مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تنبيه الشيخ ابن عثيمين على كلمة ( لا سمح الله )

تنبيه الشيخ ابن عثيمين على كلمة ( لا سمح الله )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 

                          
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية ص33 :" السؤال : قول بعض الناس ( لا سمح الله ) ؟
الجواب : والله ما أرى هذا ، لأن كلمة ( لا سمح الله ) تشعر بأنه يُكْرَهْ على الشيء ولكن قل : ( لا قَدّرَ الله ذلك ) لا بأس ، ( لا قَدّرَ الله ) يعني تسأل الله ألا يُقَدّرَ هذا الشيء "

جاء في فتاوى نور على الدرب (4/2) :" بارك الله فيكم يردد بعض العامة (يا هادي) (يا دليل) (لا سمح الله) (لا قدر الله) فما الحكم أيضاً في ذلك؟

فأجاب : أما (يا هادي يا دليل) فهذه من أوصاف الله عز وجل فهو يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم وهداية الله تعالى نوعان هداية دلالة وهداية توفيق فإذا قال يا هادي يا دليل فالمعنى متقارب أو واحد وهو ينادي الله تعالى بوصفه لا باسمه وأما (لا سمح الله) فهي كلمةٌ لا ينبغي أن تقال لأن ظاهرها يقتضي أن الله سبحانه وتعالى له مكره على أن يسمح أو لا يسمح وأما قوله (لا قدر الله) فهي عبارةٌ صحيحة ومعناها الدعاء يعني أن الإنسان يسأل أن لا يقدر الله ذلك ولو أن الذين يستعملون لا سمح الله يجعلون بدلها لا قدر الله لكان ذلك جائزاً ولا شبهة فيه ولا كراهة فيه لكن لا سمح الله ينبغي أن يعدل عنها لأنها توهم معنىً لا يليق بالله سبحانه وتعالى فيعدل عنها إلى قوله لا قدر الله"

وجاء في فتاوى أركان الإسلام ص204 :" س119: ما رأيكم في هذه العبارة ((لا سمح الله)) ؟
الجواب: أكره أن يقول القائل ((لا سمح الله)) لأن قوله ((لا سمح الله)) ربما توهم أن أحداً يجبر الله على شيء فيقول ((لا سمح الله)) والله -عز وجل- كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا مكره له)) . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يقول أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له، ولايتعاظمه شيء أعطاه)) والأولى أن يقول: ((لا قدر الله)) بدلاً من قوله: ((لا سمح الله)) لأنه أبعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله -تعالى-"

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي