مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: باب من كره الاستعانة بأهل البدع في قتال الكفار

باب من كره الاستعانة بأهل البدع في قتال الكفار



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فقد قال الله عز وجل في شأن المنافقين : ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

وأشبه الناس بأهل النفاق أهل البدع ، وهم أقرب الناس إلى النفاق

قال يعقوب بن سفيان في المعرفة (1/144) : حدثني سعيد قال حدثنا ضمرة عن رجاء قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مسلم خليفة الحجاج ما فعل ؟ قيل: يا أمير المؤمنين غزا الصائفة. فكتب برده، وقال: لا أنتصر بجيش هو فيهم. قال: فرده من الدرب.
يزيد بن أبي مسلم لم يكن مبتدعاً وإنما كان ظلوماً غشوماً ، وأهل البدع أشر من الظلمة

قال المزي في تهذيب الكمال (12/300) :" وَقَال أَبُو عُبَيد الأجري ، عَن أبي داود: سمعت أبا سلمة قال: سمعت سلام بْن أَبي مطيع، وكَانَ يقال: هو اعقل أهل البصرة، وكَانَ فِي الستة.
قال أَبُو داود: وهو القائل: لئن ألقى اللَّه بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقى اللَّه بصحيفة عَمْرو بْن عُبَيد"


وقال الخلال في السنة 1769: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ , فَقَالَ : إِنَّمَا كَانَ يُرَادُ بِهِمُ الْمَطَابِقَ , تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ عَمِلُوا هَؤُلاَءِ فِي الإِسْلاَمِ ؟ قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : الرَّجُلُ يَفْرَحُ بِمَا يَنْزِلُ بِأَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ , عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ إِثْمٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ لاَ يَفْرَحُ بِهَذَا ؟ قِيلَ لَهُ : إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ : الَّذِي يَنْتَقِمُ مِنَ الْحَجَّاجِ , هُوَ يَنْتَقِمُ لِلْحَجَّاجِ مِنَ النَّاسِ . قَالَ : أَيَّ شَيْءٍ يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الْحَجَّاجِ ؟ هَؤُلاَءِ أَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ.

وعوداً على موضوع المقال

وقال عبد الله بن أحمد في السنة 436 - حدثني عباس بن محمد الدوري ، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، يقول : « كلمت الناس وكلمت أهل الكتاب ، فلم أر قوما أوسخ ولا أقذر ولا أطفس من الرافضة ، ولقد نفيت ثلاثة رجال إذ كنت بالثغر قاضيا جهميين ورافضيا أو رافضيين وجهميا وقلت مثلكم لا يجاور أهل الثغور »

وقال العجلي في ثقاته :" (38) إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري كوفى ثقة وكان رجلا صالحا قائما بالسنة وقال في موضع آخر إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري كوفى نزل الثغر بالمصيصة وكان ثقة رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يأمرهم وينهاهم وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه "

فأين أصحاب ( المبتدع الفلاني على ثغر ) وأصحاب ( نحن في خندق واحد ) إنما جمعت هذا لتعلم أن القوم في واد والسلف في واد آخر.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي