مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: أثر الجهمية وعلم الكلام على متأخري اليهود....

أثر الجهمية وعلم الكلام على متأخري اليهود....



أما بعد :
 

فإن من المعلوم أثر اليهود الفاسد على كل العالم ولكن الذي لا يعلمه كثيرون أن اليهود بعد النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قرون مروا بمنعطف عقدي أدخل عليهم التجهم وعلم الكلام عن طريق يهودي مرتد عن الإسلام اسمه موسى بن ميمون كان يهودياً ثم أسلم مع أشعرية المغرب ثم عاد لليهودية ولحق بالعبيديين الروافض وعامة اليهود من بعده على عقيدته

جاء في الأعلام للزركلي :" مُوسى بن مَيْمون
(529 - 601 هـ = 1135 - 1204 م)
موسى بن ميمون (2) بن يوسف بن إسحاق، أبوعمران القرطبي: طبيب فيلسوف يهودي.
ولد وتعلم في قرطبة. وتنقل مع أبيه في مدن الأندلس، وتظاهر بالإسلام، وقيل: أكره عليه، فحفظ القرآن وتفقه بالمالكية. ودخل مصر، فعاد إلى يهوديته، وأقام في القاهرة 37 عاما كان فيها (من سنة 567 هـ رئيسا روحيا لليهود. كما كان في بعض تلك المدة طبيبا في البلاط الأيوبي.
ومات بها ودفن في طبرية (بفلسطين) له تصانيف"
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام :" 569 - موسى بن ميمون، أبو عمران اليهودي القرطبي، رئيس اليهود وعالمهم وحبرهم بالديار المصرية. [الوفاة: 601 - 610 هـ]
قال الموفق ابن أبي أصيبعة: هو أوحد زمانه في صناعة الطب، متفنن في العلوم، وله معرفة جيدة بالفلسفة. طب السلطان صلاح الدين ثم ولده الأفضل عليا. وقيل إنه أسلم بالمغرب، وحفظ القرآن، فلما أن قدم مصر ارتد. وقد مدحه القاضي السعيد ابن سناء الملك بأبيات. وله تصانيف في الطب، وكتاب كبير في دين اليهود، لعنهم الله.
وهو والد إبراهيم الطبيب أحد أطباء الكامل. ومات إبراهيم بعد سنة ثلاثين وستمائة."
ما انتهت القصة هنا بل بدأت هذا الرجل نقل بعض الأفكار الكلامية لليهودية
من أهمها فكرة تأويل النصوص     
قال صديق حسن خان في كتابه أبجد العلوم :" وقد أوردنا من ذلك في المقالة الفاخرة في إثبات الدار الآخرة وفي إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على إثبات التوحيد والمعاد والنبوات كثيرا من نصوص التوارة والإنجيل والزبور وسائر كتب نبوات بني إسرائيل. ولم يشذ منهم إلا اليهودي الزنديق موسى بن ميمون الأندلسي1 وقد تبرأ منه قدماء اليهود وأخرجوه من دينهم. بل وكذلك النصارى وإن لم يكن من أهل ملتهم فقد صرحوا بخذلانه وزندقته قال النصراني في تاريخه: ورأيت كثيرا من يهود بلاد الإفرنج بإنطاكية وطرابلس يلعنونه ويسمونه كافرا انتهى. قلت: وقد وقع لهذا الملعون من تحريف كثير من التوراة ما يدل على إلحاده وزندقته وقد رددت ما حرفه وأوضحته بأتم إيضاح وأما يهود عصرنا فصاروا يعظمونه وذلك لجهلهم بحقيقة الحال. وقد ذكرت لجماعة من أحبارهم بعض تحريفاته فلعنوه وتبرؤوا منه وكما أن هذا الذي ذكرناه مجمع عليه بين أهل الملل التابعين لأنبيائهم"
هذا الرجل نقل فكرة تأويل النصوص إلى اليهودية والمدة التي كان تظاهر فيها بالإسلام بالأندلس كانت مدة ظهور الأشعرية فيها وقوة التأويلات
وقال المقريزي في الخطط :" فلما قدم عانان رأس الجالوت إلى العراق، أنكر على اليهود عملهم بهذا التلمود، وزعم أن الذي بيده هو الحق، لأنه كتب من النسخ التي كتبت من مشنا موسى عليه السلام الذي بخطه، والطائفة الربانيون، ومن وافقهم لا يعوّلون من التوراة التي بأيديهم إلّا على ما في هذا التلمود، وما خلف ما في التلمود لا يعبأون به، ولا يعوّلون عليه، كما أخبر تعالى إذ يقول حكاية عنهم: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ
[الزخرف/ 22] ومن اطلع على ما بأيديهم وما عندهم من التوراة تبين له أنهم ليسوا على شيء، وأنهم إن يتبعون إلّا الظنّ وما تهوى الأنفس، ولذلك لما نبغ فيهم موسى بن ميمون القرطبيّ، عوّلوا على رأيه، وعملوا بما في كتاب الدلالة وغيره من كتبه، وهم على رأيه إلى زمننا"
وقال أيضاً :" وأنه لا يصح لهم من اسم اليهودية إلّا مجرّد الانتماء فقط، لا إنهم في الإتباع على الملة الموسوية، لا سيما منذ ظهر فيهم موسى بن ميمون القرطبيّ بعد الخمسمائة من سني الهجرة المحمدية، فإنه ردّهم مع ذلك معطلة، فصاروا في أصول دينهم وفروعه أبعد الناس عما جاء به أنبياء الله تعالى من الشرائع الإلهية"
المقريزي توفي قبل خمس قرون فقط
وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط :" وكان رئيس اليهود في زمانه في مصر موسى بن ميمون الأندلسي القرطبي قد كتب رسالته إلى يهود اليمن أن صاحبهم يظهر في سنة كذا وخمسمائة ، وكذب عدوّ الله . جاءت تلك السنة وسنون بعدها كثيرة ، ولم يظهر شيء مما قاله ، لعنه الله . وكان هذا اليهودي قد أظهر الإسلام ، حتى استسلم اليهود بعض ملوك المغرب ، ورجل من الأندلس . فيذكر أنه صلى بالناس التراويح وهم على ظهر السفينة في رمضان ، إذ كان يحفظ القرآن . فلما قدم مصر ، وكان ذلك في دولة العبيديين ، وهم لا يتقيدون بشريعة ، رجع إلى اليهودية وأخبر أنه كان مكرهاً على الإسلام ، فقبل منه ذلك ، وصنف لهم تصانيف ، ومنها : ( كتاب دلالة الحائرين ) ، وإنما استفاد ما استفاد من مخالطة علماء الأندلس وتودده لهم ، والرياسة إلى الآن بمصر لليهود في كل من كان من ذريته . { فاستعذ بالله } : أي التجيء إليه من كيد من يحسدك . { إنه هو السميع } لما تقول ويقولون ، { البصير } بما تعمل { ويعملون } ، فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرهم "
ولموسى بن ميمون رسالة في التعطيل حققها وفرح بها الكوثري إمام الجهمية في العصر
والأمر الغريب أن جاليليو لما كان يذكر إيمانه بالكتاب المقدس طرح فكرة تأويل الكتاب المقدس ليوافق كشوفه وضرب مثلاً بمسألة اليدين لله والعينين ( كالجهمية تماماً )
كما ذكر ذلك ديفيد برلنسكي في كتابه وهم الشيطان
وهنا أريد القول بأن المذاهب الكلامية كان لها أثر على اليهود ومن ثم على عموم الحضارة الغربية بطريقة سلبية إلى حد كبير واليوم في كل مناظرة بين الملاحدة والمؤمنين العلميين تطرح مسألة تأويل نصوص الكتاب المقدس
زيادة على أن موسى بن ميمون من أوائل من طرحوا فكرة تأويل نصوص المعاد وهي فكرة فلسفية والآن هي المسيطرة على اليهود بشكل كبير مع مخالفتها لظاهر الكتاب المقدس
ومعلوم أن سارتر على إلحاده كان يقول(  الجحيم هم الآخرون) _ وهو من أصول يهودية _

وهو من أصول يهودية ولهذا فشا في اليهود الإلحاد لأن تعظيم النصوص والأخذ بظواهرها ضعيف عندهم حتى قال كريستوفر هيتشز الملحد أنا سعيد أن اليهود عندهم ميول جينية للإلحاد

علماً أن فيهم كثير متدينين باليهودية وينكرون على الملاحدة بقوة


يقول شاخت في تاريخ الإسلام :" ((فبالنسبة للجانب اليهودي يبدو أنّ ((موسى بن ميمون)) قد تأثّر ببعض ملامح المؤلّفات الإسلاميّة في تنظيمه للمادة القانونيّة في مدوّنته بعنوان ((مشناه توراه)) وهو عمل لم يسبقه إلى مثله أحد من اليهود. ويقول أيضًا في تعليقه على ((المشناه)) الذي كتبه بالعربيّة (وذلك في تقديمه لما يسمى بالفصول الثمانية)، يقول: وإنه إلى جانب التلمود والمدراش، قد أفاد من الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين وكثير غيرهم، إنه ينبغي على المرء أن يقبل الحقيقة من أي إنسان يقولها- لكن هذه المسألة كلها لم تبحث بحثًا كاملًا حتى الآن.
ومن جهة أخرى فإنه بالنسبة للجانب المسيحي، فليس هناك شك في أن الفرعين الكبيرين للكنيسة المسيحية الشرقية، وهما: اليعاقبة والمونوفيزية [أصحاب الطبيعة الواحدة] والنساطرة لم يترددوا في الاقتباس بحرية من قواعد التشريع الإسلامي.))
وقال المستشرق اليهودي ((نفتالي ويدر)) في كتابه ((الـتأثيرات الإسلاميّة على العبادات اليهوديّة)) متحدثًا عن أهم عمل فقهي يهودي في القرون الوسطى، وهو ((مشناه توراه)) في سياق حديثه عن الأثر العام للمسلمين أصحاب اللسان العربي على اليهود: ((ومن الناحية الشكليّة اتّخذ اليهود لأنفسهم مناهج العرب العلميّة في فروع الدين، والأخلاقيات، والنحو، وتفسير الكتاب المقدس. بل حتّى في ميدان الشريعة؛ فكتاب ((مشناه توراة)) الذي يبهرنا ببنائه وترتيبه، ليس هو سوى ترتيب لمواد الشريعة الضخمة وفقًا للنظام الذي وضعه علماء الفقه المسلمون))

وهذا يبين لك الأثر العظيم لموسى بن ميمون عليهم

ويوجد في مواقع ( الكابالا) وهو نوع من أنواع السحر الخبيث الذي يستخدمه الماسون تراجم لموسى بن ميمون

وقد علق بعض الباحثين وهو سليمان الخراشي على تحقيق الكوثري لكتاب موسى بن ميمون بما يلي :" - كما يُقال في المثل : الذئب لا يهرول عبثًا !
توضيحه :
- أن الكوثري الجهمي تعرض للفيلسوف اليهودي ابن ميمون في كتابه " من عبر التاريخ " الذي حققه إياد الغوج - هداه الله - ( وهو على مشرب الهالك الكوثري وله اهتمام ببعث كتبه ) ( ص 34 وما بعدها ) .
فعبر - الكوثري - عن إعجابه بهذا اليهودي - كما يقول - : ( من جهة سعيه الحثيث في انتشال اليهود من ورطة التجسيم المتوارث بينهم ) !
فهذا سبب تصحيحه للكتاب السابق ، أن صاحبه - وإن كان يهوديًا ! - يوافق " تنزيهه " - كما يسميه - والله أعلم"

ثم قال :" ثم تأملوا هذا الكلام النفيس لشيخ الإسلام - رحمه الله - ، وكأنه يُبين حقيقة الكوثري المتابع لفلاسفة اليهود :
قال - بعد كلام مهم عن الصفات في الكتب المنزلة - : (ومن المعلوم عند أهل الكتاب أن قدماءهم لم يكونوا ينكرون ما في التوراة من الصفات ، وإنما حدث فيهم بعد ذلك لما صار فيهم جهمية : إما متفلسفة مثل موسى بن ميمون وأمثاله وإما معتزلة مثل أبي يعقوب البصير وأمثاله ، فإن اليهود لهم بالمعتزلة اتصال وبينهما اشتباه ولهذا كانت اليهود تقرأ الأصول الخمسة التي للمعتزلة ويتكلمون في أصول اليهود بما يشابه كلام المعتزلة ، كما أن كثيرا من زهاد الصوفية يشبه النصارى ويسلك في زهده وعبادته من الشرك والرهبانية ما يشبه سلوك النصارى ولهذا أمرنا الله تعالى أن تقول في صلاتنا : { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [ الفاتحة : 6 - 7 ]
والنصارى يشبهون المخلوق بالخالق في صفات الكمال واليهود تشبه الخالق بالمخلوق في صفات النقص ولهذا أنكر القرآن على كل من الطائفتين ما وقعت فيه من ذلك فلو كان ما في التوراة من هذا الباب لكان إنكار ذلك من اعظم الأسباب وكان فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لذلك من أعظم الصواب ولكان النبي صلى الله عليه وسلم ينكر ذلك من جنس إنكار النفاة
.. فلو كان هذا تجسيما وتجسيدا يجب إنكاره لكان الرسول إلى إنكار ذلك أسبق وهو به أحق .. الخ ) ( درء التعارض 3 /329("

وحزب بوش الرئيس الأمريكي الذي قاد الحرب على العراق اسمه المحافظون الجدد انشق رجل عنهم اسمه فوكوياما وذكر أن من ضمن الفلاسفة المؤثرين عليهم موسى بن ميمون

يروي فوكوياما في هذا الكتاب قصة حركة المحافظين الجدد من خلال العودة إلى شجرة أنسابهم وأصولهم. ويعتبر الفيلسوف الألماني المولد ليوستراوس الأب الروحي لحركة المحافظين الجدد، هاجر بعد الحرب العالمية الثانية إلى إنجلترا ثم بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ولد ليوستراوس بكيرشاهين 1899 وتوفي في أكتوبر 1973، فيلسوف يهودي، التحق بالحركة الصهيونية عن عمر لا يتجاوز السابعة عشرة، درس الثانوي في ماربورغ، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى انتمى إلى صفوف الجيش الألماني وعمل مترجما، وعند نهاية الحرب سيتابع دراسته العليا وسيحرز على الدكتوراه من جامعة هامبورغ 1921، انتقل من الفلسفة الوجودية إلى الفلسفة الفينومينولوجية عند هوسرل وهيدغر، صدر له أول كتاب عن الفيلسوف اليهودي سيينوزا 1930، استطاع أن يحصل على منحة دراسية من طرف مؤسسة روكفلير لدراسة الفلسفة العربية واليهودية سنة 1932 بفرنسا التي سيغادرها للاستقرار بجامعة كامبردج، سنة 1937 سيصدر كتابا عن فلسفة ابن ميمون (الفيلسوف اليهودي الأندلسي) وكتابا عن (الفلسفة السياسية عند هوبز)، بعد ذلك سيلتحق للتدريس بجامعات أمريكا. ما بين 1938-1948 سيدرس مادة العلوم السياسية (بدل تخصصه في مادة الفلسفة) بالمدرسة الجديدة السياسية بنيويورك إلى أن تقاعد عن العمل سنة 1968.
في هذه المرحلة من إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية ستتغير اهتماماته الفكرية، كما أن آراءه في هذه الفترة عندما كان مدرسا لمادة العلوم السياسية سيغلب عليها طابع الكتمان والتداول الشفاهي ولهذا ستثير فلسفته كثيرا من الجدل لغموضها الذي لا يدرك فك ألغازها إلا المقربون من تلامذته الثقاة، أبرزهم ألان بلوم وهنري يافا دوكلاريمون، يذكر فوكوياما أن الفلاسفة الذين تأثر بهم ليوستراوس إضافة إلى أفلاطون، توسيديد، وبن ميمون والفارابي الذي تعرف عليه ستراوس عند دراسته للفلسفة اليونانية من خلال شروح وتعليقات (المعلم الثاني) على فلسفة أرسطو.
يتجلى تأثير الفارابي على ليوستراوس من خلال أهم أطروحة تنسب إليه، سيتبناها بعد ذلك المحافظون الجدد. عرفت (بالكذبة النبيلة) التي تعني أن قول الحقيقة قد يؤدي إلى الموت والمغامرة القاتلة. ولهذا يجب الانحياز للكذب وعدم الإفصاح عن الحقيقة لعامة الجماهير، وأن يقتصر ذكرها فقط على الخاصة، وهذه الفكرة من تأثير الآراء الهرمسية على غلاة الشيعة، عرفت بالتقية وهي موجودة كذلك في تراث القبالة عند اليهود. ولهذا ينصح ليوستراوس أتباعه بالاعتماد على (الكذبة النبيلة) من أجل تحقيق أهدافهم الإستراتيجية، عندما تبنى بوش الابن وجماعة المحافظين الجدد هذا المبدأ الستراوسي في الهجوم على العراق، وتبرير هذه الحرب باختلاق كذبة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي يعرف المحافظون الجدد أكثر من غيرهم عدم صحتها، وذلك ما تأكد للجميع بعد إسقاط نظام صدام حسين، وفشل لجن التفتيش في العثور عليها

أقول : فوكوياما هذا منشق عن المحافظين الجدد انظر كيف تتلاقح الفلسفات الفاسدة

الفلاسفة يعتقدون أن الأنبياء كانوا يكذبون الكذبة النبيلة وهي أنهم يخبرون العوام بخلاف الواقع لإصلاحهم ردد هذا المعنى ابن سينا وللأسف جماعة من المتكلمين منهم الغزالي وتبعه ابن الجوزي وحتى العز بن عبد السلام وانتهجوا نهج التخييل وهو اعتقاد أن الأنبياء أقروا الناس على التجسيم لأن عقولهم لا تقبل التنزيه

وهذا المذهب كان يدعو إليه ابن رشد بقوة وأنه لا ينبغي مخاطبة العامة بهذه الأمور

هؤلاء أخذوا هذا المذهب ونزلوه على السياسة وصاروا يكذبون على العوام الكذبة النبيلة فيما يرون وهم في باطنهم غير ما يظهرون

قد كان ابن تيمية يرى أن إسقاط الرازي لدلالة النصوص وقوله أنه لا يستفاد منها علم فتح لباب الزندقة على مصراعيه وهدم للدين

وكان السلف يقولون أن مقالة الجهمية شر من مقالة اليهود والنصارى ( يعني في حقيقتها )

يبدأ الأمر بإنكار حجية أخبار الآحاد ثم بإنكار السنة بالكلية ثم الانسلاخ من الدين وكل الأديان تماماً

تسلسل معقول ونحن نراه أمامنا اليوم ولتتبعن سنن من كان قبلكم

الفارق بيننا وبين اليهود أنهم لم يكن عندهم من يقمع موسى بن ميمون ولكن نحن عندنا من وقف أمام الجهمية ولا زال عندنا ولكن المصيبة كل المصيبة أن يصنف فرقة من أشر فرقة الجهمية على أنهم من أهل السنة وأن منهم عامة أئمة وعلماء الأمة ( أعني بذلك الأشعرية )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي