الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال عبد الله بن أحمد في السنة 737 : حدثني أبي ، نا سفيان بن عيينة ،
عن أيوب الطائي ، قال أبو عبد الرحمن وهو أيوب بن عائذ البختري عن قيس بن مسلم ، عن
طارق بن شهاب ، عن عبد الله :
يأتي الرجل الرجل لا يملك له ولا
لنفسه ضرا ولا نفعا فيحلف له أنك كيت ولعله لا يتحلى منه بشيء فيرجع وما فيه من دينه
شيء ، ثم قرأ عبد الله { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا
انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا } .
وهذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن مسعود
والعاقل يعلم أن الله عز وجل مدحه زين وذمه شين ، وأما الخلق فلعل مدحهم
فتنة فإن ذلك الرجل الذي يكون من أول من تسعر النار يقال له ( بل قرأت ليقال قاريء
وقد قيل ) فسمعته في الدنيا كانت طيبة ، والرؤوس الجهال الذين يتخذهم الناس في آخر
الزمان لا شك أنهم ستسبغ عليهم ألقاب المدح والتعظيم وهم ضالون مضلون
وأحسن من هؤلاء حال الأشعث الأغبر المدفوع بالأبواب والذي لو أقسم على
الله لأبره ، وحال فقراء المهاجرين
وقال البيهقي في الشعب 4533 : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ،
وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، نا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ
الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ:
إِذَا أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ
فِي وَجْهِهِ، فَلْيَقُلِ: اللهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ
بِنَفْسِي مِنَ النَّاسِ، اللهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لِي
مَا لَا يَعْلَمُونَ .
وهذا إسناد صحيح للأوزاعي
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (1/542) :" ولقد شاهدت من شيخ الإسلام
ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا : ما لي شيء
ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت : أنا المكدى وابن المكدى وهكذا
كان أبي وجدي وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل
وقت وما أسلمت بعد إسلاما جيدا "
وليكن في هذا عبرة للمادح ألا يكون فتنة وللممدوح ألا يفتن
وإنني لأخشى أن يكون بعض ما يقال في مقدمات المحاضرات ، وما يخاطب به بعض
المنتسبين للعلم والدعوة من هذا الباب
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم