مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب )

الكلام على حديث ( ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
  
                 
قال الحاكم 7044 : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عائشة رضي الله عنها قالت :
 ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب و ما جربه رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحد و إن قل فيخرج له من نفسه حتى يجدد له توبة

أقول : ابن سيرين لم يسمع عائشة ، ولكن هذه الرواية وردت عند البيهقي في السنن الكبرى من رواية ابن وهب عن محمد بن مسلم عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة به
وهذا وهم يدل عليه ما روى

ابن وهب في جامعه 521 - قال : وأخبرني محمد بن مسلم ، عن أيوب السختياني ، عن ابن سيرين ، عن عائشة ، زوج النبي عليه السلام ، قالت :   ما كان شيء أبغض عند أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الكذب من أحد من شيء ، وإن قل فيخرج له من نفسه حتى تحدث له توبة .

أقول : هذا يبين غلط من روى هذا الحديث عن أيوب عن ابن أبي مليكة

ومدار هذا الحديث على أيوب وقد اختلف عليه على ثلاثة أوجه

الوجه الأول : ما رواه محمد بن مسلم عن أيوب عن ابن سيرين عن عائشة به وقد تقدم

الوجه الثاني : ما رواه معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة وهو عند عبد الرزاق في المصنف (20195) ولفظه (ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ، ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة ، فما تزال في نفسه حتى يعلم أنه أحدث منها توبة ) وهو مختلف عن اللفظ الأول كما ترى ، وهو معلولٌ بالتردد بين ابن أبي مليكة والآخر

ورواية معمر عن أهل العراق فيها ضعف

قال البيهقي في شعب الايمان :" 4817 : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني نا إسحاق بن إبراهيم الدبري أنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة : فذكره بالشك في إسناده
هكذا رواه معمر و رواه محمد بن أبي بكير عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة كان أبغض الخلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الكذب
 قال البخاري هو مرسل يعني بين إبراهيم بن ميسرة و عائشة و لا يصح حديث ابن أبي مليكة
 قال البخاري : ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث"

الوجه الثالث : ما رواه حماد بن زيد عن أيوب إبراهيم بن ميسرة قال : قالت عائشة رضي الله عنها : فذكره ، رواه ابن سعد في الطبقات (1/378) ، وهو منقطع بين عائشة وإبراهيم بن ميسرة وهذا هو أصح الأوجه وهو الذي رجحه أبو حاتم الرازي كما في العلل لابنه ، وقد تقدم ترجيح البخاري للرواية المرسلة

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 2336_ سمعت أبي حدثنا عن أبي الطاهر عن ابن وهب قال اخبرني محمد بن مسلم عن أيوب السختياني عن ابن سيرين عن عائشة زوج النبي قالت ما كان شيء أبغض عن أصحاب النبي من الكذب وما جرب رسول الله من أحد من شىء وان قل فيخرج له من نفسه حتى يحدث له توبة قال أبي انما هو أيوب عن ابراهيم بن ميسرة عن عائشة مرسل"

وعليه فإن الخبر لا يثبت لاعلاله بالانقطاع

والخبر الذي رجحه أبو حاتم هو ما ذكره ابن سعد في الطبقات أخرجه ابن سعد في " الطبقات " قال : أخبرنا خالد بن خداش أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن.و تابعه روح بن القاسم عن إبراهيم بن ميسرة به
قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت فذكره

أقول : قد يكون الآخر ابن سيرين فيرجع منقطعاً وعليه فالخبر ضعيف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي