أما
بعد :
فهذا
زمن الأعاجيب بحق فقد بلغني أن رجلاً اسمه يوسف زيدان يدعي أن الإسراء كان لمسجد في
الطائف يسمى المسجد الأقصى
وأن
المعراج كانت رؤيا قلبية محتجاً بقوله تعالى : ( ما كذب الفؤاد ما رأى )
ولا
أدري أين هو من قوله تعالى : ( ما زاغ البصر وما طغى )
قال
مجير الدين العليمي الحنبلي في الأنس الجليل :" وَاخْتلف النَّاس فِي الْإِسْرَاء
برَسُول الله صل الله عَلَيْهِ وَسلم فَقيل إِنَّمَا كَانَ جَمِيع ذَلِك فِي الْمَنَام
وَالْحق الَّذِي عَلَيْهِ النَّاس ومعظم السّلف وَعَامة الْمُتَأَخِّرين من الْفُقَهَاء
والمحدثين والمتكلمين إِنَّه أسرى بجسده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقظه لِأَن قَوْله
تَعَالَى (وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس) تدل على
ذَلِك وَلَو كَانَت رُؤْيا نوم مَا افْتتن بهَا النَّاس حَتَّى ارْتَدَّ كثير مِمَّن
كَانَ أسلم وَقَالَ الْكفَّار يزْعم مُحَمَّد إِنَّه أَتَى بَيت الْمُقَدّس وَرجع إِلَى
مَكَّة فِي لَيْلَة وَاحِدَة وَالْعير تطرد إِلَيْهِ شهرا مقبلة وشهراً مُدبرَة فَلَو
كَانَت رُؤْيا نوم لم يستبعد ذَلِك مِنْهُ قَالَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
هِيَ رُؤْيا عين رَآهَا النَّبِي صل الله عَلَيْهِ وَسلم لَا رُؤْيا مَنَام قَالَ الله
تعال (مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طغ اضاف الْأَمر لِلْبَصَرِ وَقَالَ تعال (مَا كذب الْفُؤَاد
مَا رأى) أَي لم يُوهم الْقلب الْعين غير الْحَقِيقَة"
وقال الكرماني في غرائب التفسير :" والقول هو الأول،_ يعني أن الإسراء كان بالروح والجسد _ وعليه يدل ظاهر القرآن، وورد في صحته ما لا يحصى
من الأخبار، ولو كانت رؤيا ما أنكرتها قريش حتى ارتدت جماعة ممن كانوا
أسلموا حين سمعوا منه هذا الكلام، لأن الرؤيا في المنام لا ينكر مثل ذلك
ولا ما هو أعلى منها"
وقال الكرماني في غرائب التفسير :" والقول هو الأول،_ يعني أن الإسراء كان بالروح والجسد _ وعليه يدل ظاهر القرآن، وورد في صحته ما لا يحصى
من الأخبار، ولو كانت رؤيا ما أنكرتها قريش حتى ارتدت جماعة ممن كانوا
أسلموا حين سمعوا منه هذا الكلام، لأن الرؤيا في المنام لا ينكر مثل ذلك
ولا ما هو أعلى منها"
وقد
بسط هذا الأمر غير واحد وأحاديث متواترة رواها عدد كبير جداً من الصحابة وذكروا المسجد
الأقصى
وإنما
أود أن أتحدث هنا عن أسطورة المسجد الأقصى في الطائف وهذه الكذبة الكبيرة والتي لم
يتعرض لها من رد على كلامه
هذا
المسجد المذكور ليس في الطائف من أيام الجاهلية كما ادعى كذباً هذا المتحدث بل هو مسجد
في بئر بين مكة والطائف وهو إلى مكة أقرب منه إلى الطائف
قال
الأزرقي في أخبار مكة حَدَّثَنِي جَدِّي، عَنِ
الزَّنْجِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
طَارِقٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، اعْتَمَرَ مَعَ مُجَاهِدٍ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَأَحْرَمَ
مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي حَيْثُ الْحِجَارَةِ الْمَنْصُوبَةِ، قَالَ: «مِنْ هَاهُنَا
أَحْرَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَإِنِّي لَأَعْرِفُ أَوَّلَ
مَنِ اتَّخَذَ هَذَا الْمَسْجِدَ عَلَى الْأَكَمَةِ، بَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ
سَمَّاهُ، وَاشْتَرَى مَالًا عِنْدَهُ نَخْلًا، فَبَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ قَالَ ابْنُ
جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ طَارِقٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: اتَّفَقْتُ
أَنَا وَمُجَاهِدٌ بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ «الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى
الَّذِي مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ» قَالَ: فَأَمَّا هَذَا الْمَسْجِدُ
الْأَدْنَى فَإِنَّمَا بَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاتَّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ
الأزرقي
نفسه غير معروف وليس في روايته أن هذا المسجد هو الذي أسري إليه بل لم يقل هذا أحد
من العالمين ، ولا يكون هناك آية في الإسراء لهذا المكان القريب من مكة
قال
ياقوت في معجم البلدان :" وهي ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب نزلها النبي
صلى الله عليه و سلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين وأحرم منها صلى الله عليه
و سلم وله فيها مسجد"
وواضح
أنه ليس مسجداً مبنياً من الجاهلية كما ادعى الكذاب بل هو مسجد للنبي صلى الله عليه
وسلم وهو قد قال أن الصلاة فرضت في المدينة كذباً وتشويشاً ولا أدري ما يصنع بذكر الصلاة
في العديد من السور المكية ، فيكون هذا المسجد بني بعد هجرة النبي للمدينة ولا يختلف
الناس أن سورة الإسراء مكية لا كما ادعى وإنما بعض الآيات اختلف في مدنيتها
ثم
كيف يحتج المرء برواية كهذه حتى لو كان لها نظير في كتاب الفاكهي بسند فيه ضعيف ويترك
ما تواتر من أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به إلى المسجد الأقصى في الشام
بل
إن سورة الإسراء يسميها العلماء سورة بني إسرائيل لأن الخطاب فيها كان موجها لبني إسرائيل
فناسب ذكر الإسراء في بداية الآيات ، كما أن قوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ
نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا في
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ
سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ
كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) نزل
في سورة التوبة وهي آخر سور القرآن نزولاً يعني بعد حصول حادثة الغار بقرابة العشر
سنين تذكيراً للمؤمنين أن النصر لا يكون بالكثرة إلا بمعية الله عز وجل
قال
تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ
هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ
مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3))
فلو
لم يكن المقصود المسجد الأقصى الموجود في فلسطين اليوم لم يكن لذكر بني إسرائيل وموسى
بعدها مناسبة ظاهرة
وقال
تعالى : (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ
مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا
بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ
وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6))
فتأمل
الهوى في هذا الشخص كيف أنه لم يلاحظ هذا الأمر الجلي وصار يحتج بأوهام وسخافات كدعواه
أن المسجد الأقصى في الطائف وهذا كذب ودعواه أنه هو المسجد الذي أسري إليه وهذا لا
دليل عليه بل كل الأخبار تخالفه ودعواه أنه مسجد من أيام الجاهلية وهذا كذب
ثم
تأمل قوله تعالى ( الذي باركنا حوله )
وانظر
ما هي الأرض المباركة في القرآن كله
قال
تعالى : (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى
ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)
والقرى
التي باركنا فيها هي قرى الشام باتفاق المفسرين
وقال
تعالى : (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها
وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما
كانوا يعرشون)
والأرض
المباركة هنا هي الشام في قول المفسرين وإليها مهاجر بني إسرائيل
وقال
تعالى: {ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيءٍ
عالمين}.
وقال
موسى لقومه: {ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}.
وقال
تعالى: {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}
وهذه
كلها الشام
ثم
هذا المسكين ألا يدري أنها قبلة المسلمين الأولى فأي فضل ينفي ؟
ثم
انظر الهوى ينكر الروايات المتواترة في أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به إلى المسجد
الذي في بيت المقدس وهو المسجد الأقصى وكانت ثمة الآية وهو سبب إنكار المشركين لاستبعادهم
الأمر وهذا اتفق عليه أهل التفسير وأهل السير وأهل الحديث ، ثم هو يحتج برواية المسجد
الأقصى التي اخترعها هو من عنده والموجود في كتب التاريخ شيء لا يخدمه بسند لو عاملناه
بتعنته لاطرحناه ولم نقبله
وقد
قال تعالى مخاطباً بني إسرائيل في سورة الإسراء : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ
لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا
وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا
مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا
وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8))
وقد
قال عدد من المفسرين أن هذا (وإن عدنا نعد ) تحقق بفتح المسلمين لبيت المقدس فالسياق
كله متعلق ببيت المقدس
وليجب
المسكين ما المقصود ب( المسجد ) هنا ؟
وعوداً
على المعراج من العلماء من قال أنه رأى مناماً ثم استيقظ واستمرت الحادثة اعتماداً
على عدد من الروايات
قال
ابن كثير في تفسيره :" فَالْأَكْثَرُونَ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ أُسْرِيَ
بِبَدَنِهِ وَرُوحِهِ يَقَظَةً لا مناما، ولا ينكرون أَنْ يَكُونَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى قَبْلَ ذَلِكَ مَنَامًا ثُمَّ رَآهُ بعد يقظة،
لأنه كان عليه السلام لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصبح، والدليل
على هذا قوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ فالتسبيح إنما يكون
عند الأمور العظام، فلو كَانَ مَنَامًا لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَبِيرُ شَيْءٍ، وَلَمْ يَكُنْ
مُسْتَعْظَمًا، وَلَمَا بَادَرَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ إلى تكذيبه، ولما ارتدت جَمَاعَةٌ
مِمَّنْ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ.
وَأَيْضًا
فَإِنَّ العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد، وقال تعالى أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
وقال تَعَالَى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ
[الإسراء: 60] قال ابن عباس: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةُ أسري به، والشجرة الملعونة هي شَجَرَةُ الزَّقُّومِ،
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ «1» ، وَقَالَ تَعَالَى: مَا زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى [النَّجْمِ:
17] وَالْبَصَرُ مِنْ آلَاتِ الذَّاتِ لَا الرُّوحِ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ حُمِلَ عَلَى
الْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ بَيْضَاءُ بَرَّاقَةٌ لَهَا لَمَعَانٌ، وَإِنَّمَا يَكُونُ
هَذَا لِلْبَدَنِ لَا لِلرُّوحِ لِأَنَّهَا لَا تَحْتَاجُ فِي حَرَكَتِهَا إِلَى مَرْكَبٍ
تَرْكَبُ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ"
وسواء
كانت يقظة أو مناماً الإسراء لبيت المقدس والمسجد الذي هناك القبلة الأولى والأرض المباركة
هناك
فإن
قيل : ما سبب هذه الافتراءات والمجازفات من هذا الشخص ؟
فيقال
: عامة المستثقفين يأخذون الأبحاث التراثية من كتب المستشرقين أكثر من السلف وعلماء
المسلمين ويثقون بهم أكثر من أي إنسان متدين ، وهؤلاء لهم أحقاد فمثلاً ادعاء أن المسجد
الأقصى ليس هو الذي بيت المقدس واضح أنها دعوى من إنسان يهودي مدلس ولا يحسن العربية
كثيراً لكي يتسنى لهم دعوى أحقيتهم به ويزهدون المسلمين بهذا المسجد ويفقدونه قدسيته
في قلوب المسلمين ، وهذا جزء من ثقافة الهزيمة والاستسلام الكامل للمستعمر حتى في تعلم
ديننا الذي لا علاقة لهم به ، وهذا الشخص أشك في أنه يعرف أنه يكذب ويدلس ولكنه يماهي
الحملة المنظمة في الهجوم على الثوابت الدينية في الإعلام المصري
هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم