مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: نقض زندقة عدنان إبراهيم في تسميته رب العالمين تسمية الأثنى

نقض زندقة عدنان إبراهيم في تسميته رب العالمين تسمية الأثنى



أما بعد :

فقد كنت أنوي أن أطوي كشحاً عن هذا الأمر ، ولكنني استحييت من الله

عدنان إبراهيم في خطبته الأخيرة بائع النبي صلى الله عليه وسلم ! يقول أنه إذا دعا الله لا يقنع حتى يناديه سبحانه وتعالى : ( يا أبي يا أمي يا صديقي )

يحاول في هذا السياق أن يظهر نفسه في ثوب الفيلسوف الروحاني الذي لا يفهمه علماء الظواهر والرسوم فيكفرونه

وبئس التظاهر وبئس الحال

قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأنْثى )

فكيف بمن يسمى الله عز وجل هذه التسمية

وهو في هذه الخطبة ادعى أن أسماء الله في الكتاب والسنة مائتي اسم ( وهذا توسع غير مرضي ولا حقيقة له )

فكلها ما أقنعته حتى ذهب لهذه الزندقة الوخيمة

وهذا لعمري من فساد ذوقه فأهل الصلاح والقلوب العامرة يرون أنه لا مقارنة بين مقام العبودية لله من جهة إشباع الوجدان بالمحبة والشوق وما بين المخلوق والمخلوق

قال البخاري في صحيحه 5999 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا

وقال الدارمي في مسنده  2785 - حدثنا الحكم بن نافع عن شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : جعل الله الرحمة مائة جزء وأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه

والحديث في الصحيحين فكيف نشبه من رحمته جزء من مائة رحمة بصاحب مائة رحمة الله الكاملة ؟

ولكن شرط الانتفاع بهذه الرحمة الإيمان بها فمن جحدها جوزي بما قال

وليت شعري ماذا نشرح ؟

وعدنان نفسه في بعض خطبه يقول أنه ليس من الأدب أن تقول لمن هو أكبر منك يا أخي وهو يخاطب رب العالمين بيا أمي يا أبي !

قال أبو نعيم في الحلية حدثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر، حدثنا الحسن بن محمد التاجر، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: سمعت بعض أصحابنا، يقول: عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي. فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي.
.
هذا السمو التعبدي الصحيح بعيداً عن التحاذق والألفاظ الزندقية ولكن من يرمي أهل السنة والصحابة بالتشبيه يقع في الأشنع

وهذا الرجل يحاول البحث في الأمور بطريقة تجعل متابعيه من الليبراليين والزنادقة لا يتضايقون وقد صدق فعلاً أنه مارتن لوثر المسلمين وعلي شريعتي العرب !

ويصف من يخالفه بأنهم كهنة ، والواقع أنه لو كان هناك كهنوت لما تجرأ لا هو ولا غيره على الكلام فدعك من الأوهام والسخافات ، فقد رأينا من شأن عدنان أثناء الثورات كيف يرعد ويبرق على المنبر مهاجماً الحكومات في بلدان الثورات ومسخفاً من شأن كل مثقف يعتزل السياسة حتى قال أنه لا قيمة لعلم المثقف إذا كان منفصلاً عن أمته ثم هو في خطبته عن أحمد زويل يقول آليت على نفسي ألا أتكلم بالسياسة وذلك بعد انقلاب الأوضاع والله المستعان وهذا ما أصابه شيء فكيف لو كان هناك كهنوت يصدر أوامر الإعدام ؟ ، وما إن دعاه قادروف والوليد بن طلال حتى هرول إليهما وما عندهما إلا الترغيب فكيف لو جمع شخص الترغيب والترهيب

ومن فساد ذوقه قوله أننا لما لم نحب الناس كما ينبغي لم نعرف كيف نحب الله !

والقضية معكوسة فمن عبد الله وعرف غاية وجوده أحسن للخلق فالخير يستمد من الله ابتداءً لا العكس ومن سوء الأدب جعل محبة الله فرع عن محبة المخلوق وكأن المخلوق هو الأصل

كلامه فاسد ذوقياً جداً قبل فساده شرعياً وعقلياً ( ولا يتعارضان ) بل هو زندقة حمقاء قاده إليها مدح النوكى له بأنه مفكر ومستقل فيحاول أن يصدق قولهم بمثل هذا الهذيان القميء
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي