مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: من تناقض الرافضة وعدنان إبراهيم في استدلالهم بحديث ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم)

من تناقض الرافضة وعدنان إبراهيم في استدلالهم بحديث ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
فمن الأحاديث التي يكررها الرافضة حديث ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم )

وتابعهم على هذا الاستدلال عدنان إبراهيم

وقبل البحث في صحة الخبر آخر ما آل إليه أمر علي ومعاوية الصلح والتحكيم ثم لا حرب

قال ابن أبي شيبة في المصنف 39007- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُهَلَّبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا يقول يَوْمَ صِفِّينَ وَهُوَ عَاضٌّ عَلَى شَفَتِهِ : لَوْ عَلِمْت أَنَّ الأَمْرَ يَكُونُ هَكَذَا مَا خَرَجْت ، اذْهَبْ يَا أَبَا مُوسَى فَاحْكُمْ وَلَوْ حزَّ عُنُقِي.
39008- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، أَنَّ عَلِيًّا ، قَالَ لأَبِي مُوسَى : احْكُمْ وَلَوْ تحزُّ عُنُقِي

والحسن صالح معاوية فهو داخل في ( سلم لمن سالتم ) !

والعجيب أنهم يحتجون بهذا الحديث وينسون الخبر الثابت ( آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار )

وهذا صحيح

قال الحربي في غريب الحديث  حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَسَى إِنْ أَظْهَرَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ فَقَالَ: الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ "

وهذا خبر في سيرة ابن إسحاق

والحديث لا يثبت

قال ابن ماجه في سننه 145- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ صُبَيْحٍ , مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ لَعَلِيٍّ ، وَفَاطِمَةَ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ : أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ ، حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ.

يلاحظ أن هذا الحديث لم يخرجه من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه ومفاريده الأصل فيها الضعف وصبيح مجهول والسدي شيعي مختلف فيه وأسباط بن نصر صدوق كثير الخطأ

وقد ذكر هذا الحديث الذهبي في مناكيره في الميزان

وقال الحاكم في المستدرك 4713- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَحَّافِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنْ تَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُ رِوَايَةً غَيْرَهَا.

تليد اتهمه أحمد وابن معين والساجي وغيرهم بالكذب

وقال الحاكم نفسه  ردىء المذهب ، منكر الحديث ، روى عن أبى الجحاف أحاديث موضوعة .
زاد الحاكم : كذبه جماعة من العلماء .

ثم يحتج بحديثه في المستدرك !

وقد احتج عدنان بحديث (و إني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا و سبعين ألفا)

وادعى أن الذهبي صححه ونعم الذهبي قال أن سنده على شرط مسلم ولكن في عدة مواطن صرح باستنكار متنه والسند ليس على شرط مسلم

فقال الذهبي : (( هذا حديث نظيف الإسناد ،و منكر اللفظ )) ، و قال أيضا : غريب

قال الذهبي في الميزان :" 6791 - قاسم بن إبراهيم الهاشمي الكوفى.
عن أبي نعيم، وغيره.
يعد في الضعفاء.
قال ابن حبان: منكر الحديث، حدثنا وصيف بن عبدالله بأنطاكية، حدثنا القاسم، حدثنا أبو نعيم، عن عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس: نزل (2) جبرائيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وسبعين ألفا.
قال ابن حبان: وهذا لا أصل له.
قلت: رواه الحاكم (3) في المستدرك من وجهين: عن أبي نعيم فقال: سبعين ألفا وأنا (4) قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا، فالثلاثة الراوون له عن أبي نعيم مقدوح فيهم."

وحكم على ابن الجوزي بالوضع

وكذا استغربه الخطيب البغدادي في الفوائد المنتخبة

وما أحسن ما قال خالد كبير علال :" فهذا الحديث أنكره الذهبي على نظافة إسناده على حد قوله ، لأن متنه منكر ، فقد قُتل من هو أعظم من الحسين ، و لم يُنزل الله فيهم وحيا ، ألم يُقتل عمر بن الخطاب في المسجد ، و هو الخليفة العادل ، و عثمان قُتل في بيته على يد الأشرار الخارجين عليه ، و علي قتله بعض الخوارج المارقين عند خروجه لصلاة الفجر ؟ ، و هؤلاء-رضي الله عنهم- قتلوا مظلومين ، بلا حمل للسلاح ، و هم أفضل من الحسين بلا شك ، و مع ذلك لم يُنزل الله فيهم وحيا للاقتصاص لهم .
كما أن هذا الحديث لم أعثر له على أي أثر في كتب الصحاح ،و لا المسانيد ، و لا السنن ، إلا عند الحاكم النيسابوري (405ه) في مستدركه ، و هو معروف بتشيعه ، و ضعفه ، و تصحيحه و تحسينه لكثير من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة"

وقال ابن كثير : هذا حديث غريب جداً

فاعجب ممن ينكر نزول المسيح والعشرات من الروايات الصحيحة ويحتج بهذا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي