مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بطلان حديث من أشراط الساعة أن يعق الرجل امه ويبر زوجته

بطلان حديث من أشراط الساعة أن يعق الرجل امه ويبر زوجته



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الترمذي في جامعه 2210: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 إِذَا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً حَلَّ بِهَا البَلاَءُ فَقِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟
 قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَغْنَمُ دُوَلاً، وَالأَمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا، وَأَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ، وَعَقَّ أُمَّهُ، وَبَرَّ صَدِيقَهُ، وَجَفَا أَبَاهُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَكَانَ زَعِيمُ القَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَأُكْرِمَ الرَّجُلُ مَخَافَةَ شَرِّهِ، وَشُرِبَتِ الخُمُورُ، وَلُبِسَ الحَرِيرُ، وَاتُّخِذَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَلْيَرْتَقِبُوا عِنْدَ ذَلِكَ رِيحًا حَمْرَاءَ أَوْ خَسْفًا وَمَسْخًا.

الفرج بن فضالة نصوا على أن رواياته عن يحيى بن سعيد مناكير ، ونص الذهبي على أن هذا الحديث بعينه منكر

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/312) :" أخرجه الترمذي ( 2/33 ) والخطيب ( 3/158 )، من طريق الفرج بن فضالة الشامي عن
يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعا. وقال :
" حديث غريب، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه ".
قلت : وفي ترجمته من " الميزان " :
" وقال البرقاني : سألت الدارقطني عن حديثه هذا ؟ فقال : باطل، فقلت من فرج ؟
قال : نعم، ومحمد هو ابن الحنفية ".
وفي " فيض القدير " :
" وقال العراقي والمنذري : ضعيف لضعف فرج بن فضالة. وقال الذهبي : منكر،
وقال ابن الجوزي : مقطوع واه لا يحل الاحتجاج به "

وعليه فإن هذا الحديث منكر لا يجوز ذكره .
 وداعي كتابة هذه السطور أن في الصفحة الرسمية لفلاح بن إسماعيل مندكار وضعوا له مقطعاً يذكر هذا الحديث ويشرحه !
وأرجو من القائمين على هذه الصفحة أن ينبهوه على نكارة هذا الخبر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي