الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن عبد ربه في العقد الفريد (2/450) :" وعن الهيثم بن عدي
الطائي قال: حدثنا مجالد عن الشعبي
قال: لقيني شريح فقال: يا شعبي، عليك بنساء بني تميم، فإني رأيت لهن عقولا. قال:
وما رأيت من عقولهن؟ قال: أقبلت من جنازة ظهرا، فمررت بدورهم، فإذا أنا بعجوز على
باب دار، وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري، فعدلت فاستسقيت، وما بي عطش.
فقالت: أي الشراب أحب إليك؟ فقلت: ما تيسر، قال: ويحك، يا جارية إيتيه بلبن، فإني
أظن الرجل غريباً، قلت: من هذه الجارية؟ قالت: هذه زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة،
قلت: فارغة هي أم مشغولة؟ قالت: بل فارغة. قلت: زوجينيها. قالت: إن كنت لها كفواً،
وهي لغة تميم. فمضيت إلى المنزل، فذهبت لأقيل. فامتنعت مني القائلة، فلما صليت
الظهر أخذت بأيدي إخواني من القراء الأشراف: علقمة، والأسود، والمسيب، وموسى بن
عرفطة، ومضيت أريد عمها. فاستقبل فقال: يا أبا أمية، حاجتك؟ قلت: زينب بنت أخيك،
قال: ما بها رغبة عنك. فأنكحنيها. فلما صارت في حبالي ندمت، وقلت: أي شيء صنعت
بنساء بني تميم؟ وذكرت غلظ قلوبهن، فقلت: أطلقها، ثم قلت: لا، ولكن أضمها إلي، فإن
رأيت ما أحب وإلا كان ذلك. فلو
رأيتني يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها حتى أدخلت علي، فقلت: إن من السنة إذا
دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلي ركعتين، فيسأل الله من خيرها ويعوذ به من
شرها، فصليت وسلمت، فإذا هي من خلفي تصلي بصلاتي، فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها،
فأخذن ثيابي وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر العصفر، فلما خلا البيت دنوت منها،
فمددت يدي إلى ناصيتها فقالت: على رسلك أبا أمية كما أنت، ثم قالت: الحمد لله،
أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأةٌ غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين
لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأزدجر عنه. وقالت: إنه قد كان لك في قومك منكح،. وفي
قومي مثل ذلك، ولكني إذا قضى الله أمراً كان، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به:
" إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك.
قال: فأخرجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله، احمده
وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم. وبعد، فإنك قد قلت كلاماً إن تثبتي عليه يكن
ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وأكره كذا، ونحن جميع فلا تفرقي، وما
رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها؛ وقالت شيئاً لم أذكره: كيف
محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري. قالت: فمن تحب من جيرانك أن
يدخل دارك آذن له، ومن تكرهه أمنعه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون وبنو فلان قوم سوء.
قال: فبت يا شعبي بأنعم ليلة، ومكثت معي حولاً لا أرى إلا ما أحب. فلما كان رأس
الحول جئت من مجلس القضاء، فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار. فقلت: من هذه؟ قالوا:
فلانة ختنتك، فسري عني ما كنت أجد، فلما جلست أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك
أبا أمية. قلت: وعليك السلام، من أنت؟ قالت: أنا فلانة ختنتك، قلت: قربك الله،
قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة، فقالت لي: أبا أمية، إن المرأة لا تكون أسوأ
حالاً منها في حالين، إذا ولدت غلاماً أو حظيت عند زوجها، فإن ربك ريبٌ فعليك بالسوط،
فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شرا من المرأة المدللة. قلت: أما والله لقد أدبت
فأحسنت الأدب، ورضت فأحسنت الرياضة. قالت: تحب أن يزورك أختامك؟ قلت: متى شاؤوا.
قال: فكانت تأتيني في رأس كل حول توصيني تلك الوصية، فمكثت معي عشرين سنة لم أعتب
عليها في شيء إلا مرة واحدة، وكنت لها ظالماً، أخذ المؤذن في الإقامة بعدما صليت
ركعتي الفجر، وكنت إمام الحي، فإذا بعقرب تدب، فأخذت الإناء فأكفأته عليها، ثم
قلت: يا زينب، لا تحركي الإناء حتى أتي. فلو شهدتني يا شعبي، وقد صليت ورجعت فإذا
أنا بالعقرب قد ضربتها. فدعوت بالقسط والملح، فجعلت أمغث إصبعها و؟أقرأ عليها
بالحمد والمعوذتين.
وكان لي جار من كندة يقرع امرأته ويضربها، فقلت في ذلك:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم ... فشلت يميني حين أضرب زينبا
أأضربها في غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم تبد منهن كوكبا"
وهذه القصة مدارها على الهيثم بن عدي الطائي هو كذاب كذبه البخاري وابن معين وأبو داود
فهذه قصة مكذوبة لا يجوز نشرها وإن استحسن المرء متنها
وقد روى وكيع في أخبار القضاة بعضها حَدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحكم، قال: حَدَّثَنَا صلت بْن مسعود، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن موسى الحرمي، قال: حَدَّثَنِي سيار أَبُو الحكم، عَن الشعبي، عَن شريح، قال: تزوجت امرأة من بني تميم بكراً يقال لها: زينب، فلما تزوجتها أسقط في يدي فقلت: جفاء بني تميم وأكباد الحمر؛ فلما كان ليلة البناء، فقمت إِلَى المحراب لأصلي ركعتين، فنظرت في أقفاي، فقلت: إحدى الدواهي، فصليت ركعتين فلما سلمت استقبلني ولائدها بملحفة تكاد تقوم قياماً من الصبغ فلبستها ثم جلست إِلَى جنبها فمددت يدي إليها، فحمدت الله وأثنت عليه، وشهدت بشهادة الحق ثم قالت:
أما بعد!
فإنه كان في قومك مناكح، وكان في قومي مثل ذلك، وإنك نكحتني بأمانة الله يقول الله عز وجل: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة: 229] أحب أن تخبرني بكل شيء تحبه فأتبعه وبكل شيء تكرهه فأجتنبه، أقول قولي هَذَا ويغفر الله لي ولك".
فحمدتُ الله وأثنيتُ عليه وشهدتُ شهادة الحق ثم قلتُ:
أما بعد!
فإنك قد تكلمت بكلام إن تتمي عليه يكن حظاً لك ونصيباً، وإلا تتمي عليه يكن عليك حجة نحن جميعاً فلا نفترق، ما سمعت من حسنة فأفشيها، وما سمعت من سيئة فادفنيها. أقول قولي هَذَا ويغفر الله لي ولك.
ثم مددت يدي إليها فقالت: على رسلك، أخرى لم أذكرها في خطبتي ولم أسمعك ذكرتها: هَلْ تحب زيارة الأهل ?
فقلت: ما أحب أن تملني أختاني، فأرسلت إِلَى أمها، عزمت عليك لا تأتيني إِلَى رأس الحول من هذه الليلة قال: فبينا أنا ذات يوم راجعاً من عند الأمير إِذَا أنا بامرأة إِلَى جنبها تأمر وتنهى. قلت: من هذه ? قالت: أمي، والله ما علمت أن لها أماً حتى قمت في مقامي هَذَا، قالت: كيف رأيت أهلك ? قلت: قد أحسنتم الأدب وكفيتم الرياضة فبارك الله عليكم، قالت: وأنت: إن رأيت منها شيئا، فعليك بالسوط
وإسنادها محتمل في الحكايات وفيه جهالة وزيادات الهيثم مكذوبة
وكان لي جار من كندة يقرع امرأته ويضربها، فقلت في ذلك:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم ... فشلت يميني حين أضرب زينبا
أأضربها في غير ذنب أتت به ... فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم تبد منهن كوكبا"
وهذه القصة مدارها على الهيثم بن عدي الطائي هو كذاب كذبه البخاري وابن معين وأبو داود
فهذه قصة مكذوبة لا يجوز نشرها وإن استحسن المرء متنها
وقد روى وكيع في أخبار القضاة بعضها حَدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحكم، قال: حَدَّثَنَا صلت بْن مسعود، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن موسى الحرمي، قال: حَدَّثَنِي سيار أَبُو الحكم، عَن الشعبي، عَن شريح، قال: تزوجت امرأة من بني تميم بكراً يقال لها: زينب، فلما تزوجتها أسقط في يدي فقلت: جفاء بني تميم وأكباد الحمر؛ فلما كان ليلة البناء، فقمت إِلَى المحراب لأصلي ركعتين، فنظرت في أقفاي، فقلت: إحدى الدواهي، فصليت ركعتين فلما سلمت استقبلني ولائدها بملحفة تكاد تقوم قياماً من الصبغ فلبستها ثم جلست إِلَى جنبها فمددت يدي إليها، فحمدت الله وأثنت عليه، وشهدت بشهادة الحق ثم قالت:
أما بعد!
فإنه كان في قومك مناكح، وكان في قومي مثل ذلك، وإنك نكحتني بأمانة الله يقول الله عز وجل: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة: 229] أحب أن تخبرني بكل شيء تحبه فأتبعه وبكل شيء تكرهه فأجتنبه، أقول قولي هَذَا ويغفر الله لي ولك".
فحمدتُ الله وأثنيتُ عليه وشهدتُ شهادة الحق ثم قلتُ:
أما بعد!
فإنك قد تكلمت بكلام إن تتمي عليه يكن حظاً لك ونصيباً، وإلا تتمي عليه يكن عليك حجة نحن جميعاً فلا نفترق، ما سمعت من حسنة فأفشيها، وما سمعت من سيئة فادفنيها. أقول قولي هَذَا ويغفر الله لي ولك.
ثم مددت يدي إليها فقالت: على رسلك، أخرى لم أذكرها في خطبتي ولم أسمعك ذكرتها: هَلْ تحب زيارة الأهل ?
فقلت: ما أحب أن تملني أختاني، فأرسلت إِلَى أمها، عزمت عليك لا تأتيني إِلَى رأس الحول من هذه الليلة قال: فبينا أنا ذات يوم راجعاً من عند الأمير إِذَا أنا بامرأة إِلَى جنبها تأمر وتنهى. قلت: من هذه ? قالت: أمي، والله ما علمت أن لها أماً حتى قمت في مقامي هَذَا، قالت: كيف رأيت أهلك ? قلت: قد أحسنتم الأدب وكفيتم الرياضة فبارك الله عليكم، قالت: وأنت: إن رأيت منها شيئا، فعليك بالسوط
وإسنادها محتمل في الحكايات وفيه جهالة وزيادات الهيثم مكذوبة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم