مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: البديل الثابت لخبر ( والله لو جعلوا الشمس في يميني والقمر في يساري )

البديل الثابت لخبر ( والله لو جعلوا الشمس في يميني والقمر في يساري )



أما بعد :
 
فإنه كثر الكلام على تضعيف رواية ( لو جعلوا الشمس بيميني والقمر بشمالي )

وأنا شخصياً لا أرى التعنت في أخبار السيرة وقد شرحت هذا في أحد ردودي على عبد الرحمن الحجي غير أنني سأعرض عن هذا وأذكر رواية بديلة تتضمن المعنى نفسه بإسناد جيد

قال البخاري في التاريخ الكبير قال مُحَمد بن العَلاَء: حدَّثنا يُونُس، قَالَ: حدَّثني طَلحَة بْن يَحيى بْنِ طَلحَة بْنِ عُبَيد اللهِ، عَنْ مُوسَى، قَالَ: أَخبرني عَقِيل بْن أَبي طَالِبٍ، قَالَ: جاءَت قُرَيشٌ إِلَى أَبِي طالِبٍ، فَقالُوا: إِنَّ ابنَ أَخِيكَ هَذا قَد آذانا فِي نادِينا، فانهَهُ عَنّا، فَقال: يا عَقِيلُ، ائتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فانطَلَقَ إِلَيهِ فاستَخرَجَهُ مِن كبسٍ، يَقول: مِن بَيتٍ صَغِيرٍ، فَجاءَ بِهِ فَي الظَّهِيرَةِ، فِي شِدَّةِ الحَرِّ، فَجَعَلَ يَطلُبُ الفَيءَ، يَمشِي فيهِ مِن شِدَّةِ حَرِّ الرَّمضاءِ، فَلَما أَتاهُم، قَالَ أَبُو طالِبٍ: إِنَّ بَنِي عَمِّكَ هَؤُلاَءِ زَعَمُوا أَنَّكَ تُؤذِيهِم فِي نادِيهِم ومَسجِدِهِم، فانتَهِ عَن أَذاهُم، فَحَلَّقَ النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم بَصَرَهُ إِلَى السَّماءِ، قَالَ: تَرَونَ هَذِهِ الشَّمسُ؟ قَالَ: ما أَنا بِأَقدَرَ عَلى أَن أَرُدَّ ذَلِكَ مِنكُم عَلى أَن تُشعِلُوا مِنها شُعلَةً، فَقال أَبُو طالِبٍ: واللهِ، ما كَذَبَنا ابنُ أَخِي قَطُّ، فارجِعُوا.

يونس بن بكير الأكثر على توثيقه ومعلوم عنايته بالسيرة وطلحة بن يحيى إنما أنكر عليه حديث العصفور كما نص عليه أحمد وهذا معناه أن بقية أخباره مستقيمة والأكثر على تعديله فهذا إسناد جيد

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بن المغيرة بن الأخْنَس أنه حُدِّث: أن قُرَيْشًا حِينَ قَالُوا لِأَبِي طَالِبٍ هَذِهِ الْمَقَالَةَ، بَعَثَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فقال له: يابن أَخِي، إنَّ قومَك قَدْ جَاءُونِي، فَقَالُوا لِي كذا وكذا، الذي كَانُوا قَالُوا لَهُ، فَأَبْقِ عليَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلَا تُحمّلْني مِنْ الْأَمْرِ مَا لَا أُطِيقُ؛ قَالَ: فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ فِيهِ بَدَاءً1 أَنَّهُ خَاذِلُهُ ومُسْلِمُه، وَأَنَّهُ قَدْ ضَعُف عَنْ نُصْرَتِهِ وَالْقِيَامِ مَعَهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمُّ، وَاَللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشمسَ فِي يَمِينِي، والقمرَ فِي يَسَارِي2 عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظهره اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ اسْتَعْبَرَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَى ثُمَّ قَامَ؛ فَلَمَّا وَلَّى ناداه أبو طالب، فقال: أقبلْ يابن أَخِي؛ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- فقال: اذهبْ يابن أَخِي، فقلْ مَا أحببتَ، فَوَاَللَّهِ لَا أسْلمك لشيء أبدًا.

أما هذه فرواية معضلة وليست منكرة المتن والمعنى العام لها وللرواية السابقة واحد مع اختلاف في الألفاظ واضح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي