الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد ظهر في زمن الشيخ ابن سحمان جماعة يدعون الرفق والحكمة ينكرون على
أهل السنة شدتهم على أهل البدع من الجهمية وغيرهم
فكتب الشيخ ابن سحمان رداً عليهم في كتابه النفيس ( كشف الشبهتين )
ومما قال الشيخ في كتابه المذكور ص55 :" وإذا كان ذلك كذلك فلا يخلو
أمر هؤلاء الجهمية والإباضية والمرتدين من عباد القبور من إحدى ثلاث أمور:
إما أن يكونوا قد دعوتموهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلتموهم بالبراهين
التي يُقِرُّ بها ويسلمها كل أحد، فقبلوا ما دعوتموهم إليه من الهدى، ودين الحق، فرجعوا
عن ضلالتهم، وتابوا وأنابوا والتزموا بما كان عليه أهل السنة والجماعة، وحينئذ يكون
المعادي لهم والمعترض عليكم وعليهم مخطاً ظالما ً متعدياً.
وإما أن يكونوا لم يقبلوا ما دعوتموهم إليه من الهدى، ودين الحق، وطريقة
أهل السنة والجماعة، بل كابروا، وعاندوا، وتمردوا، وشَرَدُوا على الله شِراد البعير
على أهله، فتكون الحجة قد قامت عليهم، وحينئذ فلا مانع من تكفيرهم، وإظهار عداوتهم،
والبراءة منهم، وبغضهم، والتنفير عنهم ومباعدتهم، ومقاطعتهم، لأن الحجة قد بلغتهم،
وقامت عليهم.
وإما أن يكونوا لم تدعوهم أنتم، ولم تناصحوهم، فتكونوا أنتم حينئذ من أنصارهم،
وأعوانهم، والذابين عنهم قبل دعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإقامة الحجة
عليهم: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ
يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}
[النساء:109] وجعلتم أنفسكم دونهم هدفاً، تصنفون في الرد على من عاداهم، وغلبهم، ومقتهم،
ونشر عورتهم، وخزيهم وضلالهم، أفلا تتقون يوماً ترجعون فيه إلى الله"
وهذا كلام عظيم فالشيخ يقول إذا كنتم تنكرون طريقتنا فانصحوا أنتم بطريقتكم
فإذا عاندوا فقد استحقوا العقوبة ، وإن لم تنصحوا دل ذلك على عدم صدقكم فأنتم توجهون
النصح لأهل السنة فقط وتتركون أهل البدع ، وهذا حال بعض إخواننا غفر الله له إنما ينصح
الناصحين ولا ينصح المخطئين
ولو أخطأنا في الأسلوب فلا يجهل ذلك أكبر من خطأ من أخطأ في أصل المسألة
ولما كتب عبد الرحمن الوكيل مقالات في نقد أبي حامد الغزالي ،
انتقده كثيرون واتهموه بالتحامل على الغزالي وأنه لم يحفظ قدر أهل العلم
فقال الشيخ عبد الرحمن دفاعاً عن نفسه كلاماً معناه ، أنني أنا عبد الرحمن
إذا أخطأت فما أنا إلا طالب علم ولا يقلدني أحد ، ولكن ( حجة الإسلام _ في زعمهم _ الغزالي ) إذا
أخطأ ضل فئام من الناس بخطئه لأنه عالم معروف _ عندهم _ فأين أنتم من بيان غلطه
وفي رسالة كشف الشبهتين فوائد أخرى نفيسة أتركها لمناسبات أخرى ، وأنصح
كل طالب علم بقراءة هذه الرسالة النفيسة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم