مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان كذب قصة ( اللحية التي خدعتني )

بيان كذب قصة ( اللحية التي خدعتني )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فانتشرت هذه القصة وهي قصة مكذوبة اخترعها رجل يبغض التدين الظاهر فيما يبدو

:" ليكم هذه القصة التي يقا أنها حدثت في زمن النبي سليمان عليه السلام : إذ جاء طائر إلى بركة ماء ليشرب منها ، لكنه وجد أطفالاً بقربها ، فخاف منهم حتى غادر الأطفال وابتعدوا .

وبالصدفة جاء رجل ذو لحية طويلة إلى البركة ، فقال الطير في نفسه : هذا رجل وقور ولا يمكن أن يؤذيني .

فنزل إلى البركة ليشرب من الماء ، فأخذ الرجل حجراً ورماه به ففقأ عين الطائر .

فذهب إلى نبي الله سليمان شاكياً ، فستدعى نبي الله سليمان ذلك الرجل وسأله : ألك حاجة في هذا الطائر حتى رميته ؟! فقال : لا ، عندها أصدر عليه النبي حكماً بأن تفقأ عينه .

غير أن الطائر اعترض قالاً : يا نبي الله إن عين الرجل لم تؤذيني ، بل اللحية هي التي خدعتني ، لذا أطالب بقص لحيته عقوبة له ، حتى لا يخدع بها أحداً غيري ، إنتهت القصة وسلامتكم"

لا يخفى أن هذه القصة كذب سمج وهي مخترعة ولا وجود لها في شيء من الكتب وعليها لمسة الليبرالية السعودية الحمقاء ، والذين يمتهنون الكذب السمج الذي لا يروج حتى على الأطفال

لا شك أن التدين الظاهر أمرٌ يشترك فيه الصالح والمنافق ، ولكن هل يجوز أن نذم الصالحين بزلل المتشبهين بهم ؟

هذا منتهى الظلم

من الناس من يصلي نفاقاً ومن يحج نفاقاً ومن يجاهد نفاقاً ومن يتصدق نفاقاً فهل يجوز أن نمنع من هذه الأمور ؟

واتهام أهل الخير بالرياء طريقة المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ، فكانوا يقولون عن المتصدقين مرائين ولما كانوا هم المراءون ظنوا هذا في أهل الإيمان

ولا سبيل لنا على بواطن الناس ، وكون المرء له تدين ظاهر فهذا لا يعني أنه معصوم وأنت مكلف وهو مكلف وإن زل في أي شيء فقد أحسن في اتباع السنة في هذا كما أنك محسن إذا صليت ومسيء إن فعلت معصية  وما يأتي من الأخلاق السوء سببه النشأة فيما قبل التدين في الغالب وخلل هذه النشأة في العادة يكون من الأسرة والإعلام القذر الذي يشرف عليه هؤلاء الذين لا يستحون من الكذب البارد في تأييد أهدافهم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي