مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض... )

الكلام على حديث : ( ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض... )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الخطيب في تاريخ بغداد (1639) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِ مائة، بَعْدَ مَجْلِسِ ابْنِ زَاطيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ مغراء ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[ لَيَوَدُّنَّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ ]
      
عبد الرحمن بن مغراء ضعيف في روايته عن الأعمش وقد خولف

قال أحمد في الزهد 2087: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ :
 لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْبَلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ.

وهذا أصح فسفيان أوثق ولا شك والحارث بن عميرة هذا مجهول وليس هو الشامي المعروف .
 ثم إن متنه مختلف فحديث عبد الرحمن بن مغراء فيه ( ليودن أهل العافية ) وهذا فيه ( ليودن أهل البلاء ) وهذا تناقض بين بين اللفظين

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36751: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : يَوَدُّ أَهْلُ الْبَلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ تُقْرَضُ بِالْمَقَارِيضِ.

وهذا فيه مبهم وموقوف  ومتنه يوافق متن رواية سفيان لا رواية ابن مغراء

وقال الطبراني في الكبير 12829 : حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب ويؤتى بالمتصدق فينصب للحساب ثم يؤتى بأهل البلاء ولاينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صبا حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم )

شيخ الطبراني وشيخ شيخه وشيخ شيخ شيخه كلهم ضعفاء وقد استغربه أبو نعيم

ولا يصلح لتقوية الخبر السابق لأن السابق منكر فقد ثبت أنه من كلام مسروق وأن متنه مختلف

وقد ضعف ابن الجوزي في الموضوعات ، وتعقبه السيوطي بما تم نقضه هنا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي