مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ في المصحف )

الكلام على حديث : ( من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ في المصحف )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 
                       
   
قال ابن المقري في معجمه 498 : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن صالح بن كعب الزارع الواسطي بمكة ثنا إبراهيم بن جابر ، ثنا الحر بن مالك ، ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ في المصحف .

إبراهيم بن جابر بن عيسى ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا

ويبعد عندي أن يكون إبراهيم بن جابر القزاز فإن القزاز باهلي وهذا غطريفي ولما ترجم الخطيب لابن عيسى لم يذكر رواية أبي حاتم وأبي زرعة عنه ومثل هذا لا يهمل

والحر بن مالك استنكر عليه هذا الحديث كل من ابن عدي والذهبي وابن حجر

قال ابن عدي في الكامل :" 561- الحر بن مالك أبو سهل العنبري بصري.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بن بخيت، حَدَّثَنا إبراهيم بن جابر، حَدَّثَنا الحر بن مالك أبو سهل العنبري، حَدَّثَنا شُعْبَة، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي الأحوص عَنْ عَبد اللَّهِ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَقْرَأَ فِي الْمُصْحَفِ.
قَالَ ابنُ عَدِي وهذا لا يرويه عن شُعْبَة غير الحر بهذا الإسناد وللحر عن شُعْبَة وعن غيره أحاديث ليست بالكثيرة وأما هذا الحديث عن شُعْبَة بهذا الإسناد فمنكر"

وقال الذهبي في المغني في الضعفاء :" 1363 - د
الْحر بن مَالك أَبُو سهل الْعَنْبَري عَن شُعْبَة
لَهُ خبر مُنكر فِي قِرَاءَة الْمُصحف قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ"

وقال في الميزان :" 1778 - الحر بن مالك، أبو سهل العنبري.
أتى بخبر باطل، فقال: حدثنا
شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله - مرفوعاً - قال: من سره أن يحبه الله ورسوله فليقرأ في المصحف.
رواه ابن عدي في ترجمته، فقال: حدثنا ابن بخيت، حدثنا إبراهيم بن جابر، حدثنا الحر بن مالك، فذكره.
وإنما اتخذت المصاحف بعد النبي صلى الله عليه وسلم"

وقال الحافظ في نتائج الأفكار (3/206) :" والحر ذكره ابن عدي، وأورد له هذا الحديث وقال: لم يروه عن شعبة إلا الحر وهو قليل الحديث، وهذا عن شعبة منكر.
قلت: وهو موافق لما قاله مسلم في مقدمة صحيحه حيث قال: وعلامة المنكر في حديث المحدث أن يعمد إلى مثل الزهري في كثرة حديثه وكثرة الرواة عنه، فيأتي عنه بما ليس عند أحد منهم"

وهذا نص نفيس من الحافظ يذهب فيه إلى أن انفراد مثل الحر عن شعبة مع كثرة أصحاب شعبة وتوافرهم يعد منكراً

وقال في تهذيب التهذيب :"
و قال ابن عدى عن حديث رواه الحر عن شعبة عن أبى إسحاق عن عبد الله رفعه " من سره أن يحب الله و رسوله أن يقرأ فى المصحف " : هذا لا يرويه عن شعبة غير الحر ، و للحر عن شعبة و عن غيره عدة أحاديث ليست بالكثيرة ، فأما هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد فمنكر . اهـ "

وقال في لسان الميزان :" 2190- الحر بن مالك أبو سهل العنبري.
أتى بخبر باطل , فقال : حَدَّثَنَا شعبة ، عَن أبي إسحاق ، عَن أبي الأحوص ، عَن عَبد الله مرفوعا : من سره أن يحبه الله ورسوله فليقرأ في المصحف.
رواه ابن عَدِي في ترجمته فقال : حَدَّثَنَا ابن بخيت , حَدَّثَنَا إبراهيم بن جابر , حَدَّثَنَا الحر بن مالك فذكره.
وإنما اتخذت المصاحف بعد النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.
وهذا التعليل ضعيف ففي الصحيحين أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو وما المانع أن يكون الله أطلع نبيه على أن أصحابه سيتخذون المصاحف.
لكن الحر مجهول الحال"

الذي في الصحيحين ( يسافر بالقرآن ) وليس ب( المصحف )

والذي يبدو أن الدارقطني يستنكر هذا الخبر أيضاً فقد أورده في أطراف الأفراد والغرائب وقال :" ( 3894 ) حديث: «من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف ». تفرد به إبراهيم بن جابر بن عيسى عن الحر بن مالك أبي سهل عن شعبة عنه"


والمختار ما قاله هؤلاء الحفاظ في تضعيف الحديث
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي