الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن حبان في صحيحه 2504 : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ:
دَخَلَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ
الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَخْطُبُ النَّاسَ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلَا تَعُودَنَّ لِمِثْلِ
هَذَا. فَرَكَعَهُمَا ثُمَّ جَلَسَ.
أقول : زيادة (وَلَا تَعُودَنَّ لِمِثْلِ هَذَا )يعني التأخر يوم الجمعة
انفرد بها ابن إسحاق وقد روي الحديث عن جابر من طريق قوية لم تذكر فيه
هذه الزيادة
قال مسلم في صحيحه 1978- [58-...] وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
، حَدَّثَنَا لَيْثٌ (ح) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ
، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ عَلَى
الْمِنْبَرِ ، فَقَعَدَ سُلَيْكٌ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ
: قُمْ فَارْكَعْهُمَا.
1979- [59-...] وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلِيُّ بْنُ
خَشْرَمٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، قَالَ ابْنُ خَشْرَمٍ : أَخْبَرَنَا
عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
، قَالَ : جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا سُلَيْكُ قُمْ
فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ
يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، وَلْيَتَجَوَّزْ
فِيهِمَا.
وقال الشافعي في مسنده 411 - ( أخبرنا ) : سُفْيان بن عيينة عن عَمْرو
بن دينار عن جابر بن عبد اللَّه قال :
- دخل رجل يوم الجمعة المسجد و النبي صلى اللَّه عليه وسلم يخطبُ فقال
له : أصَلَّيْتَ ؟ قالَ : لاَ قَالَ : فَصَلِّ ركعتين
فالحديث رواه عن جابر ثلاث ثقات وكلهم لم يذكر هذه الزيادة وابن إسحاق
لا يحتمل منه التفرد بهذا فإنه مع التصريح له مناكير
قال الذهبي في السير (7/ 41) :" وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه
فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن الا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكرا"
وقال في الميزان :" فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح
الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا"
لذا استنكر عليه ابن عدي في الكامل أحاديث صرح فيها بالسماع أو كانت من
رواية شعبة عنه
وكلام الذهبي في حفظه متجه فقد ضعفه أحمد في أصح الروايات عنه وابن معين
وأبو حاتم والنسائي والدارقطني ، واجتنب أصحاب الصحيح الاحتجاج بمروياته
فمثل هذا تفرده بهذه الزيادة عن جابر من طريق أبا عن مجاهد به والخبر مشهور
عن جابر رواه عدد من أثبات أصحابه عنه بغير هذه الزيادة ، كل هذا يدل على الشذوذ وتنطبق
عليه كلمة الذهبي (وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم