مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام )

الكلام على حديث : ( من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الحاكم في المستدرك 8635: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
إِسْمَاعِيلُ هَذَا أَظُنُّهُ ابْنُ عَيَّاشٍ وَلَمْ يَحْتَجَّا بِهِ.

محمود بن مصفى لا أعرفه إلا أن يكون محمد بن مصفى تصحف

وإسماعيل إن كان ابن عياش فالخبر منكر بمرة وذلك أنهم نصوا على أن ابن عياش على مناكير عن غير أهل بلده وليس معروفاً بالرواية عن أيوب بل لا أعرف له عن أيوب  إلا هذا الخبر

قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه :" فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ"

فكيف إذا كان هذا المنفرد رجل كإسماعيل بن عياش معروف بالمناكير بل كيف ينفرد شامي بهذه السنة البصرية ، وهذا الخبر إنما يعرف بأبي هريرة لا أنس

فإن قيل : استظهر بعض أهل العلم أن إسماعيل هذا هو ابن علية وليس ابن عياش فابن علية ه تلميذ أيوب

فيقال : ولكن ابن مصفى ليس من تلاميذ إسماعيل ابن علية ولا يعرف بالراوية عنه أبداً فهذا السند مشوش وما ينبغي الاعتماد عليه ولعل الحاكم وهم فيه وخصوصاً أنه انفرد من دون بقية مصادر الإسلام  ومثل هذه الأغلاط في الأسانيد كثيرة في كتابه

قال أحمد في مسنده 7970 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:
إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.

وهذا خبر شاذ الصواب فيه الوقف على أبي هريرة  كما بينه الألباني في الضعيفة  5564 

وهو كما قال فالخبر لا يصح 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي