أما
بعد :
قال
أبو نعيم في الحلية (2/ 279) حدثنا محمد بن المظفر، وعبد الله بن محمد بن عثمان، قالا:
حدثنا معروف بن محمد بن زياد، حدثنا الفضل بن العباس الجرجاني، حدثنا عفان بن سيار،
عن مسعر، عن وبرة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " احلفوا بالله
وبروا واصدقوا فإن الله تعالى يحب أن يحلف به ". تفرد به عفان عن مسعر.
الجرجاني
مجهول وعفان صدوق يهم
وقال
السهمي في تاريخ جرجان 599 - أبو العباس الفضل بن العباس الخلنجي الجرجاني روى عن عفان
بن سيار الجرجاني روى عنه معروف بن أبي بكر الجرجاني أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ وأبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى البكرآباذي قالا حدثنا معروف بن أبي بكر الجرجاني
قال قرأت على أبي العباس الفضل بن العباس الخلنجي الجرجاني قلت حدثكم عفان بن سيار
قال حدثنا مسعر بن كدام عن وبرة عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احلفوا
بالله وبروا واصدقوا فان الله يكره أن يحلف إلا به واللفظ لابن عدي"
هذا
الحديث قواه الألباني بحديث لا تحلفوا بآبائكم وليس هذا بابه ، فإن النهي عن الحلف
بغير الله ليس معناه محبة الله أن يحلف به بل قد يكون الإكثار منه منهياً عنه أو مكروهاً
وقد رأيت بعض الناس يستدل بهذا الحديث على استحباب الحلف مطلقاً وبكل حال
وإن
من الجهل بمكان أن يعتقد المرء أن هناك حديثاً مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم
انفرد به صاحب الحلية ! ومن في طبقته فمثل هذا لا يكون إلا وهماً
وهذا
الخبر منكر فمداره على مسعر عن وبرة وقد خولف عفان بن سيار ( وهو غير عفان الحافظ
) بسنده ومتنه
قال
ابن أبي شيبة في المصنف 12414- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ وَبَرةَ ،
قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : لأَنْ أَحْلِفَ بِاَللَّهِ كَاذِبًا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ
أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِهِ وَأَنَا صَادِقٌ.
فخالفه
فجعله موقوفاً وغير المتن ولما كان المتن في موضوع الحلف والإسناد هو الإسناد واجتنب
الأئمة الرواية المرفوعة ولم يوردها إلا من يورد غرائب الراوي علمنا أن المرفوعة وهم
والموقوفة
هي المحفوظة ووكيع من أحفظ الناس وقد تابعه جمع
قال
الطبراني في الكبير 8902 - حدثنا علي بن عبد
العزيز ثنا أبو نعيم ( ح )
وحدثنا أبو مسلم الكشي ثنا الحكم بن مروان الضرير
قالا ثنا مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرحمن قال قال عبد الله : لأن أحلف بالله كاذبا
أحب إلي من أن أحلف بغيره وأنا صادق
قال
ابن وهب كما في المدونة عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ وَبَرَةَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: لَأَنْ أَحْلِفَ بِاَللَّهِ كَاذِبًا
أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِغَيْرِهِ صَادِقًا
وذكر
همام وهم ، ورفعه بعضهم بلفظ الموقوف وهو غلط
قال
أبو الشيخ في طبقات المحدثين 336 - حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا محمد بن معاوية
العتكي ، قال : ثنا عمر بن علي ، عن مسعر ، عن وبرة ، عن عبد الله ، قال : قال النبي
صلى الله عليه وسلم : « لأن أحلف بالله وأكذب أحب إلي من أن أحلف بغير الله وأصدق
» هكذا حدث به محمد بن معاوية ، ورفعه ، ورواه الناس عن عبد الله بن مسعود من قوله
ثم
إننا لو فرضنا أن هذه المخالفة المسقطة للمرفوع لم ترد فانفراد صدوق يهم يروي عنه مجهول
عن مسعر من النكارة بمكان فمسعر كثير الأصحاب خصوصاً بمتن مرفوع في مسألة هامة، بل كيف ينفرد رجل جرجاني عن رجل كوفي بسنة مدنية ! لوحده هكذا
وفي سؤالات البرذعي عن أبي زرعة :" قيل: عفان سيار الجرجاني ؟ قال: "ربما أنكر وذكر غير حديث منكر من روايته، ورأيته يسيء الرأي فيه"
وهذا جرح مفسر غاية والمنكر مرادف للموضوع في عرف المتقدمين وقد قال العقيلي في عفان لا يتابع على رفع حديثه أي أنه يرفع الموقوفات ما حصل معنا هنا ، وحتى الذهبي المتأخر استنكر بعض حديثه
وفي سؤالات البرذعي عن أبي زرعة :" قيل: عفان سيار الجرجاني ؟ قال: "ربما أنكر وذكر غير حديث منكر من روايته، ورأيته يسيء الرأي فيه"
وهذا جرح مفسر غاية والمنكر مرادف للموضوع في عرف المتقدمين وقد قال العقيلي في عفان لا يتابع على رفع حديثه أي أنه يرفع الموقوفات ما حصل معنا هنا ، وحتى الذهبي المتأخر استنكر بعض حديثه
والمرء
إذا تكلم في الفن بجهل يصير مقارباً لمتعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأبلد
منه من يفتي بمثل هذه الأخبار الواهية دون أدنى تحقيق أو نظر
هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم