مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( استغنوا عن الناس ولو بشوص سواك )

الكلام على حديث : ( استغنوا عن الناس ولو بشوص سواك )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال البزار في مسنده 4824: حَدَّثنا عَبد الواحد بن غياث ، قال : حَدَّثنا عَبد العزيز بن مسلم ، قال : حَدَّثنا الأعمش عن سَعِيد بن جُبَير ، عَن ابنِ عباس ، رَضِي الله عنهما ، قال : قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 استغنوا عن الناس ولو بشوص سواك.

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 626- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ عبدُ العزِيزِ بنُ مُسلِمٍ ، عنِ الأعمشِ ، عن سعِيدِ بنِ جُبيرٍ ، عنِ ابنِ عبّاسٍ : أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : لِيستغنِ أحدُكُم عنِ النّاسِ ولو بشوصِ سِواكٍ.
قال أبِي : هكذا روى عبدُ العزِيزِ.
ورواهُ جرِيرُ بنُ حازِمٍ ، عنِ الأعمشِ ، عنِ الحكمِ بنِ عُتيبة ، عن ميمُونِ بنِ أبِي شبِيبٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، مُرسلا ، وهُو أشبهُ"

وقال البيهقي في الشعب 3528 : أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا أبو الأزهر نا وهب بن حرير نا أبي قال : سمعت الأعمش و منصور بن زاذان يحدثان عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزل للصلاة فلما توجه إلى الصلاة رجع إلى راحلته ليعقلها فقال الناس : نكفيك يا رسول الله فأبى و قال : ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك قال : فعقلها

وسبب ترجيح أبي حاتم للرواية المرسلة على الموصولة أن السند المرسل صعب لا يحفظه إلا حافظ بخلاف الموصول فإنه جادة مطروقة ولو كان الخبر عند الأعمش موصولاً ومرسلاً لاستغنى برواية الموصول عن المرسل

قال ابن رجب في شرح علل الحديث (2/287) :" فإن كان المنفرد عن الحفاظ مع سوء حفظه قد سلك الطريق المشهور ، والحفاظ يخالفون ، فإنه لا يكاد يرتاب في وهمه وخطئه ، لأن الطريق المشهور تسبق إليه الألسنة والأوهام كثيراً ، فيسلكه من لا يحفظ "
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي