مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: براءة الإمام البخاري من التدليس القبيح ...

براءة الإمام البخاري من التدليس القبيح ...



أما بعد :
 
فإن أهل الزيغ يبحثون عن أي شيء ليطعنوا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وجهوا سهامهم للإمام البخاري بصفته صاحب الصحيح الشهير وكأنه انفرد بالأحاديث ولم يروها غيره

وقد وجدوا عند الذهبي تجاوزاً حيث وصف البخاري بالتدليس عدة مرات بمصطلح خاص عند الذهبي حيث يعد تسمية الشيخ باسمه مهملاً كأن تقول ( محمد ) أو ( عبد الله ) تدليساً ولم يسبق أحد الذهبي لمثل هذا الإطلاق

وأيضاً فيما وصف به البخاري في شأن نسبته للذهلي لجده وقبل هذا أقدم بمقدمة وبعد البحث ستبين لك أن البخاري من أبعد عن التدليس بل في الأمثلة نفسها دلالة على أنه بريء من التدليس المذموم

إن التدليس في الحديث ليس بمعنى التدليس المعروف عند الناس وإنما هو أمر دون ذلك وليس هو بالكذب بل لا يلجأ إليه إلا الصادقين هروباً من الكذب ولو شاءوا لصرحوا بالسماع ولكنهم ورعاً يقولون ( عن ) وإذا أوقفوا وقيل هل سمعت الحديث يقول ( لا ) ولا يستحل أن يكذب

وكثير مما يطلق عليه تدليس هو إرسال خفي بمعنى أن الشيخ يروي عن راو لم يسمعه أصلاً مع احتمال السماع ب( عن ) وربما اعتمد في ذلك على أن الناس يعلمون أنه لم يسمع من فلان ، ولكنه صار تدليساً بالنسبة الذين جئنا بعد سنين فظننا أنه ربما سمع منه

فإن قيل أليس قد قال بعض الناس ( التدليس كذب أو أخو الكذب )

فيقال : هذا الكلام يحمل على أحد محملين

الأول : أنه أراد ضرباً معيناً من التدليس وهو أن يدلس المرء عن الكذابين وهذا جرح في المدلس نفسه ، وإما أن يسمي الراوي الكذاب بغير اسمه المعروف وهذا يشبه الكذب خصوصاً إذا كناه بغير كنيته المعروفة

الثاني : أن يكون اختيار هذا الراوي في التدليس أنه كذب ولا يحكم على المدلس المتأول بأنه كذاب كما يحكم كثير من أهل المدينة على نبيذ أهل الكوفة بأنه خمر ولا يحكمون عليهم بأنهم شراب خمر لتأولهم وكما يحكم بعض الفقهاء على بعض المعاملات بأنها ربا وعلى بعض الأنكحة بأنها زنا ولا يحكمون على المعين المتلبس بها تأولاً بأحكام أهل الفسق

ودليل ذلك أن حماد بن زيد الذي أطلق هذه الكلمة له عناية كبيرة بأخبار الحسن البصري ومروياته مع أنه ذكر عنه التدليس ( وأكثره الإرسال الخفي )

وكذلك شعبة الذي أطلق هذه الكلمة يروي عن عدد من المدلسين ويقول ( كفيتكم تدليس ثلاثة ) فلو كان التدليس عنده بمنزلة الكذب لعد كل مدلس كذاباً ولما روى عن الكذابين

وهذا الأعمش وأبو إسحاق السبيعي حتى الإباضية والشيعة يوثقونهم مع ذكرهم بالتدليس فاتفق أهل الإسلام وأهل الكفر على صحة مروياتهم وقوة ضبطهم

وهذا النوع من التدليس والذي ليس كذباً بل هروب من الكذب خارج بحثنا أصلاً وإنما بحثنا في تدليس الشيوخ وهو أن يسمى الشيخ بغير اسمه المعتاد

فهل فعل البخاري هذا ؟

الجواب : لا إلا في نسبته محمد بن يحيى لجده

التدليس الذي اتهم به البخاري هو ما يسميه المحدثون تدليس الشيوخ وهو أن يسمي الشيخ بغير اسمه المعروف عند المحدثين لأنه لا يرغب بتسميته

متى يضر هذا النوع ويعتبر ضاراً ؟

يعتبر هذا النوع من التدليس ضاراً إذا كان الشيخ ليس بثقة أو كذاب والتدليس عليه يعمي عن حقيقته

والواقع أن الشيخ الذي اتهم البخاري بأنه غير اسمه هو ثقة ثبت باتفاق وهو محمد بن يحيى الذهلي

ادعى بعض الحفاظ أن البخاري كان يغير اسمه إلى محمد بن خالد لأنه حصلت بينهما مشكلة ، وهناك محدثون آخرون يرون أن محمد بن خالد هذا شيخ آخر للبخاري وليس هو محمد الذهلي

قال ابن حجر في هدي الساري :" قَالَ فِي الصَّوْم حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن أعين وَقَالَ فِي بَاب رقية الْعين من كتاب الطِّبّ حَدثنَا مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بن عَطِيَّة حَدثنَا مُحَمَّد بن حَرْب وَقَالَ فِي الْأَذْكَار حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا الْأنْصَارِيّ مُحَمَّد بن عبد الله وَقَالَ فِي كتاب التَّوْحِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا عبد الله بن مُوسَى قَالَ الْحَاكِم والكلاباذي وَأَبُو مَسْعُود مُحَمَّد بن خَالِد هُوَ الذهلي نسبه إِلَى جَدِّ أَبِيهِ فَإِنَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَارِسٍ وَقد حدث أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وهب بن عَطِيَّة بِالْحَدِيثِ الثَّانِي الَّذِي فِي الطِّبّ فَهَذِهِ قرينَة بِأَنَّهُ هُوَ مَعَ أَنه وَقع التَّصْرِيح بِهِ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن خَالِد الذهلي أما الَّذِي فِي الْأَحْكَام فَذكر خلف أَنه الوَاقِفِي وَقد ذكر بْنُ عَدِيٍّ فِي شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِد بن جبلة الوَاقِفِي وَقد أخرج عَنهُ عَن عبيد الله بن مُوسَى تَرْجَمَة قَالَ فِي كتاب الصُّلْح حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا الأويسي وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد الْفَروِي وَقَالَ فِي الْجِهَاد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا حُسَيْن بن مُحَمَّد وَقَالَ فِي الْمَغَازِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن مسْعدَة وَقَالَ فِي تَفْسِير الْكَهْف حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم وَقَالَ فِي تَفْسِير ص حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد الطنافسي وَقَالَ فِي الْأَيْمَان وَالنُّذُور حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا عُثْمَان بن عمر وَقَالَ فِي الْحُدُود حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا عَاصِم بن عَليّ وَقَالَ فِي الْقسَامَة حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا مُحَمَّد بن سَابق وَقَالَ فِي التَّوْحِيد حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله حَدثنَا يحيى بن بكير أما الْموضع الأول الَّذِي فِي الصُّلْح فَهُوَ هَكَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات إِلَّا رِوَايَة أبي أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَرِوَايَة إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ فَسقط مِنْهَا ذكر مُحَمَّد بن عبد الله وَصَارَ الحَدِيث عِنْدهمَا للْبُخَارِيّ عَن إِسْحَاق الْفَروِي والأويسي بِلَا وَاسِطَة وَذكر الْحَاكِم إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَذْكُورَ هُوَ الذهلي نسبه البُخَارِيّ إِلَى جده وَأما الثَّانِي الَّذِي فِي الْجِهَاد فَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ الذهلي وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ أَنه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرَّمِيُّ القَاضِي بِبَغْدَاد وَأما الثَّالِث الَّذِي فِي الْمَغَازِي فَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ الذهلي وَكَذَا جزم البرقاني وَأما الرَّابِع الَّذِي فِي تَفْسِير الْكَهْف فَجزم الْحَاكِم بِأَنَّهُ الذهلي وَأما الْخَامِس الَّذِي فِي تَفْسِير ص فَقَالَ الكلاباذي أرَاهُ الذهلي وَأما السَّادِس وَالسَّابِع فَقَالَ الْجَيَّانِيُّ لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَلَا ذكر الكلاباذي فِيهِ شَيْئا قلت جزم الْمزي فِي التَّهْذِيب بِأَنَّهُ فيهمَا الذهلي"

فهذا كتدليس ابن عيينة عن الثقات والذي لا يضر شيئاً



والآن لنقف مع عدة حقائق مهمة

الأولى : أن نسبة البخاري لهذا الراوي إلى جده أمرٌ معروف ووصفه بالتدليس تعنت ، لأن هذه عادة عند المحدثين

الثاني : أن هذا مما لا يضر لأن شيخه هذا ثقة على كل حال

الثالث : أن الأحاديث التي رواها عن هذا الشيخ لم ينفرد لا البخاري ولا شيخه بشيء منها

وإليك هذه الأحاديث المعدودة

1_ قال البخاري 1952 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ

وإليك الذين عضدوا البخاري وخرجوا هذا الحديث بنفس السند والمتن

أ_ قال أبو داود في سننه 2400 - حدَّثنا أحمد بنُ صالح، حدَّثنا ابنُ وهب، أخبرني عمرو بنُ الحارث، عن عُبيدِ الله بنِ أبي جعفر، عن محمد بنِ جعفرِ بنِ الزبير، عن عُروة
عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "من مَاتَ وعليه صيام صامَ عنهُ ولِيُّه"

ب_ قال ابن خزيمة في صحيحه 2052 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ؛
ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ظَافِرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّه بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ -وَهُوَ ابْنُ الزُّبَيْرِ- عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَة؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
"مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ".


ج_ وقال أحمد _ شيخ البخاري _ في مسنده (24401) 24905- حَدَّثَنَا يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَقَالَ مُوسَى : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَصُومُ عَنْهُ وَلِيُّهُ.

د_ وقال مسلم في صحيحه 2662- [153-1147] وحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ.

و _ قال النسائي في سننه  2919 - أنبأ علي بن عثمان الحراني النفيلي وإسماعيل بن يعقوب الحراني الصبيحي قال حدثنا بن موسى وهو محمد بن موسى بن أعين الحراني قال حدثني أبي عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال Y من مات وعليه صيام صام عنه وليه

وغيرهم كثير جداً وإنما أكتفي بهذا القدر للتدليل على صدق البخاري

الحديث الثاني : قال البخاري في صحيحه 5739 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

والذين عضدوا البخاري عدة

أ_ قال أبو عوانة في مسنده 2045- حدثنا مُحَمَّد بن يحيى وعبيد بن شريك - فرقهما - عن مُحَمَّد بن وهب بن عطية . وعن مُحَمَّد بن عوف ، عن عبد السلام بن مُحَمَّد ، كلاهما عن مُحَمَّد بن حرب ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة : " أن الْنَّبِيّ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في بيتها جارية ، في وجهها سفعة ، فقال : استرقوا لها فإن بها النظرة " . ولم يذكر عبد السلام أم سلمة . وكذا رواه عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي .
ب_ وقال الحاكم في المستدرك 7486 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: «اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ»

ج_ وقال الطبراني في الكبير  801 - حدثنا الفريابي ثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عروة عن زينب عن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى جارية في وجهها سفعة فقال : ( استرقوا لها فإن بها نظرة )

د_ وقال البيهقي في سننه  19369 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا محمد بن وهب ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها Y أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال لو استرقوا لها فإن بها نظرة

وغيرهم كثير وأكتفي بهذا القدر

الحديث الثالث : قال البخاري 7155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الذُّهْلِيُّ حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنْ الْأَمِيرِ

وهذا الحديث يدل بوضوح أن البخاري لم يرد التدليس بدليل أنه قال ( الذهلي ) ولو كان يريد التدليس عليه ما ذكر نسبته

وإليك من عضد البخاري هنا

أ_ قال ابن حبان في صحيحه 4508 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ بْنِ بِنْتِ أَزْهَرَ السَّمَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:  «كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَةَ صَاحِبِ الشَّرَطِ مِنَ الْأَمِيرِ»

ب_ قال البزار في مسنده 7317- وحَدَّثناه مُحَمد بْنُ الْمُثَنَّى، ومُحَمد بْنُ بَشَّار بُندَار، قالاَ: حَدَّثنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ، عَن أَنَس؛ أَن قَيْسَ بْنَ سَعْد كَانَ مِنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرْطِ مِنَ الأَمِيرِ.

ج_ قال الترمذي في جامعه حَدثنَا مُحَمَّد بن مَرْزُوق، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، حَدثنِي أبي، عَن ثُمَامَة، عَن أنس قَالَ: " كَانَ قيس بن سعد من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَنْزِلَة صَاحب الشَّرْط من الْأَمِير. قَالَ الْأنْصَارِيّ: يَعْنِي مِمَّا يَلِي من أُمُوره ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب

د_ قال البيهقي في السنن الكبرى أخبرنا) أبو محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضى بمكة ثنا أبو عمر ومحمد بن خزيمة بن راشد البصري ثنا محمد بن عبد الله الانصاري عن ابيه عن ثمامة بن عبد الله عن انس بن مالك قال كان قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرط من الامير يعنى ينظر في اموره –

وغيرهم كثير أكتفي بهذا القدر

تنبيه : هذا المثال دليل على براءة البخاري من التدليس المذموم إذ أن محمد بن عبد الله الأنصاري شيخه المباشر ولكنه للأمانة العلمية سمى الذهلي ولم يرو عنه بالعنعنة ويسقط الذهلي وهذا هو التدليس

الحديث الرابع : قال البخاري في صحيحه 7511 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ رَبِّ الْجَنَّةُ مَلْأَى فَيَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكُلُّ ذَلِكَ يُعِيدُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ مَلْأَى فَيَقُولُ إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ

وإليك عواضد البخاري

أ_ قال ابن خزيمة في التوحيد حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَبْ، فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: اذْهَبْ، فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةِ أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ عَشْرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا " [ص:752] قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي أَوْ تَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ: فَكَانَ يُقَالُ ذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً " حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَقَالَ: " فَيَقُولُ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مِرَارٍ " لَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ [ص:753] حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ

ب_ قال أحمد في مسنده 4391 - حدثنا حسين بن محمد حدثنا شَيبان عن منصور عن إبراهيم عن عَبيدة السَّلْماني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن آخر أهل الجنة دخولا الجنةَ وآخرَ أهل النار خروجاً من النار رجلٌ يخرج من النار حبواً، فيقول الله عز وجل له: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها، فتخيل إليه أنها مَلأى، فيرجعُ، فيقول: يا رب، وجدتُها ملأى، فيقول: اذهب فأدخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأَى، فيرجع، فيقول: يا رب، قد وجدتُها ملأَى، فيقول: اذهبْ فأدخل الجنة، فيأتيها، فيخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع إليه فيقول: يا رب، وجدتُها ملأى، ثلاثاً، فيقول: اذهبْ، فإن لك مثلَ الدنيا وعشرةَ أمثالها"، أو "عشرة أمثال الدنيا"، قال: "يقول: ربّ، أتضحكُ منّى وأنتَ المَلِك؟ "، قال: وكان يقال: هذا أدنَى أهلِ الجنة منزلةً

ج_ قال البيهقي في الشعب 314 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُحَمَّدَ آبَادِيُّ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَبْوًا، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ: أَرَى الْجَنَّةَ مَلْأَى فَيَقُولُ: لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يُعِيدُ الْجَنَّةَ مَلْأَى فَيَقُولُ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا عَشْرَ مَرَّاتٍ "

وقد رواه مسلم من طريق غير إسرائيل عن منصور

فهذه الأحاديث التي ادعوا أن البخاري دلس فيها لو حذفتها من صحيح البخاري لما ضرت السنة في شيء لأن البخاري وشيخه توبعوا من أئمة على هذه الروايات في مصادر متفرقة

وحقيقة كل أحاديث البخاري من هذا الضرب

قال الذهبي في السير :" وَمُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ البُخَارِيُّ، وَيُدَلِّسُهُ كَثِيْراً، لاَ يَقُوْلُ: مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، بَلْ يَقُوْلُ: مُحَمَّدٌ فَقطْ، أَوْ مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ، أَوْ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ يَنْسِبُهُ إِلَى الجَدِّ، وَيُعمِّي اسْمَهُ لِمَكَانِ الوَاقِعِ بَيْنَهُمَا - غفَرَ اللهُ لَهُمَا –"

قول الذهبي ( كثيراً ) لا حقيقة له إنما هي أحاديث قليلة وقوله ( حدثنا محمد ) ليس فيه أي تدليس

وأما قول البخاري ( حدثنا محمد بن عبد الله ) فهل كان يقصد الذهلي ؟ إليك التحقيق


للبخاري أربع شيوخ اسمهم محمد بن عبد الله

أ_ محمد بن عبد الله بن نمير ثقة ثبت

ب_ محمد بن عبد الله الأنصاري ثقة

ج_ محمد بن عبد الله بن حوشب ثقة صدوق

د_ محمد بن عبد الله الذي قيل أنه الذهلي

فلو فرضنا أن البخاري حيرنا فهو جعلنا في حيرة بين أربعة ثقات فحسب ! وهذا لا يضر 

قال البخاري 2809 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى.

هذا قالوا أن المقصود به محمد بن يحيى الذهلي وكما اتفقنا نجمع متابعات في هذا النوع من الأحاديث

أ_ قال أحمد في مسنده 13949- ، حَدَّثنا حُسَيْنٌ فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللهِ أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ الْبُكَاءَ فَقَالَ يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي جَنَّةٍ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى قَالَ قَتَادَةُ وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا.

ب_ قال ابن خزيمة في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا شَيْبَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيَّ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أُمَّ الرَّبِيعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ، وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ الثُكْلَ قَالَ: " يَا أُمَّ حَارِثَةَ: إِنَّهَا جِنَانٌ، وَإِنَّ ابْنَكَ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى "  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ وَثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَحَادِيثَهُمْ مَرْفُوعَةً، كُلُّهَا بِهَذَا الْمَعْنَى

وكذا رواه البيهقي وغيره كثير

قال البخاري في صحيحه 4273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ فَذَكَرَ خَيْبَرَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَيَوْمَ الْقَرَدِ قَالَ يَزِيدُ وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُمْ.

محمد بن عبد الله هذا يقال أنه محمد بن يحيى الذهلي

وإليك العواضد

أ_قال أحمد في مسنده  16658- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ ، فَذَكَرَ : الْحُدَيْبِيَةَ ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ، وَيَوْمَ الْقَرَدِ ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ.
قَالَ يَزِيدُ : وَنَسِيتُ بَقِيَّتَهُنَّ.

ب_ وقال مسلم في صحيحه 4724- [148-1715] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ يَزِيدَ ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ ، يَقُولُ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ الْبُعُوثِ تِسْعَ غَزَوَاتٍ ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ ، وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ.
4725- [...] وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِي كِلْتَيْهِمَا : سَبْعَ غَزَوَاتٍ.

ج_ وقال أبو عوانة في مسنده 6954- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَابْنُ الْجُنَيْدِ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وأبو أمية ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تِسْعَ غَزَوَاتٍ ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم يُؤَمِّرُهُ عَلَيْنَا.

د_ وقال الحاكم 4961 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ بِبَرَدَانَ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ كَانَ يُؤَمَّرُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا» "

وغيرهم كثير

الحديث الذي يليه : قال البخاري في صحيحه 4729 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَقَالَ اقْرَءُوا { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } وَعَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ مِثْلَهُ

سعيد هذا شيخ البخاري ومع ذلك روى بواسطة محمد بن يحيى عنه وهذا من صدق البخاري ، وهذا يدل على أنه بعيد عن التدليس المذموم

وإليك العواضد

أ_ قال مسلم في صحيحه 7146- [18-2785] حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ يَعْنِي الْحِزَامِيَّ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، اقْرَؤُوا {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}.

ب_ قال الطبراني في الأوسط 192 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ زُغْبَةَ قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ [ص:69] الْقِيَامَةِ، لَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ» ثُمَّ قَالَ: «اقْرَءُوا: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] »

ج_ قال الحاكم 9995 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّصْرِ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ بِمَكَّةَ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَعِيُّ إِمْلَاءً قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ " ثُمَّ قَرَأَ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105]. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: " إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى الرَّجُلِ " وَقَالَ: " اقْرَأْ {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] "

د_ قال الواحدي في الوسيط 578 - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرٍ، أنا جَدِّي، أنا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَشِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، نا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ كِلاهُمَا عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ

وغيرهم كثير

الحديث الذي يليه : قال البخاري في صحيحه 6785 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَلَا أَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالُوا أَلَا شَهْرُنَا هَذَا قَالَ أَلَا أَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالُوا أَلَا بَلَدُنَا هَذَا قَالَ أَلَا أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً قَالُوا أَلَا يَوْمُنَا هَذَا قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ أَلَا نَعَمْ قَالَ وَيْحَكُمْ أَوْ وَيْلَكُمْ لَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ

عاصم بن علي هذا شيخ البخاري ومع ذلك يروي عنه بواسطة محمد بن يحيى وهذا دلالة على صدقه وبعده عن التدليس المذموم  وإليك العواضد

أ_ قال الطبراني في الكبير 13336 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب أخبرني عمر بن محمد أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطبهم في حجة الوداع فقال : ( ألا إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألاهل بلغت ؟ ) قالوا : نعم قال : ( اللهم اشهد ) قال ذلك ثلاثا ثم قال : ( انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )

ب_ قال البيهقي في الشعب 4936 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَحَاتِمُ بْنُ وَاقِدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، ح. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ وَاقِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا أَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَه أَعْظَمَ حُرْمَةٍ؟ " قَالُوا أَلَا شَهْرُنَا هَذَا، " أَلَا أَيَّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَ أَعْظَمَ حُرْمَةٍ " قَالُوا: أَلَا بَلَدُنَا هَذَا، قَالَ: " أَلَا أَيَّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمَ حُرْمَةٍ " قَالُوا: أَلَا يَوْمُنَا هَذَا، قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ " ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلَا نَعَمْ، قَالَ: " وَيْحَكُمْ - أَوْ وَيْلَكُمْ - لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ "

وغيرهم كثير أنا هنا أختصر

والخلاصة أن البخاري له شيخ اسمه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد

فكان تارة ينسبه لعبد الله وتارة ينسبه لخالد وهو ثقة على كل حال ولا حاجة إلى تحديده لأن الأحاديث التي يخرجها البخاري في صحيحه عامتها معروفة عند العلماء والمختصين بأسانيدهم الخاصة وبمصادر أعلى من مصدره ولكن هو صنف كتابه للتفقه وتمييز أصح الروايات ، والمختصون أصلاً سيعرفونه من النظر للشيخ ، والذهلي نفسه له مؤلفات بمقارنتها سيمكن تمييزه

على أنني لم أقصد استقصاء الشواهد وإنما ذكرت فقط ما طابق السند والمتن مطابقة تامة

وهذه النقطة التي فرح بها الزنادقة وهي مسألة هينة

ومن جهلهم أنهم يأتون لكلام في ذم تدليس الإسناد الذي كان فاشياً وينزلونه على هذا الذي فعله البخاري الذي أقصى حالاته أن يسمى تدليس شيوخ يكشفه المتخصص بأدنى نظر ، والبخاري إنما يجعل البدائل عندنا كلهم ثقات

وقد روى البخاري المناظرة التي حصلت بين عمر وعمار في التيمم مختصرة ولم يذكر فيها عمر على عمار

فجاء رافضي وزعم أن البخاري حذف إنكار عمر تدليساً وإنما حذفه اختصاراً وذكره في مواطن أخرى في الصحيح نفسه

قال البخاري 347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدْ الْمَاءَ شَهْرًا أَمَا كَانَ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَا لَأَوْشَكُوا إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمْ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ قُلْتُ وَإِنَّمَا كَرِهْتُمْ هَذَا لِذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو مُوسَى أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِد الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَصْنَعَ هَكَذَا فَضَرَبَ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً عَلَى الْأَرْضِ ثُمَّ نَفَضَهَا ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمَالِهِ أَوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بِكَفِّهِ ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَفَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ.

فهنا البخاري يذكر عن ابن مسعود أن عمر لم يقنع بقول عمار

قال مسلم في صحيحه 748- [112-...] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ ، عَنْ ذَرٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً فَقَالَ : لاَ تُصَلِّ . فَقَالَ عَمَّارٌ : أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ، ثُمَّ تَنْفُخَ ، ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ ، وَكَفَّيْكَ فَقَالَ عُمَرُ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ قَالَ : إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ.
749- قَالَ الْحَكَمُ : وَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، مِثْلَ حَدِيثِ ذَرٍّ قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، عَنْ ذَرٍّ ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرَ الْحَكَمُ ، فَقَالَ عُمَرُ : نُوَلِّيكَ مَا تَوَلَّيْتَ.
750- [13-...] وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ذَرًّا ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، قَالَ : قَالَ الْحَكَمُ : وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ : إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً . وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَزَادَ فِيهِ ، قَالَ عَمَّارٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شِئْتَ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ حَقِّكَ لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا ، وَلَمْ يَذْكُرْ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، عَنْ ذَرٍّ.

وهذا إسناد آخر تماماً لم يخرجه البخاري نهائياً حتى يقال أنه حذف من الرواية وسبب عدم تخريج البخاري لهذه الرواية الاختلاف في الإسناد كما ترى وشرحه مسلم

وقد قال الذهبي في ترجمة عبد الله بن صالح كاتب الليث :" وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح، ولكنه يدلسه، فيقول: حدثنا عبد الله ولا ينسبه وهو هو"

هذا ليس تدليساً والإنسان أي إنسان إذا سمع ( عبد الله عن الليث ) سيعلم أنه كاتب الليث لأنه كاتبه ومشهور جداً بالرواية عنه فاستغنى عن نسبته بهذه الشهرة ، وقد نسبه البخاري عدة مرات في عدد من كتبه

وهذا لا يسمى تدليساً إنما التدليس أن يكنى بكنية غريبة أو ينسب نسبة غريبة

ولا يوجد حديث في صحيح البخاري وحده ، والخصومة التي حصلت بين البخاري وغيره من أهل العلم مما يقوي شأن الصحيح إذ أنهم لم يطعنوا في صحيحه مع ما حصل بينهم من الخصومة ، وهنا فائدة في أمر تدليس

قال ابن حجر في النكت : فيها تعقب على العراقي حيث نقل عن ابن الصباغ حكم تدليس الشيوخ ومنه:
"وإن كان لصغر سنه فيكون ذلك رواية عن مجهول لا يجب قبول خبره حتى يعرف".
قال الحافظ: "وفيه نظر، لا يصير بذلك مجهولا إلا عند من لا خبرة له بالرجال وأحوالهم وأنسابهم وبلدانهم وحرفهم وألقابهم وكناهم، فتدليس الشيوخ دائر بين ما وصفنا، فمن أحاط بذلك علما لا يكون الرجل المدلس عنده مجهولا، وتلك أنزل مراتب المحدث".
ثم أردف ذلك بذكر مصلحة التدليس ومفسدته وامتحان المحدثين طلبتهم به؛ ليتبين حفظهم وفهمهم أو عدم ذلك، في كلامه هذا فائدة أن تدليس الشيوخ يفعله بعض العلماء لامتحان الطلبة وأنه لا يضر أبداً العارف بالأسانيد
وقال أيضاً :" وما أحسن ما قال ابن دقيق العيد: "إن في تدليس الشيوخ الثقة مصلحة وهي امتحان الأذهان في استخراج ذلك و إلقائه/(ر97/ب) إلى من/(ب222) يراد اختبار حفظه ومعرفته بالرجال وفيه مفسدة من جهة أنه قد يخفى فيصير الراوي المدلس مجهولا لا يعرف فيسقط العمل بالحديث مع كونه عدلا في نفس الأمر" وقال أيضاً :" وأما ما عدا ذلك من تدليس الشيوخ فليس فيه مفسدة تتعلق بصحة الإسناد وسقمه"

نعم لأن الشيوخ إذا كانوا كلهم ثقات كأمر البخاري فلا مشكلة وإذا دلس عن شيخ كذاب يخفي أمره فإن المحدثين سيعتبرونه مجهولاً ويلقون بحديثه أيضاً فهو خارج كلام من ذم التدليس بصورته الثانية وقال حماد الأنصاري في رسالته المدلسون :" 113- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الإمام صاحب الصحيح وصفه بالتدليس أبو عبد الله بن منده في كلام له اعنى في جزء له في شروط الأئمة في القراءة والسماع والمناولة والإجازة قال فيه ما نصه: "أخرج البخاري (قال فلان) وهو تدليس" ولم يوافق ابن منده على ذلك أحد. قال الحافظ والذي يظهر أنه يقول فيما لم يسمع (قال) وفيما سمع لكن لا يكون على شرطه أو موقوفاً قال لي أو قال لنا يعني أن البخاري يقول ذلك إلا فيما حمله مذاكرة وهو محتمل لكنه ليس يطرد لأنه وجد كثير مما قال فيه (قال لنا) في الصحيح قد أخرجه في تصانيف أخرى بصيغة (حدثنا وقد عرف ذلك بالاستقراء من صنيعه).، وكلام ابن مندة هذا لا شيء إذ البخاري يقول في كلام حديث بعض شيوخه ( قال فلان ) إذا كان لم يسمعه وإنما رواه عنه بواسطة الإجازة العامة.



هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي