مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تعقيب على معين جنيد في مسألة عمر الكون

تعقيب على معين جنيد في مسألة عمر الكون



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
فإن قدر للأجيال القادمة أن تكون أعظم وعياً من جيلنا فإنهم سيهزأون كثيراً بعبارة ( أثبت العلم ) التي تتردد كثيراً في وقتنا في مسائل فيها شك كبير جداً والعلم نفسه ينقضها بعد مدة أو تكون مبنية على مقدمات ظنية مشكوك بها

ولكن نحن في زماننا يوجد دروشة تجريبية لا تختلف كثيراً عن الدروشة الصوفية فضع له أي كلام وقل له هذا ( علم ) يقبله

يقول الدكتور السعودي معين جنيد :" كيف نُقدِّر عمر الكون في علم الفيزياء والفلك؟ وعلى أي أساس اتفق الباحثون على أن عمر الكون هو 14 مليار سنة تقريبا؟ من أين جاء هذا الرقم؟ وعن أي كون نتحدث؟ إليكم الإجابة!"

هنا ينقل الاتفاق على أن هذا هو عمر الكون قرابة ال 14 مليار سنة وهذا هو السائد وشرح شرحاً يسيراً في كيفية اكتشاف هذا الرقم وأهمل الكلام على ثابت هبل والانزياح للأحمر ثم بدأ يقول أن هناك من يتكلم في هذه المسائل بسطحية وغير ذلك

وأنا أعلم جيداً أنني لست متخصصاً في الفيزياء الكونية ولكن هذا الموضوع بالذات قرأت فيه وتعمقت قليلاً

والواقع أن طرح الدكتور هو السطحي أو هو استروح للمشهور

ولكن المشكلة ادعاؤه للإجماع والواقع أن هذه الحسابات قد روجعت عدة وتم تغيير النتائج فقد كتب حمدي الراشدي مقالاً يشرح فيه النتائج الجديدة التي خلصت إلى تعديل النتيجة القديمة إلى كون الناتج هو 15,8 مليار سنة.

مليارين زيادة بضربة واحدة !

وأما وكالة ناسا فقد ذكرت خلاف العلماء وأن هناك تقديراً أقل وتقديراً أكبر

جاء في مقالهم :" فإذا كان الكون مسطحاً ومكوناً بمعظمه من المادة، بالتالي سيكون عمر الكون  2/(3 H0). وإذا لدى الكون كثافة منخفضة جداً، بالتالي سيكون العمر الاستقرائي له أكبر، أي 1/H0 . وإذا ما تم تعديل نظرية النسبية العامة لتشمل الثابت الكوني، بالتالي سيكون العمر الاستقرائي للكون أكبر من ذلك أيضاً.


يعمل العديد من علماء الفلك بجهد كبير بقصد قياس ثابت هابل باستخدام مجال متنوع من التقنيات. وتقع أفضل التقديرات الحالية لهذا الثابت بين 50 و100 كيلومتر لكل ثانية لكل ميغابارسيك. وباستخدام وحدات قياس مألوفة أكثر، يعتقد علماء الفلك أن 1/H0 يقع في المجال بين 10 إلى 20 مليار عام.

إذا قارنا بين العمرين المقدرين، قد توجد أزمة ما. فإذا كان علماء الفلك الذين قدروا قيمة 1/H0 بـ 10 مليار عام محقين، بالتالي يجب أن يكون عمر الكون أقصر من عمر أقدم نجومه. يعني هذا التناقض إما أن نظرية الانفجار العظيم غير صحيحة، أو أننا بحاجة إلى تعديل النسبية العامة عبر إضافة ثابتٍ كوني.


يعتقد بعض علماء الفلك أن هذه الأزمة ستُحل حالما تتحسن قياساتنا. ولو كان علماء الفلك الذين وضعوا التقدير الأعلى محقين، وكانت التقديرات الأصغر لأعمار العناقيد الكروية صحيحة، بالتالي سينسجم كل شيء بشكلٍ جيد مع نظرية الانفجار العظيم"

فهنا يذكرون الخلاف وأن العلماء منهم من قدر عمر الكون بعشر مليارات وفقاً لتحديدهم الخاص لثابت هابل وهذا مشكل لأن بعض النجوم في حساباتهم عمرها أكبر من هذا العمر

وأن هناك جزءاً آخر من العلماء حدده بعمر أكبر تنحل معه هذه المشكلة

ولكن هل فعلاً بحسب التقدير الأكبر تحل المشكلة ؟

اقرأ معي هذا الخبر

نجمة عمرها أكبرمن عمر الكون؟

تمكن فريق من الفلكين, بواسطة تيلسكوب هابل, من حساب عمر أقدم نجمة موجودة لغاية الان. النجمة قد يصل عمرها الى 14.5 مليار سنة (زائد أو ناقص 0.8 مليار سنة) وهذا يجعلها أقدم من عمر الكون الذي يبلغ (13.7 مليار سنة) !! هذا التقدير يأتي بعد تقديرات سابقة تمت في عام 2000 والتي أعطت النجمة عمر يبلغ 16 مليار سنة !!!  

يطلق على هذه النجمة إسم (مَتُّوشَلَخ) (Methuselah star) أو الرجل الأقدم وهي عملاق أحمر (Red Giant) في نهاية عمرها ولقد تم إكتشافها منذ أكثر من قرن من الزمن وهي تدور بسرعة فائقة في مدار يمر خلال قرص مجرة درب التبانة بالقرب من تجمع النجوم المحلي لدينا.

العلماء في الخمسينات تمكنوا من قياس نقص في المعادن الثقيلة بالمقارنة مع النجوم الاخرى الموجودة في مجرتنا مما دل على أنها نجمة تكونت منذ بدايات الكون 

ولكن كيف جاءت هذه النجمة القديمة الى مجرتنا؟ نجمة (متوشلخ) تكونت من مجرة قزمية بدائية  (dwarf galaxy) في اوئل عمر الكون وهي اخر ما تبقى من هذه المجرة البدائية التي جذبتها مجرة درب التبانة إليها أثناء تشكلها قبل حوالي 13.2 مليار سنة 

هذه النجمة تمتلك نسبة أكسجين أعلى من الحديد مما يدل على أنها قد تنتمي الى فترة لاحقة من الكون عندما كان الكون غني بعنصر الأكسجين. في حال تم قياس نسبة الأكسجين بدقة أكبر فإن عمر هذه النجمة سيكون اقل من عمر الكون.

ترجمة: Leonard Zinc

ومثل هذا الخبر يجعلك في شك شديد من حساباتهم فإن حسابهم لعمر النجوم هو جزء مما يعتمدونه في تقدير عمر الكون فإذا كانت النجمة يتغير قولهم فيها عدة مرات فكيف نثق بالنتائج النهائية بل وندعي الإجماع

ثم لنتحدث عن ثابت هابل ( الذي ليس ثابتاً في الحقيقة )

قبل 80 سنة وجد الفضائي Edwin Hubble, علاقة بسيطة بين بين سرعة المجرة التي تبتعد فيها عنا وبعدها عنا. المجرات البعيدة تتحرك مبتعدة بسرعة اكبر بالمقارنة مع المجرات القريبة. العلاقة الدقيقة يقدمها ما يعرف بثابت هابل, H, والذي يعكس تسارع تمدد الكون. إذا كانت قيمة H كبيرة فذلك يعني ان تسارع الكون كبير، وبالتالي يعني ذلك انه لم يمض وقت طويل على الانفجار الكبير. على العكس، إذا كانت القيمة صغيرة يعني ذلك ان تسارع الكون بطئ، وانه مضى وقت طويل في طريقه للوصول الى حجمه الحالي. وبالتالي كلما صغرت قيمة ثابت هابل كلما كان الكون اكبر عمرا.

فهل هذا أمر ثابت أيضاً وغير مشكوك فيه ؟

اقرأ معي هذا الخبر Our universe is expanding 9% faster than thought, casting doubts on Einstein's theory

الخبر يذكر نتيجة اكتشفها بعض الباحثين أن الكون يتمدد بأكثر من المتوقع بنسبة 9 % وقد نبهوا في آخر المقال أن هذا يعني أن ثابت هبل ينبغي تعديله

أقول : وهذه النتيجة ستجعل عمر الكون أصغر بعدة مليارات بحسب قياساتهم

وليست هذه أول مرة التي تنقض فيها القياسات التوقعات

حين يحدثك العلمويون بزهو عن إنجازات العلم وعن السخرية من فكرة إله الفجوات تظن أن العلم ما ترك سؤالاً إلا وأجاب عليه

والواقع أنه كلما تقدمنا في الزمن كلما زادت النقاط المشكلة وزادت الحيرة

حتى أنك تجد في موقع ناسا اعترافاً يقول ما لا نعرفه عن الكون أكثر مما نعرفه

صدق الله ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

هل تذكر فكرة الأكوان المتعددة التي وضعت للخروج من مأزق الضبط الدقيق للكون؟

هل تذكر التطور المتقطع ؟

سأحدثك عن أمر هام ومحل جدل شديد في الفيزياء الكونية

طبقاً للفيزياء المعهودة الكلاسيكية فإن النجوم البعيدة عن مركز المجرة تنتقل بشكل أبطأ من النجوم القريبة من مركز المركز

، لكن المشاهدات وعمليّات الرصد المختلفة أظهرت أنّ النجوم تمتلك سرعات متقاربة جدًّا بغض النظر عن مكان وجودها داخل المجرة.

فلكي تكون المعادلات صحيحة تم افتراض وجود مادة مظلمة تؤثر على النجوم البعيدة عن مركز المجرة بحيث تجعلها تملك السرعة نفسها للنجوم القريبة من مركز المجرة

هذه المادة غير مرئية وإلى الآن لم تكتشف

وأيضاً افترض العلماء أن سرعة تمدد الكون ستتابطأ بفعل الجاذبية لكن عندما قام فريقان مستقلان بقياس هذا التباطؤ في التمدد وجدوا أن التمدد يزداد بدل أن يقل! شبهها أحد العلماء برميك لمفاتحٍ إلى أعلى متوقعًا أن ينزل إلى أسفل، لكن عوضًا عن ذلك فإنه يستمر بالصعود إلى أعلى متجهًّا نحو السقف! وهذا دفع العلماء ليظنوا أن التمدد المتسارع للكون ناتجٌ عن قوةٍ متولدةٍ من تموّجاتٍ كميّةٍ في الفضاء الفارغ كما يبدو، والتي يزداد مقدارها كلما توسع الكون. ولأنّ العلماء لم يجدوا لها اسمًا أفضل من الطاقة المظلمة فأطلقوه عليها

وهذه الطاقة المظلمة مثيرة للحيرة فهي إلى الآن غير مرصودة حتى جمح خيال بعض الفيزيائيين وقال أنها ربما كائنات فضائية ( وطبعاً هذا كلام علمي ما دام أنه لا يشير لخالق )

اكتشاف المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة كفيل بأن يوصلك إلى منصبة جائزة نوبل باستحقاق لا يتناقش فيه اثنان لهذا اشتد حماس كثيرين لادعاء أنهم وجدوا إشارات تدل على وجود المادة المظلمة ولكن وكالة ناسا شككت بقوة ونقلت تشكيكات ورأت أن الأمر ليس كافياً إلى الآن

بل هنا خبر سيء https://phys.org/…/2012-04-dark-theories-mysterious-lack-su…

تشير هذه الدراسة أنه لم ترصد المادة المظلمة بالقرب من الشمس وبالتالي يتوقع عدم وجودها عند الأرض أو عدم المقدرة على رصدها

ذكر صاحب كتاب تحرير العلم من الأوهام أنه لماذا يقدم العلماء على إنكار الخوارق والمادة المظلمة التي بتقديرهم تشغل معظم الكون مجهولة لنا تماماً فقد يصيب المرء الظاهرة الخارقة عن طريق التواصل مع هذه المادة التي هي مسئولة عن عدد من الظواهر التي لا نفهمها بحسب الفيزياء المعهودة بل هي أشبه بالمعجزات

وكثيرون يرونها مجرد خرافة لإنقاذ الفيزياء النيوتنية وأن هناك أيضاً ظاهرة عجيبة أسندت للطاقة المظلمة وهي أن الكون كلما زاد تعقيده كلما زادت درجه تماسكه وهو امر مذهل وغير مبرر في ظل تناقص كثافه الماده بتزايد درجه تعقيد النظام

فانظر العجب !

قياس عمر الكون مبني على أنه يتمدد طوال السنوات الماضية بنفس المعدل وهذا مجرد إيمان وتوقع وقياس ثم إن الطاقة المظلمة المزعومة قد يكون لها أثرها في هذا السياق والقوم إذا تكلموا عن المجال المغناطيسي يشككون في ثباته لكي يتوصلوا إلى أنه لا يتناقص بنفس المعدل كل 1400 سنة فيضطروا للتسليم بقصر عمر الأرض المناقض لعامة للنظرية البيولوجية السائدة

وشرح هذا أن المجال المغناطيسي ضروري جداً للحياة في الأرض فهو الذي يحمينا من الرياح الشمسية التي من شأنها أن تدمر كل صور الحياة في الأرض إن وصلت إليها

وهو ليس فقط يحمي الأرض من الأشعة الشمسية بل ينتج الطاقة أيضاً

من الأدلة الشهيرة لأنصار نظرية الأرض الفتية أو الأرض الشابة أن المجال المغناطيسي يتناقص كل كل 1400 سنة فلو كان عمر الأرض كما يدعي أنصار الأرض القديمة مليارات السنين لما وجدت الحياة فيها قبل مليارات السنين لأن المجال المغناطيسي سيكون ضعيفاً جداً أو قوياً جداً بحيث يعدم الحياة على الأرض بسبب الأشعة الشمسية

وشرح هذه الفكرة يطول من أرادها فليراجع مدونات القوم ( وهم طبعاً يشككون في الحساب الكربوني )

ولكن العجيب أن أنصار الأرض القديمة كان جوابهم على هذا أن المجال المغناطيسي متغير وأنه يحتمل أنه يضعف ويقوى في الماضي

وحقيقة هذا الجواب بحد ذاته يدل على العناية الإلهية مع أنه صادر من ملحدين في الغالب

وذلك أن عمر البشر يقدر عندهم ب300 ألف سنة في أشهر التقديرات فيما أذكر وقبله كائنات كثيرة عاشت ملايين بل بعضها مليارات السنين في تقديرهم

فطوال هذه المدة لم يصل المجال المغناطيسي إلى حالة من الضعف تجعل الشمس تعدم كل الأحياء التي على الأرض أو تعدم الإنسان على وجه الخصوص !

ولكن لاحظ التشكيك بثبات المجال المغناطيسي مع الإقرار بثابت هبل وفيه مشاكل معروفة

فهل انتهى الكلام عن ثابت هبل ؟

الجواب : لا فإن ثابت هبل مبني على فكرة الانزياح للأحمر وهو أن الأجسام المشعة كلما أبعدت انزاحت للحمرة وكلما اقتربت انزاحت للزرقة

وإزاحة دوبلر اعتمد عليها هبل في اكتشافاته

غير أن  دوبلر لا تتبين من خلال العين المجردة قط، وهي بذلك تختلف عن التطبيق المتعلق بالامواج الصوتية. فبحسب الاخيرة تتصف الظاهرة بانها مألوفة تماماً، فاذا كان هناك مصدر متحرك يحمل صفارة صوتية، كما في حالة سماعنا لسيارة الاسعاف، فاننا ندرك من خلالها اقتراب المصدر او ابتعاده، فاذا زادت حدة الصوت المسموع باضطراد فسيدل ذلك على اقتراب المصدر منا، وعندما تنخفض هذه الحدة او تخفت باضطراد فانه يتباعد عنا. كذلك هو الحال مع الضوء، فلو كان هناك مصدر يبتعد عنا بسرعة فائقة فان الضوء الذي سيصلنا منه سيبدو احمر، ويزداد الاحمرار كلما ازداد بعداً، ولو اقترب المصدر منا فسيبدو ازرق، ويزداد زرقة كلما اقترب اكثر فاكثر باضطراد. وتفسير هذه الظاهرة هو ان الامواج الضوئية في حالة الابتعاد تزداد طولاً؛ لذلك تبدو حمراء، فيما تتقلص اكثر فاكثر عند الاقتراب فتبدو زرقاء. وبالتالي يحدث الانزياح نحو الاحمر بسبب تمدد الضوء فيتطلب زمناً اطول ليصل الينا، فيما يحدث الانزياح نحو الازرق بسبب انضغاط الطول الموجي للضوء فيتطلب زمناً اقصر ليصل الينا

غير أن الإزاحة الحمراء نفسها تدور حولها شكوك


يعتمد دليل الازاحة على ظاهرة دوبلر وفقاً للانحراف نحو الطرف الاحمر لضوء الطيف عندما تكون النجوم والمجرات مبتعدة عنّا، كالذي سبق عرضه خلال الحلقة الاولى من هذه الدراسة. والمشكلة الاساسية التي يواجهها الدليل المشار اليه هي ان هذا التفسير ليس هو الوحيد المسبب للازاحة الحمراء، فهناك اسباب اخرى تسبب الانحراف اللوني المذكور من دون ان يكون لها علاقة بالابتعاد. فقد تحصل هذه الازاحة بسبب تقدم العمر ولا علاقة لها بمفعول دوبلر. كما قد يفترض وجود غبار يسبب عتمة النجم بدل التعويل على كون النجم بعيداً، تماماً مثلما تحمرّ الشمس والقمر بسبب الغبار في الغلاف الجوي. ويعتقد الفلكيون بان اغلب الخطوط الطيفية الخاصة التي رصدت تعود الى وجود غاز منتشر ورقيق جداً يُظهر الانحراف نحو الاحمر. كما قد يحصل هذا الانحراف بسبب حقل الجاذبية الشديدة التي تنهك طاقة الضوء المغادر منها، كالثقوب السوداء هائلة الحجم في مراكز بعض المجرات. هذا بالاضافة الى وجود اسباب اخرى قد يكون لها صلة بالفيزياء النووية تعمل على توليد الازاحة الحمراء وليس بسبب الابتعاد والسرعات المتفاوتة.

وطبقاً لما سبق شكك عدد من الفلكيين البارزين في ان يكون لهذه الظاهرة صلة بمفعول دوبلر او بتوسع الكون. واغرب ما في الامر هو ان هابل نفسه صاحب الاكتشاف المتعلق بهذا الصدد كان كثير التشكك فيما تعنيه الازاحة الحمراء، ففي اواسط الثلاثينات من القرن الماضي انهمك في جدل محتدم مع عدد من علماء الكون النظريين بشأن التفسير المناسب لانزياح طيف الضوء الوارد من المجرات الهاربة نحو الاحمر. فقد كان هابل يشعر بان قياسات هذا الانزياح لم تكن جديرة بالثقة بسبب الإحكام الذي يجب القيام به لمعادلة نقصان طاقة الضوء الوارد من المجرات المرصودة، فهذا النقصان يجعل الضوء يبدو اكثر وهناً مما يمكن ان يكون. وعليه رفض ان يفسر الازاحة الحمراء كدليل على ابتعاد المجرات عنا بسرع اقل من سرعة الضوء، وقد ادى به الرفض المشار اليه (عام 1936) الى الاستنتاج القائل بان المجرات ساكنة بلا توسع، فتعرّض استنتاجه الى هجوم من قبل العديد من علماء الكون النظريين، رغم ان اعمال هابل الرصدية كانت موضع ثقة واعتماد من دون اعتراض ( هذا منقول من الباحث يحيى محمد )
لقد تعرض ثابت هابل الى الكثير من التغير والتبديل نتيجة المزيد من الاكتشافات والملاحظات الرصدية. وفي البداية كان قياس هذا الثابت وبالاً على اكتشافات هابل نتيجة بعض الاخطاء، فخلال الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي تم قياس هذا الثابت بحوالي (170 كم في الثانية) لكل مليون سنة ضوئية من المسافة. لكن سرعان ما تبين بان هذا التقدير خاطئ، وانه على اساسه يكون عمر الارض اكبر من عمر الكون باكثر من ضعفين. وتبين فيما بعد ان تقدير ثابت هابل هو اقل بكثير مما كان يتصور، ومع ذلك نجد تقديرات مختلفة حوله، فتارة يقدر بحوالي (15 كم في الثانية) لكل مليون سنة ضوئية. حيث قدر الفلكيون ابعاد المجرات البعيدة بعشرة امثال ما قدره هابل، وهكذا اصبح الثابت يساوي (15 كم في الثانية) لكل مسافة مليون سنة ضوئية، ولدى بعض اخر انه (16 كم في الثانية)، كما هناك من قدره بانه يتراوح حالياً بين (60ـ70 كم في الثانية) لكل ميجا فرسخ فلكي، اي لكل (3.26 مليون سنة ضوئية)، او يتراوح بين (70-75)، او يحدد بحوالي (66.5)، او حوالي (73 كم في الثانية) لكل ميجا فرسخ فلكي.. الخ. فهذه التقديرات خاضعة للمراجعة بين حين وآخر اعتماداً على اكتشاف المزيد من المجرات وابعادها وتقدير سرعاتها.

ان كل ذلك ينعكس على اختلاف التقادير المتعلقة بقياس عمر الكون، وكذلك الكثافة الحرجة، الى درجة التخبط. فقد قُدرت الكثافة الحرجة بانها تتناسب مع مربع ثابت هابل مقسوماً على ثابت الثقالة الكوني، فمثلاً لو كان هذا الثابت عبارة عن (16 كم في الثانية) لكل مليون سنة ضوئية فستكون الكثافة الحرجة عبارة عن (4.5 x 10-30 غرام سم3)، اي بروتون واحد لكل (400000 سم3) من الفضاء. اما عندما يتغير هذا الثابت فان الكثافة الحرجة ستتغير كذلك. وبالتالي تبقى النظريات الفلكية وعلم الكونيات في تغير وعدم استقرار مع اي اكتشاف جديد.
وماذا عن عمر النجوم ؟

في الواقع ليس الانزياح للحمرة العامل الوحيد ولكن الفلكيين معترفون بعدم الدقة

يقول سيدني بارنيز :" لقد وجدنا العلاقة أن العلاقة بين الكتلة ومعدل الدوران وعمر النجم يمكن تحديدها الآن بشكل جيد فبالمراقبة بإمكاننا تحديد عمر كل نجم بدقة تصل إلى 10 % "

ثم إن سانداج وكريستيان قد حذرا من اعتبار تلك النتائج نهائية لا تقبل الشك ، فحينما نرصد مجرة تبعد عنا بليوني سنة ضوئية فإنما تنظر الى الوضع الذي كانت عليه قبل بليوني سنة ، ولا يزال ينقصنا الكثير من البيانات والمعلومات عن الطريقة التي تطورت بها المجرات ، فلعل المجرات البعيدة قد كانت ألمع في الماضي مما هي عليه الآن ، أو ربما تكون قد خبت

قال بعض الباحثين :" من أجل الوصول الى عمر الكون يجب على العلماء إمتلاك المزيد من المعلومات. قيمة ثابت هيبل نعرف بواسطتها سرعة تمدد الكون اليوم، ولكن لانستطيع ان نعلم فيما إذا كانت هذه السرعة هي نفسها في السابق. هذا الوضع يفتح المجال لثلاث افتراضات ممكنة:
الاولى: إذا كان تمدد الكون متساوي في كل الازمنة، يمكن إعتبار عمر الكون هو:

T=1:H

وهذا يسمى عمر هيبل. على اساس قيمة ثابت هيبل المعروفة اليوم وبالتالي يكون عمر الكون إنطلاقا من هذه المعادلة هو: 13,8 مليار سنة.

الثانية: إذا كانت السرعة تكبح وتتباطئ، بسبب قوة الجاذبية، يمكن عندها حساب عمر الكون إنطلاقا من معادلة:

T=2: (3.H)

وحسب هذه المعادلة يكون عمر الكون 9,2 مليار سنة، مع استخدام ثابت هيبل نفسه كما في السابق.

الثالثة: إذا كان الكون يتمدد متسارعا، بفضل تأثير الطاقة المظلمة. هنا لازال بالإمكان التوصل الى عمر الكون باستخدام ثابت هيبل، ولكن يحتاج الامر الى معادلات اكثر تعقيداً. هذه الحسابات المعقدة هي التي قدمت لنا العمر الذي كان معتمدا الى فترة قصيرة وهو: 13,7، وهي التي قدمت لنا النتائج الجديدة بعد الحصول على قيم جديدة، بسبب استحداث الطرق الجديدة، ليصبح عمر الكون: 15,8 مليار سنة"

وهذا يؤكد بعض ما قلناه ويتناقض مع بعض آخر وفي المقابل هناك جماعة من أنصار الأرض الشابة يقدمون بينات تفيد قصر عمر الأرض ( وبحثنا في الكون لا الأرض ) ولكن بعضها يستدلون به على قصر عمر الكون بالكلية فمن ذلك الكلام على نسبة الهيدروجين في الكون

يقول فريد هويل
if the universe were little hydrogen in it. It would all have been transformed into helium by now. Yet stellar spectra reveal an abundance of hydrogen in the stars, therefore the universe must be youthful.

معنى كلامه أنه لو كان احتراق النجوم يكون من اندماج الهيدروجين إلى هيليوم فهذا يعني أنه نسبة الهيدروجين في الكون ستكون قليلة لأنه يستمر بالتفاعل والاندماج على مدى مليارات السنين

ولكن المشكلة أن نسبته في الجو كبيرة جداً نسبياً

وهذه في الواقع حجة قوية وأيضاً هناك حجة متعلقة بنسبة الهيليوم

يقول الدكتور ملفين كوك الحائز على جائزة نوبل أنه درس غاز الهيليوم ويقول أن هذا الغاز موجود في الجو بنسبة مليون مليار جرام ولكن هذه الكمية قليلة إذا اعتبرت أنه يخرج من الأرض ويتراكم في الجو ( يعني هذا إذا كان عمر الأرض كبيرا) بل المشكلة أن الشمس أيضاً تزود الأرض بالهيليوم فإذا كان عمر الأرض 4.5 مليار سنة فيكون الجو ممتلئاً بالهيليوم ولكن الواقع خلاف هذا

يقول الدكتور ملفين أن تقديراتهم لعمر الأرض لو كان صحيحاً لكانت كمية الهيليوم أكبر بمليون مرة من الذي نجده حالياً

وقد عرض للجواب المشهور أن الهيليوم يهرب من الغلاف الجوي إلى الفضاء

وقد بحث في هذه المسألة وهو متخصص في الهيليوم فوجد أنه لا يمكنه الهروب من الغلاف الجوي ( المصدر فيلم في قناة الباحثون المسلمون في اليوتيوب بعنوان فيديو صادم عن حقيقة واخطاء القياس بالمواد المشعة والكربون 14 المشع)

وهناك حجج متعلقة بانكماش الشمس وما ذكرته آنفاً من تغير المجال المغناطيسي وهذه حجة شهيرة استخدمها العديد وأين وجود النيازك إلى الآن مع قصر عمرها نسبياً

واعتبار حجج القائلين بقدم الأرض علماً وعدم اعتبار هذه الحجج علماً إنما هو تحكم بارد دافعه الهوى وذلك أن العمر الطويل للأرض يعضد معطيات نظرية التطور وأما العمر القصير فيقضي عليها تماماً

والعاقل المنصف يكون مطلعاً على حجج الجميع ولا يستسلم للسائد ثم يتهم غيره بالسطحية

ثم إن هناك مشكلة المبدأ الهولوغرامي والذي خلاصته أن الكون حولنا هولوغرام كبير وهذا المبدأ له أنصاره ومؤيديه ومن كتب عنه ودلل عليه

وهذا يقضي على عامة الحسابات الماضية


يقول الفيزيائي ستيفن هاوكنج Stephen Hawking في كتابه الأخير التصميم العظيم The Grand Design - الكتاب الذي الذي نُشر في عام 2010 وأثار ضجة كبيرة- يقول هاوكنج ص72 :- ( ولو ثبتت صحة المبدأ الهولوغرامي ساعتها سنكتشف أننا نعيش داخل وعاء السمك الذهبي وسنكون أشبه ما يكون بأننا نعيش بالفعل داخل وعـاء السمك الذهبي ) .. ووعاء السمك الذهبي كما يروي ستيفن هاوكنج قصته في نفس الكتاب ص 63 :- ( في إجتماع مدينة مونزا Monzaبإيطاليا تمت إدانة وضع السمك الذهبي داخل أوعية منحنية لأن هذا أمر قاس بالنسبة للأسماك لأنها ستلاحظ الحقائق العلمية بطريقة مشوهة وخاطئة فالخط المستقيم ستراه بصورة منحنية وبالتالي كل القوانين العلمية التي ستصل إليها ستكون صحيحة طبقا لعالمها لكنها في الحقيقة قوانين مشوههة وخاطئة إنها ستبني رؤيتها للعالم حولها عل قوانين خطأ تماما لكن صحيحة بالنسبة لعالمها وتطبيقاتها ..)
إذن لو صح المبدأ الهولوغرامي فستكون كل معرفتنا بالمجرات والأفلاك حولنا مجرد وهم كبير كما يرى هاوكنج ...!!

والخلاصة أن الذين يشكون في البديهيات كالسببية والمباديء الأخلاقية وما تواتر من أخبار الأنبياء ومعجزاتهم  يسلمون بأمور ويجعلونها قطعية وعليها ألف تشكيك وتشكيك من نفس وما قادهم إلى هذا إلى الهوى مع مكر الله بهم

ثم إن الدول التي تسمى بالمتقدمة أنفقت أموالاً كثيرة جداً على هذه الحسابات لعمر الكون وعمر الأرض وغيرها ثم يظهر باستمرار أنها غير دقيقة ونحن نرى المجاعات ونرى ما يحصل عندهم من انهيار البنى التحتية وعدم وجود ارتياح اقتصادي تام بل وجود الكثير ممن لا يملك مسكناً والضرائب الصارمة فلا حول ولا قوة إلا بالله أين يذهب غرور الإنسان به
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي