الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال عبد الرزاق في المصنف 4185 : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ قِرَاءَةً؟
فَقَالَ: الَّذِي إِذَا سَمِعْتَ
قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ
وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ
قِرَاءَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ قِرَاءَةِ حَبِيبٍ " طَاوُسٌ الْقَائِلُ
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 8834: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا
مِسْعَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : سُئِلَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً ؟
قَالَ : الَّذِي إذَا سَمِعْتَهُ
يَقْرَأُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ.
وقال عبد بن حميد في مسنده 804 : أنا عثمان بن عمر ، أنا مرزوق أبو بكر
، عن سليمان الأحول ، عن طاوس ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل
له : أي الناس أحسن قراءة ؟
قال : الذي إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله عز وجل
أقول : سليمان الأحول خالفه ابن جريج ومسعر فروياه مرسلاً وهما أوثق
وقال ابن حيان في فوائده 5 : حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، حدثنا
إسماعيل بن عمرو ، حدثنا مسعر بن كدام ، عن عبد الكريم ، عن طاوس ، عن ابن عباس رضي
الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : من أحسن الناس قراءة ؟ قال : من إذا قرأ
رأيت أنه يخشى الله
أقول : إسماعيل بن عمرو ضعفه أبو
حاتم والدارقطني وابن عدي، وزاد: ((له عن مسعر غير حديث منكر لا يتابع عليه)) . وقال
الأزدي: ((منكر الحديث)) .
وقال العقيلي: ((في حديثه مناكير، ويحيل على من لا يحتمل)) . وقال أبو
الشيخ: ((غرائب حديثه تكثر)) . وقال الخطيب: ((صاحب غرائب ومناكير عن الثوري وغيره))
وقال الطبراني في الأوسط 2155 : حدثنا أحمد قال : نا محمد بن معمر البحراني
قال : نا حميد بن حماد بن خوار قال : نا مسعر بن كدام ، عن عبد الله بن دينار ، عن
ابن عمر قال :
سئل النبي صلى الله عليه وسلم
: من أحسن الناس صوتا بالقرآن ؟
قال : من إذا سمعت
قراءته رأيت أنه يخشى الله عز وجل .
لم يروه عن مسعر إلا حميد بن حماد
، تفرد به : محمد بن معمر
أقول : حميد ضعيف وقد خالفه وكيع فروى الخبر مرسلاً وقد تابع وكيع جعفر
بن عون
قال البيهقي في شعب الإيمان 2146 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو زكريا
قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا مسعر
عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن طاوس قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم :
من أحسن الناس قراءة فذكره مرسل
وقال أبو نعيم في الحلية (3/ 317) : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عباس
بن أحمد بن الحسن الوشاء ثنا أحمد بن عمر الوكيعي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن ابن جريج
عن عطاء عن ابن عباس قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الناس أحسن قراءة قال إذا
قرأ رأيت أنه يخشى الله هذا حديث غريب من حديث الثوري عن ابن جريج عن عطاء انفرد به
احمد بن عمر عن قبيصة
أقول : قد تقدم أن عبد الرزاق رواه عن ابن جريج عن عبد الكريم عن طاوس
مرسلاً
وهذا أصح فإن قبيصة في روايته
عن سفيان كلام وقد خولف قبيصة فروى عبد الرزاق الخبر عن ابن جريج عن طاوس مرسلاً وقد
رواه سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن طاوس مرسلاً أيضاً
قال سعيد بن منصور في سننه 47: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْبَصْرِيِّ ، عَنْ طَاوُوسٍ أَنَّهُ قَالَ : وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ
قِرَاءَةً مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، وَسُئِلَ مَنْ أَقْرَأُ النَّاسِ
؟ قَالَ : مَنْ إِذَا سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ.
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان 1903 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل
، حدثني محمود بن محمد بن أحمد الهمذاني ، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ، ثنا سهل
بن عثمان ، ثنا يحيى ، عن سفيان ، عن عبد الكريم ، عن طاوس ، قال : ما رأيت أحدا أحسن
قراءة من طلق ، ثم قال : سئل : أي الناس أحسن قراءة ؟
قال : من إذا قرأ رئيت أنه يخشى الله
وهذا وجه عن سفيان الثوري جعله من كلام طاوس
بل قبيصة نفسه المحفوظ عنه مرسل
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن 193 : حدثنا قبيصة ، عن سفيان
، عن ابن جريج ، عن طاوس ، عن أبيه ، وعن الحسن بن مسلم ، عن طاوس ، قال : سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن صوتا بالقرآن ؟ فقال : « الذي إذا سمعته رأيته
يخشى الله تعالى » .
أو قال : سئل أي الناس أحسن قراءة ؟ فقال : « الذي إذا سمعته رأيته يخشى
الله عز وجل »
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان 40248 : حدثنا أبي ، ثنا سعيد بن يعقوب
أبو عثمان السراج ، ثنا ابن إشكيب ، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، ثنا أبي ،
ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رئي أنه يخشى الله
»
ابن إشكيب خالفه الطبراني وابن لهيعة ضعيف مدلس
قال الطبراني في الكبير 10852 - حدثنا عثمان بن صالح ثنا أبي ثنا ابن لهيعة
عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن أحسن
الناس قراءة من إذا قرأ يتحزن
فعاد الخبر إلى حديث طاوس والرواية المرسلة عن طاوس أصح من رواية ابن لهيعة
الضعيف المدلس ولا شك
وقال الآجري في أخلاق حملة القرآن 84 : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ , قَالَ:
نا ابْنُ الْمُبَارَكِ , قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ:
بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحْسَنُ النَّاسِ
صَوْتًا بِالْقُرْآنِ مَنْ إِذَا سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ»
أقول : مراسيل الزهري من أوهى المراسيل ويحتمل أن يكون مخرج مرسله ومرسل
طاوس واحداً
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/145) :" وقال يحيى بن معين :
(( مراسيل الزهري ليست بشيء )) .
وقال الشافعي : (( إرسال الزهري عندنا ليس بشيء ، وذلك أنا نجده يروي عن
سليمان بن أرقم )) "
سليمان بن أرقم متروك فدل على ضعف مراسيل الزهري جداً
وقال ابن ماجه 1339: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُجَمِّعٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :
إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ
صَوْتًا بِالْقُرْآنِ ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ ، حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى
اللَّهَ.
وإبراهيم متروك نص عليه ابن معين وأبو داود وقال ابن حبان : كان يقلب الأسانيد
و يرفع المراسيل
والخبر الذي معنا أصله مرسل فالذي يبدو أنه رفعه ، وخصوصاً أنك لا تجد
لهذا الخبر ذكراً عند أصحاب أبي الزبير أو أصحاب جابر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم