الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فمسألة قبول أخبار الآحاد في مسائل الآحاد في مسائل الإعتقاد من أعظم المسائل
التي وقع فيها الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة
ومما ينبغي أن يعلم أن أخبث البدع بدع أهل الأهواء في أصول الإستدلال فبها
يقوون بدعمهم الأخرى
فإذا احتججت على الأشعري بحديثٍ من أحاديث الصفات
رد عليك بأنه خبر آحادي أو أنه يخالف العقل والنقل إذا خالف العقل قدم
النقل
ويا ليت شعري كيف يجعل هؤلاء من أهل السنة ، وهذا قدر السنة عندهم !!
وللأسف الشديد هذا النفس الإعتزالي قد تسلل إلى المنتسبين إلى أهل السنة
لشغفهم بالدفاع عن بعض أهل الأهواء
فبعضهم يجعل أخبار الثقات من قبيل ( القيل والقال ) لأن الثقة قد يخطيء
وهذه هي شبهة المعتزلة والأشاعرة يطأ الحافرُ الحافرَفسبب ردهم لأخبار الثقات الإرجاف
بأن الثقة قد يخطيء
وبعضهم يفرض عليك أن تتثبت من خبر الثقة بأربع خطوات أو خمس آخرها أن تذهب
إلى المنقول عنه وتسأله عن وجه قوله !!
والآن مع ذكر بعض آصار السلف في الإحتجاج بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد
1_ عبدالله بن عمر
روى الإمام مسلم في أول صحيحه حديث عن يحيى بن يعمر قال:
كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني. فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن
الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد.
فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام
إلي. فقلت: أبا عبدالرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم. وذكر
من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف. قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني
بريء منهم، وأنهم برآء مني. والذي يحلف به عبدالله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا
فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما
نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب.
شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى
الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد! أخبرني
عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان.
وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت. قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال:
فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر.
وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد
الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك". قال: فأخبرني عن الساعة. قال:
"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أمارتها. قال:
"أن تلد الأمة ربتها. وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان".
قال ثم انطلق. فلبثت مليا. ثم قال لي: "يا عمر! أتدري من السائل؟" قلت: الله
ورسوله أعلم. قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
قلت : في هذا الأثر فوائد
1_ احتجاج عبدالله بن عمر على إثبات القدر بخبرٍ آحادي
2_ أن الصحابة عند المعضلات لا يبالون احتجوا بالقرآن أو احتجوا بالسنة
فالآيات في إثبات القدر كثيرة ولا تخفى على رجلٍ امتلأ علماً مثل ابن عمر ومع ذلك احتج
عليهم بالسنة
3_ قبول ابن عمر لخبر الثقة وبناؤه الأحكام عليه إذ قبل خبر يحيى بن يعمر
وحصين الحميري في أهل القدر
2_ عبدالله بن عباس
روى البخاري في صحيحه في كتاب العلم حديث رقم 122 عن سعيد بن جبير قال:
قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما
هو موسى آخر؟ فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله
عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو
أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل، فإذا فقدته فهو ثم، فانطلق
وانطلق بفتاه يوشع بن نون، وحمل حوتا في مكتل، حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما،
فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا،
بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا
نصبا. ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به، قال له فتاه: أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة؟ فإني نسيت الحوت، قال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما
قصصا، فلما انتهيا إلى الصخرة، إذا رجل مسجى بثوب، أو قال تسجى بثوبه، فسلم موسى، فقال
الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ فقال: أنا موسى، فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال:
هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ قال: إنك لن تسطيع معي صبرا، يا موسى، إني على
علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم علمكه لا أعلمه. قال: ستجدني إن
شاء الله صابرا، ولا أعصي لك أمرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، ليس لهما سفينة،
فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهما، فعرف الخضر، فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور
فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى: ما نقص
علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح
السفينة فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها؟
قال: ألم أقل لك إنك لن تسطيع معي صبرا؟ قال: لا تؤاخذني بما نسيت - فكانت الأولى من
موسى نسيانا - فانطلقا، فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع
رأسه بيده، فقال موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس؟ قال: ألم أقل لك إنك لن تسطيع معي
صبرا؟ - قال ابن عيينة: وهذا أؤكد - فانطلقا، حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها
فأبوا أن يضيفوهما، فوجد فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه، قال الخضر بيده فأقامه، فقال
له موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني وبينك). قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (يرحم الله موسى، لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما).
قلت : في هذا الحديث فوائد
1_ احتجاج ابن عباس بخبر أبي بن كعب في مسألةٍ غيبية ولا دليل على التفريق
بين المسائل الغيبية وتقسيمها إلى أصول لا يقبل فيها إلا التواتر وفروع يقبل فيها كل
شيء
2_ أن ابن عباس أنكر على نوف البكالي ولم يذكر حسناته مما يبطل منهج الموازنات
3_ أن ابن عباس قبل خبر الناقل له عن نوف البكالي ولم يتبثت بتلك الخطوات
التي يشترطها بعضهم _ وهي التأكد من صحة الفتيا ثم التأكد من صحة مفادها ثم الذهاب
إلى هذا الرجل وسؤاله عن وجه قوله _
3_ الإمام أحمد
وقال إسحاق بن منصور الكوسج – رحمه الله - : قلت لأحمد – يعني ابن حنبل((ينزل
ربنا تبارك وتعالى كل ليلة ، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا ((، أليس تقول
بهذه الأحاديث ؟ و ((يراه أهل الجنة )) ، يعني ربهم عز وجل . و)) لاتقبحوا الوجه فإن
الله عز وجل خلق آدم على صورته )) . و (( اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها
قدمه )) . و (( إن موسى لطم ملك الموت )) . قال أحمد : كل هذا صحيح . قال إسحاق : هذا
صحيح ، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي
رواه الآجري (306) بسند صحيح فتامل سؤال إسحاق لأحمد أليس تقول بهذه الأحاديث
ومن بينها حديث الرؤية و قد كفر أحمد من لم يؤمن بالرؤية فهذا يدل انه يثبت النزول
كما يثبت الرؤية وليس لقائل أن أحمد يفوض حديث الرؤية أو حديث لطم موسى للملك !!
وقد روى النجاد في ( ق : 87 / ب ) (( الرد على من يقول القرآن مخلوق
)) عن عبد الله بن أحمد قوله سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون : لما كلم الله
عز وجل موسى لم يتكلم بصوت ، فقال أبي : ، بلى ، إن ربك عز وجل تكلم بصوت ، هذه الأحاديث
نرويها كما جاءت ))
وهذا الأثر في كتاب السنة لعبدالله بن أحمد
و قال ابن حجر في فتح الباري (3 / 151 - 152) (( وممن أثبت الرؤية لنبينا
صلى الله عليه وسلم الإمام أحمد فروى الخلال في " كتاب السنة " عن المروزي
قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت " من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على
الله الفرية " فبأي شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت
ربي، قول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها ))
قلت : فانظر كيف اجتج بهذا الخبر الآحادي في مسألةٍ عقدية
4_ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
قال البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه
باب: ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله.
وقال خُبَيب: وذلك في ذات الإله، فذكر الذات باسمه تعالى
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عمرو بن أبي سفيان
بن أسيد بن جارية الثقفي، حليف لبني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة: أن أبا هريرة قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة، منهم خُبَيب الأنصاري، فأخبرني
عبيد الله بن عياض: أن ابنة الحارث أخبرته: أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحدُّ
بها، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خُبَيب الأنصاري:
ولست أبالي حين أقْتَلُ مسلماً * على أي شِقٍّ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شِلْوٍ ممزَّع
فقتله بن الحارث، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم يوم أصيبوا
. انتهى
قلت :فانظر رحمني الله وإياك كيف احتج بهذا الخبر الآحادي في مسألة من
مسائل الإعتقاد ولم يورد حديثاً غيره تحت هذا الباب _ في إثبات إطلاق لفظ الذات _ فتأمل
5_ أبو داود السجستاني
قال الخلال في السنة (1/214) قال المروزي: وقال أبو داود -يعني صاحب السنن-
فيما احتج به، حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، حدثنا يحيى بن كثير، [قال ثنا سلم بن
جعفر، ثنا سعيد الجريري، حدثنا سيف [السدوسي]، عن عبد الله بن سلامرضي الله عنه قال:
"إذا كان يوم القيامةجيء بنبيكم صلى الله عليه وسلم حتى يجلس بين يدي الله على
كرسيه، فقلت يا أبا مسعود: إذا كان على كرسيه أليس هو معه؟، قال: ويلك هذا أقر حديث
في الدنيا لعينيّ.
قال أبو داود : وما ظننت أن أحداً يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث ، إلا
علمنا أن الجهمية تنكره
6_ ثابت بن أسلم البناني
عن حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي
r في قوله عزوجل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال
قال هكذا يعني أخرج طرف الخنصر قال أبي أرناه معاذ فقال له حميد الطويل ما تريد إلى
هذا يا أبا محمد قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما انت يا حميد حدثني
به أنس بن مالك عن النبي r
قلت : هذا الحبر رواه أحمد في المسند وعنه ابنه عبدالله في السنة
(500) وإسناده كما ترى كالوكب الدري المتلالي
وفي الخبر أن ثابت بن أسلم البناني كان يحدث ببعض أخبار الصفات فلما حاول
بعضهم الإنكار عليه زجره محتجاً بأن هذا ما أخبره أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فمن يملك الإعتراض
وهذا ظاهرٌ جداً في احتجاج هذا التابعي الجليل بأخبار الآحاد في مسائل
الإعتقاد
وقد ينبغي أن نذكره قبل ذلك ولكن قدر الله وما شاء فعل
وقد حاول بعض الجهمية _ ومن تأثر بهم _ التشغيب على هذه السلسلة المباركة
حماد عن ثابت عن أنس بأن حماد كان هناك من يدس في كتبه
واحتجوا بما أخرجه ابن عدي في (( الكامل ))(2/676) : عن الدولابي قال
: حدثنا أبو عبدالله محمد بن شجاع بن الثلجي ، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي
، قال : كان حماد بن سلمة لا يُعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان ، فجاء وهو
يرويها ، فلا أحسب إلا شيطاناً خرج إليه في البحر فألقاها إليه
وهذه قصة موضوعة ملفقة ، وضعها أبن الثلجي الكذاب ، فهو جهمي ضال خرب القلب
، كان يضع الحديث .
قال ابن عدي : (( كذاب ، وكان يضع الحديث ويدسه في كتب أصحاب الحديث بأحاديث
كفريات )) .
قلت : فمثله لا يصلح لإسقاط حديث هذا الإمام الجليل حماد بن سلمة ، وقد
قيل في حماد بن سلمة من المدائح ما يضيق المقام عن ذكرها فراجعها في تراجمه غير مأمور
والجهمية القبورية يرفعون من شأنه ويعرفون له حقه إذا روى ما يوافق أهواءهم
وما احتجاجهم بروايته لحديث الأعمى عنا ببعيد
7_ الإمام النسائي
صنف الإمام النسائي السنن الكبرى وجعل ضمنها كتاباً في الأسماء والصفات
أسماه كتاب النعوت وقد طبع مفرداً
بدأ فيه النسائي بذكر أسماء الله عز وجل ثم صفاته مما يدل على أن القول
في جمعيها عنده واحد ، وكذا أورد بعض الصفات المجمع عليها مثل صفة الكلام
وقد ذكر الحديث الوارد في صفة الفرح في ص352 والحديث الوارد في صفة الضحك
في ص394
وهذه أخبار آحادية في مسائل اعتقادية فتأمل !
8_ محمد بن يزيد بن ماجة القزويني صاحب السنن
قال رحمه الله في مقدمة سننه (1/34) ، باب(13).: "باب فيما أنكرت
الجهمية"
فروى في ذلك حديث أبي رزين "أين كان ربنا يا رسول الله؟".
وحديث جابر "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤسهم،
فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم"
وحديث "يطوي السموات بيمينه"
وحديث "الأوعال وعلى ظهورهن العرش ثم الله فوق ذلك".
وحديث "إن الله يضحك إلى ثلاثة".
وحديث "ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن".
وحديث "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يده" ونحو ذلك من الصفات.
قلت : وهذا يدلك على أن الأشاعرة والماتردية هم الورثة الشرعيون لأسلافهم
الجهمية فما أنكره أسلافهم هم ينكرونه اليوم وربما اختلفت المقدمة ولكن النتيجة واحدة
9_ سفيان الثوري
10 _ مالك بن أنس
11_ ابن عيينة
12 _ وكيع
13 _ عبدالله بن المبارك
14 _ الترمذي
قال الترمذي (4 / 692) ((وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات
كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه
الأشياء والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن
أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا
تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى
هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم
الذي اختاروه وذهبوا إليه ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم
))
قلت : تأمل كيف أنه لم يفرق بين الحاديث الواردة في صفة القدم والأحاديث
الواردة في الرؤية مما يدل على أنهم لا يفرقون بين الآحاد والمتواتر وأنهم يثبتون جميع
الصفات
وقوله (( ولا يقال كيف )) دليل على إثبات المعنى ومثال ذلك لو قلت لك أفي
بيتكم حديقة ؟
فإذا قلتَ لا لم يجز لي أن أسألك
عن الكيفية ولم يجز لك نهيي عن ذلك
ولكن لو قلت لي نعم في بيتنا حديقة ولكن لا تسألني عن الكيفية لاستقام
كلامك فما لم يثبت أصله لم يحتج المتكلم إلى نفي العلم بكيفيته أو النهي عن السؤال
عن كيفيته
وقوله (( ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم ))
فهذا نص صريح في إثبات صفة التجلي وهي صفة فعليه فأين التفويض وأين رد
أخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد ؟!
وله كلام آخر صريح في إثبات الصفات وقبول أخبار لآحاد في مسائل الإعتقاد
وهو قوله (3/50_51) (( وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما
يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا
قالوا قد تثبت الروايات في هذا
ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد
الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة
والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله
عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها
على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد
هاهنا القوة و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيدأو مثل
يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال
كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون
تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))
وهذا كلام صريح في الإثبات لوجوه
الأول: عدم تفريقه بين اليد والسمع والبصر بل أثبتها جميعاً
الثاني: قوله (( وفسروها على غير مافسرها أهل العلم )) مما يدل أن لأهل
العلم تفسير لهذه الآيات والأحاديث وقد تقدم ذكر الكثير منها ومنها تفسير الترمذي الذي
ذكرناه للتو
الثالث: نفي السؤال عن الكيفية وقد تقدم شرحه
الرابع :نفيه للتوهم وإنما يحصل توهم التشبيه والتجسيم لمن يثبت الصفات
أما المعطلة فذلك منتفي في حقهم
15_ ابن قتيبة
قال ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث ص221 :" والذي عندي والله
تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها
في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول
في شيء منه بكيفية ولا حد "
قلت : فانظر كيف أثبت الصورة وهي ثابتة بأخبار الآحاد
16_ عثمان بن سعيد الدارمي
وهذا الإمام نصوصه في إثبات الصفات بأخبار الآحاد أوضح من أن يدلل عليها
ويكفي في ذلك النظر في كتابه العظيم " الرد على بشر المريسي "
غير أنني سأبين شيء من مكانة هذا الإمام
قال الخليلي في الإرشاد (3/877) (( أبو عمرو عثمان بن سعيد الدارمي كبير
المحل عالم بهذا الشأن يقارن بالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم )) إلى أن قال (( وسمعت
أبو عبد الله بن محمد الحافظ يقول كان عثمان بن سعيد ثقة متفقاً عليه ))
17_ أبو جعفر الطحاوي
قال الطحاوي في عقيدته ص15 :" وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق "
قلت : فانظر كيف أنه لم يفرق بين أخبار الآحاد والأخبار المتواترة بل صرح
بقبولها كلها
ولا يعزب عن ذهنك عن الطحاوي ينقل هنا عقيدة أبي حنيفة وصاحبيه ، ولسنا نعتد بأهل الرأي ولكن نلزم إلزاماً
18_ أبو العباس السراج
أبو العباس السراج ( ولد عام 217 وتوفي عام 313)
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء(14/396) أخبرنا إسماعيل بن إسماعيل في
كتابه: أخبرنا أحمد بن تميم اللبلي ببعلبك أخبرنا أبو روح بهراة أخبرنا محمد بن إسماعيل
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن محمد الخفاف حدثنا أبو العباس السراج
إملاء قال:
من لم يقر بأن الله تعالى يعجب
ويضحك وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه" فهو زنديق
كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين
"
قلت : فانظر كيف أثبت لله صفة الضحك ولم تثبت إلا بأخبار الآحاد ،وإن كان قولهم كفرياً
- ولكنهم فراخ الجهمية بلا مثنوية
وأما سند هذا الخبر فقد استجمع شروط الصحة كما شرحته في تسفيه أدعياء التنزيه
19- أبو الحسن الأشعري
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص290 :" ذكر مقالة أهل
السنة وأصحاب الحديث ، وجملة قولهم : الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبما
جاء عن الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا يردون من ذلك شيئاً
"
ثم قال بعد انتهائه من سرد مقالة أهل الحديث :" وبكل ما ذكرنا من
قولهم نقول ، وإليه نذهب "
قلت : فانظر كيف نقل إمام القوم عن أهل الحديث قاطبةً أنهم يؤمنون بكل
ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواءً كان آحادياً أو متوتراً
20_ ابن عبد البر
قال ابن عبد البر في التمهيد ص 7 :" وكلهم يدين بخبر الواحد العدل
في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعا ودينا في معتقده، على ذلك جماعة
أهل السنة، ولهم فيالأحكام ما ذكرنا. وبالله توفيقنا "
قلت : هذا الإجماع يعضده ما نقله أبو الحسن الأشعري سابقاً ويعضده ما سيأتي
إن شاء الله تعالى
21 _ أبو سليمان الخطابي
قال الخطابي في كتابه الغنية عن الكلام :"
فأما ما سألت عنه من الكلام في الصفات، وما جاء منها في الكتاب وروي في
السنن الصحاح".
وقال: "مذاهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه
عنها "
قلت : كتاب الغنية مفقود ولكن هذا النص أورده الذهبي في العلو (ص172-173)،
وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص93-94، برقم97) وبلفظ أتم مما ههنا، وهو صريح الدلالة
على المقصود فلم يفرق بين ما ثبت في خبرٍ آحادي و ما ثبت غيره بل نقل إثبات السلف لها
كلها
22_ الخطيب البغدادي
قال الخطيب البغدادي في جوابه على أهل دمشق في الصفات :" أما الكلام
في الصفات، فأما ما روي منها في السنن الصحاح، فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها،
ونفي الكيف والتشبيه عنها
والأصل في هذا أن الكلام في الصفات
فرع على الكلام في الذات، ونحتذي في ذلك حذوه ومثاله
وإذا كان معلوماً أن إثبات رب
العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فكذلك إثبات صفاته فإنما هو إثبات
وجود لا إثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا: يد وسمع وبصر، فإنما هو إثبات صفات أثبتها
الله لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد: القدرة، ولا نقول: إن معنى السمع والبصر: العلم،
ولا نقول: إنها جوارح وأدوات الفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها،
ووجب نفي التشبيه عنها، لقوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ "
قلت: نص الخطيب هذا أيضاً ظاهر الدلالة على المقصود إذ لم يفرق بين خبرٍ
آحادي وغيره , وقوله ( ولا نقول انها جوارح ... الخ ) هذه الألفاظ لا تثبت ولا
تنفى على طريقة أهل السنة
وهذه الفتيا للخطيب أخرجها الذهبي في سير أعلام النبلاء (18/283-284)،
وفي تذكرة الحفاظ (3/1142-1143)، وفي العلو (ص185)وسندها صحيح
23_ أبو بكر الإسماعيلي
قال الإسماعيلي في اعتقاد أصحاب الحديث :" اعلموا رحمنا الله وإياكم،
أن مذاهب أهل السنة ومذاهب أهل الحديث والجماعة، الإقرار بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله،
وقبول ما نطق به كتاب الله، وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
"
قلت : فانظر كيف أنه لم يفرق بين خبرٍ آحادي وغيره بل أطلق القبول في الكل
فإن قيل : هذا الإعتقاد لا يثبت عن الإسماعيلي فقد قال الألباني
في مختصر العلو (ص249): "أخرجه المصنف بإسنـاده، ورجاله كلهم ثقات معروفون، غير
مسعود بن عبد الواحد الهاشمي فلم أجد له ترجمة" اهـ
قلت : مسعود الهاشمي لئن جهله الألباني فقد عرفه الذهبي فصحح هذا
المعتقد في كتابه الأربعين في صفات رب العالمين ص95 ولا يخفى أن تصحيح السند يقتضي
توثيق رواته
24_ أبو عثمان الصابوني
قال الصابوني في اعتقاد أصحاب الحديث :" أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم
ورحم أمواتهم، يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة
والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله
صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه، ويثبتون
له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقدون
تشبيها لصفاته بصفات خلقه "
وقال :" وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت
بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة
والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة _ كذا _ والفرح
والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين "
قلت : صفتا الفرح والضحك لم تثبتا إلا بأخبار الآحاد
فإذا أضفنا هذه الإجماعات الأربعة المنقولة عن السلف في الإحتجاج بأخبار
الآحاد إلى الإجماعين السابقين اللذين نقلهما الأشعري وابن عبد البر أصيح المجموع ستة
فإن لم يكن هذا إجماعٌ ثابت فليس في الدنيا إجماع إلا على قطعي لا حاجة
فيه للإستدلال !!
25 _ أبو بكر المروذي
26_ أبو بكر الخلال
روى الخلال في السنة (1/199) عن المروذي أنه قال سألت أبا عبدالله عن الأحاديث
التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فقال : "تلتقها العلماء
بالقبول نسلم الأخبار كما جاءت قال فقلت له : إن رجلاً اعترض في بعض هذه الأخبار كما
جاءت فقال : يجفى "
قلت : تقدم النقل عن إمام أهل السنة في تثبيت خبر الواحد غير أن هذا الأثر
فيه فوائد جمة
أولها : إقرار المروذي لشيخه وافتخار جامع علوم الإمام أحمد أبي بكر الخلال
بهذا الأثر ونشره له
ثانيها : نقل الإمام أحمد عن كافة العلماء تلقيهم لهذه الأخبار في المسائل
العقدية بالقبول وهذا إجماع يضاف إلى الإجماعات السابقة غير أنه أجل منها كلها فهو
منقول على لسان إمام أهل السنة
ثالثها : عزوه إنكار أحاديث الصفات للجهمية مما يدل على أن الأشعرية هم
ورثة الجهمية ولو كان السلف مفوضة أو مؤولة لما احتد الخلاف بينهم وبين الجهمية إذ
النتيجة المنتهى إليها ستكون واحدة وهي التعطيل رابعها : هل يقال في خبرٍ لا يحكم بظاهره
" تلقاه العلماء بالقبول " ؟!هذه العبارة تدل على الحفاوة بهذا الخبر والقول
بظاهره
27_ أبو عبيد القاسم بن سلام
روى الخلال في السنة (1/209) عن الدوري عن أبي عبيد القاسم بن سلام :
" هذه الأحاديث _ يعني الصفات _ لا يشك فيها نقلها الثقات بعضهم عن بعض حتى صارت
إلينا نصدق بها ونؤمن بها على ما جاءت " 28
28_ الإمام أبو بكر ابن خزيمة
قال ابن خزيمة في " كتاب التوحيد " [ ص : 230 ] : ( باب ذكر
إثبات ضحك ربنا عز وجل بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين
، وضحكهم كذلك ، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا ، إذ
الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه ، لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي مصدقون
بذلك ، بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه )
قلت : والضحك ثابت بأخبار آحادية
29_ ابن أبي عاصم
قال في كتاب " السنة " له [ ص : 244 ] : باب ذكر من ضحك ربنا
عز وجل
30_ البغوي
قال في شرح السنة بعد ذكره لأحاديث الصفات من مثل أحاديث العلو
والفرح والضحك (1/170) :" فهذه ونظائرها صفات لله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان
بها و امرارها على ظاهرها معرضاَ فيها التأويل مجتباً عن التشبيه "
ثم عزا هذا إلى السلف وهذا إجماع جديد
وجاء في كلامه :" ونكل علمها إلى الله " وإنما يعني الكيفية
وإلا فكلامه الأول صريح في أنها صفات وهذا عين الإثبات وخصوصاً وأنه لم يفرق بينها
وبين صفات السمع والبصر والعلم كما أنه نقل بعد ذلك تفسير مجاهد وأبي العالية لآية
الإستواء مما يدل على بعده عن التفويض
والبغوي له ميل إلى الأشاعرة في مسائل عديدة وأمره يحتاج إلى بحث
والبغوي له ميل إلى الأشاعرة في مسائل عديدة وأمره يحتاج إلى بحث
نصوص علماء الأشاعرة والماتردية في رد أخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد
1_ قال الجويني في الإرشاد ص161 :" وأما الآحاديث التي يتمسكون بها
، فآحاد لا تفضي إلى العلم ، ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً "
قلت : فانظر قدر السنة عندهم يرى أنه لو أضرب عن أحاديث الصفات الآحادية
كلها لكان سائغاً !!
2_ وكذا قرر الرازي رد أخبار الآحاد في العقائد في أساس التقديس ص215
3_ قال الملا علي القاري الماتردي في شرحه للفقه الأبسط :" فإن الآحاد
لا تفيد الإعتماد في الإعتقاد "
4_ وممن قرر هذا المذهب الردي محمد الزاهد الكوثري في تعلقاته على التنبيه
والرد للملطي ص153 _ مستفاد من كتاب عداء الماتردية للعقيدة السلفية لشمس الأفغاني
_
5_ ومن المعاصرين محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه كبرى اليقينيات ص35
حكم من يرد أخبار الآحاد عند السلف
يستبين لك حكم من يرد أخبار الآحاد عند السلف إذا عرفت عدة حقائق علمية
الحقيقة الأولى : إجماع السلف على قبول أخبار الأحاد في مسائل الإعتقاد
كما تقدم بيانه ونقله عن طائفة من العلماء
الحقيقة الثانية : اختلف العلماء في مخالف الإجماع فمنهم من ذهب إلى تكفيره
وعامة الأصوليين على تفسيقه
انظر : أحكام الآمدي الأشعري!! (1/282) والمحصول (4/209) للرازي الأشعري
!!
وعليه فلا مناص من تبديع من يفتي بخلاف الإجماع ويعتقد خلافه
الحقيقة الثالثة : تقدم قول الإمام أحمد فيمن يرد أخبار الصفات وخبر لطم
موسى للملك " ولا يرده إلا مبتدع " رواه الآجري (306)
وتقدم قول السراج : "من لم يقر بأن الله تعالى يعجب ويضحك وينزل كل
ليلة إلى السماء الدنيا فيقول:" من يسألني فأعطيه" فهو زنديق كافر يستتاب
فإن تاب وإلا ضربت عنقه"
وقبلهم قال أيوب السختياني :" إذا حدثت الرجل بالسنة فقال : دعنا
من هذا وحدثنا بالقرآن فاعلم أنه ضال مضل " رواه الخطيب في الكفاية ص16
فهذه كلمات السلف كلها تصب في خانةٍ واحدة ، وهي تضليل وتبديع من يرد الأخبار
الصحيحة , بل وتكفيره
وأما اليوم فيجعلونه من أهل السنة !!
وأي سنةٍ يقصدون
آلسنة التي يردها ولا يعتبرها ؟!!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم