مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: محمد خليل هراس: فهؤلاء لا يشك أنهم فساق ( يعني جهلة الأشعرية )

محمد خليل هراس: فهؤلاء لا يشك أنهم فساق ( يعني جهلة الأشعرية )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
   
                     
قال ابن القيم في النونية أثناء رده على الأشاعرة :

لكننا نأتي بحكم عادل ... فيكم لأجل مخافة الرحمان
فاسمع إذا يا منصفا حكميهما ... وانظر إذاً هل يستوي الحكمان
هم عندنا قسمان أهل جهالة ... وذوو العناد وذلك القسمان
جمع وفرق بين نوعيهم هما ... في بدعة لا شك يجتمعان
وذوو العناد فأهل كفر ظاهر ... والجاهلون فإنهم نوعان
متمكنون من الهدى والعلم بالـ ... أسباب ذات اليسر والإمكان
لكن إلى أرض الجهالة أخلدوا ... واستسهلوا التقليد كالعميان
لم يبذلوا المقدور في إدراكهم ... للحق تهوينا بهذا الشان
فهم الألى لا شك في تفسيقهم ... والكفر فيه عندنا قولان
والوقف عندي فيهم لست الذي ... بالكفر أنعتهم ولا الإيمان
والله أعلم بالبطانة منهم ... ولنا ظهارة حلة الإعلان
لكنهم مستوجبون عقابه ... قطعا لأجل البغي والعدوان

قال محمد خليل هراس في شرح النونية (2/ 279) شارحاً لكلام ابن القيم :" وأما حكمنا فيكم فأنتم عندنا نوعان :

أهل جهالة وذوو عناد وشقاق وعصيان ، وبينكم قدر مشترك تجتمعون فيه ، وهو أنكم أهل بدعة وضلالة خارجون عن السنة والقرآن ، ثم تفترقون بعد ذلك فيما يستحقه كل منكم من وصف الكفر أو الإيمان
فأما أهل العناد والمشاقة فكفرهم ظاهر واضح للعيان .

وأما أهل الجهالة منكم فإنهم عندنا نوعان : نوع متمكن من الهدى والعلم قد يسرت له أسبابه من عقل ذكي وبصر نافذ وقدرة على فهم معاني السنة والقرآن ، لكنهم مالوا إلى القعود والكسل ورضوا بالتخلف وعطلوا ما وهبهم الله من سلامة العقول ، وجودة الأذهان ، واستسهلوا الجري وراء غيرهم ، يقلدونهم كالعميان ، ولم يبذلوا الوسع في إدراكهم للحق لقلة اكتراثهم بهذا الشأن .
فهؤلاء لا يشك أحد في أنهم فساق ، لخروجهم عما كان ينبغي لهم من النظر الذي هو خاصة الإنسان ، وأما تكفيرهم ففيه لأهل السنة قولان ، ولكن المؤلف اختار الوقف في شأنهم ، فهو لا يصفهم بكفر ولا إيمان فكل بواطنهم إلى الله العليم بالسر والإعلان ، ويحكم عليهم بما يظهر جهرة بلا كتمان ، ونعلم أنهم مستوجبون للعقاب لما ارتكبوه في حق الموحدين المثبتين من بغي وعدوان " 

والصواب في المسألة التفريق بين المعلوم من الدين بالضرورة وما سواه والمراد هنا الرد على من عذر جهلة الأشعرية فلم يحكم حتى بتبديعهم وهذا محدث باطل 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي