مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تعقيب على حسن أبو الأشبال في حديث ( أطع أباك وطلقها )

تعقيب على حسن أبو الأشبال في حديث ( أطع أباك وطلقها )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


جاء في تعليقات حسن أبو الأشبال الزهيري على السنة للالكائي الذي فرغ مؤخراً :"
السؤال
لو قال رجل لابنه: طلق زوجتك، فماذا يفعل؟
الجواب
هذا الأب معتمد على الأثر الذي روي عن عمر بن الخطاب مع ولده عبد الله، وليست هذه الرواية على إطلاقها، فقد دعت الضرورة والمصلحة الشرعية إلى أن يأمر عمر ولده أن يطلق امرأته، وليس هناك حجة في قول عمر وأمره لولده، بل الحجة في قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال لـ عبد الله: (أطع أباك)، وكانت هذه المرأة جميلة جداً، وقد كادت تفتن عبد الله بن عمر؛ مما جعله يتخلف عن حضور مجالس علم النبي عليه الصلاة والسلام.
فلما رأى عمر أن هذه المرأة بجمالها كادت تفتن ولده أمره أن يطلقها، وهذه حجة شرعية؛ ولذلك أقره النبي عليه السلام على هذا الأمر"

ما ذكره حسن أبو الأشبال من أن ابن عمر افتتن بجمال زوجته حتى أنه كان يترك مجالس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرٌ لا أصل له لم أجده في شيء من روايات الحديث وإنما هو من رأس حسن أبي الأشبال ، وفيه نسبة ما لا يليق إلى الصحابي الجليل

قال ابن أبي شيبة في المصنف 19397: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ : حدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عُمَرَ امْرَأَتُهُ ، وَكَانَ يُعْجَبُ بِهَا ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ لَهُ : طَلِّقْهَا ، فَأَبَى فَذَكَرَهَا عُمَرُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَطِعْ أَبَاك وَطَلِّقْهَا.

وهذه أتم روايات الحديث وليس فيها ما ذكر ، والحديث ذكره النسائي في الكبرى وحذفه من الصغرى فلعله وقف له على علة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي