه إلى الهند (تاريخ فرشته) "

وقد كتبت إحدى الأخوات في بعض المنتديات ما يلي :" اما عن الدليل التاريخي فهو المخطوطة الهندية القديمة التى تعرفونها جميعا والتي هزت المنتديات الصليبية وتفننوا في إنكارها واتهمونا أنها لا وجود لها وأنها من تأليف خيالنا ولكن كُبِسوا ولله الحمد
والمخطوطة تنص على ان سكان الهند شاهدوا انشقاق القمر وسجلوه في تلك المخطوطة وهى الان في مكتبة لندن
ومن يراسل المكتبة سيجد ويتأكد من صحة ما اقول

لقد راسلت المكتبة بنفسي وسألتهم هل توجد مخطوطة بهذا النص؟(وكتبت نص المخطوطة باللغة الانجليزية)
وقاموا مشكورين بالرد على رسالتي بالرد التالي:
Dear :
I have located the manuscript you are interested in. The shelf mark is
IO ISLAMIC 2807 and the section you want is on pages 81 verso - 104
verso (inclusive). It is entitled “” Qissat Shakruti Firmadwhich,
according to the catalogue (Loth 1044), is “A fabulous account of the
first settlement of the Muhammadans in Malabar, under King Shakruti
(Cranganore), a contemporary of Muhammad, who was converted to Islam by
the miracle of the division of the the moon.”
Should you wish to order a microfilm or paper copy see
[/COLOR]http://www.bl.uk/services/copy/reproduction.html
for prices and method
of ordering and payment.
For further enquiries on photography you should contact
reproductions-customer-service@bl.uk,
quoting in all correspondence the
shelfmark IO ISLAMIC 2807, pages 81 verso- 104 verso and your full
postal address.
Sincerely
Colin Baker
Dr Colin F Baker
Head of Near and Middle Eastern Collections
The British Library
Asia, Pacific and Africa Collections
96 Euston Road
London NW1 2DB
T +44 (0)20 7412 7645
F +44 (0)20 7412 7858
colin.baker@bl.uk
www.bl.uk  

وإليكم الدليل على كلامي
صور المراسلة على إميلي حتى لا يكذبنا أحد"

والله أعلم بما ذكرت ولكن هذا أمر ذكره غير واحد

وقد قال الماتردي إمام الماتردية الجهمية في تفسيره رداً على أبي بكر الأصم المعتزلي وهو أول من أنكر هذه الآية :"  وقول أبي بكر: لو كان، لم يخْفَ وظهر؛ فيقال له: قد ظهر؛ فإنه روي عن غير واحد من الصحابة - رضي اللَّه عنهم - وتواتر الحديث عن الخاص والعام، وفشا الأمر بينهم، حتى قل من يخفى عليه سماع هذا الحديث"

فلو كان الأمر دعوى لاستخدمه أعداء الدين في صدر الرسالة للطعن في الدين وتشكيك الناس أو على الأقل لظهر استشكالها من المسلمين الذين ملأوا البلدان وكانوا ممتدين في أقاصي البلاد وأدانيها

وجاء في الإعلام لما في دين النصارى من الأوهام :" أنْزل الله تَعَالَى على نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر وَإِن يرَوا آيَة يعرضُوا ويقولوا سحر مُسْتَمر وكذبوا وَاتبعُوا أهواءهم وكل أَمر مُسْتَقر} وَهَذَا الحَدِيث قد نَقله الجم الْغَفِير وَالْعدَد الْكثير مِنْهُم من الصَّحَابَة عبد الله بن مَسْعُود وَأنس وَابْن عَبَّاس وأبن عمر وَحُذَيْفَة وعَلى وَجبير بن مطعم وَغَيرهم رَضِي الله عَنْهُم
وَقد نقل إِلَيْنَا فِي الْقُرْآن نقلا متواترا محصلا للْعلم يخبر عَن ذَلِك الْمَعْنى من الإنشقاق كَمَا تلوناه آنِفا فَصحت الْآيَة وَعلمت المعجزة والحمدلله
فَإِن قَالَ غبي جَاهِل أَو معاند مجادل كَيفَ يَصح هَذَا وَلَو كَانَ هَذَا لم يخف على أهل الأَرْض إذه هُوَ شَيْء ظَاهر لجميعه وَلَو ظهر إِلَيْهِم انْتقل عَنْهُم ولكان مَشْهُورا مَنْقُولًا على التَّوَاتُر
فَالْجَوَاب أَن نقُول هَذَا الإستبعاد الوهمي ينْدَفع بأيسر أَمر وَذَلِكَ أَن هَذِه الْآيَة كَانَت آيَة ليلية وَالنَّاس على عَادَتهم المستمرة الْغَالِب عَلَيْهِم النّوم وَمن كَانَ مِنْهُم منتبها كَانَ مِنْهُم من قد انْصَرف عَن ذَلِك بِبَعْض أشغالهم وَكَانَ مِنْهُم أَيْضا من رَآهُ على مَا حكيناه عَن أهل آفَاق مَكَّة وَأَيْضًا فَلَعَلَّهُ إِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي أول طُلُوع الْقَمَر وَلَا شكّ أَن النَّاس تخْتَلف رُؤْيَتهمْ للقمر وَغَيره من الْكَوَاكِب بِحَسب اخْتِلَاف ارْتِفَاع الْبِلَاد والأقاليم وإنخفاضها فَلَيْسَ كل من فِي معمور الأَرْض يرَاهُ فِي وَقت وَاحِد بل يخْتَلف ذَلِك فِي حَقهم فقد يطلع على قوم قبل أَن يطلع على آخَرين وَقد يطلع على قوم لَا يُشَاهِدهُ الْآخرُونَ وَقد يحول بَين قوم وَبَينه سَحَاب أَو جبال
وَلِهَذَا تَجِد الكسوفات فِي بعض الْبِلَاد دون بعض وَيكون فِي بَعْضهَا جزئية وَفِي بَعْضهَا كُلية وَفِي بَعْضهَا لَا يعرفهَا إِلَّا المشتغلون بِعلم ذَلِك وَلَا يحس بهَا غَيرهم لَا سِيمَا وَهَذِه آيَة كَانَت بِاللَّيْلِ وَالْعَادَة من النَّاس مَا تقدم من الهدوء والسكون وإيجاق الْأَبْوَاب وَقطع التَّصَرُّف وَلَا يكَاد يعرف شَيْئا من آيَات السَّمَاء إِلَّا من رصد وأهتبل


وقال صاحب تخجيل من حرف التوراة والانجيل :" أنْزل الله تَعَالَى على نبيه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر وَإِن يرَوا آيَة يعرضُوا ويقولوا سحر مُسْتَمر وكذبوا وَاتبعُوا أهواءهم وكل أَمر مُسْتَقر} وَهَذَا الحَدِيث قد نَقله الجم الْغَفِير وَالْعدَد الْكثير مِنْهُم من الصَّحَابَة عبد الله بن مَسْعُود وَأنس وَابْن عَبَّاس وأبن عمر وَحُذَيْفَة وعَلى وَجبير بن مطعم وَغَيرهم رَضِي الله عَنْهُم
وَقد نقل إِلَيْنَا فِي الْقُرْآن نقلا متواترا محصلا للْعلم يخبر عَن ذَلِك الْمَعْنى من الإنشقاق كَمَا تلوناه آنِفا فَصحت الْآيَة وَعلمت المعجزة والحمدلله
فَإِن قَالَ غبي جَاهِل أَو معاند مجادل كَيفَ يَصح هَذَا وَلَو كَانَ هَذَا لم يخف على أهل الأَرْض إذه هُوَ شَيْء ظَاهر لجميعه وَلَو ظهر إِلَيْهِم انْتقل عَنْهُم ولكان مَشْهُورا مَنْقُولًا على التَّوَاتُر
فَالْجَوَاب أَن نقُول هَذَا الإستبعاد الوهمي ينْدَفع بأيسر أَمر وَذَلِكَ أَن هَذِه الْآيَة كَانَت آيَة ليلية وَالنَّاس على عَادَتهم المستمرة الْغَالِب عَلَيْهِم النّوم وَمن كَانَ مِنْهُم منتبها كَانَ مِنْهُم من قد انْصَرف عَن ذَلِك بِبَعْض أشغالهم وَكَانَ مِنْهُم أَيْضا من رَآهُ على مَا حكيناه عَن أهل آفَاق مَكَّة وَأَيْضًا فَلَعَلَّهُ إِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي أول طُلُوع الْقَمَر وَلَا شكّ أَن النَّاس تخْتَلف رُؤْيَتهمْ للقمر وَغَيره من الْكَوَاكِب بِحَسب اخْتِلَاف ارْتِفَاع الْبِلَاد والأقاليم وإنخفاضها فَلَيْسَ كل من فِي معمور الأَرْض يرَاهُ فِي وَقت وَاحِد بل يخْتَلف ذَلِك فِي حَقهم فقد يطلع على قوم قبل أَن يطلع على آخَرين وَقد يطلع على قوم لَا يُشَاهِدهُ الْآخرُونَ وَقد يحول بَين قوم وَبَينه سَحَاب أَو جبال
وَلِهَذَا تَجِد الكسوفات فِي بعض الْبِلَاد دون بعض وَيكون فِي بَعْضهَا جزئية وَفِي بَعْضهَا كُلية وَفِي بَعْضهَا لَا يعرفهَا إِلَّا المشتغلون بِعلم ذَلِك وَلَا يحس بهَا غَيرهم لَا سِيمَا وَهَذِه آيَة كَانَت بِاللَّيْلِ وَالْعَادَة من النَّاس مَا تقدم من الهدوء والسكون وإيجاق الْأَبْوَاب وَقطع التَّصَرُّف وَلَا يكَاد يعرف شَيْئا من آيَات السَّمَاء إِلَّا من رصد وأهتبل"

وقد أثبتنا لك وجوده في التواريخ الهندية وقد دخل غيرهم من الشعوب الإسلام وما اعترضوا بأننا لم نرَ هذا بل رووا ما رواه السلف مقرين بل تواتر أن العرب وقع لهم هذا وما أمكنهم إنكاره أو دفعه

قال ابن عبد البر:
" قد روي هذا الحديث - يعني حديث الانشقاق - عن جماعة كثيرة من الصحابة، وروى ذلك عنهم أمثالهم من التابعين، ثم نقله عنهم الجم الغفير إلى أن انتهى إلينا، وتأيد بالآية الكريمة ".


وقال ابن معمر في منحة المجيب :" أما قول بعض الملاحدة: لو وقع هذا لنقل متواترا، واشترك أهل الأرض كلهم في معرفته، ولم يختص به أهل مكة، لأنه أمر صدر عن حس ومشاهدة، فالناس فيه شركاء، والدواعي متوافرة على رواية كل غريب، ونقل ما لم يعهد. ولو كان لذلك أصل لخلد في كتب السير والتنجيم، إذ لا يجوز إطباقهم على تركه، وإغفاله، مع جلالة شأنه ووضوح أمره.
فأجاب عنه الخطابي وغيره بأن هذه القصة خرجت عن الأمور التي ذكروها، لأنه شيء طلبه خاص من الناس، فوقع ليلا، لأن القمر لا سلطان له بالنهار، ومن شأن الليل أن يكون الناس فسه نياما ومستكنين في الأبنية، والبارز منهم بالصحراء - إن كان يقظانا - يحتمل أنه اتفق أنه كان في ذلك الوقت مشغولا بما يلهيه من سمر وغيره.
ومن المستبعد أن يقصدوا إلى مراكز القمر ناظرين إليه لا يغفلون عنه، فيجوز أنه وقع ولم يشعر به أكثر الناس، وإنما رآه من تصدى لرؤيته ممن اقترح وقوعه، ولعل ذلك إنما كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر.
وقد يكون القمر حينئذ في بعض المنازل التي يظهر لبعض الآفاق دون بعض. كما يكون ظاهرا لقوم غائبا عن قوم كما يجد الكسوف أهل بلد دون أهل بلد آخر.
وكثيرا ما يحدث الثقات بعجائب يشاهدونها من أنوار ونجوم طوالع عظام، تظهر في الأحيان بالليل في السماء، ولا علم عند أحد منها"

وفي كتاب  يوشع، على وفق الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 هكذا: 12 حينئذ تكلم يسوع أمام الرب في اليوم الذي دفع الأموري في يدي بني إسرائيل، وقال أمامهم أيتها الشمس مقابل جبعون لا تتحركي والقمر مقابل قاع ايلون 13 (فوقف الشمس والقمر حتى انتقم الشعب من أعدائهم، أليس هذا مكتوباً في سفر الأبرار فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تكن تعجل إلى الغروب يوماً تاماً) .
وفي الباب الرابع من الحصة الثالثة من كتاب تحقيق الدين الحق، المطبوع سنة 1846 في الصفحة 362 هكذا: (أما غربت الشمس بدعاء يوشع إلى أربع وعشرين ساعة) انتهى كلامه.( مستفاد )

فهذه آية في الأجرام العلوية يؤمن بها اليهود والنصارى ولم يقترن بها ما اقترن بانشقاق القمر من النقل المتواتر ووجودها في كتاب منقول بالتواتر كالقرآن وازدياد عدد المسلمين بعدها

قال ابن تيمية في الجواب الصحيح :" وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ مَا يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ، فَقَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق: 1] وَ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] .
وَمَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ فِي مُطَّرِدِ الْعَادَةِ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنِ انْشَقَّ لَأَسْرَعَ النَّاسُ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ إِلَى تَكْذِيبِ ذَلِكَ فَضْلًا عَنْ أَعْدَائِهِ مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، لَا سِيَّمَا وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فِي أَعْظَمِ مَجَامِعِهِمْ.
وَأَيْضًا فَمَعْلُومٌ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ أَحْرَصِ الْخَلْقِ عَلَى تَصْدِيقِ النَّاسِ لَهُ وَاتِّبَاعِهِمْ إِيَّاهُ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ أَخْبَرَ النَّاسَ بِسِيَاسَةِ الْخَلْقِ، فَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْقَمَرُ انْشَقَّ لَمَا كَانَ يُخْبِرُ بِهَذَا، وَيَقْرَأُهُ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ وَيَسْتَدِلُّ بِهِ، وَيَجْعَلُهُ آيَةً لَهُ، فَإِنَّ مَنْ يَكُونُ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ خِبْرَةً بِالسِّيَاسَةِ لَا يَتَعَمَّدُ إِلَى مَا يَعْلَمُ جَمِيعُ النَّاسِ أَنَّهُ كَاذِبٌ بِهِ فَيَجْعَلُهُ مِنْ أَعْظَمِ آيَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ، وَيَقْرَأُهُ عَلَى النَّاسِ فِي أَعْظَمِ الْمَجَامِيعِ"

وقد رأيت في الانترنت أبحاثاً لأناس يذكرون وجود انشقاق القمر في مخطوطة فارسية وفي مخطوطة في مدريد ومخطوطات هندية أخرى والله تعالى أعلم

والآن مع بقية الاعتراضات

فبعض الناس ادعى أن هذه الآية تخالف قوله تعالى : (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)

وقوله تعالى : ({وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: 90] (90) {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} [الإسراء: 91] (91) {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} [الإسراء: 92] (92) {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا})

والاستدلال بهذا رأس شغبهم

فمن الناس من أجابهم بأن المراد بالآيات هنا الآيات التي يقترحها المشركون وانشقاق القمر لم يكن عن اقتراح

وهذا جواب فيه ضعف ويقال أن الألف واللام هنا للعهد الذهني وليس للعموم كقوله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم )

فالمراد آيات معينة اقترحها المشركون تعنتاً وقد علم الله عز وجل أنه أظهر من البينات ما يقطع دابر كل مبطل وأن ذلك على سبيل التعنت وأنهم سيؤمنون بعد ومن لا يؤمن يهلك ولا يتمكن من إيقاف الدعوة

وقد قال الله تعالى : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ)

فأراد الله عز وجل بآية انشقاق القمر أن يبصر كل عاقل حقيقة تعنتهم فإنهم لما رأوا آية حقاً قال أبصارنا مسحورة فما فائدة الآيات بعدها التي يقترحونها والحال هذه

فقد يقول القائل أن انشقاق القمر حصل قبل هذا كله للتنبيه على تعنتهم ثم بعد ذلك نزلت الآيات في بيان أنه لو أجيبوا إلى ما سألوا وكذبوا فإنهم سيهلكون بعذاب عام فكانت الرحمة ألا يجابوا إلى ما سألوا ويترك بيان الحق إلى سبل أخرى وقد استبان قبلها أصلاً

ثم يقال أن الآية الحسية تكون بإرادة الله عز وجل لا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا بمشتهاه فقوله ( هل كنت إلا بشراً رسولاً ) تنبيهاً على أنه ليس بشاعر ولا ساحر ولا ملك فهؤلاء ينسبون الأمر لأنفسهم والنبي صلى الله عليه وسلم ظهرت منه آيات حسية مسجلة في القرآن

قال الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) وهذه كانت رمية من النبي صلى الله عليه وسلم أصابت أعين جميع المشركين

قال الطبري في تفسيره 15823- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، ومحمد بن كعب القرظي قالا لما دنا القوم بعضهم من بعض، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم، وقال: "شاهت الوجوه! "، فدخلت في أعينهم كلهم، وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ، الآية، إلى: (إن الله سميع عليم) .
15824- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وما رميت إذ رميت) ، الآية، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم بدر ثلاثة أحجار ورمى بها وجوه الكفار، فهزموا عند الحجر الثالث.

وأيضاً الريح التي أصابت المشركين يوم الأحزاب يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)

وهذه آية صريحة في آية حسية وحدث تاريخي اتفق عليه جميع أصحاب السير وأن ذلك الجمع الذي حاصر المدينة ما أكفأهم عنها إلا تلك الريح الشديدة

فلا مجال لإنكار الآيات الحسية والحال هذه

ومن الاعتراضات المضحكة قول بعض المنصرين لماذا لم يرو هذا الحديث ( حديث انشقاق القمر ) أبو بكر وعمر وهو يظن أنهما رويا السنة كلها وهذه حادثة موجودة في القرآن بشكل صريح والصحابة الذين ماتوا مبكراً لم يكونوا بحاجة لذكرها لمعرفة كل الناس بها ، ويكفي أنها تواترت وإقرار الناس لذلك

وظاهر القرآن يدل على أن الآية وقد وقعت فالله يقول ( وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) فهذا دليل على أن المشركين رأوا آية وقالوا سحر مستمر وهذا هو ظاهر الأحاديث فتأويل الآية بأن القمر سينشق مخالف للسياق والأخبار المتواترة واتفاق السلف

قال السمعاني في تفسيره :" وَقَوله إِن مَعْنَاهُ سينشق الْقَمَر. قُلْنَا: هَذَا عدُول عَن ظَاهر الْآيَة، وَلَا يجوز إِلَّا بِدَلِيل قَاطع، وَلِأَن الله تَعَالَى قَالَ:
{وَإِن يرَوا آيَة يعرضُوا ويقولوا سحر مُسْتَمر} وَهَذَا دَلِيل على أَنهم قد رأوها، وَلِأَنَّهُ سَمَّاهُ آيَة، وَإِنَّمَا يكون آيَة إِذا كَانَت فِي الدُّنْيَا؛ لِأَن الْآيَة هَاهُنَا بِمَعْنى الدّلَالَة وَالْعبْرَة"

وقال أبو حيان في تفسيره :" وَالْأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ عَلَى خِلَافِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ: وَانْشَقَّ الْقَمَرُ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ يَنْشَقُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَرُدُّهُ مِنَ الْآيَةِ قَوْلُهُ: وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ. فَلَا يُنَاسِبُ هَذَا الْكَلَامَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِ مَا سَأَلُوهُ مُعَيَّنًا مِنِ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ. وَقِيلَ: سَأَلُوا آيَةً فِي الْجُمْلَةِ، فَأَرَاهُمْ هَذِهِ الْآيَةَ السَّمَاوِيَّةَ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الْآيَاتِ، وَذَلِكَ التَّأْثِيرُ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ."

وقد نقلت في هذا المقال عن عدد ممن لا أرتضي طريقته لبيان اتفاق الناس على هذا الأمر وليلزم ذلك من يستحسن طريقتهم ولبيان أن أهل الكلام وأهل الرأي وليس أهل الحديث فقط مقرين بهذا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي