مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان كذب عدنان إبراهيم وتناقضه في دعواه أن مسلم بن عقبة كان صحابياً

بيان كذب عدنان إبراهيم وتناقضه في دعواه أن مسلم بن عقبة كان صحابياً



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن الشبهات التي يطرحها عدنان إبراهيم مقتاتاً على كتب الرافضة دعواه أن مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة في وقعة الحرة كان صحابياً

وقد رد عليه بعض الناس ولم يوف المقام حقه

وهيجني للكتابة عليه نقاش رأيته في ملتقى أهل الحديث حصلت فيه مغالطات وأكاذيب

فقد ادعى بعضهم أن مسلماً بن عقبة له ترجمة في أسد الغابة وهذا كذب

وليعلم أن مسلماً بن عقبة لم يترجم له أي أحد في الصحابة

فإن قيل : فما بال ذكر ابن حجر له في الإصابة

فيقال : ابن حجر ذكر كثيرين لينفي صحبتهم فكتابه في كل اسم مقسم إلى ثلاثة أقسام قسم يذكر فيه مشاهير الصحابة في هذا الاسم وقسم ثاني يذكر فيه الذين ثبتت صحبتهم ولم يشتهروا والقسم الثالث يذكر من لم تصح صحبته وإن كان له ادراك أو اشتبه أمره على بعض الناس

وإليك الترجمة

قال ابن حجر في الإصابة :" 8434- مسلم بن عقبة
بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ «2» بن مرة بن عوف المرّي، أبو عقبة، الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرّة.
ذكره ابن عساكر، وقال: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الرجّالة. وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده، قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجّه إليهم عسكرا أمرّ عليهم مسلم بن عقبة المري، وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة، فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا"

وأهل الحديث إذا قالوا ( فلان له إدراك ) فهذا معناه نفي المعنى الأخص وهو الصحبة

وفات ابن حجر أمرٌ هام من كلام ابن عساكر

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق :" 7425 - مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك ابن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان أبو عقبة المري المعروف بمسرف (2) أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يحفظ أنه رآه "

فابن عساكر نص على أنه لم يثبت أنه رآه والصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك فهذا نفي للصحبة واضح

ودعنا من هذا كله

لقد ذكر ابن حجر أن عمدة ابن عساكر في دعوى ادراك مسلم بن عقبة خبر الواقدي الذي ذكر أنه كان ابن بضع وتسعين أيام الحرة

فمن هو الواقدي ؟

الواقدي رجل كذاب كذبه أحمد وقال عنه الشافعي :" كتبه كلها كذب "

و قال المغيرة بن محمد المهلبى : سمعت على ابن المدينى يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى ، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب .
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث .

فنص ابن المديني على أنه لا يقبل حتى في التاريخ

قال الشافعى فيما أسنده البيهقى : كتب الواقدى كلها كذب .
و قال النسائى فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .
و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .
و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .
و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .
و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث

فكيف يعتمد عدنان على كذاب كهذا وله مقطع آخر يكذبه فيه !

وهو الذي يكذب عكرمة البربري وينكر أحاديث الرجم المتواترة وأحاديث الدجال وعذاب القبر والختان وتبشير العشرة بالجنة وغيرها كثير

فهذه مع تعدد طرقها وتصحيح الأئمة لها وإفتاء الناس بها ينكرها ويكذبها ثم يثبت صحبة رجل بخبر لكذاب علماً بأن خبر الواقدي لا يدل على شيء أكثر من ادراكه للنبي صلى الله عليه وسلم وكثيرون أدركوه ولم يروه فلم يكونوا صحابة وهم من يسمى بالتابعين المخضرمين

والحقيقة أن عدنان إبراهيم خدع الكثير من الجهلة حتى رأيت رجلاً يرد عليه في نظرية التطور ومع ذلك يدعي أنه لا يبلغ علم عدنان وأن عدنان قرأ خمسة عشر ألف كتاب

ولو كان يقرأ مجلداً كل يوم لاحتاج إلى 41 عاماً فما بالك ومن الكتب ما هو مجلدان وثلاثة وأربعة بل بعضها عشرات المجلدات فهذه خرافة

والرجل قراءته في العلوم الشرعية ضحلة وهي عبارة عن اقتيات على كتب الرافضة وأضرابهم وكتب المستشرقين والمتأثرين بهم من الكتاب العصريين

أما اطلاعه على الكتب السلفية القديمة فضحل وضعيف

ومن أكاذيبه دعواه أن عبد الله بن أبي بن  سلول بايع تحت الشجرة وهذه كذبة تلقاها عن الرافضة وقد رد عليه حاتم العوني بأن هذه رواية الواقدي وفات العوني أنه لا توجد رواية في هذا أبداً وإنما هو من كذب الرافضة وهذا من تناقضهم فكيف يستدلون بالواهي والمكذوب ويتركون الروايات الصحيحة المتواترة في فضائل الصحابة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي