مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بين ما حصل لبني قريظة وما حصل لسبط بنيامين ...

بين ما حصل لبني قريظة وما حصل لسبط بنيامين ...



أما بعد :
 
فإن كل ما قام اليهود تجاه المسلمين بمجازر تكلم أذنابهم من الملحدين والتغريبيين بذكر بني قريظة وما فعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم

وكنت قد تكلمت آنفاً عن هذا الموضوع وأن بني قريظة غدروا بالمسلمين مرتين ووقفوا مع الظلمة المعتدين من أهل الأوثان ضدهم وأنهم هم من قبل النزول على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم بحكم التوراة ولو شاء المسلمون لأبادوهم كلهم

ولكن قتلوا فقط مقاتلتهم وأما الذرية فما تركوها هملاً بل سبوها

وقارنت ما ذكر مع ما في كتاب اليهود من ذكر إبادة يوشع بن نون لبعض الشعوب بأمر الرب صغارهم وكبارهم وأطفالهم ودوابهم

وذكرت تبريرات آباء الكنيسة لهذا الأمر من الله عز وجل وأنه في قوم يستحقون ذلك وأن الله لو شاء لذهب بأرواحهم ولكن جعلهم عبرة ليتعلم الناس من حالهم

واليوم سأذكر قصة أخرى حصلت بين أسباط إسرائيل أنفسهم ما دمنا نستذكر التاريخ كلما حصلت حادثة قتل

جاء في سفر القضاة من الكتاب المقدس عند النصارى الإصحاح التاسع عشر :" وفي تلك الايام حين لم يكن ملك في اسرائيل كان رجل لاوي متغربا في عقاب جبل افرايم.فاتخذ له امراة سرية من بيت لحم يهوذا. 2 فزنت عليه سريته وذهبت من عنده الى بيت ابيها في بيت لحم يهوذا وكانت هناك اياما اربعة اشهر. 3 فقام رجلها وسار وراءها ليطيب قلبها ويردها ومعه غلامه وحماران.فادخلته بيت ابيها.فلما راه ابو الفتاة فرح بلقائه. 4 وامسكه حموه ابو الفتاة فمكث معه ثلاثة ايام فاكلوا وشربوا وباتوا هناك. 5 وكان في اليوم الرابع انهم بكروا صباحا وقام للذهاب.فقال ابو الفتاة لصهره اسند قلبك بكسرة خبز وبعد تذهبون. 6 فجلسا واكلا كلاهما معا وشربا.وقال ابو الفتاة للرجل ارتض وبت وليطب قلبك. 7 ولما قام الرجل للذهاب الح عليه حموه فعاد وبات هناك. 8 ثم بكر في الغد في اليوم الخامس للذهاب فقال ابو الفتاة اسند قلبك.وتوانوا حتى يميل النهار.واكلا كلاهما. 9 ثم قام الرجل للذهاب هو وسريته وغلامه فقال له حموه ابو الفتاة ان النهار قد مال الى الغروب.بيتوا الان.هوذا اخر النهار.بت هنا وليطب قلبك وغدا تبكرون في طريقكم وتذهب الى خيمتك. 10 فلم يرد الرجل ان يبيت بل قام وذهب وجاء الى مقابل يبوس.هي اورشليم.ومعه حماران مشدودان وسريته معه 11 وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا قال الغلام لسيده تعال نميل الى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها. 12 فقال له سيده لا نميل الى مدينة غريبة حيث ليس احد من بني اسرائيل هنا.نعبر الى جبعة. 13 وقال لغلامه تعال نتقدم الى احد الاماكن ونبيت في جبعة او في الرامة. 14 فعبروا وذهبوا وغابت لهم الشمس عند جبعة التي لبنيامين. 15 فمالوا الى هناك لكي يدخلوا ويبيتوا في جبعة.فدخل وجلس في ساحة المدينة ولم يضمهم احد الى بيته للمبيت. 16 واذا برجل شيخ جاء من شغله من الحقل عند المساء.والرجل من جبل افرايم وهو غريب في جبعة ورجال المكان بنيامينيون. 17 فرفع عينيه وراى الرجل المسافر في ساحة المدينة فقال الرجل الشيخ الى اين تذهب ومن اين اتيت. 18 فقال له نحن عابرون من بيت لحم يهوذا الى عقاب جبل افرايم.انا من هناك وقد ذهبت الى بيت لحم يهوذا وانا ذاهب الى بيت الرب وليس احد يضمني الى البيت. 19 وايضا عندنا تبن وعلف لحميرنا وايضا خبز وخمر لي ولامتك وللغلام الذي مع عبيدك.ليس احتياج الى شيء. 20 فقال الرجل الشيخ السلام لك.انما كل احتياجك علي ولكن لا تبت في الساحة. 21 وجاء به الى بيته وعلف حميرهم فغسلوا ارجلهم واكلوا وشربوا 22 وفيما هم يطيبون قلوبهم اذا برجال المدينة رجال بني بليعال احاطوا بالبيت قارعين الباب وكلموا الرجل صاحب البيت الشيخ قائلين اخرج الرجل الذي دخل بيتك فنعرفه. 23 فخرج اليهم الرجل صاحب البيت وقال لهم لا يا اخوتي لا تفعلوا شرا.بعدما دخل هذا الرجل بيتي لا تفعلوا هذه القباحة. 24 هوذا ابنتي العذراء وسريته دعوني اخرجهما فاذلوهما وافعلوا بهما ما يحسن في اعينكم واما هذا الرجل فلا تعملوا به هذا الامر القبيح. 25 فلم يرد الرجال ان يسمعوا له.فامسك الرجل سريته واخرجها اليهم خارجا فعرفوها وتعللوا بها الليل كله الى الصباح وعند طلوع الفجر اطلقوها. 26 فجاءت المراة عند اقبال الصباح وسقطت عند باب بيت الرجل حيث سيدها هناك الى الضوء. 27 فقام سيدها في الصباح وفتح ابواب البيت وخرج للذهاب في طريقه واذا بالمراة سريته ساقطة على باب البيت ويداها على العتبة. 28 فقال لها قومي نذهب.فلم يكن مجيب.فاخذها على الحمار وقام الرجل وذهب الى مكانه. 29 ودخل بيته واخذ السكين وامسك سريته وقطعها مع عظامها الى اثنتي عشرة قطعة وارسلها الى جميع تخوم اسرائيل. 30 وكل من راى قال لم يكن ولم ير مثل هذا من يوم صعود بني اسرائيل من ارض مصر الى هذا اليوم.تبصروا فيه وتشاوروا وتكلموا"

تلخيص هذا الإصحاح أن رجلاً من لاوي كان عنده سرية أحاط به بعض بني بنيامين وهو سبط من بني إسرائيل فافتدى منهم بأن سلمهم سريته فزنوا بها الليل كله ولعبوا عليها ورموها عند بيته لما انتهوا من ذلك فأخذها وقتلها وقطعها قطعاً وأرسل قطعة لكي سبط من أسباط بني إسرائيل الأخرى يشكو إليهم ما فعله به أبناء عمومتهم

فغضبوا لذلك وسألوا سبط بنيامين أن يسلموهم الفعلة فأبوا عليهم فقرر أسباط بني إسرائيل أن يدخلوا حرباً مع هذا السبط الذي فجر

جاء في الإصحاح الذي يليه :" 1 فخرج جميع بني اسرائيل واجتمعت الجماعة كرجل واحد من دان الى بئر سبع مع ارض جلعاد الى الرب في المصفاة. 2 ووقف وجوه جميع الشعب جميع اسباط اسرائيل في مجمع شعب الله اربع مئة الف راجل مخترطي السيف. 3 فسمع بنو بنيامين ان بني اسرائيل قد صعدوا الى المصفاة.وقال بنو اسرائيل تكلموا.كيف كانت هذه القباحة. 4 فاجاب الرجل اللاوي بعل المراة المقتولة وقال دخلت انا وسريتي الى جبعة التي لبنيامين لنبيت. 5 فقام علي اصحاب جبعة واحاطوا علي بالبيت ليلا وهموا بقتلي واذلوا سريتي حتى ماتت. 6 فامسكت سريتي وقطعتها وارسلتها الى جميع حقول ملك اسرائيل.لانهم فعلوا رذالة وقباحة في اسرائيل. 7 هوذا كلكم بنو اسرائيل هاتوا حكمكم ورايكم ههنا. 8 فقام جميع الشعب كرجل واحد وقالوا لا يذهب احد منا الى خيمته ولا يميل احد الى بيته. 9 والان هذا هو الامر الذي نعمله بجبعة.عليها بالقرعة. 10 فناخذ عشرة رجال من المئة من جميع اسباط اسرائيل ومئة من الالف والفا من الربوة لاجل اخذ زاد للشعب ليفعلوا عند دخولهم جبعة بنيامين حسب كل القباحة التي فعلت باسرائيل. 11 فاجتمع جميع رجال اسرائيل على المدينة متحدين كرجل واحد. 12 وارسل اسباط اسرائيل رجالا الى جميع اسباط بنيامين قائلين ما هذا الشر الذي صار فيكم. 13 فالان سلموا القوم بني بليعال الذين في جبعة لكي نقتلهم وننزع الشر من اسرائيل.فلم يرد بنو بنيامين ان يسمعوا لصوت اخوتهم بني اسرائيل 14 فاجتمع بنو بنيامين من المدن الى جبعة لكي يخرجوا لمحاربة بني اسرائيل. 15 وعد بنو بنيامين في ذلك اليوم من المدن ستة وعشرين الف رجل مخترطي السيف ما عدا سكان جبعة الذين عدوا سبع مئة رجل منتخبين. 16 من جميع هذا الشعب سبع مئة رجل منتخبين عسر.كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون 17 وعد رجال اسرائيل ما عدا بنيامين اربع مئة الف رجل مخترطي السيف.كل هؤلاء رجال حرب. 18 فقاموا وصعدوا الى بيت ايل وسالوا الله وقال بنو اسرائيل من يصعد منا اولا لمحاربة بني بنيامين.فقال الرب يهوذا اولا. 19 فقام بنو اسرائيل في الصباح ونزلوا على جبعة. 20 وخرج رجال اسرائيل لمحاربة بنيامين وصف رجال اسرائيل انفسهم للحرب عند جبعة. 21 فخرج بنو بنيامين من جبعة واهلكوا من اسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين الف رجل الى الارض. 22 وتشدد الشعب رجال اسرائيل وعادوا فاصطفوا للحرب في المكان الذي اصطفوا فيه في اليوم الاول. 23 ثم صعد بنو اسرائيل وبكوا امام الرب الى المساء وسالوا الرب قائلين هل اعود اتقدم لمحاربة بني بنيامين اخي.فقال الرب اصعدوا اليه. 24 فتقدم بنو اسرائيل الى بني بنيامين في اليوم الثاني. 25 فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني واهلك من بني اسرائيل ايضا ثمانية عشر الف رجل الى الارض.كل هؤلاء مخترطوا السيف. 26 فصعد جميع بني اسرائيل وكل الشعب وجاءوا الى بيت ايل وبكوا وجلسوا هناك امام الرب وصاموا ذلك اليوم الى المساء واصعدوا محرقات وذبائح سلامة امام الرب. 27 وسال بنو اسرائيل الرب.وهناك تابوت عهد الله في تلك الايام. 28 وفينحاس بن العازار بن هرون واقف امامه في تلك الايام.قائلين ااعود ايضا للخروج لمحاربة بني بنيامين اخي ام اكف.فقال الرب اصعدوا لاني غدا ادفعهم ليدك 29 ووضع اسرائيل كمينا على جبعة محيطا. 30 وصعد بنو اسرائيل على بني بنيامين في اليوم الثالث واصطفوا عند جبعة كالمرة الاولى والثانية. 31 فخرج بنو بنيامين للقاء الشعب وانجذبوا عن المدينة واخذوا يضربون من الشعب قتلى كالمرة الاولى والثانية في السكك التي احداها تصعد الى بيت ايل والاخرى الى جبعة في الحقل نحو ثلاثين رجلا من اسرائيل. 32 وقال بنو بنيامين انهم منهزمون امامنا كما في الاول.واما بنو اسرائيل فقالوا لنهرب ونجذبهم عن المدينة الى السكك. 33 وقام جميع رجال اسرائيل من اماكنهم واصطفوا في بعل تامار وثار كمين اسرائيل من مكانه من عراء جبعة. 34 وجاء من مقابل جبعة عشرة الاف رجل منتخبون من كل اسرائيل وكانت الحرب شديدة وهم لم يعلموا ان الشر قد مسهم 35 فضرب الرب بنيامين امام اسرائيل واهلك بنو اسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين الف رجل ومئة رجل.كل هؤلاء مخترطو السيف. 36 وراى بنو بنيامين انهم قد انكسروا.واعطى رجال اسرائيل مكانا لبنيامين لانهم اتكلوا على الكمين الذي وضعوه على جبعة. 37 فاسرع الكمين واقتحموا جبعة وزحف الكمين وضرب المدينة كلها بحد السيف. 38 وكان الميعاد بين رجال اسرائيل وبين الكمين اصعادهم بكثرة علامة الدخان من المدينة. 39 ولما انقلب رجال اسرائيل في الحرب ابتدا بنيامين يضربون قتلى من رجال اسرائيل نحو ثلاثين رجلا لانهم قالوا انما هم منهزمون من امامنا كالحرب الاولى. 40 ولما ابتدات العلامة تصعد من المدينة عمود دخان التفت بنيامين الى ورائه واذا بالمدينة كلها تصعد نحو السماء. 41 ورجع رجال اسرائيل وهرب رجال بنيامين برعدة لانهم راوا ان الشر قد مسهم. 42 ورجعوا امام بني اسرائيل في طريق البرية ولكن القتال ادركهم والذين من المدن اهلكوهم في وسطهم. 43 فحاوطوا بنيامين وطاردوهم بسهولة وادركوهم مقابل جبعة لجهة شروق الشمس. 44 فسقط من بنيامين ثمانية عشر الف رجل جميع هؤلاء ذوو باس. 45 فداروا وهربوا الى البرية الى صخرة رمون.فالتقطوا منهم في السكك خمسة الاف رجل وشدوا وراءهم الى جدعوم وقتلوا منهم الفي رجل. 46 وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين الف رجل مخترطي السيف في ذلك اليوم.جميع هؤلاء ذوو باس. 47 ودار وهرب الى البرية الى صخرة رمون ست مئة رجل واقاموا في صخرة رمون اربعة اشهر. 48 ورجع رجال بني اسرائيل الى بني بنيامين وضربوهم بحد السيف من المدينة باسرها حتى البهائم حتى كل ما وجد وايضا جميع المدن التي وجدت احرقوها بالنار"

هذا الإصحاح يحكي حرب أسباط بني إسرائيل مع سبط بنيامين ويذكر أنهم قتلوا منهم 25 ألف فارس ودخل الأسباط إلى مدينة سبط بنيامين وأحرقوا كل ما فيها حتى البهائم ودمروا المساكن وهذا كله بأمر الرب انتقاماً لما فعلوا بامرأة الرجل اللاوي ويبدو أنهم قتلوا النساء أيضاً بدلالة الإصحاح القادم

جاء في الإصحاح الذي يليه :" ورجال اسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين لا يسلم احد منا ابنته لبنيامين امراة. 2 وجاء الشعب الى بيت ايل واقاموا هناك الى المساء امام الله ورفعوا صوتهم وبكوا بكاء عظيما. 3 وقالوا لماذا يا رب اله اسرائيل حدثت هذه في اسرائيل حتى يفقد اليوم من اسرائيل سبط. 4 وفي الغد بكر الشعب وبنوا هناك مذبحا واصعدوا محرقات وذبائح سلامة. 5 وقال بنو اسرائيل من هو الذي لم يصعد في المجمع من جميع اسباط اسرائيل الى الرب.لانه صار الحلف العظيم على الذي لم يصعد الى الرب الى المصفاة قائلا يمات موتا. 6 وندم بنو اسرائيل على بنيامين اخيهم وقالوا قد انقطع اليوم سبط واحد من اسرائيل. 7 ماذا نعمل للباقين منهم في امر النساء وقد حلفنا نحن بالرب ان لا نعطيهم من بناتنا نساء. 8 وقالوا اي سبط من اسباط اسرائيل لم يصعد الى الرب الى المصفاة.وهوذا لم يات الى المحلة رجل من يابيش جلعاد الى المجمع. 9 فعد الشعب فلم يكن هناك رجل من سكان يابيش جلعاد. 10 فارسلت الجماعة الى هناك اثني عشر الف رجل من بني الباس واوصوهم قائلين اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والاطفال. 11 وهذا ما تعملونه.تحرمون كل ذكر وكل امراة عرفت اضطجاع ذكر. 12 فوجدوا من سكان يابيش جلعاد اربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلا بالاضطجاع مع ذكر وجاءوا بهن الى المحلة الى شيلوه التي في ارض كنعان 13 وارسلت الجماعة كلها وكلمت بني بنيامين الذين في صخرة رمون واستدعتهم الى الصلح. 14 فرجع بنيامين في ذلك الوقت فاعطوهم النساء اللواتي استحيوهن من نساء يابيش جلعاد ولم يكفوهم هكذا. 15 وندم الشعب من اجل بنيامين لان الرب جعل شقا في اسباط اسرائيل 16 فقال شيوخ الجماعة ماذا نصنع بالباقين في امر النساء لانه قد انقطعت النساء من بنيامين. 17 وقالوا ميراث نجاة لبنيامين ولا يمحى سبط من اسرائيل. 18 ونحن لا نقدر ان نعطيهم نساء من بناتنا لان بني اسرائيل حلفوا قائلين ملعون من اعطى امراة لبنيامين. 19 ثم قالوا هوذا عيد الرب في شيلوه من سنة الى سنة شمالي بيت ايل شرقي الطريق الصاعدة من بيت ايل الى شكيم وجنوبي لبونة. 20 واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امراته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين. 22 فاذا جاء اباؤهن او اخوتهن لكي يشكوا الينا نقول لهم تراءفوا عليهم لاجلنا لاننا لم ناخذ لكل واحد امراته في الحرب لانكم انتم لم تعطوهم في الوقت حتى تكونوا قد اثمتم. 23 ففعل هكذا بنو بنيامين واتخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي اختطفوهن وذهبوا ورجعوا الى ملكهم وبنوا المدن وسكنوا بها. 24 فسار من هناك بنو اسرائيل في ذلك الوقت كل واحد الى سبطه وعشيرته وخرجوا من هناك كل واحد الى ملكه. 25 في تلك الايام لم يكن ملك في اسرائيل.كل واحد عمل ما حسن في عينيه"

ثم بعد الذي فعلوا حلفوا ألا يزوج أحد منهم ابنته لرجل من بنيامين

ثم أشفقوا عليه ألا ينقرضوا فدعوا الله متوسلين إليه أن يعفو عن سبط بنيامين فغزوا قبيلة وقتلوا كل رجالها ونسائها الثيبات وأخذوا النساء العذروات وأهدوهن لبني بنيامين !

ولم يكف ذلك بني بنيامين فتوجه لهم بقية الأسباط بالنصح بأن يقوموا بخطف نساء يخرجن للرقص _ ويبدو أنهن وثنيات _ لكي يعوضوا ما ذهب من نسائهم

فلاحظ الآن الأمرين

الأول : ما فعله الأسباط مع السبط الغادر من الإبادة العظيمة للمقاتلة والذرية حتى فنيت النساء منهم وقارنه بما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة والعفو الذي صدر قبل الغدر الثاني ثم بعد ذلك استبقاء الذرية

ثم قارن ما فعلوا بالقبيلة الثانية من قتل كل النساء الثيبات اللواتي لا يقاتلن فقط لأنهم لا يريدون إلا العذروات

ثم تأمل قصة الخطف الثالثة

هذا الكتاب هو الذي توضع لوحات أنه نور الحياة وهذا الكتاب هو الذي يحلف عليه الرئيس الأمريكي وفي جميع المحاكم الأمريكية ومعظم الغربية

فإذا قال لك خبيث لقنه اليهود ( ما فعل نبيكم ببني قريظة ) فقل له : ( أكرم مما فعل اليهود ببعضهم البعض لأجل الغدر بضيف )

ولا نجدهم أبداً يتبرأون من كتابهم هذا أو قبلهم أن يطعن فيه أحد وليست هذه نصوص داعية للكراهية كما تبرأ الزنادقة عندنا من الفتوحات الإسلامية المجيدة التي كانت إنهاء لامبراطوريات وإخراجاً للناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد

وقبل الختم أود التنبيه على عظم فقه السبي وتشريع الرق في الإسلام

فالرق رقان

رق جاء الإسلام فوجده قائماً وهو أساس من أساسيات الحياة فهذا عولج وقيد بأن أعلم السيد صاحب العبد أن للعبد عليه حقوقاً وأن الأمر مسئولية وأنه ليس كالدواب من كل وجه وأن الله عز وجل سيحاسب السيد على ما يفعل مع العبد بل في عدد من الأحوال يحاسبه ولي الأمر

قال الترمذي في جامعه 1949 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَبَّاسٍ الحَجْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ أَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ أَعْفُو عَنِ الخَادِمِ؟ فَقَالَ: «كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً»

وفي الإسلام إذا أردت أن يعفو الله عنك فاعف عن الناس وهذه قيمة عالية لا أعلم لها نظيراً في غيره من الأديان ( وربما وجد )

وقال مسلم في صحيحه 4319- [34-1659] حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ : كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي بِالسَّوْطِ ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي ، اعْلَمْ ، أَبَا مَسْعُودٍ ، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَبِ ، قَالَ : فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : اعْلَمْ ، أَبَا مَسْعُودٍ ، اعْلَمْ ، أَبَا مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَأَلْقَيْتُ السَّوْطَ مِنْ يَدِي ، فَقَالَ : اعْلَمْ ، أَبَا مَسْعُودٍ ، أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلاَمِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لاَ أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا.

وهذه طريقة عقلية في تعليم الأخلاق فلكي تعلم الشخص كيف يعفو الناس أخبره بخطئه في حق الله ومحبته لئن يعفو عنه

بل كفارة ضرب المملوك على وجهه أن يعتق كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي حين ضرب جارية على وجهها فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أعتقها معاوية ، وعبد الله بن عمر لما ضرب مملوكاً له أعتقه ثم قال ( ليس لي فيه أجر ) لأنه إنما فعل ذلك كفارة لصنيعه وهذا رواه البخاري في الأدب المفرد

ثم إن عتق العبد عبادة يتعبد بها لله عز وجل

وهناك عقد المكاتبة الذي قال الله تعالى فيه ( فكاتبوهم إن علمتهم فيهم خيراً ) أي إن كانوا مسلمين ، والمكاتبة أن يشتري العبد نفسه من سيده

وحرمة ضربه بغير وجه حق ، وجعل كفارة ضربه عتقه وحرمة التفريق بين المرأة الرقيق وولدها

والجديد فيه أيضاً أنه لا يجوز ضرب العبد لى وجهه ولا ضربه بلا جناية ومن فعل ذلك فعليه أن يكفر عن خطيئته بعتقه ، وأنه ينبغي أن يلبسه مما يلبس ويطعمه مما يطعم ، وأن الكبر يمنع المرء من دخول الجنة والسلامة من الكبر تكون بالأكل مع الخادم

في تشريعات أخرى مبهرة ، مع إعفاء العبد المسلم من الحج وصلاة الجماعة وإقامة حد الزنا التام عليه إذا زنا بل عليه نصف ما على الحر ، ومع كونه إذا أطاع سيده وأطاع ربه فله أجران وإعفائه من الجهاد أيضاً

وجعل الأمة التي تلد من سيدها أم ولد تعتق بمجرد موت السيد

وهذا كله خاص بالعبد المسلم الذي لا يجوز استرقاقه ابتداءً ولكنه إذا كان في بداية حياته كافراً ثم أسلم أو كان والداه كافرين ثم كان هو مسلماً ، وأما الكافر فقد هرب من الرق الذي خلق له فكان من عقوبته أن يكون رقيقاً لأن الكفر في الشرع جريمة تستوجب العقوبة وهذا ما لا يفهمه كثيرون من المعترضين على العديد من الأوامر الشرعية كالجهاد والرق وغيره والغاية الأسمى من استرقاقه أو حتى عقد الذمة مكثه بين المسلمين ليرى محاسن الدين وقد كان هذا سبباً في إسلام الكثيرين

وكفارة اليمين عتق رقبة وكفارة القتل الخطأ كذلك وكفارة الظهار وكفارة الجماع في نهار رمضان

وهذا كله لكي يعتق الناس إخوانهم المسلمين دون الشعور بكبير أسف على ذلك فكثير من الناس جاءهم الإسلام وقد دفعوا أموالاً باهضة في الرقيق وكانوا يعاملونهم معاملة الولد ومنهم من لا خادم له إلا الرقيق

قال مسلم في صحيحه 4314- [31-1658] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ (ح) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ : لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا فَهَرَبْتُ ، ثُمَّ جِئْتُ قُبَيْلَ الظُّهْرِ ، فَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي ، فَدَعَاهُ وَدَعَانِي ، ثُمَّ قَالَ : امْتَثِلْ مِنْهُ ، فَعَفَا ، ثُمَّ قَالَ : كُنَّا بَنِي مُقَرِّنٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا إِلاَّ خَادِمٌ وَاحِدَةٌ ، فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَعْتِقُوهَا ، قَالُوا : لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا ، قَالَ : فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا ، فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا ، فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا.

وقال البخاري في صحيحه 6715 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ

وقال البخاري في صحيحه 2517 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ صَاحِبُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ فَعَمَدَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى عَبْدٍ لَهُ قَدْ أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ فَأَعْتَقَ

فتأمل كيف أن هذه الأحاديث كانت من أعظم دوافع المؤمنين للعتق وقبل العتق الإحسان للعبد

وجعل للعبد المسلم أجرين مع إعفائه من كثير من الفرائض

وقد أعتقت عائشة في يمين واحد أربعين رقبة خوفاً من الله ولا يعلم في التاريخ أحد أعتق هذا العدد في يمين واحد

وأول قرار عتق عام في التاريخ فعله عمر بن الخطاب

قال عبد الرزاق في المصنف  15612 - قال أخبرنا بن جريج عن أيوب بن موسى قال أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب أعتق كل مصلى من سبي العرب فبت عليهم وشرط عليهم أنكم تخدمون الخليفة من بعدي ثلاث سنوات وشرط عليهم أنه يصحبكم بمثل ما كنت أصحبكم به قال فابتاع الخيار خدمته تلك الثلاث سنوات

وهذا إسناد صحيح وتأمل كيف أنه أعتق كل من صلى

وبعض الجهلة ممن ينكر السنة يدعي أن ملك اليمين الذي في القرآن هو الذي كان في الجاهلية فحسب فلو كان الأمر كذلك فهم أيضاً مجبورين فمن أين لنا أنهم استرقوا في الجاهلية من وجه عدل

وهناك مصرف من مصارف الزكاة خاص بالرقاب ، فإذا تذكرت حروب الصحابة ضد مانعي الزكاة فتذكر أنها حرب لأجل شريعة فرضها الله فيها حقوق الفقراء والمساكين والعبيد الذين يريدون الحرية مع تعويض لسادتهم يجعلهم يقبلون بصدر رحب فتلك الدماء الزكية بذلت في هذه الغايات النبيلة

وهناك نوع ثاني من الرق هو الاسترقاق في المعركة حيث يخير الإمام في الأسرى بين أن يقتل المقاتلة أو يسترقهم أو يمن عليهم أو يفادي بهم وأما النساء والأطفال فلهم هذه الخيارات عدا الأول لأنهم لا يقتلون

وهذا النوع من الاسترقاق مع كونه ليس حتمياً إلا أنه أحاطت به عدة أحكام أخلاقية جداً لا تفسير لها هو أنها شريعة من الله عز وجل

فأولاً المرأة المسبية إذا سبيت مع زوجها فالراجح من أقوال الفقهاء أنه لا يفرق بينهما

الثاني : أنه لا يجوز التفريق بين المرأة وولدها

الثالث : أنهم أجمعوا أنها لو أسلمت قبل أن يقدر عليها أنها لا تسبى

الرابع : أنه لا يجوز أن يطأها الرجل حتى يستبرئها بحيضة ولو كانت حامل لم يجز الوطء قبل أن تضع لأن هذا ليس بزنا ولكي لا تختلط الأنساب وليس الأمر اغتصابات جماعية كما يفعل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر بل الرجل يحرزها من غيرها ولو حملت كانت أم ولد ولها عورة وعليها حجاب وليست شيئاً مشاعاً وملكا عاماً فإذا أراد مفارقتها باعها أو أعتقها ولا بد من الاستبراء ولا يلزم أن يقع عليها فمنهم من لا يقع عليها بل يزوجها لبعض الناس

الخامس : أنه لا يجوز بيعها لمشرك وأنه ينبغي عليه أن يعلمها ويؤدبها فإذا فعل ثم تزوجها كان له أجره مرتين

السادس : أنه لا يجوز التسري بغير نساء أهل الكتاب ( وقد علمت أن التسري من شريعتهم أصلاً ) وأما غيرهم فعامة الفقهاء ونقله غير واحد إجماعاً أنهم لو غصبوا المسلمات لم يجز التسري بنسائهم لأنهن غير طاهرات وهذا التشريع بحد ذاته يغير النظرة النمطية للموضوع تغييراً محورياً ( على أن التسري بحد ذاته رحمة فإنك إن منعت المرأة من الحرام فأين تذهب بنفسها إن لم تجد لها مخرجاً من الحلال سوى أن تقبل على الحرام وما فيه من ويلات وقد كان الزنا في الجاهلية فاش في الجواري لأنهن لا نسب لهن يخفن عليه لهذا تقول هند أوتزني الحرة بل بلغ ببعض المنافقين أنه كان يتاجر بجواريه يكلفن أن يزنين ويأتينه بالمال فأنزل الله عز وجل تحريم ذلك )

السابع : أنه متى آمن كانت له حقوق الأخوة الإيمانية وقد ورد في حديث صححه جماعة من أهل العلم ( من قتل عبداً قتلناه ومن جدع عبده جدعناه )

وفي النهاية هذا حكم واقعي وله حكمة فلو ترك نساء الكفار وذريتهم بعد هزيمتهم من الحرب لصاروا نهبة للأمم ، ولو قلنا للمسلمين خذوهم وأنفقوا عليهم دون أي مقابل لكان في ذلك تعجيزاً للمسلمين

وهل الرق انتهى ؟

الواقع أن ما يسمى بالعنصرية لا زالت قوية ، وما دام هناك غني وفقير فشعبة عظيمة من الرق باقية

وانظر إلى قوانين الكفالة وكيف أن مسلماً في بلاد المسلمين يقع له من الذل ما الله به عليم بسبب طلب الرزق وتأمل هذا وكيف أنه شعبة من الرق

وأما التجارة بأجساد النساء فحدث ولا حرج وهو أمر أخبث من الرق فألغوا الرق القديم بصورته التي فيها صراحة وفي كثير من الأحيان أخلاقية ( حتى عند غير المسلمين ) وأبقوا أسوأ ما في الرق

ولو سألت نفسك لماذا يلزم المسلمون أنفسهم بكل هذه الأحكام وغيرها مما لم أذكره تجاه أمم هم قهروها

فيقال : لأن هذا شرع الله وليس شرع أنفسهم والله عز وجل رحمن رحيم

وإذا كنا نعتقد أن البشر غبار كوني وحيوانات متطورة وتفاعلات كيميائية ولا مركزية له في الدنيا فالكلام عن قضاياه كالكلام عن حقوق الحمر الوحشية التي تأكلها الأسود في الغابة !

وقد كان دارون ضد الاسترقاق بصورته الأوروبية القذرة ولكن لما رأى أن شيئاً يشبه الرق في مملكة النمل ( وهو يعتقد أننا حيوانات متطورة ) اهتزت معارضته لهذا الأمر اهتزازاً عظيماً فظهر له أنه أمر طبيعي ( ذكر هذا خالد الشايع في كتابه معبد الطبيعية )

وقارن هذه الأخلاق بما في كتب اليهود والنصارى المقدسة وما فعله هؤلاء وغيرهم في المسلمين طوال تاريخهم في حال استضعاف المسلمين وأعطني حقبة في التاريخ ترك المسلمون أعداءهم فتركهم هؤلاء الأعداء ( نقطة هامة للتفكر عند الكلام على جهاد الطلب )

ومن الأحكام الهامة حكم الولاء فإن العبد إذا أعتق يصير مولى لقومه الذين كانوا أسياده فيصير منهم يرثهم ويرثونه إن لم يكن له أو لهم أقرباء ويدفعون الدية عنه ويكون جزءاً من نسيجهم الاجتماعي وهذا تشريع عظيم في احتواء المرء معنوياً

وأخيراً بعضهم يذكر آثاراً عن ابن عمر في شراء الجواري وتحسينهن للمشتري ولا أريد البحث في المسألة فقهياً فإن العقول الضعيفة لا تفهم الحكم البالغة ولكن من يكفر بكل ما روي من آيات النبي صلى الله عليه وسلم المتواترة وما روي عن أصحابه من الزهد والتقوى والإحسان للخلق ثم يعول على أثر فرد فهذا كفانا مؤنة رميه بالهوى فهو رمى نفسه وأما الروافض فحتى تؤمن بالفضائل المتواترة للصحابة الكرام بعد ذلك تعال وتكلم في روايات فردية

والذين أعتقهم المسلمون بسبب هذه التشريعات عتقاً لا من فيه ولا أذى ولا بقاء لبعض آثار الرق الذي وصل للعزل في الكنائس وغيرها وإلى القوم ما يسمى بالعنصرية متقدة من أنقذهم المسلمون من هذا عدد لا يحيط به إلا الله وما أمة من الأمم فيها نظير هذا الذي في الإسلام
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي