الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فكثيراً ما يستدل القبوريون ببعض ما في سير أعلام النبلاء للذهبي
من كون الدعاء عند قبر فلان مستجاب والدعاء عند قبر فلان فيه بركة
ويقولون : هذا الذهبي معتمد عندكم وينقل هذا
والحق أن الذهبي له جهد كبير في نصرة مذاهب السلف في
مسائل عديدة خصوصاً مسألة علو الله عز وجل على عرشه والتي صنف فيها مصنفين ( العلو)
و ( العرش )
غير أنه وقعت له هفوات عظيمة في باب توحيد الألوهية فوافق القوم في التبرك والتوسل وشد الرحال وغيرها وعظم أئمتهم وله سقطات في أبواب ، والسلفيون
ولله الحمد يبينون غلطه في هذا ، ومن أجمع المصادر في هذا الباب ما كتبه شيخ الإسلام
في الرد على الأخنائي واقتضاء الصراط المستقيم والعجيب أن الذهبي لم ينتفع بهذه الكتب مع قرب العهد وصحبته للشيخ أحمد ابن تيمية
غير أن الذهبي لم يكن يجوز الاستغاثة بغير الله عز
وجل بل يراها شركاً
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/ 106) في ترجمة السيدة نفيسة
:" وَلِجَهَلَةِ المِصْرِيِّيْنَ فِيْهَا اعْتِقَادٌ يَتَجَاوَزُ الوَصْفَ، وَلاَ
يَجُوْزُ مِمَّا فِيْهِ مِنَ الشِّرْكِ، وَيَسْجُدُوْنَ لَهَا، وَيَلْتَمِسُوْنَ مِنْهَا
المَغْفِرَةَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ دَسَائِسِ دُعَاةِ العُبَيْدِيَّةِ "
وهذا واضح في الدلالة على المقصود وأما دعاء الله عند قبر ولي معين فلا
يكون شركاً دائماً إلا إذا قصد الاستشفاع بهذا الميت فهذا عده عدد من أئمة الدعوة شركاً
والخلاصة أن الذهبي لا يرى جواز الاستغاثة بغير الله
أو الذبح أو السجود بل يرى ذلك كله من الشرك
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص483 :
" قال ابن عقيل لما التكاليف على الجهال والضغام عدلوا عن أوضاع الشرع
إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم قال وهم
كفار عندي بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى الشرع عنه من إيقاد النيران
وتقبيلها وتخليفها وخطاب الموتى بالألواح وكتب الرقاع فيها يا مولاي أفعل بي كذا وكذا
وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال اليها وإلقاء الخرق على الشجر
أقتداء بمن عبد اللات والعزى ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة فيسأل عن حكم
يلزمه والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد الكهف ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء
ولم يقل الحمالون على جنازته أبو بكر الصديق أو محمد وعلي ولم يكن معها نياحة ولم يعقد
على أبيه أزجا بالجص والآجر ولم يشق ثوبه إلى ذيله ولم يرق ماء الورد على القبر ويدفن
معه ثيابه "
وابن الجوزي نفسه كان له تعلق بالقبور مع نقله لهذا الكلام والله المستعان
وابن الجوزي نفسه كان له تعلق بالقبور مع نقله لهذا الكلام والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم