مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان نكارة حديث ( يا عائشة أحسني جوار نعم الله )

بيان نكارة حديث ( يا عائشة أحسني جوار نعم الله )



أما بعد :

فقد انتشر مقطع لرجل يذكر حديثاً عن عائشة وزاد فيه لفظاً من عنده مع الأسف وادعى أن الألباني صححه وما صححه

قال الطبراني في الأوسط 6451 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِرْسٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَمَشَى إِلَيْهَا فَأَخَذَهَا، فَمَسَحَهَا ثُمَّ أَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا قَلَّ مَا تَزُولُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَعُودَ إِلَيْهِمْ»

وقد زاد صاحب المقطع لفظة ( فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يعني الكسرة وهذا من زياداته التي لا أصل لها في الخبر ، وإنما وردت في خبر منكر

وهذا السند منكر فشيخ الطبراني مجهول ، ويحيى بن سليمان بن نضلة تكلم فيه ابن خراش وشيخه الزبيري ضعفه ابن معين

وقد ذكر مسلم في مقدمة في صحيحه أن من تفرد أن مثل هشام بن عروة أو الزهري مع كثرة أصحابهم ولم يشركهم بصحيح حديثهم فإنه غير جائز قبول مثل هذا الضرب من الأخبار

والناظر في تصرفات الأئمة يعلم أن مثل هذا منكر ، وقد تابعه خالد بن إسماعيل وضاع

وقال الطبراني في الأوسط 7889 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَمَشَى إِلَيْهَا فَمَسَحَهَا، وَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا قَلَّمَا نَفَرَتْ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ»
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدَيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا الْمُوقَرِيُّ "

الوليد متروك

وقال البيهقي في الشعب 4237 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ اللَّبَقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى فِي بَيْتِي كِسْرَةً مُلْقَاةً فَمَشَى إِلَيْهَا فَشَمَّهَا، ثُمَّ أَكَلَهَا فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللهِ فَإِنَّهَا قَلَّ مَا نَفَرَتْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ "

ومحمد بن جعفر ترجم له ابن عدي في الكامل وهذه الرواية الوحيدة التي فيها ذكر الشم وانفراده عن هشام ينطبق عليه ما ذكرناه آنفاً

وأهم مما سبق أن الحديث لم يصححه أحد كما ادعى صاحب المقطع فالألباني الذي اتكأ عليه صاحب المقطع ضعف الحديث في الإرواء وفي ضعيف الجامع 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي