مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الرد على ياسر برهامي في جعله «المقصود» من أسماء الله الحسنى

الرد على ياسر برهامي في جعله «المقصود» من أسماء الله الحسنى



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
فقد أرسل إلي الأخ بعضهم مقطعاً لياسر برهامي يدافع فيه عن قناة الحكمة
 وعن محمد عبد المقصود وهذا لا يستغرب منه فالطيور على أشكالها تقع
 ولكن لفت نظري عبثه في مسألة الأسماء الحسنى إذ أثبت اسم (المقصود) في أسماء الله الحسنى محتجاً بالاشتقاق، والجواب على هذا من وجوه:

أولها : أن السلف لم يثبت أحدٌ منهم اسم ( المقصود ) في أسماء الله الحسنى ، وقد أقمت الدنيا وما أقعدتها على الرضواني ، لما نفى بعض الأسماء التي لم تصح عنده ، واحتججت عليه بان السلف اشتقوا ، وفعلك أشد من فعله إذ أنك أثبت اسماً لم يثبته أحدٌ من السلف ، ولا دليل على هذا الاسم في الكتاب أو السنة

ثانيها : أننا لو قلنا بجواز الاشتقاق فلا نتجاوز ما اشتقه السلف ولا نزيد عليهم ، وإلا كنا محدثين مبتدعة

ثالثها : أن الاشتقاق عند من أثبته يثبت من أفعال الله عز وجل لا من أفعال العباد فلا يقال ( العباد يقصدون الله فهو مقصود ) كما يقول برهامي بل يقال ( الله ينفع فهو نافع ) ، ( الله يضر فهو ضار ) على قولكم ، ولا يقال ( العباد يقصدون فهو مقصود ) ولا تجد في عامة النصوص التنصيص على أن العباد ( يقصدون الله عز وجل )

رابعها : قول برهامي محتجاً على إثبات اسم المقصود بقول أهل العلم ( توحيد القصد والطلب )
 فهل نثبت في أسماء الله تعالى اسم ( المطلوب ) !

قال  شمس الأفغاني في جهود علماء الحنفية (3/1765) :" المقصود ليس من أسماء الله تعالى

فلا يجوز التسمية بعبد المقصود ، وبعبد الموجود ،

ولأن هذا النوع من الأسماء من مصطلحات الصوفية الاتحادية الوجودية "

فهذا هو التحقيق لا هنبثة برهامي

وأما دفاعه عن قناة الحكم بمنهج الموازنات وأن خيرها أكثر من شرها

فقال البخاري في الأدب المفرد [ 119] :
حَدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدثنا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدثنا أَبُو يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلاَنَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: لاَ خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ،
قَالُوا: وَفُلاَنَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلاَ تُؤْذِي أَحَدًا؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم: هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرأة ( لا خير فيها ) ، وهي لم تهيج وتحدث الفتن التي تسفك فيها الدماء ولم تدع إلى البدع ولم تحارب أهل السنة فكيف بمن فعل هذا كله كالقائمين على قناة الحكمة
فهؤلاء يقال فيهم ( لا خير فيهم )
وأما محمد عبد المقصود فما رأيه في كتابك قراءة نقدية في ظاهرة الإرجاء ؟
ألم يكن يرى أنك تقرر الإرجاء في هذا الكتاب ؟
وحاله معروف لا ينفعه دفاعك إذ أنك أنت مجروح أيضاً
والغريق لا يغيث الغريق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي