مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: ريحانة بنت شمعون : المرأة التي كادت أن تكون من أمهات المؤمنين

ريحانة بنت شمعون : المرأة التي كادت أن تكون من أمهات المؤمنين



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
من المؤسف أن غالب المسلمين لا يعرفون السيدة ( ريحانة بنت شمعون ) !

هذه المرأة اختلف فيها هل هي زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم أم لا وقد كانت أمة له وقد عرض عليها الزواج وأن تصير من أمهات فاختارت أن تبقى أمة لأن رأت أن هذا أيسر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كأنها خشيت من غيرة أمهات المؤمنين وحق لهن الغيرة على سيد الخلق )

قال ابن إسحاق في «الكبرى» : كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول اللَّه، بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليّ وعليك، فتركها.
وماتت قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع.

وفي مراسيل الزهري ( شيخ ابن إسحاق ) عند يعقوب بن سفيان : وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سريّة يقال لها مارية، فولدت له غلاما سماه إبراهيم، فتوفي وقد ملأ المهد، وكانت له وليدة يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من خنافة وهم بطن من بني قريظة أعتقها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويزعمونه أنها قد احتجبت.

يعني أن قومها يزعمون أن احتجبت كما تحتجب أمهات المؤمنين وهذا جعل بعضهم يعدها في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام، حَدثنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَتْ لرَسُول الله وليدتان، مَارِيَة الْقبْطِيَّة وريحة أَوْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ شَمْعُونَ بْنِ زَيْدِ بْنِ خُنَافَةَ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ، كَانَتْ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْحَكَمِ فِيمَا بَلَغَنِي، وَمَاتَتْ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقال ابن ناصر الدمشقي في جامع السيرة والآثار :" وقد اختلفت الرواية هل كانت زوجة كأمهات المؤمنين أو ملك يمين كمارية؟ فروي عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي المدني إمام بني قريظة وأبي حفص عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري ومحمد بن كعب القرظي والمطلب بن عبد الله بن حنطب والزهري والواقدي وكاتبه محمد بن سعد وطائفة من المتأخرين أن ريحانة كانت زوجة.
قال الواقدي: وهو أثبت الأقاويل عندنا, وهو الأمر عند أهل العلم, وقد سمعت من يروي أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتقها, وكان يطؤها بملك اليمين حتى ماتت رحمها الله تعالى. انتهى.
وقيل فيها قول ثالث, وقد تقدم عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم تسرى بها, ثم أعتقها فلحقت بأهلها والقائلون بزوجيتها مختلفون؛ منهم من قال : إنها لم تزل عنده صلى الله عليه وسلم حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع, ومنهم من قال: طلقها ثم راجعها, ومنهم من قال: طلقها ولم يراجعها, فكانت في أهلها, وتقول: لا يراني أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم"

الواقدي متهم على علمه بالسيرة وقد روى عدة روايات في أن النبي صلى الله عليه وسلم خيرها بين الإسلام واليهودية فاختارت الإسلام ثم أعتقها وتزوجها وكانت تغار عليه غيرة شديدة كانت تلك الغيرة سبباً في طلاقها الأول فحزنت وبكت فرق لها رسول الله وراجعها ثم ماتت قبل النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا فيه بعض مخالفة لما ذكر الزهري وابن إسحاق

وقال كاتبه في "الطبقات": أخبرنا عبد الملك بن سليمان, عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة, عن أيوب بن بشير المعاوي قال: لما سبيت قريظة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريحانة إلى بيت سلمى بنت قيس أم المنذر, فكانت عندها حتى حاضت, ثم طهرت من حيضها, فجاءت أم المنذر فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم المنذر, وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحببت أعتقتك وتزوجتك فعلت, وإن أحببت أن تكوني في ملكي» فقالت: يا رسول الله أكون في ملكك أخف علي وعليك, فكانت في ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطؤها حتى ماتت

وعبد الملك ما عرفته وهذه رواية مقاربة لرواية ابن إسحاق

وعلى كل هي صحابية جليلة اختارت الإسلام عن رضا وخيار وتشرفت بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ووقع الخلاف في كونها من أمهات المؤمنين أم لا

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي