مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: أفنزلت التوراة علي !

أفنزلت التوراة علي !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال أحمد في مسنده 7750 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
" الْفَأْرَةُ مَمْسُوخَةٌ، بِآيَةِ أَنَّهُ يُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَذُوقُهُ، وَيُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ - أَوْقَالَ: فَتَأْكُلُهُ - " فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَه مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ؟

وهذا إسناد صحيح ، وكنت قد كتبت في جمعي لآثار ابن عباس مقدمة عرضت فيها ، لرد دعاوي المتوسعين في دعوى أن الصحابة يأخذون عن بني إسرائيل ، ويحدثون بها جازمين وفيها ما يخالف الشرع وبينت بطلان هذا بالأدلة

وكان قد فاتني هذا البرهان ، فإن أبا هريرة هنا حدث بالخبر موقوفاً ولم يرفعه ، اكتفاءً بأن الناس يعرفون أن مثل هذا إنما أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم كشأن غيره من الصحابة

فسأله كعب مستفسراً هل سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه أبو هريرة متعجباً ( أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ)

يعني من أين آتي بهذه الأخبار إن لم أكن أخذتها من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الخبر لو لم يرفعه أبو هريرة لتجرأ كثيرون على دعوى أنه إسرائيلية بحجة أنه يتحدث عن بني إسرائيل !

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي