الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال ابن فورك الأشعري المتوفى عام 406 (1/237)
:" وجه الشبهة في عبادة الأصنام من وجوه منها: توهمهم أنها
تقرب إلى الله زلفى؛ كتقبيل بساط الملك؛
للتقرب منه، ومنها
اتخاذ هياكل النجوم؛ لتحظى بتوجيه العبادة
إلى هياكلها؛ كفعل
الهند في هذا الوقت، ومنها ارتباط عبادة
الله بصورة يُرى منها،
ومنها توهم خاصية في عبادة الصنم؛
كالخاصية في حجر
المغناطيس، وأكثر العامة على تقليد الذين
دخلت عليهم الشبهة"
هذا ابن فورك إمام الأشعرية يقول بأن أكثر
العامة دخلت شبهة عباد الأصنام
وهذا عين كلام الإمام المجدد ، والذي
تباكى كثيرون من كلامه وقالوا كيف يشبه من يشهدون الشهادتين بعباد الأصنام ،
وتناسوا أن القوم يتلفظون بالشهادة ولا يفقهون معناها وتناسوا ما قاله النبي صلى
الله عليه وسلم في حديث ذات أنواط ، ما قاله للرجل الذي قال ( ما شاء الله وشئت ) فكيف
بالشرك الصريح جداً ؟
والعجيب في كلام ابن فورك أنه وصف أكثر
العامة بأنه دخلت عليهم شبهة عباد الأصنام وهو متوفي قبل أكثر من ألف عام
ثم يأتيك موتور ويشكك في الشرك الموجود في
زمن الإمام المجدد مع أن بقاياه في الأماكن التي لم تصلها الدعوة
وقريب من كلام ابن فورك كلام ابن عقيل
المتوفى قبل تسعمائة عام
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس :" قال ابن عقيل لما التكاليف على الجهال والضغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم قال وهم كفار عندي بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى الشرع عنه من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليفها وخطاب الموتى بالألواح وكتب الرقاع فيها يا مولاي أفعل بي كذا وكذا وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال اليها وإلقاء الخرق على الشجر أقتداء بمن عبد اللات والعزى ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة فيسأل عن حكم يلزمه والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد الكهف ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء ولم يقل الحمالون على جنازته أبو بكر الصديق أو محمد وعلي ولم يكن معها نياحة ولم يعقد على أبيه أزجا بالجص والآجر ولم يشق ثوبه إلى ذيله ولم يرق ماء الورد على القبر ويدفن معه ثيابه"
وهؤلاء قبل ابن تيمية وقبل ابن عبد الوهاب ، فضعوا هؤلاء في قائمة غلاة التكفير ، والواقع أن عامة هؤلاء حاقدون على الدعوة وعلى التوحيد ويستفيدون من القيم الليبرالية العامة المنتشرة في العالم بفعل السيادة الغربية عسكريا وسياسياً وتفرع عنه السيادة الثقافية خصوصاً على المنهزمين الذين يلحقون أنفسهم بالأمة الغالبة أو من يعتقدون أنها غالبة ولا يعتبرون بأنهم تبعوا الشيوعية والاشتراكية وغيرها ثم انهارت أمامهم كما انهار عجل بني إسرائيل ولكنهم لا يعتبرون
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم