الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال ابن كثير في البداية والنهاية :"
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى
مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَسْمَاعَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ
عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ، وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ، أَسْكِنُوهُمْ رِيَاضَ
الْمِسْكِ. ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: أَسْمِعُوهُمْ تَمْجِيدِي
وَتَحْمِيدِي، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنْ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ"
وذكره بمثل المتن والإسناد ابن القيم في
حادي الأرواح
وهذا إسناد صحيح غاية ، ومحمد بن المنكدر
تابعي جليل من العلماء تتلمذ عليه السفيانان ومالك وأيوب وغيرهم من العلماء واتفق
الناس على توثيقه وجلالته
و قال إسحاق بن راهويه عن سفيان بن عيينة :
كان من معادن الصدق ، و يجتمع إليه الصالحون ، و لم يدرك أحدا أجدر أن يقبل الناس
منه إذا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منه . يعني لتحريه
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "
، و قال : كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، و كان يصفر رأسه و لحيته بالحناء .
ووالده المنكدر هو خال عائشة
و قال الشافعى فى مناظرته مع ( عشرة ) ،
فقلت : و محمد بن المنكدر عندكم غاية فى الثقة ؟ قال : أجل ، و فى الفضل .
و قال يعقوب بن شيبة : صحيح الحديث جدا .
و قال إبراهيم بن المنذر : غاية فى الحفظ
و الإتقان و الزهد ، حجة.
فهذا الأثر يستفاد منه شهرة تحريم المعازف
في ذلك الزمان وقد تكلمت على مثل هذا في مقالي عن الاحتجاج بفقه التابعي
وبابي الآن الوعظ ، فآثر أخي المسلم ترك
هذا الأمر لله ليعوضك ما هو خيرٌ منه ودع عنك مزامير الشيطان فوالله هي مفسدة
للقلب مشغلة للذهن مبعدة له عن الله عز وجل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم